|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
مشاعر عائلية ..
لم أكن أدركُ أنَّ مشاعرَ فياضةً نكتنزها داخلَ نفوسنا حين يُلِمُّ بأحدِنا مُصَابٌ ولو كان يسيراً , إلا بعد أن مررتُ بتجربة بسيطة في أحداثها , لكنها عظيمة في محتواها , كبيرة في فحواها , واسعةُ الدلالة , عميقة الأثر في النفوس .
ذلكم أن طفلتي الصغيرة ( خزامى ) قد ألَمَّ بها عارض صحي بسيط بحمد الله , ولكنه يحتاج إلى تدخل جراحي لاستئصاله ( أكياس دهنية حول العينين ) , فكنا نُغَالِبُ القرارَ لإجراء العملية , بيد أننا استعنَّا بالله وأمضينا الأمر ,فكان ذلك صبيحة الثلاثاء ليومين بقين من شوال , وقد أدركتني وأمَّها شفقة الوالدين فأبكتنا حين مضوا بها إلى غرفة العمليات باكيةً خائفة , فجاشت نفس الأب وهو قائم ينتظر خروجها فقال هذه الكلمات اليسيرة : ألا حَمْدا لَكَ اللّهُمَّ حَمْداً ,,, عَظِيماً لا يُعَدُّ ولا يُسَامَى شَفَيْتَ بُنَيَّتِي مِنْ بَعْدَ سُقْمٍ ,,, فَعَادَتْ نَحْوَ صِحَّتِها خُزَامى مَضَوا بِصَغِيرَتِي صُبْحَ الثُّلاثا ,,, إِلى الْجَــرَّاحِ مِنْ قَومٍ نَشَامَى وَكانَتْ قَبلَ ذلك فِي اضْطِرابٍ ,,,يُغَالِــبُها البُكاءُ ولَنْ تُلاما فَأَبْكَتْنا جَمِيعاً حِينَ سارَتْ ,,, وَلَمْ نُحِرِ الجوابَ ولا الكَلاما سِوَى أنَّ القُلُوبَ تَفِيضُ وَجْداً ,,, وتَدْعو الله أَنْ يَهَبَ السَّلاما فَعَادَتْ بَعْدَ أنْ نَجَحَتْ وأضْحَتْ ,,, بِفَضْلِ اللهِ تَبْتَسِمُ ابْتِسَاما وقد يكون هذا الشعور غير مستغربٍ من الوالدينِ , ولكنه شعور الرحمة والشفقة , والحب والعطف , يدعونا إلى استشعار رحمة والدينا قبلاً وبعداً . وقبل أن أسدل الستار على هذا الموقف الجميل في حياتي , حصل في المنزل موقف أجمل منه بكثير , وذلك أننا لما رجعنا إلى البيت كانت أخواتها في انتظارها , وكانت أختها ( جمانة ) التي تسبقها مباشرة في العمر قد استعدت لها بهدية بسيطة تتمثل في لعبة أطفال , وحين أعطتها إياها كان الموقف الجميل جدا , حين احتضنت الصغيرتان بعضَهما , وجلستا تبكيان كأنهما فتاتان ناضجتان , وكانتا قبلاً دائمتي الخصومة واللجاجة في المنزل , ولكن الشدائد تقرب القلوب بين الإخوة والأخوات , فكان هذا الموقف من أجمل المواقف في حياتي , أن أرى مشاعر الكبار يبديها الصغار بأروع أشكاله وصوره , ولم يَفُتْنا توثيق الحدث الهام , فتم التقاطه بكاميرا سرية على عجل . فلله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا . علي الحامد 30/10/1432هـ
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
آخر من قام بالتعديل أبو سليمان الحامد; بتاريخ 28-09-2011 الساعة 09:00 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|