رجل في عشر المائة قد توالت عليه السنون وهو قد أوقف نفسه للرقية على المرضى وأصحاب البلاء , تذهب إليه في كل وقت تجده يستقبل الجميع لا يرد أحدا وقد ذكر أن أحد بنيه وضع لوحة في بيته يحدد فيها أوقات الرقية الشرعية فلم يأبه بها بل استمر باستقبال الناس في كل وقت حتى أن أولاده لا يكادون يرونه ويجلسون معه , لا ترى عليه أثر السآمة الضجر من ضغط الناس وتوافدهم عليه باختلاف ظروفهم ومعاناتهم , يرقي الناس على كل حال هو فيها , يرقيهم في بيته وفي مسجده وفي سفره وحجه حتى في مرضه ومشفاه !إن نفسا تحمل هذا الجسد لهي نفس عظيمه , وإذا كانت النفوس كبارا .. تعبت في مرادها الأجسام , مع هذا التعب الذي كان يواجهه فلا تراه إلا طلق المحيا لين الجانب سمح النفس , لا يرى أثر الغضب على وجهه إلا إذا أراد أحد أن يعطيه مالا ولا يقبل الأعطيات من أي أحد كان , رأيته مرة يرقي شيخا كبيرا فيمازحه ويؤنسه ليدخل السرور عليه ويخفف عنه محنته , وكانت هيئته في رقيته هي يتكئ على كفيه ثم ينفث على المرضى ويمر عليهم واحدا واحدا إلى أن انحنى ظهره وتصلبت أصابعة فلا يستطيع أن يحركها .. يجود بالنفس إذا ظن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود .. سيفتقد أهل الطرفية " وين بيت الشيخ اللي يقرأ " سيفتقدك المسجد الذي ظليت به عشرات السنين إماما .. سيفتقدك أهل البلايا الذي لم تبخل بوقتك وصحتك وجهدك عليهم سيفتقدك العيد القادم ستفتقدك سكك بلدتك ... ولكن هناك أيد كثيرة سترفع بالدعاء لك والترحم عليك فنسأل الله أن يفرج عنك كرب الآخرة كما فرجت كرب المكروبين في الدنيا .. رحم الله الشيخ عبدالله العبيدان رحمة واسعة ووادخله فسيح جناته وأعلى درجاته
كتبه أبو خالد في الثالث من رمضان لعام 1433 هـ