بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » بشهادة أسامة ........ هذا الرجل ليس بشيخ؟!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 23-05-2006, 06:05 PM   #1
أبو ياسر الخالدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 46
بشهادة أسامة ........ هذا الرجل ليس بشيخ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسمع الله لمن دعى وصلى الله وسلم على النبي المجتبى وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى

أما بعد :-

فسلام الله عليكم ورحمة وبركاته .......

معشر الكرام بين يدي حقيقتان نطق بهما طفل صغير لم يتجاوز العاشرة من عمره، ورجل من العامة كبير في السن، فقبل أن يعبر هذان الشخصان بهاتين الحقيقتين عبر بهما سلف الأمة إما بأقوالهم أو بأفعالهم.

فأما الحقيقة الأولى فهي : ابتلاء العلماء

قبل فترة كنت جالس في مجلس أتحدث فيه عن شيخ اسمه محمد..... وبينما أنا أتحدث قاطعني طفل صغير اسمه أسامة – يدرس في الصف الأول الابتدائي – فقال يا عبد الله هل هذا شيخ – يعني الشيخ محمد- فقلت له نعم بملئ فيّ، فقال هل سبق وأن سجن قلت لا، قال إذاً هذا ليس بشيخ .

وقفت متأملاً لكلامه عجباً!! من انطق هذا الطفل بهذه الكلمات؟!

ولماذا جعل هذا الطفل مقياس كون الرجل عالماً أن يكون قد سجن ؟

إنه أمر أثار إعجابي بهذا الطفل الصغير في عمره الكبير في عقله،

فهو يعني بذلك أن العالم الذي يسجن عالم قال الحق لا عالم هوى وهوس، فقاده الحق إلى السجن، لذا كان عالم بحق ما تحمله كلمة عالم،

ويعني أيضا أنه عالم مبتلى، فبمقدار إيمان الرجل يكون البلاء،

عن ‏مصعب بن سعد ‏عن‏ ‏أبيه ‏قال ‏قلت يا رسولالله: ((أي الناس أشدبلاءقال‏ ‏الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل‏‏فيبتلىالرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتدبلاؤهوإن كان في دينه رقةابتليعلى حسبدينه فما ‏ ‏يبرح ‏‏البلاءبالعبد حتى يتركه يمشي علىالأرض ما عليه خطيئة))

فكان وربي هو عالم حق جدير بنا أن نعلمهم وأن نعرفهم حتى نجني من ثمارهم المباركة الطيبة كما يجنى العنب الحلو، لذا كان السلف رحمهم الله إذا لم يبتلوا فتشوا ونقبوا عن أنفسهم علّ فيها نفاقاً فيصلحون من حالهم، فإذا ابتلوا علموا أنهم على حق، لذا قال وهب بن منبه (من أصيب بشيء من البلاء فقد سلك به طريق الأنبياء عليهم السلام )) .

فأي طريق أنجى وأسلم من طريق الأنبياء عليهم السلام؟!

فالناس بمقدار إيمانهم يبتلون فكلما زاد الإيمان زاد البلاء ليميز الله الخبيث من الطيب.

قال تعالى: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أم أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)

وقال تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ)

قال تعالى: ( ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) وقال: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)

قال الجنيد بن محمد: البلاء على ثلاثة أوجه، على المخلطين عقوبات وعلى الصادقين تمحيص جنايات، وعلى الأنبياء من صدق الاختيارات.

وعجباً لأمر السلف ولأمر المؤمن الصادق حيث أن أمره كله له خير، فكما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر... ) .

وكان العلماء يعدون البلاء نعمة والرخاء مصيبة.

قال سفيان رحمه الله: ( ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة).

وكذلك قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يحمد على عبادة الله ).

ويقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ( بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا السراء فلم نصبر ) .

الله أكبر يتلذذون بالصبر على بلاء الله لأنهم يعلمون إن اجتازوا البلاء فازوا برضوان الله ورضوان الله أكبر.

فهؤلاء هم بحق العلماء الذين يصبرون ويصدقون في وقت الأزمات، فالعالم يقود فإن انقاد أقبلت الفتنة والفساد، والويل ثم الويل لأمة يُنحى عنها العلماء العاملون، فالعالم الحق ليس كمن يتقلب حيث تقلب الزمان، فإن كان في وقت أهل العلم مكرمون جاد بعلمه وصدع بالحق حين أمن البلاء، وإن كان أهل العلم محجور عليهم تقلب وتزلف واعتذر بأعذار واهية وهي الجبال بظنه، فما هي حال علمائنا اليوم مع الضراء والسراء ؟

فلسان حال بعضهم يا ضراء أدبري ويا سراء أقبلي .......

