|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
16-08-2002, 10:43 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: شعيب المحبة
المشاركات: 326
|
الغلاة الخوارج بين القديم والحاضر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ........أما بعد : قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) مقالات عن الغلاة الحرورية قديماً: الخـــــــوارج ... قديمــــــاً وحديثــــــــاً بسم الله الرحمن الرحيم المتأمل لأحاديث النبي المصطفى (صلى الله عليه و سلم) في الخوارج يجد أنها تنقسم إلى قسمين ؛ قسمٌ ظهر في زمن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) والقسمُ الآخر يظهر في آخر الزمان - ولا ندري هل نحن في آخر الزمان أم لا فذلك علمه عند الله عز وجل - وسوف نورد أحاديثَ وردت في صحيحي البخاري ومسلم ومسند أحمد بن حنبل حتى نتعرف أكثر على هؤلاء الخوارج الذين مرقوا من الدين كمروق السهم من الرمية كما وصفهم الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم. الخوارج قديماً: أورد البخاري في صحيحه: 3341 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته * وأخرج مسلم 1761 حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها يعطي الناس فقال يا محمد اعدل قال ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله ح و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثني قرة بن خالد حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم مغانم وساق الحديث * وأخرج أحمد في مسنده 11112 حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله أتأذن لي فيه فأضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيته فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم منهم رجل أسود في إحدى يديه أو قال إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فترة من الناس فنزلت فيهم ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) الآية قال أبو سعيد أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليا حين قتله وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم * نلاحظ في هذه الأحاديث الثلاثة الشريفة أنها وصفت هذا الخارجي ابن ذي الخويصرة التميمي بأنه له أصحاباً يقرأون القرآن ويلهجون به ليلاً ونهاراً وأنهم كثيرو الصلاة والصيام ولكنهم فارغو المحتوى وقد أمر النبي بقتالهم بل بين أن من يقاتلهم يومئذ ويهزمهم هم على الحق ونلاحظ هنا أيضاً أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) استأذن النبي في أن يضرب عنقه لأنه منافق فنهاه النبي (صلى الله عليه و سلم) عن ذلك. الخوارج حديثاً: أما القسم الثاني من هؤلاء الخوارج فقد جاء وصفهم أيضاً بأنهم يمرقون من الدين ونعتهم بنفس النعوت بل أوضح النبي (صلى الله عليه و سلم) أنهم يعتقدون أنهم خير الناس (يقولون من خير قول الناس) ولعلهم يكفرون كل من يخالفهم في الرأي. أخرج البخاري في صحيحه: 4004 حدثنا قتيبة حدثنا عبدالواحد عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة حدثنا عبدالرحمن بن أبي نعم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر وأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله قال ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله قال ثم ولى الرجل قال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا لعله أن يكون يصلي فقال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود * وأخرج مسلم أيضاً 1762 حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر الأقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان قال فغضبت قريش فقالوا أتعطي صناديد نجد وتدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد * وأخرج أحمد بن حنبل: 3639 حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج قوم في آخر الزمان سفهاء الأحلام أحداث أو قال حدثاء الأسنان يقولون من خير قول الناس يقرءون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية فمن أدركهم فليقتلهم فإن في قتلهم أجرا عظيما عند الله لمن قتلهم * 11221 حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان قال فغضبت قريش والأنصار فقالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم قال فأقبل رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق قال فقال يا محمد اتق الله قال فمن يطع الله إذا عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال فسأل رجل من القوم قتله النبي صلى الله عليه وسلم أراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى قال من ضئضئ هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد * ولنأنس بحديث آخر رواه أبو داود في مسنده 4137 حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي حدثنا الوليد ومبشر يعني ابن إسمعيل الحلبي عن أبي عمرو قال يعني الوليد حدثنا أبو عمرو قال حدثني قتادة عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله ما سيماهم قال التحليق حدثنا الحسن بن علي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه قال سيماهم التحليق والتسبيد فإذا رأيتموهم فأنيموهم قال أبو داود التسبيد استئصال الشعر * ولنرى معاني الكلمات في الحديث الذي أورده مسلم لشارحه: (كث اللحية) قال ابن الأثير: الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة، وفيها كثافة. يقال: رجل كث اللحية، بالفتح. وقوم كث، بالضم. (إن من ضئضئى هذا) هو أصل الشيء. وهكذا هو في جميع نسخ بلادنا. وحكاه القاضي عن الجمهور. وعن بعضهم أنه ضبطه بالمعجمتين والمهملتين جميعا وهذا صحيح في اللغة: قالوا: ولأصل الشيء أسماء كثيرة: منها الضئضئى بالمعجمتين والمهملتين، والنجار، والنحاس، والسنخ، والعنصر، والعيص، والأرومة. (قتل عاد) أي قتلا عاما مستأصلا. كما قال تعالى: فهل ترى لهم من باقية]. نلاحظ هنا ما يلي: 1. ذكرت الروايات في القسم الأول أن الذي عارض النبي بقوله اعدل هو ذو الخويصرة أو ابن ذي الخويصرة وقد هلك في حرب النهروان كما أن من تطوع لقتله كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ؛ أما في روايات القسم الثاني فإنها لم تذكر لنا من هو الرجل كما أن من تطوع لقتله كان خالد بن الوليد (رضي الله عنه) . 2. إن توزيع الغنائم كان في القسم الأول كانت بعد منصرفه من حنين على عموم المسلمين ؛ أما في الأخرى فكانت من الأموال التي بعث بها علي (رضي الله عنه) وقد وزعها على أربعة أسهم للمؤلفة قلوبهم من نجد. 3. في القسم الأول قال النبي (فإن له أصحاباً) (إن هذا وأصحابه ) أما في القسم الثاني فإنه صلى الله عليه وآله يقول: (يخرج من ضئضئ هذا قوم) (إن من ضئضئ هذا قوماً). 4. إن من علامات هؤلاء الخوارج التحليق والتسبيد ؛ وأنهم يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الشرك. 5. إن الرجل في القسم الثاني كان غريباً على أهل الحجاز حيث وصفوه بأنه يحلق شعره وأنه كث اللحية وأنه قصير الإزار والذي يظهر لنا أن هذا الرجل كان من نجد حيث أن توزيع الذهيبة كانت على أهل نجد. ولنورد رواية لعل بها تقريب للفكرة : 979 حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا حسين بن الحسن قال حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان * أورده البخاري وهذه الرواية أيضاً 5306 ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم قال يزيد لا أعلم إلا قال يحقر أحدكم عمله من عملهم يقتلون أهل الإسلام فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه كلما