بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الكأس ُيلمع ُوالرؤوس ُتطايرت ... ! " أواه ُيا عراق "

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 31-07-2007, 05:28 PM   #1
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
الكأس ُيلمع ُوالرؤوس ُتطايرت ... ! " أواه ُيا عراق "


حينما خرج علينا " الشاطر الكبير " ياسر القحطاني بتصريح قال فيه : إن سجل العراق عشرة أهداف فسنأخذ الكأس لأننا سنسجل احد عشر هدفا !
ساعتها أدركت أن الغرور قد نال من الصبية ابتداء بقائدهم " الكابتن ياسر " وأدركت أن البطولة
ستذهب لمن تمنيت
تمنيت فوز العراق على حساب وطني ، " رغم أني كنت أخشى من أن ينسب بوش وعصابته العميلة في المنطقة الخضراء الفوز لجهودهم في إحلال السلام والأمن في العراق ! " ، وليس هذا التمني قدح في وطنيتي ، فقد تمنيت أن يزرع هذا الكأس ابتسامة سرقها المحتل من فم كل عراقي !

لقد كان عهدي بالعراق سخِيَّةٌ *** ذُراه ، وكفُّ الراتعين به رطب
وأفياؤه ممدودة، ونسيمه ***زكِيُّ الشذا،غضٌّ،وفردوسه رحب
وأفنانه ممطورة ، وأديمه ***تذكرك النسرين أنفاسه ، خصب
فهل حضنه صار الضنين بحدبه ***عليك، فلا عطف لديه،ولاحدْب؟

لقد كان العراق مجداً وحضارة ، رغم تنوع بيئته ، وتعدد أطيافه التي هي اليوم تسعر الحرب هناك
في العراق كان الشعر كبيراً بأسماء عظمائه ، وكانت اللغة تتنعم بين أحضان الأمن والإستقرار
والسلام ... وكأني بها تهتف للكوفيين والبصريين أين أصبحتم ، وكيف أمسيتم !
في العراق كان الجاحظ و أبو نواس و الجواهري

نُغَاثُ بحرفٍ منكَ يوما فننتشي *** و تخضرُّ قيعانُ الهوى بتهللِ

في العراق كانت عاصمة الرشيد ، وكان المنصور
قصة مجد كانت على الدرب تسير ... فقضى عليها الأعداء ... دمروها شر تدمير
حتى باتت لغة أبشع أنواع القتل هي اللغة السائدة ، ماتت اللغة ومات الضمير وماتت مبادئ الإنسان فمات فيك يا عراق الانسان
أغلق البيت ، وأطفئ شمعه *** كان ميلاد وأمسى مأتما

كنت أرقب عيون الكأس وأغازل بريقه فأتساءل أي سعادة يمكن أن تجنيها لأرض الرافدين ؟
أي سعادة من الممكن أن تجنيها لعراق راجت فيه صناعة الأكفان و التوابيت ، وزادت فيه أجرة حفار القبور
أي شيء من الممكن أن يجنيه منك من يجري في رزقه في العراق ، وهو لا يدري أيعطى فرصته
في الموت والدفن كخلق الله ، أم سيتطاير أشلاءً مبعثرةً يحرم معها أن يموت بكرامة !
أي سعادة ستأتي بها إلى أرض الرافدين ، ومن أجلك يقتل المئات !
أتستحق هذا أيها الكأس اللامع ، هل ستحول مآتم العزاء إلى فرح ؟

أي سعادة من الممكن أن تجلبها لأكثر من أربعة ملايين مشرد يهيمون على وجوههم
في مدن العالم ، سل أزقة دمشق وعمان عن عوائل عراقية هربت من الموت إلى مذلة الجوع والسؤال ، وإلى النوم على أرصفة العواصم التي اكتضت بالعوائل العراقية
أنا يا بني غدا سيطويني الغسق
لم يبق من ظل الحياة سوى رمق
وحطام قلب عاش مشبوب القلق
قد أشرق المصباح يوماً واحترق
جفت به آماله حتى اختنق
**
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
**
فاذكر وصية والد تحت التراب
سلبوه آمال الكهولة والشباب
**
كان لنا دار وكان لنا وطن
ألقت به أيدي الخيانة للمحن
وبذلت في إنقاذه أغلى ثمن
بيدي دفنت فيه أخاك بلا كفن
إلا الدماء وما ألم بي الوهن
**
جرحان في جنبي ثكل واغتراب
ولد أضيع وبلدة رهن العذاب
**
هم أخرجوك فعد إلى من أخرجوك
فهناك أرض كان يزرعها أبوك
**
قد ذقت من اثمارها الشهد المذاب
فإلام تتركها لألسنة الحراب


أيها الكأس ، سل السجين بقيده ، إن كان فيك يهنئ
سل الأسرى إن كان للفرحة فيك عندهم أي معنى ؟

