|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
مفهوم الاختبارات
بسم الله الرحمن الرحيم / الحمد لله وبعد / خطبة مفهوم الاختبارات الجمة 7/1/1428هـ
كان مفهوم الاختبارات قديما يأخذ منحى مغايراً لما تريده التربية المعاصرة لتقويم الطلاب ، فقد كانت سابقاً تعني – فيما تعني – الخوف والقلق والتوتر والرهبة لما يعد لها من أجواء مدرسية وأسرية تشعر المختبر بأنها اللحظات الحاسمة التي يترتب عليها النجاح أو الفشل ، لذلك كان المختبرون يعيشون فترة الاختبار وهم في أشد التوتر العصبي والحالات النفسية السيئة والاستنفار الأسري والأجواء المشحونة بالخوف والقلق عما تسفر عنه تلك الاختبارات. أما اليوم وفي ظل التربية المعاصرة تغيير مفهوم الاختبارات ، بل حرصت كل الجهات التربوية والتعليمية على تغيير مفهومها إلى الأمثل ليواكب التطور الحضاري والتقدم العلمي والتكنلوجي القائم على تحقيق نواتج تعليمية ناجحة ، فأصبح الاختبار يعني قياس وتقويم العملية المتمثلة في جميع الأعمال التي يقوم بها المعلم من أجل الحكم على مستوى تحصيل الطلاب واستيعابهم وفهمهم للموضوعات التي درسوها ، وهي وسيلة أساسية تساعد على تحقيق الأهداف التعليمية ، وهي أيضاً قوة فاعلة تكشف عن مدى فاعلية التدريس والمناهج والكتب الدراسية ، وأساليب التدريس . وتعد الاختبارات واحدة من وسائل التقويم المتنوعة ، وهي وسيلة رئيسة تعمل على قياس مستوى تحصيل الطلاب ، والتعرف على مدى تحقيق المنهج الدراسي للأهداف المرسومة له ، والكشف عن مواطن القوة والضعف في ذلك ، ومدى التقدم الذي أحرزته المدرسة ، وبذلك يمكن على ضوءه العمل على تحسين وتطوير العملية التربوية والتعليمية والسير بها إلى الأفضل . والاختبار فرصة للمتعلم يكتشف فيها: مدى تحصيله، واستيعابه لما درس، وقدرته على التذكر مع الفهم، والتعبير عما في فكره من المعلومات. وفرصة كذلك للمعلم يعرف فيها: مقدرته على التوصيل، والشرح، والمستوى العلمي والفكري لطلابه، وهل الطرائق التي اتبعها مجدية، أم أنها بحاجة إلى تحوير وتطوير. @ في بعض الأحيان تكون الاختبارات مؤشرات خادعة، وذلك عندما يخفق فيها طالب جيد ذكي لبعض الأسباب والظروف التي يمر بها أو تمر به، وينجح طالب لا يستحق النجاح؛ لأنه - مثلاً - ذاكر بعض فصول الكتاب دون بعض فجاءت الأسئلة مما ركز عليه. لذا، فإن التقويم لابد أن يكون من الدقة في قياس تحصيل الطالب إلى أقرب درجة ممكنة يبين مستوى فهمه واستيعابه، إذ العلم من غير استيعاب وتطبيق كغذاء من غير هضم *ولابد أن يغرس في أذهان الطلاب أن الاختبار على أهميته، واكتساب الدرجة العالية فيه على أهميته أيضاً، يأتيان في مرتبة تالية للفهم الذي يتبعه انتفاع بما تعلموه، وتطبيق له في السلوك وواقع الحياة. @ فالعلم المجرد ليس غاية في ذاته، وقد استعاذ رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) من علم لا ينفع، إنما المراد التطبيق، بل المهارة والتفوق في التطبيق.. ويُجمع التربويون على ان الاختبار جزء من العملية التعليمية لا ينفصل عنها، ولا خصوصية لأسلوبه، أو زمانه، أو مكانه، غير أن "الاختبارات التقليدية التي نمارسها" - بما لها وما عليها - ليست معياراً دقيقاً لمعرفة تحصيل الطالب، وكشف مستواه العلمي، لأسباب عدة لا مجال لذكرها، وأن التساهل أثناء العام الدراسي، والتشمير عن ساعد الجد عند اقتراب الاختبارات