|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
أضيفوا هذا الموقف الذي عايشته إلى قصص الوعظ !
[align=justify]سبحان الله !
كثيرًا ماانتهى إلى مسمعنا قصص كثيرة سمعناها من الوعاظ ، أو قرأناها في الكتب ؛ تحكي مصارع السوء التي انتهت عندها حياة إنسان ، وذلك حين يدور الحديث حول ( سوء الخاتمة ) ، لكن الذي لم أتخيله يومًا أنني سأعايش أمرًا كهذا ، ومعاذ الله أن أتحدث حديث الشامت ، أو المعير ، أو المحتقر ؛ لكنني سألبس لباس الوعاظ ؛ وأجعل من هذه القصة عبرة لنفسي الغافلة ، ولكم أيها الأحبة . خرجت أنا وصديقي الوحيد يومًا من أيام عطلة مابين الفصلين الماضية نتجول بالسيارة ؛ بعد جلسة سمر قضيناها مع بعض الأحبة من أساتذتنا ومشايخنا ، من شارع إلى شارع ، ومن حارة لحارة ، وصديقي يؤنسني بأحاديثه الذي لاتُمل ، وأحاديث الإخوان كنز لاينفد كما يقول الطنطاوي طيب الله ثراه ، أقبلت بسيارتي على تقاطع رئيسي في المدينة ، لفت نظري ضوء قادم من الجهة المقابلة البعيدة في الطريق المعاكس لطريقي ، بدا لي أن الضوء يقترب بسرعة هائلة ، حمدت الله - سبحانه - أن بين الشارعين رصيف ؛ إذ لاتأمن على نفسك من مثل هؤلاء الذين يقودون بسرعة عالية جدا داخل المدينة ، صاحبي مستمر بالحديث ، وأنا قد علقت بصري بتلك السيارة المسرعة ( سرعة جنونية ) ، والتقاطع بيننا وبين تلك السيارة ( تويوتا - هايلكس ) ، ونحن نقترب ، وفجأة ظهرت سيارة ( تويوتا - كورولا ) مسرعة بعض الشيء تقطع الطريق عرضًا ، لاأستطيع أن أصف لكم تلك اللحظات ، لاأعلم هل قلبي توقف ، أم العالم من حولي أخذ يسير ببطء ؛ قطع حديث صاحبي صوت منبه الهايلكس المسرعة وهو ينبه الكورولا بالخطر المتجه نحوه . أدرك صاحب الكورولا الخطر ؛ فأسرع بسيارته ، وفي لحظة تداعت فيها المشاعر ؛ اصطدمت الهايلكس من الأمام ، بالكورولا من الخلف ، واتجهت الهايلكس منحرفة إلى محل لغسيل الملابس ؛ وأمام المحل - في الزاوية - منصة من الطوب كانوا سيضعون عليها تمثالا ما ، أو لوحة ، لكنها بقيت كالهرم ، حجارة فوق حجارة ، وبقدر الله - سبحانه وتعالى - اتجهت الهايلكس مباشرة نحو المنصة فارتفعت السيارة عاليا في منظر مرعب لاأذكر شعوري حينها ؛ وارتطمت مقدمتها في عمود حديدي رئيسي للكهرباء ؛ ثم نزلت على جنبها في الأرض مرتطمة بقوة كبيرة ، أدى هذا الإرتطام إلى انخلاع الزجاج الأمامي ؛ ونتجت هذه الحركة السريعة إلى سقوط شاب من داخل الهايلكس بشكل قوي جدا وسريع على الأرض .... على ظهره . منظر فظيع جدًّا ، لاأراديا وجدتني وصديقي ننزل من سيارتنا نركض نحو الهايلكس ، الغبار يعم المكان وأنوار السيارة تزيد من صعوبة الرؤية ، والشاب الساقط على الأرض ينتفض وينتفض بشكل مرعب ومبكي ، صوت ما جعلنا نلتفت إلى