ولكن كان هناك شعاراً رائعاً يرفعه العلماء المبتلون الصادقون ويأنسون وحشتهم به، ألا وهو قول خبيب رضي الله عنه حينما حمل ليقتل فقال:-

فلست أبالي حين اقتل مسلماً ..... على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصـال شـلـو ممزع

الحقيقة الثانية: علماء السلطان:

حدثني أحد العلماء فقال قلت لرجل كبير في السن: وهو من العوام يا فلان ممن تأخذ فتواك فقال من المشايخ الذين لا تحبهم الدولة، فهذه حقيقة أخرى ومعيار ثاني عبر به ذو الشيبة في الإسلام صاحب الفطرة السليمة، علم هذا الرجل الكبير أن من تزلف إلى السلاطين قل أن يقول كلمة الحق أو أن يقول كلمة لا يرتضيها السلطان، لذا عظم أجر قائل كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، فانظروا رعاكم الله إلى قول هذا العالم الذي جرب حياة العلم الخالص ثم اشتغل بعد ذلك مع السلطان فكان ما كان.

يقول أبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي رحمه الله: (كنت أعرف حلية الصحابة وصفتهم كأني أنظر إليهم، فلما اشتغلت بالكتابة للسلطان ذهب ذلك عني) .

فلا حول ولا قوة إلا بالله فما هناك شيء أعظم من أن ينتزع الله العلم من صدور العلماء.

فما رأيت عالماً يتزلف ويتقرب ويقرع أبواب السلاطين إلا أذله الله، فحين يفتح له الباب وأحياناً كثيرة يغلق الباب في وجهه، وكذلك في مرات كثيرة يطردون من مجالس السلاطين.

قال أحد المشايخ: كنت جالس على مائدة أحد الأمراء وكان على المائدة عالم سلطان، فتناول الأمير الماء بشماله، يقول الشيخ فقلت للأمير – يمناك ....... يا طويل العمر – فقال عالم السلطان هناك قول بجواز الشرب بالشمال، فعلم الأمير خبث هذا الرجل فطرده من على مائدته.

وصدق السباعي حينما قال: ( شرار الناس صنفان: عالم يبيع دينه لحاكم، وحاكم يبيع آخرته بدنياه)

فكره السلف رحمهم الله تقرب العلماء من السلاطين.

قال الأنصاري رحمه الله: ( ما أتيت سلطاناً إلا وأنا كاره).

فكانوا رحمهم الله تعالى بعزة العالم الرباني وهيبتهم العظيمة يجعلون السلاطين يأتون إليهم في بيوتهم.

فكان شعارهم – العلم يؤتى ولا يأتي- هذا إن كان السلطان يخاف الله.

أما إن كان لا يخاف الله فإنه يستدعى العالم لمقابلته، فإن لم يجيب أهين على أقل تقدير والله المستعان.

فالعالم الحق لا يقبل منحة من السلطان ولا يرضى بأعطيات الحكام لعلمه الواسع بأن المال فتنه، قال الله: (إنما أموالكم وأولادكم فتنه ) وكذلك يخشى أن تصده هذه الأشياء عن قول الحق، وكذلك يخشى أن يكون للسلطان يدٌ طولا عليه، وكذلك يخشى أن يكون المال الذي أعطاه إياه مال ٌ حرام.

وهم أبعد ما يكونون عن أكل الحرام.

وانظر يا رعاك الله إلى عظيم صبرهم على الحق.

عن عاصم قال: كان أبو وائل – شقيق بن مسلمه – رحمه الله يقول لجاريته يا بركة إذا جاء يحي – يعني ابنه – بشيء لا تقبليه وإذا جاءك أصحابي بشيء فخذيه، قال وكان يحي ابنه قاضياً على الكناسة .

الله أكبر حتى من ابنه القاضي لا يقبلها فلا هم يداهنون من أجل دنيا زائلة ولا هم يجاملون فيأخذونها.

لكي لا يصرفون عن قول الحق وإنما يردونها كما كان يفعل السلف الصالح من قبلهم.

في الختام:-

فالناس ولله الحمد مبصرون واعون يعرفون ممن يأخذون فتوهم منه، فلن تضرهم إن شاء الله فتاوى المرجفين.

فهم يأخذون فتواهم ممن يرضون دينه وعلمه وأمانته

ولأجل دينهم وأمانتهم وقولهم الحق وضعوا في السجون.

ولأجل دينهم وأمانتهم لم يرضوا أن يتقربوا إلى السلاطين.

ولأجل دينهم وأمانتهم ارتضتهم العامة والخاصة.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أبو ياسر الخالدي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)