خولة بنت ثعلبة
هي خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة، زوجة أوس بن الصامت، وقيل في اسمها غير ذلك، وكان أوس رجلا كبيرا فظاهر منها ـ أي قال لها أنت علي كظهر أمي، وكان هذا من ألفاظ المفارقة في الجاهلية ـ فلما فعل ذلك لم تمكنه من نفسها، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه أمرها، وظلت تكرر شكواها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لها: ''يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه '' . حتى نزل الوحي بآيات سورة المجادلة: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله} وحددت الآيات كفارة الظهار ولم يكن أوس يملك رقبة فيعتقها أو يستطيع الصوم فيصوم أو يملك ما يطعم به ستين مسكينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''فأنا سأعينه بعرق من تمر '' وقالت خولة: وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ''قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي عن زوجك ثم استوصى به خيرا '' .
خرج عمر بن الخطاب ذات يوم في خلافته والناس معه، فمر بعجوز فوقف لها وجعل يحدثها وتحدثه، فقال رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز، فقال: ويلك أتدري من هذه؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها {قد سمع الله قول التي تجادلك} ، والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة.