بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ثلاثيني .. في حالِكِ ظنونِهم !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-06-2012, 02:31 PM   #1
معاني17
كاتب مميّز
 
صورة معاني17 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
ثلاثيني .. في حالِكِ ظنونِهم !

*

ترك طِلاءَ رأسِه بالسّوادِ مُذ سنةٍ خـَلتْ ..
بعد يقينه أنّه عبثـًا يحاولُ إخفاءَ معالمِ أعوامٍ مرّت ..
كم هي مُجحفةٌ أيامنا , تمضغنا فتزرعُ البياضَ في رؤوسِنا ..
والسوادَ في قلوبِنا ! ليته العكسُ ..

بعد وفاةِ أمِّة وبقاءِ صدى صوتِها يهتفُ في أذنيه ..
بُنيّ .. اغمُرْ فؤادي فرحةً باحتضانِ ابنك ..
حينَها طرقَ الأبوابَ الموصدةَ بكلِّ ما أوتيَ من ذلّ ..
كان سببُ رفضِهم واحدًا , وإنْ تعدّدت أعذارُهم ..
أنتَ ابنٌ بار, فقط اذهب الآن وكُنْ بجوار أمّك !
ولا تُفكر بإقحامِ فتاةٍ في حياتِك البائسةِ ..
إلاّ عندما تتخلصَ منها بأيّ شكل !

لم يخذلـْهُ حدْسُهُ أنّ هذا ما يمنعُهم ..
فقد عادتِ الأبوابُ مُشَرّعةًً له بعدَ رحيلِها ..
لكنّه زهدَ بكلّ بابٍ فـُتِح , بل وازدراه ..
ليس فقط انتقاما كونها زهدتْ به يومًا ..
بلْ لأنّ من تستحقُّ الفرحةَ رحلتْ , هي وأمانيها العِذابُ ..

دائما ما تحاصرُه أختُه الكُبرى بسؤالٍ ..
( قلي وش ناقصك ؟! ) هذه المرّة أجابَها ..
أريدُها بيضاءَ رشيقةً , قالتْ له : فلانة ..
وبطريقةٍ احترافيةٍ غيّرَ الموضوعَ ..
بعد أيامٍ تكرّرَ ذاتُ المشهدِ , أجابها أريدُها سمراءَ ممتلئةً !
ردّتْ شقيقتُه كأنك تتحدثُ عن فلانة ..
أطرقَ بُرهةً فتنبّهَ .. أنّ أختَه ذكرتْ الفتاةَ نفسَها !
أدركَ أنّ ما بدرَ منها اللحظةَ وإن هي لم تفعل ..
ليس إلاّ صُراخـًا في وجههِ بكلِّ ما أوتيتْ من حبٍّ وإشفاقٍ ..
أخي .. أنت لا تستطيعُ حتى التفريقَ بينَ رغباتِك !

لا يجرُؤ أحدٌ أن يفتحَ معه هذا الموضوعَ سِواها , وصاحبٌ مقربٌ ..
ومع هذا كانَ يرى اللومَ والظنونَ , وعلاماتِ الاستفهامِ ..
في أعينِ الجميعِ مابينَ مشفقٍ وشامتٍ !

ذاتَ صراحةٍ ومواجهةٍ ..
قالَ لصاحبِه : أرجوكَ لا تزدْ همّي ..
فعندما بلغَ عمري الثلاثين ونيفـًا ولم أتزوجْ ..
لا تظنّ أنّي رجلٌ بلا رغباتٍ , بلا أحلامٍ ..
فأنا مؤمنٌ أن أجمل ما في الدنيا ..
حضنُ أنثى , وضحكةُ طفلٍ ..
لكنّني فقدتّ المحفزَ , ولم أجدْ من تملؤني !
عندها وبابتسامةٍ مستعملةٍ غيّرَ صاحبُهُ الموضوعَ ..
بعدَ أنْ قالَ له : المشكلةُ يا صديقي لا تكمنُ في ملئِكَ !
بلْ أنتَ كثيرُ الثقوبِ ..

أيّها اللائمون , انفضّوا من حولِي اتركوني ..
فلم أنادي بكم , ولم أشكو لأحدٍ ..
دعوني في حالِكِ وحدتِي , وحشتِي ..
سألقي القبضَ على كل نظراتِكم المُخاتِلةِ !
وأودعُها غياهبِ اللامُبالاة ..
ترمُقوننِي وكأنّنِي في مَضْيَعةِ الرُّشدِ , وفـَقـْدِ الإدراكِ ..
تُرى كيفِ يتسنّى لي اختراقُ ظنونكم , همساتِكم ..
ومحاصرتكم إيّايَ في أحضانِ الخطيئةِ ..
أنا لا أعْبِأ باستطلاعِ مكنونِكم , لكنّكم لم تتركوني وشأني !

صاحبي ..
أصغِ إليّ جيدًا واسمعِ الكلامَ الذي لم ولن أنطقَه !
حتّى إمامهم الذي اصطفـّوا خلفـَه ..
لم يَعدْ يُلحُّ عليهم .. بمحاذاةِ المناكبِ وسدِّ الخللِ ..
فالشيطانُ لن يأبَه للفرجاتِ بينَهم , فهوَ يقطِنُهم ..

رغم أني بَنيْتُ ديني على خمسٍ !
سأظلّ في نظرِهم بنصفِ دينٍ ..
فالأمرُ في مدينتِي الفاضلةِ ! لا يَعدُو كونُه كذلك ..
ولا أدرِي ..
هل شيخُ الإسلامِ في نظرِهم بنصفِ دين ؟!

*
__________________
.

. . ما أقربك يا الله !

.

آخر من قام بالتعديل معاني17; بتاريخ 16-06-2012 الساعة 02:35 PM.
معاني17 غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)