|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
14-08-2002, 08:13 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 29
|
الجُرْحُ المُغَيَّب
العقل يدفق بخاطِراتِه، والقلب يألم لمُعْضِلاتِه، والفاه ينطق بآهاتِه، يدٌ تكتب وأُخرى تمسح الدموع.
جَفَّت عيوني هِتـاناً تَسْـكُبُ ... أُوقِفَ عنِّي مُؤنِّـسُ هـاجـِسي فقد بَـكِـيتُ بأمْـسـي أفغَـاناً ... أأبكي اليوم أرضَ الأشاوِسِ؟ لا تعجبنّ.. ذِقتُ من أكِنَّةِ الهمِّ سهاماً. شعبٌ طوى البَيْداء وتلمحُ على الكُثبانِ الأثَر، كم خاض بحورَ الدماء وسلِ الثكلى تصرخُ بالخبر. ضعيفٌ مُنكسِر، طريدٌ مُهاجِر، لاجئٌ مُضَيَّق وعلى العَرْشِ تعلو قهقهة الاستبداد. الحوافِرُ تنفض الغبار، الصَّمت يُشَقُّ بجرِّ المدافع ودوائر التوجّس مفعَّمةً بالرعب تُحيطُ المكلومين. لكَ الله يا شعبَ العِراق.. لستُ أدري ثُقْل ذلك الحِمْل الذي هوى على الأفئدة حين يُلْمَحُ للأسى طيفٌ بخَبَرِ عَزْمِ الولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة – فرَّقَها الله – على القيام بغارةٍ هوجاء، وقد تُصيبُ الأبرياء – أو هكذا تُخَطِّط -. ليست هي إطلاقاتُ حماقةٍ أو تهديداتٌ جوفاء، فهذا الجِنِرال تومي فرانكس ( قائد القيادة المركزيَّة للجيشِ الأمريكي ) يستعرضُ أمام رئيسِهِ خُطوطاً عريضة في مرحلة الهجومِ على العِراق، وذلك في اجتماعٍ لمجلِسِ الأمن القومي في البيتِ الأبيض. وما تلك الخبريَّة المَهُولة التي تُنادي الدول لتخزينِ وقودِها نحو أيِّ مُفاجأةٍ في زيادةِ أسعارِ النَّفط إلا دلالة على قُرْبِ انقضاءِ الفتيلة المُشتعِلة إلى الانفجار المدويّ على جانبي ضِفَّتي دجلةَ والفُرات. وكعادة تلك الولايات فالاتهامات أهون من قبضِ حُفْنة الثّرى تحت الأقدام فقد ادَّعت أنَّ بلاد العراقِ تعملُ على إنتاجيَّة للسلاحِ النَّوويّ ( وفيهمُ الخَصْمُ والحَكَمُ )! إنَّه عينُ الافتراء، وإلا فما المُسَوِّغُ لأن يرفض الكونجرس طلب تقصِّي الحقائق بإرساليَّةٍ من عنده. ولن تَجِدَ الدولة المُهانة التي تسعى لاستعادةِ كبريائها أيَّ عناءٍ للبحثِ عن قواعدَ لإطلاق صواريخها كما لاقت عند حربها لأحبّائنا في بلادِ الأفغان، فعلى الغرب يضطجِعُ الابن المُدلَّل ( إسرائيل )، وهذا يُفَسِّرُ كثيراً إحاطاتِ التعجّبِ التي عَلِقت بالأذهان جرّاءَ خِطاب بوش الأخير حول القضيَّة الحاميَة بين فلسطين ودولة اسرائيل التخَيُّليّة والتي عَقَّبَ عليها أحد الرُّؤوسِ الاسرائيليِّين بقوله: أن لو شارون أعدَّ في ذلك المحفلِ حديثه لما خرجَ أفضلَ إحكاماً من كلام بوش. إنّها الصواعق رغم عدم السَّواقي. أينَ كبار العرب ليتنادوا بقمَّة تعني بهذه الأحداث؟ ليهبُّوا بشكليَّاتِهم المُعتادة أو ليُحضروا الدُّمى المُصلَّبة نَوِباً عنهم – ولا مظنَّةَ أن فرقٌ عن الواقع – ولكن ليُحَسِّسوا أنَّ فيهم قطعةُ عِرْقٍ تنبِضُ بالهمّ. أين جُموع العُمَلاء الذين ملؤوا الكونَ نَشَازاً أيَّام أحداثِ سبتمبر بنحيبهم على دماء الألوفَ القلائل بزعمهم الأبرياء، وأخوان الدّين حُرِموا حتّى من تنهيدةٍ تَعمُّ الخَلَجات؟ أم يتَحَرّوا أشلاءَ مليوناً آخرين؟ ولن أُضيِّعَ الصَّوتَ لِيُبَحّ بنداءاتٍ لهيئة الأُمم وحقوق الإنسان، فلم تزل بحضانةِ أمريكا. أيُّها المُحِبُّونَ يا أهلَ العِراق.. لَتَنسدُل على الوجنتينِ ستائِرُ الحياءِ والخَجَل حين تلتفُّ لِهَمْهَمَاتي الأعناق وما تجرَّعت مُرَّ مأساتِكم ولا عِظَمَ معاناتِكم. قد كُتِبَ علينا البُعْد، ولكن لِتنشدوا الأرض عن جِباهٍ خضعت لأجلِكم تطلبُ المولى أن يفُكَّ عنكم ضيقاً ألمَّكُم. قد نلتم ما تباكينا أمنيةً للُقْياه، فهذي أبواب الجهاد لكم شُرِّعَت وبُسِطت لخيولكم ساحات الوغى، فأنتم دون دينٍ وعِرْضٍ ومال كَتَبَ الله لنا ولكم الموتَ في سبيل ذي الجلال. اللهمّ أزلِ السّدود وامحِ الحدود واعلِ رايةَ الجهاد واجعلنا أوَّل النَّافرين، وأنلنا اللهمّ كلتا الحُسْنَيَين مماتاً على الشَّهادة وعُلُوّاً لأُمَّتي وريادة.
__________________
[c]سطِّر لِنَفْسِكَ موقفاً،، لمجدٍ مُنتَظَر،،، .. .. .. fataalsahwah@hotmail.com[/c] آخر من قام بالتعديل فتى الصحوة; بتاريخ 14-08-2002 الساعة 10:06 PM. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|