|
|
|
![]() |
#1 |
كاتب متميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2004
البلد: بريدة
المشاركات: 541
|
على جدران مقبرة الموطأ .. كانت الحروف تتسلل ردا على الدكتور العشماوي ..
![]() (قال أحد شعراء البلاط الهاشمي الأردني مرة وهو يمتدح أحد ملوكها : لقد ورثت عن الآباء رقّتهم # وبأسهم فتلاقى السهل والجبل السهل والجبل؟؟ رقتهم وبأسهم؟؟ كأني بهذا الشاعر وهو يلقي قصيدته يسارق النظر نحو أهل مدينة بريدة ويعنيهم بها كما هو حال أبي الطيب مع سيف الدولة !! ولك أن تتخيل إنسانا يدرج من صغره بين جبالها الشرقية و الشمالية ورمالها الغربية والجنوبية ثم لايكون سهل العريكة دمث الخلق طيب الأرومة وهو مع ذلك صلب الدين والرأي لايتزعزع ولايتضعضع كغثاء السيل الجارف هذا سوى مافيها من وفرة المياه العذبة والتي رضع أهلها منها عذب الخلال وحلو الدلال والبيوت الطينية المتناثرة هنا وهناك أطلال الجذور التاريخية الضاربة في أعماق الزمن السحيق .. إنهم يتعلمون منها الأصالة ومعاني الكفاح .. والنخيل الشامخة تعلمهم كيف يكون الوفاء .. إنها تغدق من تمرها وجريدها منافع لمن شق لها الأرض بأظفاره وسقاها بسواعده.. وكذلك هم يفعلون.. نعم .. إنهم أوفياء لمن تعب من أجلهم وعاملهم بالوفاء .. ) الكلام الأحمر فيما بين المعقوفتين سحبته من كلام لي سابق عن الوفاء في هذه المدينة .. عندما كنت أزحف وسط تلك الجموع المشيعة لجثمان الفتى ( وجيه المحيميد ) رحمه الله لم أستطع تذكر وجهه جيدا !! فأنا لم ألتق به على الإطلاق !! .. وأزعم أن الكثيرين هناك مثلي .. ولكن وقفة أبيه الخلوق في أبواب البذل في هذه المدينة جعلت لها خيوطا في كل قلب .. ![]() وبعد جنازة الشيخ صالح السلمان مال علي صاحبي قائلا : إن أهل بريدة أوفياء لمن وفى لهم بشيء .. وعندما همهمت حروفه في رأسي .. راح خيالي يومض بشكل الكتروني بحثا عن مواقف لما يقول .. فانتصبت على أقدامها شامخة .. في الانتخابات البلدية .. في دار التربية .. في مركز الترفيه والمتابعة .. وفي مقبرة الموطأ سمعته يتحدث بلسان فصيح .. ورأيته بعلامته الحمراء يتكاثر خلف جنازة أحد أبنائها من العلماء أو المعلمين أو الأعيان أو الباذلين أو كل من رسم في سمائها وفاءا لأهلها .. وليس من آخرهم متعهد المقبرة الشيخ الكبير ( ابن علوان ) رحمه الله .. لقد كانت قصيدة الدكتور عبدالرحمن العشماوي في مدح أهل بريدة قصيدة جميلة .. وأجمل منها أنها جاءت على هامش احتفالية وفاء وتكريم في ملحمة الأسبوع الاجتماعي الرائع .. الحق أقول لكم .. لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة ! وذلك حينما رأيت الحضور للأمسية بهذا العدد القليل .. وزاد ذلك أن الدكتور نفسه نشر القصيدة على رؤوس الأشهاد ولكن لم يكن هناك رد يليق بهذا الشعور الكبير من ذلك الشاعر الكبير في تلك الصحيفة سوى من شكر قام به أحد الكتاب في أحد زوايا الجريدة .. لم أكن لأضع نفسي في مقام الرد وفي بريدة من أساتذتنا في الشعر من يقوم بذلك أفضل مني .. هكذا حدثتني نفسي .. ولكن أبيات قصيدة للرد عليه كانت تتردد بين شفتي على شكل تمتمة مبهمة .. تتناغم وإيقاع الأرض النجدية التي تعزف لحن الوفاء بمياهها المتدفقة ونخيلها الباسقة ورمالها اللدنة .. وكدت أن أعزم على نشرها في حينها لولا موجة من