|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 293
|
وإن جندنا لهم الغالبون
وإن جندنا لهم الغالبون
د. ناصر بن يحيى الحنيني الحمدلله القدوس السلام ، ذي العزة والجبروت الذي لا يضام ، الحي القيوم الذي لاينام ، لايعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء الملك العلام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادةً يقبل بها الإسلام ، وتنال بها العزة والرفعة على كل الأنام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى الجهاد وإحياء ذروة سنام الإسلام ، وعلى آله وأصحابه الأبطال أولي النهى والأحلام ، ومن تبعهم بإحسان وجهاد وإقدام ،إلى يوم يحكم الله فيه بين الأنام أما بعد : أيها المسلمون : الوجوه شاحبة والعيون شاخصة ،والقسمات والملامح مجهدة ، تسمع صراخ النساء وبكاء الأطفال ، وأزيز الطائرات وأصوات القنابل والانفجارات ، الكل يهرع ، الكل يجري ، وكأنك في مشهد من مشاهد يوم القيامة ، في الشوارع ترى الدماء تسيل ، والأشلاء ممزقة ، ورغم كل هذا تسمع صرخات التكبير مدوية ،وسط كل هذه المناظر المؤلمة نرى ضوء الفجر قد بزغ وإذا بالتاريخ يسجل والقنوات تصور وتعرض أعظم البطولات ، وأسمى معاني الفداء والتضحيات، ورغم كل هذا نسمع صوت الأذان مرتفعا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ،وصدق الله إذ يقول ![]() ![]() البشارة الأولى : الحقيقة التي لا تتبدل، والحق الذي لا يتغير والبشارة التي لاتزول ما أخبر الله به في كتابه في غير موضع حيث : يقول ربنا جل وعلا : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) غافر [51]، ويقول سبحانه : (إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) آل عمران[160، ويقول المولى جل شأنه ![]() أبعد هذا يمكن أن يداخلك شك، فاستعد فإن النصر قد قرب والفجر قد بزغ (إن رحمت الله قريب من المحسنين ) البشارة الثانية : ما شاهدناه وشاهده كل العالم من بطولات أحفاد سعد والمثنى الذين أعادوا لنا ربى حطين والقادسية واليرموك ، لكم الله يا أبطال الفلوجة ياغرة الزمان وياشامة الإسلام ، يامن رفعتم جبين الأمة ، إننا نكاد أن نذوب خجلا وحياء من هذه البطولات التي فاقت كل التصورات وكل تحليلات المحللين وتوقعات المنظرين والمخططين ، هذه البطولات التي أخرست الألسنة اليائسة والنفوسَ المريضة ، والقلوب الضعيفة ، كم هي فرحتنا وأنتم تنتقمون لنا ممن ظلمنا ،ممن هتك الأعراض وخرب الديار وسرق الخيرات وجعل الأرض كلها بوار ، لقد ثأرتم لكل أب مظلوم لكل حر أبي مكلوم، ثأرتم ورب الكعبة فأطفئتم الحسرة والحرقة في الفتاة التي هتك عرضها ونيل من كرامتها ،لقد مرغتم كرامة أمريكا وأذهبتم هيبة أمريكا، وكسرتم حاجز الخوف من حامية الصليب، أنكم أعطيتم الدرس واضحا للجيوش النظامية التي لم تحرك ساكنا ولم تحم وطنا ولم ترع ذمما ، بكم ياغرة الزمان تصنع الأمجاد وعلى أيديكم تتعلم الشعوب معنى العزة والكرامة، لقد أعطيتمونا الدرس العظيم الذي لن ننساه بأن حياة العز والشرف خير من حياة الذل مع الترف ، يا أبطال الفلوجة إن بطولاتكم فضحت وعرت الممارسات الرخيصة والقذرة في إعلامنا العربي عذرا أيها الأبطال أنتم تصنعون التاريخ ونحن نقدم البرامج التي تجعلنا في زبالة التاريخ ، عذراً أيها الأبطال كاد اليأس والإحباط أن يذهب بحشاشات القلوب ونحن نشاهد العبث الذي أجمعت عليه القنوات الفضائية في زمن قل فيه الإجماع فإذا بكم