بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رثـــاء وعــــزاء للإخوان , , , أعادها الله من أيام .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 05-03-2006, 12:09 AM   #1
ابن حزم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: اللهم الــجنة
المشاركات: 1,135
رثـــاء وعــــزاء للإخوان , , , أعادها الله من أيام .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وأسعد الله أوقاتكم بكل خير ومباركم عامكم والعام الذي يليه , وأسعد الله أيامكم بكل خير . . .


خرجت مرة من المرات , تائها حائر قد ضاقت علي الأرض بما رحبت ... فلقد اشتد نفسي على الدنيا وزينتها , ورأيت تعلق الناس بها , خاصة ما صار عليه أهل الاسهم ( أعاذنا الله وإياكم منها ) ... فخرجت أطوي الأرض بسيارتي ذهابا وإيابي ..


مررت بالــصباخ ... واستنطق الأرض تخبر عن رجال مشوا عليها باتوا اليوم تحت التراب مخلفين أشباه رجال و أطفال وبـــــعض الــــرجال ...

استوقفت سيارتي واخذت اشاهد تلك الأرض التي كانت تعمر بالذاكرين والعابدين , والزاهدين . . رجال كانوا يعمرون ايامهم واوقاتهم بالطاعة والعبادة تراهم سجدا ركعا يحيون الليل عبادة والنهار إنابة ... لسان حالهم ( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) ...
ثم صرفت النظر كرتين لما صار عليها حالنا الان , من نساء بعمائم ولحى , قد رابطوا ( في صالات الأسهم ) وأنابوا إلى ( السهم الأخضر ) خائفين من الضربة القاضين والسهم الأحمر الذي ألقاهم صرعى في صالات الأسهم .. نسأل الله السلامة والعافية . فشاهدهم واسأل ربك العافية ...

( الإثم ما حاك في نفسك ...) و ( استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) ومع الاسف أن صار رواد هذه الصالات هم من توشحوا العلم وتغمدوه ... متشبثين بفتوى ( اجـــتــــهاد ) طالب علم أو عالم .... حيث لم تدع هذه الفتوى للتورع في حياتهم مكان , وكأنها كلمة من العصر الوسطى ....


وفجأة , بدأ صوت المنبة يرن اسماعي حيث أني وقفت في وسط الطريق الصغير بين المزارع واذا بأحد المزارعين يريد مني أن افتح له الطريق وحق له ذلك , فلقد امرنا المصطفى باعطاء الطريق حقه ...

تاسفت من ذلك الرجل وازحت مركبتي . متوجها إلى ( الخبيبة ) وما أدراك ما الخبيبة , تلك البلدة بل القرية بل الحي , الذي اقض مضجع العلمانين و المفكرين .. بكااااااااااااااامل اتجاهاتهم وافكارهم ...

وعندما تدخل هذا الحي , فظن خير ولا تسأل عن السبب ... ارفع راسك عزة وفخرا وشموخا إلى هذه المنطقة الصغيره التي لا تزال تحتفظ بالتراث السابق والتركة ( الإخوانية الاصلية ) ...وعند الكلام عن هذه التركة فالكلام ذو شجون ..

لقد كان المدخن لا يجرأ أن يرفع سجارته امام اعين الناس , بل لا يجرأ ان يدخن داخل البلد . وكان التلفزيون جريمة منكرة ...( حتى أصبح الآن قرآن يتلى والويل والثبور لمن خالف هذا الكلام فالتبعية والتعنت والتجمد والغباء و و و و مصيره ومآله ) بناء على نظر فلان بالاباحة وانه وسيلة دعوية ...

يحدثنا كبار السن عن بريدة قديما حيث أنك تسمع أنين المصلين وبكاء الخاشعين ليلا ... وبقائهم في المساجد حتى تطلع الشمس نهارا عامرين أوقاتهم بالطاعات والعبادات .. واضعين قول الحبيب ( من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) نصب أعينهم ...

أما الآن فأنت تسمع نباح المغنين من جهة , و صراخ المنشدين من جهة أخرى , وإن البقر تشابه علينا فصرنا لا نميز بين الاثنين .. فاصبح المغني منشدا والمنشد مغني .. وافتح سيارة الشباب ترى الأعداد الهائلة من الأشرطية الاناشيديه , وإن حالفك الحظ بوجود محاضرة او درس علمي او قرآن فلقد سقطت على شخص عاقل.



وبينما أسير ببطئ , إذ وقفت حذو شجرة قد أدمت الدموع عصبها .. فكأنها تحن إلى ماضي سحيق ماضي لم تندثر جراح بعد . لقد كانت تعيش كل ( عشاء ) لحظات وعظية رنانة ترق منها القلوب وتلين لمهابتها الصدور ... لحظات لا تسمع فيها خير صرير ( اصطوانات الغاز ) وتلاوات العابدين , حتى يخرج ذلك الشيخ الوقر , يخرج لنا بجسدها الذي يعيشها معنا وبروحها التي تاهة في العصور السلفية الماضية , ضاربا اروع الأمثلة في الثبات على المنهج ... حاذيا قول ابن مسعود رضي الله عنه بالجماعة ( الثبات على الحق ولو أن تكون وحدك ) ...

ويبدأ بقراءة القصص والحكم والمواعظ السالفة وما أن يحمد الله ويصلي على نبيه حتى ترفرف روحك في الهواء عاليا بعدين عن الدنيا ومتابعها وشقائها ... أعادها الله من ايام .. فإن العين والله وبالله وتالله لتدمع فراق على تلك اللحظات الرائعة التي لازال تاثيرها يصقل القلوب ... , ويزيد حلاوتها خلط اللغة العربية الفصية مع تلك اللكنة العامية .. لا عجزا ولا جهلا ... ولكن إيضاحا ...

والآن .. لا ترى الا آثار ذلك المسجد .. ولا تسمع الا صوت الريح يمتزج مع تلك الشجرتين التي باتت تتمنى القطع حزنا والما وحزنا على تلك اللحظات الوعظية الرائعة ...


* أما الآن : فلقد كنا نسمع عن وجوب تقبل وجهات النظر والراي والراي الآخر ولكن اكتشفنا أنه حبر على ورق وصوت في شريط . فالمنكر في الأسواق مارق , والمتشدد بالصلاة جاهل . والآمر بالمعروف متسرع . والذي يرد التصوير ويرفضه متصلب ومتعنت .. والذي يرفض الرافضة جملة وتفصيلا ويحض على قتالهم ولو لم يبق في المسلمين إلا رجلا واحد متسرع .. فالواجب السماع للمفكرين وأننا في حال ضعف ووجوب تتحد القوى ضد الصليبين ... ناسيا أن المسلمين انما يقاتلون بدينهم وبايمانهم وأن المسلمين على مر التاريخ هم اقل عدد وعدة من الأعداء وقد انتصروا في جميع الحروب إلا يوم حنين ( حيث كانوا أكثر عدد وعدة من العدو ) ...



نسأل الله أن يأتي بنصره وموعوده وأن ينصر اخواننا المجاهدين على الرافضة الحاقدين وان يرينا بهم عجائب قدرته انه ولي ذلك والقادر عليه ..

والسلام عليكم ...
__________________
اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين .. اللهم انر قبورهم واغفر ذنوبهم , واجمعنا بهم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ,,
ابن حزم غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)