بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تهميشات على معلقة امرئ القيس

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-07-2007, 04:41 AM   #1
هب الريح
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: القصيم
المشاركات: 118
تهميشات على معلقة امرئ القيس

قصيدة للدكتور الشاعر: أبي أسامة عبدالرحمن العشماوي

«قِفَا نَبْكِ» من ذكرى صريعٍ مُجَنْـدَلِ بسِقْطِ الأسى بين الهـوى والتَّذَلُّـلِ

فَدِجْلَةَ فالمـاءِ الـذي صـار لونُـه كلونِ حياضِ الذَّبْـح يـومَ التَّحَلُّـلِ

فبغدادَ فالأقصـى الجريـحِ فصخـرة ٍتئـنُّ مـن الباغـي أنيـنَ المكبَّـلِ

فكشميرَ فالافغـانِ صـارتْ بلادُهـم من البؤسِ تغلي باللَّظى غَلْيَ مِرْجَلِ

فناحيةٍِ الشيشـان ِحيـث تَزَلْزَلَـتْ بيوتُ بني الإسـلام شَـرَّ التَّزَلْـزُلِ

قفا نَبْكِ مـن أحـوال أمتنـا التـي نراها بجمر البَغْي تُصْلَى وتصطلـي

ترى قِطَعَ الأشلاء في «عَرَصاتِهـا» تعبِّـر فيهـا عـن يتيـمٍِ ومُثْـكِـلِ

فكم واردٍِ فيها على حـوض موتـه وكـم ذائـقٍ فيهـا مـرارةَ حَنْظَـلِ

«وقوفاً بهاصحبي»، يقولون: لا تَقِف ْحزيناً، «ولا تَهْلَكْ أسـىً وتجمَّـلِ»

ألم يُبصروا مثلـي، تَخـاذُلَ أمتـي «فهل عند رسمٍ دارسٍِ من معـوَّلِ»؟

ألا يا امْرأَ القيسِ الذي فاض دمعُـه ألست تراني، بَلَّ دمعـيَ مِحْمَلـي؟!

وصَفْـتَ لنـا أمَّ الحُوَيْـرِثِ عابثـا ً«وجارتَهـا أمَ الرَّبـابِ بمَـأْسَـلِ»

وصفْتَ لنا مِسْكـاً تَضـوَّع منهمـا كما هَبَّ نِسْنَاسُ الصَّبـا بالقَرَنْفَـلِ

نقلْـتَ لنـا أخبـارَ خِـدْرِ عُنيـزة ٍوصَرْخَتَها بالويلِ «إنَّـكَ مُرْجِلـي»

وفـاطـمَ إذْ ناديتَـهـا متـوسِّـلاً «أَفاطمُ مهلاً بعـضَ هـذا التَّدَلُّـلِ»

نَحَرْتَ على شرع الهوى ناقةَ الهوى لَتَغْذوَ مَنْ تهـوى «بـدارَةِ جُلْجُـلِ»

«تركتَ العـذارى يرتميـنَ بلحمهـا وشحْمٍ كَهُـدَّابِ الدِّمَقْـسِ المُفَتَّـلِ»

لقد كنتَ ضِلَّيلاً تميـلُ مـع الهـوى كما مالَ في عصري دُعـاةُ التحلُّـلِ

فكنتَ على ما كُنْـتَ قُـدْوَةَ ماجـن ٍخليـعٍ صريـعٍ للتَّمـادي مضـلِّـلِ

ألا يا امْرَأَ القيس الـذي ثـار قلبُـه لقتل الأبِ المنكـوب أَسْـوَأَ مَقْتَـلِ

تحوَّلْتَ من خمـرٍ ولهـوٍ وضَيْعَـةٍ إلى حَمَـلات الثَّـأْر أقـوى تَحـوُّلِ

تجاوزْتَ حدَّ العقلِ في الثَّأْر، مثلمـا تجاوزْتَ في الأَهـواءِ حَـدَّ التَّعَقُّـلِ

ألا ليتَ شعري، لـو رأيـتَ تخـاذُلاً لأمتنـا فـي حالِـهـا المُتَمَلْـمِـلِ

فيـا ربَّمـا جـرَّدْتَ سيفـكَ مُقبـلاً «بمنجـردٍ قيـدِ الأَوابـدِ هيـكـلِ»

تبدَّلْتَ فـي حالَيْـكَ، والأمَّـةُ التـي تعـوَّذَ منهـا الـذُّلُّ لــم تتـبـدَّلِ

