[أبوحذيفة المهاجر]

في رسالة لأهله بالبحرين "الدوسري" من جوانتانامو: الموت أغلى أمنية عندي الآن أحمد غلاب - الرياض
الدوسري مع ابنته


حصلت " اليوم " على نسخة من الرسالة التي وجهها المعتقل البحريني في معتقل جوانتاناموا جمعة الدوسري لأهله في البحرين والتي كان يشكك بنفسه مدى صحة الدم الملوث الذي نقل إلى جسمه مؤكدا أنه يشعر بحالة غريبة في جسده ويخشى أن يكون هو الإيدز.
وطلب الدوسري من محاميه غوشوا نشر حالته في وسائل الإعلام العربية عامة وإعلام حكومة البحرين بشكل خاص بذلك كي تبعث له وفدا طبيا يتأكد من عدم نقل الأمريكيين أمراضا خطيرة إليه من خلال الدم الذي نقل إلى جسده.
وقال الدوسري إنه مرض بعد سماع خبر وفاة والده وحزن حزنا شديدا خاصة أنه يعيش ظروفا سيئة للغاية حيث لا يزال يقبع في السجن الانفرادي كما أنه يعاني من مشاكل في بطنه تضطره إلى الذهاب إلى الحمام الموجود خارج سجنه 14 مرة في اليوم ويتم تفتيشه أكثر من 24 مرة مما أدى إلى تأزم حالته النفسية.
وجدد جمعة تعبيره عن شعوره بأنه لن يواصل أكثر وأنه يحس باقتراب نهايته، وقال موجها حديثه إلى المحامي : "أرجوك افعل شيئا من أجلي فإني شبه أحتضر "..
وقال المعتقل البحريني في جوانتانامو جمعة الدوسري في رسالة بعثها إلى محاميه إن وضعه بالسجن سيئ للغاية وهو يزداد سوءا وأنه (الدوسري) يتعرض إلى أفظع أنواع الضغوط النفسية والاضطهاد الديني الذي لا يطاق،هو والمعتقلين العرب الذين معه وأن أحد الجنود قد قال له: إذا أردت أن تنتحر فقل لي حتى أحضر لك سما قويا ومركزا وأضاف الدوسري في رسالته إلى محاميه: أرجو أن تخاطب حكومة بلدي بأنهم إن لم يأخذوني خلال شهر فإني أقسم أنهم سيأخذون جثتي، فليس لي حاجة في البقاء على قيد الحياة في هذا العذاب، وقال الدوسري مخاطبا محاميه: أرجو أن تسرع في قدومك إلى كوبا لأني أريد أن أعطيك وصيتي كي تسلمها إلى أهلي وفيما يلي نص الرسالة : (جوشوا.. أرجوك أن تعمل شيئا لي.. الآن الأوضاع سيئة للغاية في كل يوم تزداد الأوضاع هنا سوءا ونحن من سيئ إلى أسوأ.. لقد أصبحت حياتنا هنا جحيما لا يطاق بسبب بشاعة المعاملة من الجنود والأطباء والطاقم الطبي والأطباء النفسيين يمارسون علينا أبشع وأفظع أنواع الضغوط النفسية والاضطهاد الديني. فقد بدأوا مؤخرا مضايقتنا في أداء فرائض ديننا ونزع عنا بعض ملابسنا وأشياء كثيرة سيئة للغاية.. نحن الآن نتمنى الموت بأسرع وقت لنرتاح مما نحن فيه من العناء والشقاء والذل والحرمان والاضطهاد.. لقد وصل الحال مع الجنود أنهم يعاملوننا بأشد المعاملات القذرة من تسهير وعدم نوم وتحرشات وأشياء كثيرة وسحب جميع أغراضنا.. فأحد الجنود يقول : إذا أردت أن تنتحر فقل لي حتى أحضر لك سما قويا ومركزا.. و يسبوننا في كل وقت .. أنا لم أعد أحتمل هذه الحياة، أرجو منك أن تخاطب حكومة بلدي بأنهم إذا لم يأخذوني في خلال شهر فإنني أقسم أنهم سوف يتسلمون جثتي فليس لي حاجة في البقاء على قيد الحياة مثل هذه الحياة التي أحياها الآن، فالموت راحة من هذا العذاب ولست وحدي على هذا الرأي بل كثيرا من المعتقلين فلقد وصلني بأنه يوجد أكثر من ثلاثين مستعدين للموت كما فعل الثلاثة من قبل وان العدد في ازدياد بسبب سوء المعاملة، وأنا لست متأكدا هل سأتقابل معك في الشهر الأول القادم أم لا، لأني لا أريد الاستمرار في حياة كهذه الحياة التي أحياها الآن، فالموت هو أغلى أمنية عندي الآن. معظم المعتقلين على نفس الشعور. أنا أعيش في جحيم في تعاسة وبلاء كل يوم في ازدياد ولا يوجد أي خبر عن أهلي وخاصة بعد وفاة والدي "رحمه الله" فما أتعس هذه الحياة التي أحياها وأظن أن وقت الموت قد حان واقترب فهو في نهاية الأمر الوحيد. أرجوك أن تسرع في قدومك إلى كوبا في أسرع وقت لأعطيك وصيتي إلى أهلي).
من جهة أخرى استنكر رئيس اللجنة الأهلية لمناصرة الأسرى البحرينيين في جوانتانامو النائب محمد خالد الأنباء الواردة عن إصابة جمعة الدوسري المعتقل البحريني بسجون جوانتاناموا بمرض الإيدز وذلك من خلال نقل دم ملوث له بشكل متعمد. وحمّل خالد الإدارة الأمريكية الفاشية تعرض الدوسري لأي أذى وبالأخص إصابته بمرض نقص المناعة "الإيدز"، وأضاف ان مثل هذه الأنباء ليست بمستبعدة وليست غريبة على الإدارة الأمريكية في ظل الجرائم المتكررة والمتعددة على مر التاريخ وبالأخص ما حدث في سجون أفغانستان وأبو غريب بالعراق وكذلك في معتقل جوانتاناموا بخليج كوبا.

ودعا النائب وزارة الخارجية البحرينية إلى التحرك الفوري والعاجل للتعامل الجدي مع هذه الأنباء مكررا نداءه بأهمية إرسال وفد طبي وأمني للاطمئنان على صحة الدوسري وبقية الأسرى البحرينيين واستلامهم من السلطات الأمريكية وطالب بإطلاق سراح المعتقلين فورا وتسليمهم إلى الحكومة البحرينية .