|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
ذكريات جامعية [ 1 ] : تواضع الفكر أمام باب الذكريات...!
[align=justify]أقف .. وأطرقه بلطف ، فأنا أمام عتبة الماضي طالبًا مستجديا ، حيث خلف هذا الباب ، ووراء هذه العتبة ... ( أنا ) ، وما الإنسان إلا مجموعة ذكريات كما يقول الطنطاوي - طيب الله ثراه - ، وقد علقت عيني على أجمل ما يحتويه هذا الماضي .. وأخطره ؛ المرحلة الجامعية ، سبحان الباقي! ما أسرع تآكل الأيام ، وتتابع الأعوام ، وتعاقب السنين .
طغى عليّ تفكير طويل في هذا ( التِّرم ) ؛ كيف مرت الأيام بهذه السرعة ، وكيف انطوت أربعة سنوات من الجامعة ، ومرت أمامي كإيماض البرق ، إنه تقارب الزمان ، والتأثر بعصر السرعة الذي قدر الله علينا العيش فيه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد ، وبيده – سبحانه وتعالى – مقاليد الأمور . وعلى نهج الطنطاوي أبدأ بسرد ( ذكرياتي ) لا ( مذكراتي ) عن المرحلة الجامعية ؛ بهذه المقدمة المتواضعة التي استعجلت بكتابتها لشِدَّة حماسي .. ثبتني الله تعالى ، أحكي لكم ذكرياتي عن هذه المرحلة التي غيرتني كثيرًا .. كثيرًا ؛ في تفكيري ، وعلاقاتي ، وفي أسلوب عيشي ، وفي نفسي كذلك .. في كل شيء والله ! ماذا قدمت لي هذه المرحلة ... وكيف قدمت ؟ وماذا أخذت .. وكيف أخذت ؟ عما احتضنته لياليها أحدثكم ، وعن أحداث نهارها أحكي لكم ، مرحلة تتقاطع فيها المشاعر ، من فرح يرسم ابتسامة ، إلى حزن يخلق دمعة ، من غضب ينتج مرحلة جديدة من العلاقات ، إلى حلمٍ وكتمٍ لغيظ ... قابل للانفجار ، من غنًى ورفاهية ، إلى عَوَزٍ وتقشف ، من خير إلى شر ، من حب إلى بغض ... وهكذا . دقيقة صمت لذكرى ( مذكراتي ) التي نزفت فيها دمعي طوال ثلاثة سنوات ، بثثت إليها ما تضمر نفسي ، أحسب أنني كنت وفيًّا لها ، عاشقا لصحائفها ، لكن لم يكن الختام مسكا – مع بالغ الأسف - ؛ ففي لحظة انهزام طار فيه العقل ، وهبط الاستعجال ، وغاب التأني ؛ سحبت ( المذكرات ) إلى المطبخ ، ووضعتها على عيون الفُرن ... وأحرقتها ! هذه الذكريات ستكون حلقة الوصل بين مذكرات كتبتها في المرحلة الثانوية – لا زلت أحتفظ بها - ، وبين ما سأكتبه لاحقا مادمت فوق التراب . تذكروا أحبتي ، أن ( عزاب الخارج ) ليسوا فقط من ترونهم في أزقة الجامعة ، وقاعات الدراسة ، ومخازن الكتب ، ومكاتب التصوير ، ليسوا خيالا يظهرون في الصباح بالجامعة ؛ ثم يختفون عن الواقع في بقية اليوم والليلة .. لا . لا تقوّموهم كما تقوموّن غيرهم ، إنْ وقع بصركم على أحدهم وهو رث الثياب ؛ فلا تحكموا على نظافته وترتيبه بتلك النظرة اللحظية ، وإن انتهى إلى سمعكم وبصركم مرأى أحدهم غاضبًا عابسًا جاف الرحمة ؛ فلا تقيسوا لحظته تلك ببقية أيامه ، فربما كان ذلك انفجارًا لضغوط لم تعلموها ... الله يعلمها ، وإن أحسستم من أحدهم ما ظننتموه شُحًّا ؛ فلا تستعجلوا بختم البخل على جبينه ؛ فربما لم تقرؤوا كل سطر رُسِم على ذلك الجبين ، وإن أبصرتم ( عزوبيا ) يدخل مبنًى للعزاب متجهًا إلى شقته ؛ فلا تتخيلوا الظلمة ، أو الاكتئاب ، أو العبوس ؛ فليس متجهًا إلى سجن ، إنما يتجه إلى وضعين يرسمهما ذلك الشاب لنفسه ؛ وضع سعادة يجعله أصلا ، أو العكس . تذكروا أحبتي هذا الكلام أثناء قراءتكم لكل سطر من سطور هذه الذكريات ، وليكن شعوركم نحوي ، وتصوركم عني ، مبنيًّا على المُوَفَّق منها ، غافرين عما قد جانب الصواب ... في رأيكم . ربِّي ! وفقني في كتابة هذه الذكريات ، مرضاة لجلالك ، ثم لعبادك الصالحين . .[/CENTER] |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|