ألا يا امرأ القيسِ الذي مـات نائيـاً تركتُكَ محمولاً علـى شـرِّ مَحْمَـلِ

لقيـتَ جـزاءَ المُلْتجـي لـعـدوَّه فصرت عن المجـد التَّليـدِ بمعـزِلِ

ايا حاملاً فـي النَّـار رايـة شعـره ويا مـن رآه اللَّهـوُ أكبـرَ مُوغِـلِ

هجرتُك مُذْ لاحـتْ لعينـيْ مليحـةٌ تقرِّب كفَّـيْ مـن جَنَاهـا المعلَّـلِ

لها غُرَّةٌ يَسْتَمْنِـحُ الفجـرُ نورَهـا وفرعٌ «كَقِنْـوِ النَّخلـةِ المُتَعَثْكِـلِ»

وفي مقلتيها أَفْـرَغَ الحسـنُ نفسَـه كناظرتَيْ ظبـيٍ «بوَجْـرَةَ مُطْفِـلِ»

تجاوزتُ أسواراً من الدَّهـر نحوهـا فلله واحـاتٌ تجـلَّـتْ لمُجْتَـلِـي

ولله أمـجـادٌ تــراءَتْ لـنـاظـر ٍولله حــــقٌ لاح للـمـتـأمِّـلِ

سقاني من المـاءِ المبـارِكِ شَرْبَـةً وجلَّـلَ أحلامـي بثـوبٍ مُـرَحَّـلِ

شريعتنـا الغـرَّاء أشـرق نورُهـا بآي مـن الوحـي الكريـم المُنَـزَّلِ

وصلتُ إليها، والصَّبـاحُ يمُـدُّ لـي يَدَ النُّور، عَنْها ظٌلْمَةُ الليـل تَنجلـي

فيا ليتنـي أَلْقيـتُ رَحْلـيَ عندهـا ولـم أتكلَّـفْ رحـلـةَ المتـرحِّـلِ

فلما دَنا ركبي إلـى عصرنـا الـذي بدا مثلَ «خَبْتٍ ذي حِقَـافٍ عَقَنْقَـلِ»

تجوَّلْتُ حتى قال دربي: إلـى متـى وحتى رأيـت البيـدَ ملَّـتْ تجوُّلـي

وأَلْقَيْتُ رَحْلـي عنـد واقـع أمتـي أقلِّـب طـرفَ الناظِـر المُـتَـأَوِّلِ

فلاحتْ لعينيْ صورةُ القُدسِ، وجهُها كسِيْفٌ، وفي أعماقها الحزنُ يغتلـي

تسوق جواداً يشتكي قَسْـوَةَ الحَفَـى حوافـرُه صـارت كأطَـرافِ مُنْخُـلِ

بطيئـاً ثقيـلاً واهنـاً خائفـاً معـا ًكجثَّـةِ شيـخٍ عنـد حـي مُوَلْـوِلِ

على الذُّلِّ «جيَّاشـاً» كـأنَّ نَشيجـه توجُّع شَعْبٍ فـي فلسطيـنَ مُهْمَـلِ

حَرُوناً «إذا ما السابحاتُ على الوَنَى» ركضْنَ تَراخَى مٌوغلاً فـي التَّمَلْمُـلِ

فليس.. «كخُذروفِ الوليـد» وإنَّمـا كجسمٍ إلى الإعيـاءِ شُـدَّ «بِيَذْبُـلِ»

له «أَيْطَلا» بُؤْسٍ «وساقَـا» تَخـاذُل و«إبطاءُ» مكسورِ الجناحين أعـزَلِ

نحيلاً «إذا استدْبَرْتَه» بانَ ما اختفى وأعطـاك سِـرَّ الواهـنِ المتهـزِّلِ

جواداً هزيـلاً يعـرف الـدربُ أنَّـه يُشَدُّ إلـى الباغـي بحبـلٍ مُوَصَّـلٍ

وأُمَّـةِ بـؤسٍ لايُصَـانُ خبـاؤهـا تمتَّـع منهـا كـلُّ حـافٍ ومُنْعِـلِ

تجاوزَ أحراسـاً إليهـا «ومعشـراً» دُعاةُ الخَنَـى مـن معتـدٍٍ ومُطََبِّـلِ

أتَوَهْاَ «وقـد نضَّـتْ لنـومٍ ثيابهـا لـدى السِّتْـرِ إلاَّ لِبْسَـةَ المتفضِّـلِ