الأعلى ، عمود الكهرباء يميل ساقطا نحو الأرض تراجعنا إلى الخلف مسرعين ، وبحمد الله لم يسقط العمود على الهايلكس ؛ بل سقط على سيارة متوقفة عند المحلات التي بجانب المغسلة ، انجلى الغبار ؛ فإذا ثلاثة من المراهقين يخرجون من السيارة ، من يمسك بيده متألما ، ومن هو ينظر إلى صديقه الذي ينتفض على الأرض ويتمتم بصرخة مكتومة ، وآخر ( وصدقوني هذا ماحدث ) ذهب غير منتبه لحاله يتجول يمنة ويسرة بلا وعي ، صرخ صديقي حائرًا : تعال ارفع معي الولد ... كأنني كنت فاقدًا للوعي فأفقت ، الأمر جلي الآن ، الأغاني الغربية تخرج من السيارة بصوت عال جدا ، اتجه أحد الثلاثة الذين خرجوا من السيارة مسرعًا فأطفأ المسجل ، ثم دخل للسيارة وأخرج جهازًا ما ( يبدو أنه مهم بالنسبة لديه ) معه أشرطة CD واتجه متسللا خلف السيارة ، نظرت إلى صديقي وهو يصرخ فيَّ أن أعني على رفع الولد ، ارتبكت ورفضت ذلك ، وذكرته بأنه سقط على ظهره ، ثم أمسكت بالجوال واتصلت على الإسعاف ، والشرطة ، تجمهر الناس بشكل سريع ، فلما التفت وجدت صديقي واقفا قريبًا مني ، وقد أخبرني أن الولد قد ذهب به إلى المستشفى . أخذ صاحبي يتأمل السيارة ، ثم قال مصدومًا : " ماعلى وجهه حياة " ، يقصد بذلك أن الولد أقرب إلى الموت ، وقفنا مدهوشين قد علقنا أبصارنا بالسيارة ، وبجموع الناس التي كأن الأرض قد قذفتهم فجأة ، الوقت متأخر ( قرابة الساعة الثانية صباحًا ) جموع من المراهقين والشباب ، والله أن هناك من يتفرج على الحادث ضاحكًا ؛ بل وساخرًا نسأل الله العافية . " سمعت الأغاني " قال صديقي بحزن عميق ، حقيقة لاأعلم هل هو يسألني أم يعظني ، لذلك غرقت في السكون ، ياالله ! ماالذي حدث أمامي ؟!! لاحظت أن سيارة مسرعة اقتربت من مكان الحادث ، ثم خرج من خلف السيارة المحطمة الشاب الذي رأيته قبل قليل وقد حرص على أخذ جهاز ما ، وأشرطة CD من الهايلكس ؛ ثم ركب في تلك السيارة وانطلقت مسرعة .... ركبت السيارة وأنزلت صاحبي على أهله ، ورجعت إلى منزلي . بعدها بمدة ، وبعد صلاة عشاء خرجت من المسجد فوجدت أخي الصغير ( في المرحلة الثانوية ) مع جار لنا في مثل سنه ، دخلت معهم في الحديث ، وجاء ذكر الحادث ؛ فعلمت من الجار أن الولد الذي سقط على ظهره قد توفي ، رحمه الله تعالى ، ولاحول ولاقوة إلا بالله . هذا بشر آخر قد انتهت حياته الوحيدة والقصيرة في هذه الدنيا ، هذه الحياة التي منهجه فيها وعقيدته واستغلاله لوقته هو الذي يرسم له تلك الحياة السرمدية التي تنتظره في الآخرة ، وهذه لحظاته الأخيرة بأجوائها قد نقلتها لكم ، أسأل الله العظيم أن يجعل ماأصابه كفارة له ، وأن يغفر له ، ويكفر عنه سيئاته . وصلى الله على الحبيب وسلم .[/CENTER] |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|