ظاهرة غير صحيحة، لأن المعرفة عملية تراكمية يدخل الزمن عنصراً أساسياً في إنضاجها، فالمعرفة التي تكتسب بهدوء تترسخ في النفس، والتي تأتي مسرعة تذهب مسرعة! @ ينبغي أن يكون الدافع إلى التعلم والتحصيل الشوق الشديد إلى المعرفة والحب الملتهب للعلم وليس الاختبار، وبهذا ينتفي الشعور بأن ما أدرسه مفروض عليّ، والمفروض على النفس ثقيل، بل انني أدرسه لأنني أحبه، ولأنه ينفعني. @ ان الحد المعقول من الاهتمام، والتوتر الناجم عن المواجهة، والتحدي، وإثبات قد يكون أحد العوامل ذات الأثر الايجابي في النجاح والتفوق، لكن الخوف، والقلق، والفزع، وعدم النوم ليلة الاختبار ظواهر سلبية مَرضية تضيع الهدف التربوي الأكبر من التقويم التربوي الكاشف للقدرات والممكّن من معرفة مدى الفهم والاستيعاب، تلك التشنجات تقاليد قديمة أملتها ظروف معينة تغيّرت بزمانها وإنسانها. إن الاهتمام والحرص، يجب أن يكون منصباً على التحصيل العلمي، واكتساب المعرفة، لا على الاختبار في نهاية المطاف من أيام الدراسة. المرحلة الأولى : ما قبل الاختبار وملامحها الملمح الأول : تغيير العادات والظروف كيف يتصرف الطلاب والناس قبل الاختبار حتى نربط ذلك بسلوكهم في أمر إختبار الآخرة، قبل الاختبار تجد قدرة التكيف مع تغير الظروف مهما كانت، كل الطلاب والأهالي في البيوت يغيرون كل الظروف لا تجد شيئاً إلا ويتغير، والزيارات تنقطع والاتصالات تتوقف، عجباً كيف استطاع الإنسان أن يغير، غيَّر لأنه اهتم ولأنه أراد أن يتهيأ لأمر عظيم، فغيَّر واستطاع أن يبدل . لكن للأمر الذي يتعلق باختبار الآخرة نجد الصورة مختلفة، فالعادات والظروف تبقى كما هي ، ونحن في دنيانا كلها ما زلنا في مرحلة ما قبل الاختبار وفي مرحلة الاستعداد والتهيؤ، فهل غيرت ظرفك حينما نمت متأخراً لتستيقظ للفجر، انك قادر كيف غير في أيام معدودات هذه العادات كلها لأجل اختبار الدنيا ؟ الملمح الثالث : التهيئة النفسية الملمح الرابع : درجات ودركات الناس مراتب منهم المقبول الذي كان على شفا جرف هار لكن ربنا ستر عليه فأنجاه ، ومنهم من يأخذ جيد وممتاز ، وكذلك ـ الأخذ بالأسباب ـ ترك الغرور وخداع النفس إذا ظن أنه أحفظ الحافظين وأذكى الأذكياء وأفطن الفطناء، فهنا يخشى عليه أن يقع، وكم رأينا ممن حصَّل وجد ثم لم يستعن فربما حرمه الله التوفيق لأجل نسيانه الاعتماد على الله، فينبغي أن ينتبه لذلك . ـ العبادة والاختبار أليس من طبيعة الإنسان إذا داهمته الشدة ان يزداد صلة ورجوعاً إلى الله - سبحانه وتعالى- الجواب نعم، لأنه إذا رجى الله سبحانه وتعالى يسأل ويرجو أن يكون بقربه ، وأن يوفقه الله سبحانه وتعالى فينتبه لذلك، ـ الطمأنينة وترك التوتر ثم كذلك ينبغي للإنسان أن يستحضر السكينة والطمأنينة عند إختباره، لأن التوتر والمزيد من الانفعال يفقد الطالب التركيز والقدرة على الإجابة، لذلك بعض الطلاب إذا أخذ ورقة الأسئلة فيقرأها من الوسط أو من الأخير، فلا يعرف ماذا قرأ ولا يعرف كيف يجيب، ينبغي أن يكون آخذاً الأمر بالهدوء والسكينة والطمأنينة حتى يعينه الله على ذلك، وفوق ذلك ووراءه أن يعلم أن هذا الاختبار إنما هو أمر يسير يستعين به على طاعة الله وعلى الأخذ بالأسباب من الدنيا، تعينه وتوفقه ويخدم بها دينه ويخدم بها أمته، وحتى يوفَّق إن شاء الله سبحانه وتعالى .
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|