[حاقن الدماء]

بيان حول معرض الكتاب الدولي


بسم الله الرحمن الرحيم

لقد جاء معرض الكتاب الدولي الذي أقيم في مدينة الرياض هذا العام مغايراً لجميع المعارض الدولية التي سبقته، ليس في مدينة الرياض فحسب، بل – وبدون مبالغة – مغايراً لكثير من المعارض في دول العالم؛ بما حمله من سموم وأفكار مضللة وكفريات صريحة، ضارباً عرض الحائط بثوابت الدين ومسلماته، وبأنظمة الإعلام التي أقرها نظام الدولة في هذا البلد، وعلى الرغم من توالي إنكار الغيورين من العلماء وغيرهم لماحدث في هذا المعرض إلا أن المشرفين عليه حاولوا تمييع القضية والمضي في طريقهم لإتمام مارسم له واستمرار البيع فيه حتى تم لهم ما أرادوا، وبعد انتهائه يخرج لنا أحد كبار المشرفين عليه ليعترف أخيراً بأنها كانت هناك أخطاء وتجاوزات قد حصلت؛ مسوغاً ذلك بكثرة دور النشر وصعوبة السيطرة عليها. ولكن بعد ماذا؟
علماً أنه قد صرح قبل بدء المعرض بأنه ليس هناك أي رقابة على ماسيعرض فيه.
ومن هنا وقياماً بالواجب وحماية للأجيال وحفاظاً على أمن البلد وأسسه العقدية والفكرية المستمدة من الكتاب والسنة كما تنص عليه أنظمة الدولة الأساسية، وانسجاماً مع السياسة الإعلامية المعتمدة التي لم يكن القائمون على المعرض أمناء على تنفيذها، ولذلك كله فإننا نطرح هذا البيان للقراء للمساهمة في التعبير عن الرأي حيال هذا المعرض، وذلك بتدوين (من يوافق عليه) اسمه وعمله ليتم رفعه للمسؤولين بعد ذلك بالطرق الشرعية المناسبة حتى لايتكرر مثل هذا المعرض مستقبلاً حماية للبلاد والعباد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه وبعد:

يدركُ الجميعُ مدى حاجة الناس إلى العلوم والمعرفة، وقد قرّر الإسلامُ هذا وحثّ على طلبِ العلمِ، والانتفاعِ به، وليس المجالُ لتقريرِ هذا ومكانتِه في الإسلام، لكنه كأي شأنٍ آخر يأتي في إطارِ تحقيقِ القيمِ، ومحافظاً على العقيدةِ والأخلاقِ والنفعِ العام.

إلا أن ما جرى في معرضِ الكتابِ الدولي لهذا العامِ قد شكّل انفتاحاً غيرَ منضبطٍ، ومثّل صورةً لمخالفاتٍ عديدةٍ على قيمِ البلادِ ودينِها وأخلاقِها، مما نعتبره تحوّلاً عن دورِه في البناءِ والتثقيفِ، ليكونَ مع الأسفِ معولَ هدمٍ لأركانِ البناءِ الأخلاقي والديني والاجتماعي، وهو ما يحقّقُ مصلحةَ أعدائنا، ولا يخدمُ بلادنا.

وبالرّغمِ من إيجابياتِ المعرضِ بنشرِ معارفَ مختلفةٍ نافعةٍ؛ إلا أن الصورةَ العامةَ التي ظهرَ عليها كانت مثالاً للبعدِ عن الأهدافِ الساميةِ في تحقيقِ المعرفةِ والثقافةِ، فقد احتوى على جملةٍ كبيرةٍ من المخالفاتِ بجرأةٍ غيرِ مسبوقةٍ، مما يشكّلُ مصادمةً علنيّةً للسياسةِ الإعلاميةِ في المملكةِ الصادرةِ بالقرارِ رقم 169 بتاريخ 20/10/1402هـ التي نصّت على الالتزامِ بالإسلامِ، والمحافظةِ على عقيدةِ سلفِ الأمةِ، وعلى مناهضةِ التيارات الهدّامةِ والاتجاهات الإلحاديةِ، والفلسفاتِ المعاديةِ، إلا أن ما جرى في معرضِ الكتابِ كان خلافاً صريحاً لتلك السياسة.

ومن أبرز المخالفاتِ التي جرت في هذا المعرضِ إضافةً للمخالفةِ النظاميةِ الظاهرةِ ما يأتي:


-السماحُ ببيعِ كتبِ الدياناتِ المنسوخةِ كالتوراةِ والإنجيلِ وكتبِ الوثنيين كالصابئةِ والهندوسيةِ، وغيرها.
-السماحُ ببيعِ كتبٍ تتعدّى على ربِّ العالمين – جلّ وعزّ-، وكتبٍ تتطاولُ على مقام نبيّنا الكريمِ محمد صلى الله عليه وسلم، وكتبٍ تنتقصُ من عقيدةِ الإسلامِ وشريعتِه.
-السماحُ ببيعِ كتبِ الانحرافِ الفكري، والمذهبي، والفلسفي والأخلاقي ككتبِ الإلحادِ والجنس.
الإفسادُ الفكري، والإفسادُ السلوكي بعرضِ مشاهدِ الفجورِ والانحرافِ الجنسي والشذوذِ في الرواياتِ السعوديةِ خاصةً، والتي تجري أحداثُها وسطَ بيئتِنا بأسماءِ مدنِها وشوارعِها ومعالمِها، مما يخفّفُ الممانعةَ، ويحفّزُ للجرأةِ على تقليدِ ذلك السلوكِ ما دامت تلك النصوصُ الروائيةُ قد آلت إلى سلامةِ مرتكبي تلك المخالفاتِ والفجورِ، وما دامتْ مغامراتُهم الفاسدةُ تنشرُ وتفسحُ وتباعُ تحت مظلةٍ حكوميةٍ.
-حصولُ الاختلاطِ بين الرجالِ والنساءِ، لا سيما مع الزحامِ وضيقِ الممرات. وهو ما انتهزه كثيرٌ من الشبابِ الفارغين للمضايقات والإيذاءِ مما شوهدَ في المعرض، واللومُ يتوجّه للمفسدِ، ويوجّه لزوماً لمن يسّرَ وهيأَ له.

إننا بناءً على ما سبقَ نعلنُ غضبَنا لله ثم للجميعِ، ونبرأُ من سوءاتِ ما جرى في المعرضِ، ونطالبُ بمحاسبةِ المسؤولين عن تلكَ التجاوزاتِ الخطرةِ، ونطالبُ بمحاكمةٍ عاجلةٍ تحقُّ الحقَّ، وتردعُ كلّ من يريدُ الإفسادَ، واللهُ الموفِّق.

للتوقيع أنقر هنا وأنصر دينك

موقع المسلم

والمشرف العام للموقع الشيخ الدكتور ناصر العمر (حفظه الله)

ودمتم يحفظكم الرحمن

حاقن الدماء