طلع منهم قرن قطعه الله عز وجل فردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة أو أكثر وأنا أسمع * أخرجه أحمد عن ابن عمر. وهذه الرواية 16449 حدثنا يزيد أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ومحمد بن عبيد حدثنا إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال الإيمان هاهنا قال ألا وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين أصحاب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر. قال محمد عند أصول أذناب الإبل * أخرجه أحمد في مسنده ومعنى الفدادين أي شديدي الصوت. اللهم إن لم يكونوا هم الجامية فلا أدري من هؤلاء
__________________
أنا لا أبكي لذهاب نفسي?? ..... ولكن لذهاب واحدةٍ في الله..........(( توقيع شهيد الصحوة الإسلامية )) لقد قاطعت المنتجات الأمريكية الإسرائيلية سلسلة الإبادة لنيل الشهادة 1- ما زلتُ أســـــــــــير ؟! 2- لاتنساني ....أرجوك لاتنساني ؟! 3-في ظلمة الليل أسبل الدمع ثيابه الغزيرة 4- مازلت اسأل أين داعي القمم؟ 5- قريباً إن شآء الله |
16-08-2002, 10:46 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: شعيب المحبة
المشاركات: 326
|
يتبع العنوان المكبر
تلبيس إبليس على الخوارج
يقول ابن الجوزي رحمه الله ذاما الخوارج ومحذرا من طريقتهم : أول الخوارج وأقبحهم حالة ذو الخويصرة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بعث علي رضي الله عنه من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذهبة في أديم مقروظ لم تخلص من ترابها ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة . . . بين زيد الخيل والأقرع وحابس وعينية بن حصن وعلقمة بن علاثة أو عامر بن الطفيل - شك الرواي - فوجد من ذلك بعض اصحابه والأنصار وغيرهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء )) ، ثم أتاه رجل غائر العينمين ، مشرف الوجنيتين ، ناتئ الجبهة ، كث اللحية ، مشمر الأزار ، محلوق الرأس ، فقال : ( اتق الله يا رسول الله ! ) ، فرفع راسه إليه ، فقال : (( ويحك أليس أحق الناس أن يتقي الله أنا )) ثم ادبر ، فقال خالد رضي الله عنه : ( يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فلعله يكون يصلي )) فقال : ( رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم )) ، ثم نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقف ، فقال : (( انه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) . هذا الرجل يقال له ذو الخويصرة التميمي ، وفي لفظ أنه قال له : ( إعدل ) فقال صلى الله عليه وسلم : (( ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل )) . فهذا أول خارجي في الإسلام ، وآفته انه رضي برأي نفسه ، ولو وقف لعلم انه لا رأي فوق رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأتباع هذا الرجل هم الذين قاتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وذلك انه لما طالت الحرب بين معاوية وعلي رضي الله عنهما ، رفع اصحاب معاوية رضي الله عنه المصاحف ، ودعوا علي رضي الله عنه إلى ما فيها ، وقال : ( تبعثون رجلا منكم ونبعث رجلا منا ، ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله عز وجل ) ، فقال الناس : قد رضينا ، فبعثوا عمروا بن العاص رضي الله عنه ، فقال أصحاب علي : ابعث أبا موسى رضي الله عنه ، فقال علي : ( لا أرى أن أولي أبا موسى ، هذا ابن عباس ) ، قالوا : لا نريد رجلا منك ، فبعث أبا موسى رضي الله عنه ، وأخر القضاء إلى رمضان ، فقال عروة بن اذينة : ( تحكمون في أمر الله الرجال ، لا حكم إلا لله ) ، ورجع علي من صفين فدخل الكوفة ، ولم تدخل معه الخوارج ، فأتوا حروراء ، فنزل بها منهم إثنا عشر ألفا ، وقالوا : لا حكم إلا لله - وكان ذلك أول ظهورهم - ونادى