فكم صرخةٍ ماتت على سمـع غافـل ٍوما حرَّكتْ إِحساسَ «قلـبٍ مُقَتَّـلِ»

وما سمعَتْ بعد النداءِ سـوى الـذي يُقَهْقِهُ مـن هـذا النـداءِ المُجَلْجِـلِ

ومـا أبصـرتْ إلاَّ بريـقَ دعـايـة ٍيضلَّلُهـا عـن حقَّهـا المتـأصِّـلِ

ومؤتمـراتٍ أقسـمَ العـدلُ أَنَّـهـا تسـوَّغ للأقـوى طريـقَ التَّكَـتُّـلِ

لها جَمَلٌ يمشي علـى ظَهْـر خُفِّـه يسير بهـا سَيْـرَ الجريـحِ المُثَقَّـلِ

تقول وقد مال «الغَبيـطُ»، ببؤسهـا «عَقَرْتَ بعيري» يا هوى القوم فانزلِ

«وليلٍ كموج البحر أرخى سدولَـه» عليها «بأنـواع الهمـوم ليبتلـي»

تساقط فيه النَّجْمُ مـن كـل جانـب ٍتَسَاقُـطَ أطفـالِ العـراقِ المُزلْـزَلِ

وعفَّـرَتِ الغـاراتُ طَلْعَـةَ بَــدْره فشُدَّتْ «بأمراسٍ إلى صُـمِّ جَنْـدَلِ»

وصبَّتْ على ماء الفـراتِ سمومَهـا فمن يرتشفْ من شاطئ النَّهْر يُقْتَـلِ

ألا يا امْرأَ القيسِ الذي امتدَّ شعـره إليَّ كما امتدَّتْ غصـونُ السَّفرْجَـلِ

لشعركَ في روض القصائـد رونـق ٌوإنْ كنتَ عن إشراق دينـي بمَعْـزِلِ

لقـد نـزل القـرآن بعـدك رافعـاً مكانتَنـا فـي كـلَّ نـادٍ ومَحْـفِـلِ

ولكنَّنـا لـمـا تـطـاول عهـدنـا سحبنـا رداءَ الــذُلِّ دون تمَـهُّـلِ

وَكَلْنَا إلى الأغمـادِ شَـأْنَ سيوفِنـا فما سُلَّ سيـفٌ فـي مقـامٍِ مُبَجَّـلِ

سمعتُـكَ ناديـتَ الظـلامَ مــردِّداً «ألا أيَّها الليلُ الطويـلُ أَلاَ انجلـي»

ونحـن ننـادي ليلَنـا كلَّمـا سَجَـا ألا مرحبـاً بالغَيْـهـبِ المُتَـهـوِّلِ

يَشُنُّ الأعـادي غـارةً إثَـرَ غـارةٍ وأُمَّتُنـا تُسقـى بكـأسٍ «مُفَلْفَـلِ»

تهـاوَتْ فضائيَّاتُهـا فـي مجونهـا تَجُـرُّ إلـى الإسفـافِ كـلَّ مغَفَّـلِ

تَشُـنُّ علـى أبنائـنـا وبناتـنـا معـاركَ أخـلاقِ الـرَّدَى والتبـذُّلِ

أَظنُّكَ لو أبصرتَها، قُمْـتَ مُغْمِضـاً جفونَـكَ مـن إحسابـكَ المُتَخَجِّـلِ

ولستَ مثـالاً يُحْتَـذَى، إِنَّمـا دَعَـا لذكـركَ، سُـوءُ الحـالِ للمُتَمَـثِّـلِ

ألا يا امرأ القيس الذي في قُروحِـه تجلَّى مثالُ الغَـدْر فـي كـلِّ منـزِلِ

كساكَ رداءَ الموتِ «قَيْصَرُ» خادعـا ًفهل يُدرك الغافُونَ معنى التَّسلْسُلِ؟!

أقولُ، وفي قلـبِ القصيـدةِ حسـرة «قِفَا نبكِ» من ذكرى صريعٍ مُجَنْـدَلِ


«الجمل التي بين القوسين الصغيرين من معلَّقة امرئ القيس»
__________________
= = =
هب الريح غير متصل  


قديم(ـة) 30-07-2007, 03:36 PM   #2
الملك الضليل
عـضـو
 
صورة الملك الضليل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: هناك ؟ ؟ ؟
المشاركات: 640
قسم بالله إني بُهِرتْ عجباً من حسن السبك وحسن الإقتباس ...


((( إن من البيان لسحرا )))


اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
: 12 : 12 : 12
الملك الضليل غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)