[مثلث برمودا]

" ما هو ممكن لا نريده .. وما نريده غير ممكن ... والنتيجة إجازة مفتوحة " مقولة للمفكر الإسلامي د . عبدالكريم بكار


لو تأملت في واقعنا الذي نعيشه لوجدت أن المقولة أنفة الذكر تسيطر على مفاهيم الكثير منا .. فنحتقر كل عمل صغير .. ونريد أن نحقق أهدافنا العظيمة التي نرسمها في عالم خيالنا الخاص بنا بين ليلة وضحاها .. فترى منا من يريد التفوق في دراسته دون فعل الأسباب المؤدية للحصول على ذلك من تخصيص وقت يومي للمذاكرة إضافة إلى التركيز داخل قاعة الفصل .. و السؤال عن الغامض و غيره .. وعند إخفاقنا نلقي بالملامة على غيرنا ..
إننا نستحق جائزة نوبل في التفنن في اختلاق الأعذار وإلقاء اللوم على والدينا أو معلمينا أو مجتمعنا أو حكامنا .. أنه المخرج السريع للهروب من مواجهة أنفسنا ..
وعوداً على بدء ...
أحبتي الشباب ... إن أمتنا في هذا الوقت بأمس الحاجة لنا _ خصوصاً نحن الشباب _ فإذا أخذنا بمفهوم أن ما هو ممكن لا نريده وما نريده غير ممكن .. فعلى سبيل المثال نريد أن ننتصر على أمريكا ونفتتح بيت المقدس .. فهذا ما نريده ونقول أنه غير ممكن .. ولكن بأيدينا مما هو ممكن الكثير الكثير وهي أعمال في محصلتها النهائية تسهم في الوصول إلى هدفنا الأسمى و الأعلى .. وقد نكون من ضمن من يحتفل بهذا النصر .. أو تكون ساهمنا في وضع اللبنة الأساسية له ..
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
لقد أعتدنا ألا نغير أنفسنا إلا بحادث أو مصيبة تجبرنا على التغيير .. ولا نسعى إلى التغيير نحو الأفضل .. فمن هذه اللحظه يجب علينا جميعاً أن نعقد العزم .. و نتوكل على الله .. ونفعل الأسباب التي تؤدي بنا إلى تحقيق ما نطمح إليه من أهداف .. إنها دعوة للتغيير أوجهها لنا جميعا .. وأن نبتعد عن احتقار أنفسنا .. وأن نسّير أمورنا بتوازن .. وأن نضبط أمورنا وأعمالنا و اهتماماتنا .. بالتخصص في مجال معين و بذل الجهد فيه بأقصى ما أوتينا من قوه .. فالجميع اليوم يحترم القوي في تخصصه .. الذي يحمل عقيدة و مبدأ يدافع عنه و مستعد للموت من أجله .. .. فلنكن إيجابيون .. ولننزل إلى ميدان العلم و العمل .." فلا تحقرن من المعروف شيئاً .. ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " .. فوالدينا بأمس الحاجة لخدماتنا .. وأخوتنا ينتظرون نصائحنا و توجيهاتنا .. وأبناء الحي لم يجدوا من يعلمهم القرآن بعد رحيل معلم الحلقة للتدريس في منطقة بعيدة .. وعماتنا و خالتنا عاتبين علينا لقطيعتنا .. والجمعيات الخيرية _ خصوصاً و هي تمر بأزمة حرجة في هذه الفتره _ بحاجة إلى شاب نشيط مقدام مثلك يدافع عن نبل رسالتها ويساعدها قدر استطاعته وما يسمح به وقته .. اجتماعات أسرنا الدورية تشتكي من طغيان الروتين عليها وبدء تقلص الحضور فيها فأين نشاطاتنا و إبداعاتنا .. أما وقد هز وجداننا إغتيال الشيخ أحمد ياسين _ رحمه الله _ .. فماذا قدمنا لقضيتنا الأولى هل تكفي المشاعر ؟! .. لنا إخوة ابتعدوا عن طريق الصلاح والهداية لم يجدوا من ينقذهم من الفراغ إلا استراحات فيها تتقاذفهم أمواج القنوات أشغلت قلوبهم و عقولهم بتفاهات عن الانشغال بأمور دينهم و دنياهم .. إنهم يبحثون عن منقذ ذا نفس طويل ينقذهم من هذه الأمواج المتلاطمة ، فأين المشمرون ؟!.. نريد منا من يكون خبيراً اقتصادياً يرشدنا للطريقة المثلى لتوظيف جميع الموارد المتاحة في دولنا الإسلامية لزيادة موارد دخلنا ولكي تسمع كلمتنا في المنظمات والجمعيات الدولية .. أو رجل أعمال ناجح _ ليس همه الربح فحسب _ يسعى لتوظيف أبناء مجتمعه وسد حوائجهم ويساهم في بناء أسر عفيفة مستورة الحال .. ونريد منا من يكون مهندساً أو طبيباً أو معلما..ً أو .. أو .. يقضي معظم وقته بالإطلاع و البحث و التجربة يسهم في رفعة وعزة أمتنا بكل ما أوتي من قوه ..
أخيراً ...
أتساءل : هل ستستمر نظرتنا للأمور وفق هذه المعادلة " ما هو ممكن لا نريده .. و ما نريده غير ممكن " ..
أترك الجواب لك أخي القارئ الكريم .. والكرة الآن في ملعبك .. ونحن جميعا بانتظار إنجازاتك ..

ودوماً على دروب الخير و العلم والنور نلتقي .،