ها أنت في الأسر : جلاد ومطرقة
تهوي عليك وذئب بات ينتظر
وذابحوك كثير كلهم ظمأ
إلى دماك ؟ كأن قد مسهم سعر
أين المفر وهولاكو الجديد أتى
يهيئون له أرضا فينتشر

سل سماء العراق المحتقنة بأنات الثكالى واليتامى والجرحى والمفجوعين ،، سلها إن كانت ستهنئ بك ؟
كلما ألهب الدجى حزن بغداد *** فغصت بدمعها النضاح
وانظري هل ترين إلا ثكالى *** وايامى يضربن راحا براح

أواه يا بغداد

حوصرت من كل صوب *** تحت قصف يتوالى
أفرغوا فيها رصاصاً *** منعوا عنها الغلالا
أفزعوا الأطفال ليلا *** خلفوا فيها ثكالى
أغرقوها في ظلام *** شدوا للموت حبالا
صلبوها فوق نار *** غرزوا فيها النصالا
كل غاز سوف يمضي *** يلقى موتاً أو زوالا

أواه يا عراق

أي سعادة من الممكن أن يأتي لك بها هذا الكأس ، والدفاع عنك أيها العراق يسمونه إرهاب !
حلال لابن ( لندن ) في حمانا *** دم ابن الرافدين فلا عتابا
وجور أن نمد يدا إليه *** وحق أن يمد لنا حرابا !

ولكن

يخسأون ففي بغداد وازرة *** بألف وزر سوى ما عندهم تزر
لكننا يا بني عمي يقطعنا أن *** الأعادي لنا من أرضكم عبروا
وأنهم بكم جاءوا فنحن نرى *** آثاركم في خطاهم كل ما عثروا
أبناء عمي سلام الله نرسله *** لكل أرض بها أطفالكم نفروا
قولوا العراق منيع رغم صدعته *** بأهلكم وبكم أنتم له عذر
أما العراق وأما أهله فلهم *** زهو الفراتين والأمواج تنشطر
شطرين عنهم فشطراً يستحيل دما *** لهم وشطراً سيوفاً حيثما زأروا
وللعراق بني عمي مهابته *** هو العراق قضاء الله والقدر

وأي سعادة ستجلبها لي أيها الكأس ، وفي العراق قرابة وأحبة نفروا من بيننا لنصرة إخوتهم في الدين " رغم استماتتي في ثنيهم عن النفور " خرجوا إلى حيث مبتغاهم فنالوه " نسأل الله أن يتقبلهم وأن لايحرمنا شفاعتهم "
شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا
شباب لم تحطمه الليالـ *** ـي ولم يسلم إلى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوماً *** وقد ملأوا نواديهم سجونا
عرفوا الأغاني مائعات *** ولكن العلا صنعت لحونا
وقد دانوا بأعظمهم نضالاً *** وعلما ، لا بأجزلهم عيونا
فيتحدون أخلاقا عذابا *** ويأتلفون مجتمعا رزينا
فماعرف الخلاعة في بنات *** ولاعرف التخنث في بنينا
ولم يتبجحوا في كل أمر *** خطير كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي *** شبابا مخلصاً حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى *** فيأبى أن يقيد أو يهونا
دعوني من أماني كاذبات *** فلم أجد المنى إلا ظنونا
وهاتوا لي من الإيمان نور *** وقووا بين جنبي اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي *** وابني المجد مؤتلقاً مكينا

أواه ياعراق

إيه شباب الرافدين ومن بهم *** يرجو العراق تبلج الأسحار
الحاملين من الفوادح ثقلها *** ليسوا بأنكاس ولا أغمار
والذائدين عن الحياض إذا انتحت *** كرب ، ولاذ مكابر بفرار
والباذلين عن الكرامة – أرخصت - *** أغلى المهور وأفدح الأسعار

آآآآآآه ثم آه

قد كنت أوثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأحياء

ياوجد قلبي عليكم

يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي *** هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي

أي فرح سأنهل منه ، وفي العراق أعزاء كنت بالأمس أسمر بصحبتهم ، واليوم أبكي مصابهم ، حيث
يقبعون في سجن أبو غريب وفي سجون العراق " نسأل الله أن يعجل بفرجهم "
أبا عبد الله ، ذاك الثغر المبتسم
مازلت أنتظرك في ردهة من صباح
أنا لم أنم .. مثل عينيك يسكننا دمعة من عراق
وتسخر من يتمنا نشوة من كفاح ..!

إذاً لن أفرح بك أيها الكأس اللعين ، لأني أخشى أن يكون العراق في ذمة التاريخ ، بينما التاريخ هو دائماً في ذمة العراق

يا ابن الفراتين لا تحزن لنازلة *** أغلى من النازلات الحزن والكمد
دوح الرجولة لا تلوي الرياح به *** لكن تنفض أوراقا وتختضد


دمتم بعيداً عن الاحتلال والقتل والتشريد
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
الناقد1 غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)