الأشغال كانت قد أخذتني معها بعيدا عن ذلك الجو .. ومشى الزمن .. وتفارط الغزو .. فبقيت مخطوطة حبيسة في الأدراج ! أن يقرأها الدكتور الآن وعلى أي صورة فإنه شيء عظيم .. وأن يكون لها محل في الجريدة التي مدحنا فيها أو لايكون .. فإن ذلك لن يكون بالدرجة التي أرحت فيها نفسي وأنا أرسم لوحة من الوفاء أيضا لهذا الشاعر الكبير .. هنا قصيدة الدكتور : بُريدةُ، لم يضقْ عنكِ الخيالُ ولم تملكْ مشاعرَها التِّلالُ تحدَّثت القوافل والقوافي بأجملِ ما يُصاغ وما يُقال يظلُّ الشِّعرُ يحلف، وهو يدنو إليك بأنه السحرُ الحلالُ تبادله البساتين احتفاءً تُنوِّلهُ الوفاءَ كما تنالُ عليه عمامةٌ من نَسْجِ حب يزيِّنها على الرأسِ العِقَالُ بُريدةُ، أنتِ أَطْربتِ القوافي وقد حطَّتْ بها فيكِ الرِّحالُ ولم يكتمْ نخيلُك هَيْفَ شوقٍ يغرِّد منه بالضيف احتفالُ كأنَّ (السُّكَّريَّ) لسانُ جودٍ حلاوتُه يطيب بها المقالُ يرحِّب بالضيوف إذا رآهم فكم ظفروا بلذَّته ونالوا بُريدة، دوحةُ التاريخ مدَّتْ غصوناً لاتفارقها الظِّلالُ تزيد الشمسُ رونَقها نهاراً وفي الظَّلْماء يُبْهِجُها الهلالُ رأيت (ابنَ الخصيب) يلوح وجهاً تألَّق في ملامحه الجمالُ سرى نحوي وللقمراءِ نورٌ بديعٌ وَصْفُ طَلْعتِه مُحَالُ وودَّعني، ووجه الفجر طَلْقٌ وماءُ البئِر دفَّاقٌ زُلالُ صحابيٌّ تبرَّجت الفيافي لمقدمِه، وحيَّتْه الرِّمالُ كأن مسافة الأعوام صارتْ دقائق، حينما سَبَحَ الخيالُ وشائج حبِّنا اتَّصلتْ بدينٍ يطيب لنا بمنهجه اتّصالُ إذا التقت القلوبُ على وفاءٍ فأبعدها يقرِّبه الوِصَالُ تعيش على تآلفها وتُطْوَى ليالٍ من صبابتها طِوَالُ وفَرْقٌ بين مَنْ سلكوا طريقاً من التقوى، ومَنْ شطحوا ومالوا فقيرُ الناس أغناهم فؤاداً وأسعدهم إذا زكتِ الخصالُ إذا فقد الفتى إخلاص قلبٍ فلن يرقى به جاهٌ ومالُ بُريدةُ، ما تأثَّمت القوافي إذا وصفَتْك، أو ضاق المَجَالُ جوابي، إنْ سألتِ عن اشتياقي سيفرح حين يسمعه السُّؤالُ وهنا كتبت هذه البويتات كنوع من الوفاء : رحالك ضيفنا نعم الرحال وحيّى الله من للدار مالوا قدمت وكلنا شوق عظيم إلى اللقيا فأعشبت التلال ورفرفت القلوب بك احتفالا وزفّت (سكّريتنا)الدلال و(شيح)بريدة عبق ابتهاجا بـ(فلّ)من عراء له جمال وإن الود فردوس إذا لم يعكر صفوه قيلٌ .. وقال لك الرحمن يــ(ابن عراء) تجري بك العزمات مااشتطّ الظلال بريدة يافتى الشعراء قالوا : هي الأم الرؤوم .. هي الدلال هي النغم الشهي يذوب فيه وصالٌ .. ليس يعدله وصال بريدة للمحب عروس نجد يزين جيدها نخل طوال وصدر تلالها سهل يغني على ربواته الماء الزلال إذا ناءت بأهليها ديار فإن لصدرها يحلو المآل كأن (ابن الخصيب ) رمى وفاءا بماء البئر يشربه الرجال ألم تك نازلا ضيفا عزيزا على الأيتام والأهلون آل ؟ ألم يتناكب الناس احتفاءا بمن تحكي بنخوته الفعال؟ ألم تقف الجموع وراء نعش مسجى.. فيه تزدحم الخصال ؟ هنا نبت الوفاء وإن أرضا بها نبت الوفاء لتستمال إلى ابن عراء تبتدر المعاني وفي حسان يزدان المقال فطبت وطابت اللقيا ودامت خطاك لنا .. ودام الاحتفال .
__________________
![]() إهداء / أبورائد
آخر من قام بالتعديل buraydah; بتاريخ 02-08-2006 الساعة 02:14 PM. السبب: رابط الصورة |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|