تبعثون الأمل وترسلون الرسالة بالأفعال لا بالأقوال ،إن في الأمة رجال، إن في الأمة أبطال يدافعون عن الدين والعرض والأرض والمقدسات ،. يا أبطال الفلوجة ياأبطال العراق الأباة لقد أعطيتمونا درساً في معنى الإيمان الصحيح الإيمان الحق ![]() يا أبطال العراق : لئن فاتكم شيء من الدنيا ولم تتمعتوا بها، لئن لم تحوزوا على أوسمة الخيانة والذل التي أعطاها المحتل للخونة من بني جلدتكم فلن يفوتكم الوسام الذي أعطاكموه ربكم إذ يقول مبينا منزلتكم ودرجتكم ![]() البشارة الثالثة : كم من نعمة يسديها العدو لكم وهو لا يشعر ، لو قيل لأمريكا نريدكم أن تدربوا أبناء العراق على الجهاد والقتال والصبر وتحمل الأعباء لمدة طويلة حتى يستطيعوا أن يقاوموا المحتل ، هل تتصورون أن يتجاوبوا معكم ، إن المتأمل في واقع خطط الأعداء في القديم والحديث هو إغراق الشعوب في الملذات والملهيات والشهوات حتى تغدوا كالقطعان السائمة التي لا تعرف معروفا ولاتنكر منكرا ، تغدوا شعوبا لا هم لها إلا الترفيه والتسلية كم تنفق أمريكا وربيبتها دولة يهود على إضلال الشعوب فهذا سلاحهم وطبعهم منذ القديم ، فنحن إلى الآن مازلنا نتابع البرامج التي تعرض الرذيلة في أقبح صورها وتهدم الفضيلة بأحط الأساليب وأرذلها ، وصدق الله إذ يقول ![]() البشارة الرابعة :لقد عجزت وسائلنا الإعلامية بل تعاجزت عن فضح أمريكا وإبداء وجهها الكالح ، عجزنا عن تعريتهم وبيان حقيقة حضارتهم التي يزعمون ،وأنهم في حقيقة الأمر برابرة همج لا يراعون طفلا صغيرا ،ولا شيخا كبيرا ،ولا امرأة ضعيفة، لقد نُزعت الرحمة من قلوبهم، فالمساكن تدك على رؤوس العزل من أصحابها ،والمساجد تهدم على الآمنين المطمئنين في جوار ربهم ، أي حضارة التي تبشر بها أمريكا ؟وهي تستخدم الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً ، أي نظام تحترم ؟وأي شعوب تقدر؟ وأي عدالة تدعوا لها؟ وأي حقوق تريد؟ ، يا أبطال العراق : لقد غيرتم وسائل الإعلام رغماً عنها فجعلتموها تفضح الحضارة الأمريكية وتعريها للعالم عبر عدسات المصورين وهم يشاهدون همج المبشرين بالدين المحرف المكذوب على المسيح عليه السلام ، فإذا بالعالم يزداد قناعة بفشل المشروع الأمريكي التي تبشر به حامية الصليب وعباد الشهوات، ليس بمستغرب من عدونا أن يفعل هذا فهذا هو الأصل فيهم كما أخبرنا جل وعلا بقوله ![]() ![]() البشارة الخامسة :لقد أفشلتم مخططات عدونا في المنطقة وأخرتم مشاريعها التغريبية والتوسعية ، إنه يعيش تخبطاً وارتباكاً لم تعشها أمريكا ولا حتى في حربها مع فيتنام التي هزمت فيها فالهزيمة التي تعيشها الآن لها نكهة أخرى يتلذذ بها الأحرار المؤمنون ولا يشعر بها إلا من كان قلبه معظما لربه ومولاه محبا للمؤمنين مبغضا لأعداء الملة والدين ، يا أبطالل العراق : إن النصر الحقيقي هو في ثباتكم على مبادئكم وليس في نصر يكون بالتنازل عن الدين والمبادئ،إن حقيقة النصر أن لا يستطيع العدو أن يحقق أهدافه ويرجع خائباً خاسراً على عقبيه ، فهاهو لم يستطع أن يتنعم النفظ الذي كان يحلم به ، ولا بالاستثمارات التي كان يتمناها ، ولا بالتوسع الذي كان ينشده ، يا أبطال العراق تذكروا قول ربكم فهو تسلية لكم وتطييباً لنفوسكم ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ) ، وتذكروا قول ربكم ومولاكم ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون ) أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|