[الزنقب]

يجعل سره في اضعف خلقه ..

انه سر الرب في الخلق .. وهو من اسرار الخلق .. ومن حكمة الرب وعدله

فهو قد قال في كتابه ( وجلعنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون ) ( وكذالك فتنا بعضهم ببعض )

فالكل مفتون بالكل .. عن طريق التسلط والتسخير والحب والكره والتنافس والصراع والعدوان .. الخ


كيف يتم هذا ؟؟


ربنا سبحنا جعل الناس ضعفاء واقوياء .. وجعل الانسان متعدد الجوانب ..

فعندنا الجانب الاجتماعي والنفسي والروحي والجسدي والعقلي ..

والناس يحكمون على غيرهم من الجانب الاجتماعي في الغالب كما قرره احمد

راجح في كتابه اصول علم النفس ..


فيقال لضعيف البنيه المستضعف اجتماعيا بسبب فقره وقلة وجاهته بين الناس

او بسبب جنسه كالمرأه او عمره كالطفل بأنه ضعيف


الحكم في هذا على ألجانب ألاجتماعي لانه مستضعف اجتماعيا

لكنه قد يكون ضعيف نفسيا او عقليا او روحيا

وكثير من الضعاف اجتماعيا اعطاهم الله قوه نفسيه وروحيه لان الله حكم عدل

لا يجعل عبده ضعيف من كل جوانبه .. فما تراه من قوة فيه ضعف وما تراه من ضعف فيه

قوه ولكن دقق على الامور النفسيه الداخليه ولا يأخذك بريق الامور الاجتماعيه ..

فمن القوه النفسيه قوة الصبر وقوة التحمل وقوة الحسد وقوة الحقد وقوة الغضب

ومن القوي الروحيه قوة التعلق بالله .. وقوة القرب من الملائكه .. وقوة القرب من الشياطين ..

ومن القوى العقليه قوة الادراك وقوة الذكاء وقوة الذاكره وقوة الخيال وقوة التركيز ..

ومن قوة الجسد قوة القوى الداخليه وقوة العضلات وقوة الاعضاء وهذا من العجائب

فبعض الناس خلق في جبلته كالنبات الصحراوي لا يبيد ولا يخرب ويستمر في الحياة

ولا يخرج منها الا بحادث شنيع فجسمه يتحمل الامراض ويكافحها ويقوى على دفعها

وبعض الناس خلق في جبتله كزهر الربيع ضعيف الخلقه ضعيف القوى كثير المرض

ضعيف التحمل سريع العطب ..



وسوف اضرب مثال بقوى الروح وأن كان ضعيف بسبب جنسه او عمره او فقره او قلة وجاهته

ونقصد بقوة الروح القدره على التأثير بالغير عن طريق الارواح ...

وقد شاهدت من قوة هولاء وشدة سلطانهم على غيرهم اشياء غريبه واحوال عجيبه

تجد الوحد منهم ضعيف المشاعر يسخط لادني مثير .. ضعيف العقل عجول لا يصبر ..

ضعيف بسبب فقره وعمره وجنسه .. ومع ذالك عنده قوة روحيه عظيمه لو وضعت على صخر

لفلقته او على حديد لفصمته .. او على جبل لفتته ..

ولا ابالغ في ذالك .. فكم قتلوا وكم فرقوا وكم اذو وكم اعتدوا

اروحهم تفري في عباد الله .. فتفرق بين الاحباب .. وتنزل الرجال الى التراب ..

وتدخل الجمل القدر .. والرجل القبر ..

ما اقتلهم لغيرهم وما اقوى غائلتهم على من يتسلطون عليه ..


فهم يقتلون بدون دماء .. ويحبسون بدون زنزانه .. ويخربون حياة غيرهم بدون عدوان ظاهر

كل ذالك عن طريق الارواح .. التسلط الروحي على الغير ..

تتبع ارواحهم ما عند غيرهم من النعم .. ويركزون عليه وتتلهف عليه انفسهم وتزهق عليه ارواحهم

فيكون الغير دائما في اذهانهم كرسالة الجوال التى لم تفتح فهي تنبه صاحبها في شاشة الجوال

كثيرا حتى يفتحها .. ومن شدة تركيزهم عليهم يكادون يسطون بهم ويزلقونهم على أم رؤسهم ..


وبالتركيز عليه وتسلط مشاعرهم وانزال احباطاتهم وحرمانهم وشقوتهم عليه يخرج من نفوسهم

سهام مسمومه ورصاص خارق .. ونار محرقه .. وعضة سامه ..

ينزل على من يتسلطون عليه في اجسامهم فتمرض وتشكي .. وعلى اموالهم فتتبدد ..

وعلى علاقاتهم فتتفكك .. وعلى تجارهم فتبور .. وعلى قصورهم فتخلوا من النازلين ..


فترى في اجسا من اصابوه النحول .. وترى فيها الضربات الزرقاء والكدمات السوداء .. وترى شحوب

في عيونهم وضيق في نفوسهم .. بسبب تلك السهام القويه التى خرجت من انفس هولاء

المحرومين والضفعاء ..

انه رصاص الحرمان .. وسموم القهر .. وطعنة الحقد ..


وكم قتلوا من نفس .. وكم فرقوا بين محبين .. وكم حرموا من نعمة .. وكم افسدوا

في الارض .. وكم تسلط حرمانهم على غيرهم فتشكل على صورة رماح وخناجر شيطانيه

يصاب بها اهل النعمه في غفلة في امرهم .. ويحسون بضربة منها في حين غرة وبدون

سبب .. فتحفي ارجلهم الى المستشفيات ويبحثون على الطب والعلاج .. وتضيق نفوسهم

بمن حولهم .. وتتكدر حياتهم .. وتتحول نعمائهم الى نقمه .. وفرحهم الى بكاء كابكاء الاطفال


فسبحان من سلط بعض عباده على بعض .. وسبحان من قوى بعض عباده حتى صار جبار عنيدا

رغم استضعافه امام الناس وقلته .. وسبحان من جعل سره في اضعف خلقه ..

فلا تحقر ضعيف لضعفه .. ولا تنبهر لقوى في قواه .. فهناك قوة اخرى وضعف اخر ..

لا يعلمه ولا يحيط به الا خالق الكون سبحانه ..