مناديهم : أن أمير القتال شبيب بن ربعي التميمي ، وأمير الصلاة عبد الله بن الكوا اليشكري . وكانت الخوارج تتعبد ، إلا أن إعتقادهم أنهم أعلم من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهذا مرض صعب . وعن سماك بن رميل، قال : قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : إنه لما اعتزلت الخوارج ودخلوا دارا وهم ستة آلاف ، وأجمعوا على أن يخرجوا على علي ابن ابي طالب ، فكان لا يزال يجيء إنسان فيقول : يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك ، فيقول : ( دعوهم ، فاني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني ، وسوف يفعلون ) ، فلما كان ذات يوم أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له : ( يا أمير المؤمنين ابرد بالصلاة ، لعلي أدخل على هؤلاء القوم فاكلمهم ) ، فقال : ( إني أخاف عليك ) ، فقلت : ( كلا ) - وكنت رجلا حسن الخلق لا أؤذي أحدا - فأذن لي ، فلبست حلة من أحسن ما يكون من اليمن ، وترجلت ، فدخلت عليهم نصف النهار ، فدخلت على قوم لم أر قط اشد منهم اجتهادا ، جباههم قرحة من السجود ، وأيديهم كأنها ثفن الإبل ، وعليهم قمص مرحضة، مشمرين، مسهمة وجوههم من السهر ، فسلمت عليهم ، فقالوا : مرحبا بابن عباس ، ما جاء بك ؟ فقلت : ( أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ، ومن عند صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليهم نزل القرآن ، وهم أعلم بتأويله منكم ) ، فقالت طائفة منهم : لا تخاصموا قريشا فان الله عز وجل يقول : { بل هم قوم خصمون } ، فقال إثنان أو ثلاثه لنكلمنه، فقلت : ( هاتوا ما نقمتم على صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار ، وعليهم نزل وليس فيكم منهم أحد ، وهم اعلم بتأويله ) ، قالوا : ثلاثا ، قلت : ( هاتوا ) ، قالوا : أما أحداهن فانه حكم الرجال في أمر الله ، وقد قال الله عز وجل : { إن الحكم إلا لله } فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل ؟ فقلت : ( هذه واحدة ، وماذا ؟ ) قالوا : وأما الثانية ، فانه قاتل وقتل ولم يسب ولم يغنم ، فإن كانوا مؤمنين فلم حل لنا قتالهم ولم يحل لنا سبيهم ؟ ، قلت : ( وما الثالثة ؟ ) ، قالوا : فانه محا عن نفسه أمير المؤمنين ، فإنه إن لم يكن أمير المؤمنين فانه لأمير الكافرين ) ، قلت : ( هل عندكم غير هذا ؟ ) قالوا : كفانا هذا ، قالت لهم : ( أما قولكم حكم الرجال في أمر الله ، أنا أقرأ عليكم في كتاب الله ما ينقض هذا ، فإذا نقض قولكم أترجعون ؟ ) ، قالوا : نعم ، قلت : ( فان الله قد صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب - وتلى هذه الآية : { لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم . . . إلى آخر الآية } ، وفي المرأة وزوجها { وأن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها . . . إلى آخر الآية } - فنا شدتكم بالله هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وفي حقن دماءهم أفضل أم حكمهم في أرنب وبضع امرأة ، فأيهما ترون أفضل ؟ ) ، قالوا : بل هذه ، قلت : ( خرجت من هذه ؟ ) ، قالوا : نعم ، قلت : ( وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم ، فتسبون امكم عائشة رضي الله تعالى عنها ؟! فوالله لئن قلتم لنسبينها ونستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الإسلام ، فأنتم بين ضلالتين ، لأن الله عز وجل قال : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } ، أخرجت من هذه ؟ ) ، قالوا : نعم ، قلت : ( وأما قولكم محا عن نفسه أمير المؤمنين ، فأنا آتيكم بمن ترضون ، ان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو ، فقال لعلي رضي الله عنه : (( أكتب لهم كتابا )) ، فكتب لهم علي : هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله ، فقال المشركون : والله ما نعلم انك رسول الله ، لو نعلم انك رسول الله ما قاتلناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم : (( انك تعلم أني رسول الله ، امح يا علي ، اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله )) ، فوالله لرسول اللله خير من علي، وقد محا نفسه ) ، فرجع منهم ألفان . . . وخرج سائرهم فقتلوا . وعن جندب الأزدي ، قال : ( لما عدنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب ، فانتهينا إلى معسكرهم ، فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن ) . وفي رواية أخرى : ان عليا رضي الله عنه لما حكم ، أتاه من الخوارج زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي ، فدخلا عليه فقالا له : ( لا حكم إلا لله ) ، فقال علي : ( لا حكم إلا لله ) ، فقال له حرقوص : ( تب من خطيئتك وارجع عن قضيتنا ، واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقي ربنا ، ولئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله عز وجل لأقاتلنك أطلب بذلك وجه الله ) ، واجتمعت الخوارج في بيت عبد الله بن وهب الراسبي ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( ما ينبغي لقوم يؤمنون بالرحمن وينسبون إلى حكم القرآن أن تكون هذه الدنيا التي إيثارها عناء آثر عنده من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول الحق ، فاخرجوا بنا ) … وكتبوا إلى علي رضي الله عنه : ( إنك لم تغضب لربك ، وإنما غضبت لنفسك ، فإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة ، نظرنا فيما بيننا وبينك ، وإلا فقد نابذناك على سواء ، والسلام ) ، ولقي الخوارج في طريقهم عبد الله بن خباب ، فقالوا : ( هل سمعت من أبيك حديثا تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ) قال : ( نعم ، سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، فإن أدركت فكن عبد الله المقتول ) ، قالوا : ( أنت سمعت هذا من أبيك تحدثه عن رسول الله ؟ ) ، قال : ( نعم ) ، فقدموه إلى شفير النهر ، فضربوا عنقه ، فسال دمه كأنه شراك نعل ، وبقروا بطن أم ولده عما في بطنها - وكانت حبلى - ونزلوا تحت نخل مواقير بنهروان ، فسقطت رطبة فأخذها أحدهم فقذف بها في فيه ، فقال أحدهم : ( أخذتها بغير حقها وبغير ثمنها ؟! ) فلفظها من فيه ، واخترط أحدهم سيفه فاخذ يهزه ، فمر به خنزير لأهل الذمة فضربه به يجربه ، فقالوا : ( هذا فساد في الأرض ) ، فلقي صاحب الخنزير فأرضاه في ثمنه ، فبعث إليهم علي رضي الله عنهم : ( اخرجوا إلينا قاتل عبد الله بن خباب ) ، فقالوا : ( كلنا قتله ) ، فناداهم ثلاثا ، كل ذلك يقولون هذا القول ، فقال علي رضي الله عنه لأصحابه : ( دونكم القوم ) ، فما لبثوا أن قتلوهم ، وكان وقت القتال يقول بعضهم لبعض : ( تهيأ للقاء الرب ، الرواح الرواح إلى الجنة ! ) ، وخرج على علي رضي الله عنه بعدهم جماعة منهم ، فبعث إليهم من قاتلهم ، ثم اجتمع عبد الرحمن بن ملجم بأصحابه وذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم ، وقالوا : ( والله ما قنعنا بالبقاء في الدنيا شيء بعد إخواننا الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم ، فلوا أنا شرينا أنفسنا لله ، والتمسنا غير هؤلاء الأئمة الضلال ، فثأرنا بهم إخواننا ، وأرحنا منهم العباد ) . وروى محمد بن سعد عن أشياخ له : انتدب ثلاثة نفر من الخوارج - عبد الرحمن بن ملجم والبراك بن عبد الله وعمرو ابن بكر التميمي - فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا لنقتلن الثلاثة - عليا ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم - ونريح العباد منهم ، فقال ابن ملجم : ( أنا لكم بعلي ) ، وقال البراك : ( انا لكم بمعاوية ) ، وقال عمرو : ( وأنا لكم بعمرو ) ، فتواثقوا ألا ينقض رجل منهم رجلا عن صاحبه ، فقدم ابن ملجم الكوفة ، فلما كانت الليلة التي عزم على قتل علي رضي الله عنه فيها خرج علي رضي الله عنه لصلاة الصبح ، فضربه فاصاب جبهته إلى قرنه ، ووصل إلى دماغه ، فقال علي : ( لا يفوتنكم الرجل ) ، فأخذ ، فقالت أم كلثوم : ( يا عدو الله قتلت امير المؤمنين باس ) ، قال : ( فلم تبكين إذن ؟ ) ، ثم قال : ( والله لقد سممته فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه ) ، فلما مات علي رضي الله عنه ، اخرج ابن ملجم ليقتل ، فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه ، فلم يجزع ولم يتكلم ، فكحل عينيه بسمار محمي ، فلم يجزع ، وجعل يقرأ : { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق . . . حتى ختمها } وإن عينيه لتسيلان ، فعولج على قطع لسانه فجزع ، فقيل له : ( لم تجزع ؟ ) ، فقال : ( أكره أن أكون في الدنيا مواتا لا أذكر الله ) ، وكان رجلا أسمر في جبهته أثر السجود لعنة الله عليه . ولما أراد الحسن رضي الله عنه أن يصالح معاوية رضي الله عنه ، خرج عليه من الخوارج الجراح بن سنان ، وقال : ( أشركت كما أشرك أبوك ) ، ثم طعنه في أصل فخذه . وما زالت الخوارج تخرج على الأمراء ، ولهم مذاهب مختلفة . وكان أصحاب نافع بن الأزرق يقولون : ( نحن مشركون ما دمنا في دار الشرك ، فإذا خرجنا فنحن مسلمون ! ) . قالوا : ومخالفونا في المذهب مشركون ، ومرتكبوا الكبائر مشركون ، والقاعدون عن موافقتنا في القتال كفرة ، وأباح هؤلاء قتل النساء والصبيان من المسلمين ، وحكموا عليهم بالشرك . وكان تجدة بن عامر الثقفي من القوم ، فخالف نافع بن الأزرق ، وقال بتحريم دماء المسلمين واموالهم ، وزعم أن أصحاب الذنوب من موافقيه يعذبون في غير نار جهنم ، وان جهنم لا يعذب بها إلا مخالفوه في مذهبه . وكان بعضهم يقول : لو أكل رجلا من مال يتيم فلسين وجبت له النار ، لأن الله عز وجل أوعد على ذلك النار . ولهم قصص تطول ، ومذاهب عجيبة ، لم أر التطويل بذكرها ، ولكن المقصود النظر في حيل إبليس وتلبيسه على هؤلاء الحمقى الذين عملوا بواقعتهم ، واعتقدوا أن علي بن أبي طالب على خطأ والمهاجرين والأنصار على خطأ ، وأنهم على صواب ، واستحلوا دماء الأطفال ، ولم يستحلوا أكل ثمرة بغير ثمنها ، وتعبوا في العبادات وسهروا وجاعوا ! ، وجزع أبن ملجم عند قطع لسانه من فوات الذكر ، واستحل قتل علي رضي الله عنه ، ثم شهروا سيوفهم على المسلمين ! ، ولا أعجب من اقتناع هؤلاء بعلمهم واعتقادهم أنهم أعلم من علي رضي الله عنه ، فقد قال ذو الخويصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعدل فما عدلت ! ) ، وما كان إبليس ليهتدي إلى هذه المخازي ، نعوذ بالله من الخذلان . وعن محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وأعمالكم مع أعمالهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) ، أخرجاه في الصحيحين . وعن عبد بن أبي أوفى ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الخوارج كلاب أهل النار )) . فصل : ومن رأي الخوارج أنه لا تختص الإمامة بشخص إلا أن يجتمع فيه العلم والزهد ، فإذا اجتمعا كان إماما نبطيا . ومن رأي هؤلاء أحدث المعتزلة في التحسين والتقبيح إلى العقل ، وإن العدل ما يقتضيه . ثم حدث القدرية في زمن الصحابة ، وصار معبد الجهمي وغيلان الدمشقي والجعد بن درهم إلى القول بالقدر . ونسج على منوال معبد الجهمي واصل بن عطاء ، وانضم إليه عمرو بن عبيد . وفي ذلك الزمان حدثت سنة المرجئة ، حين قالوا : ( لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ) . ثم طالعت المعتزلة - مثل أبي هذيل العلاف والجاحظ - كتب الفلاسفة في زمان المأمون ، واستخرجوا منها ما خلطوه بأوضاع الشرع مثل لفظ الجوهر والعرض والزمان والمكان والكون ، وأول مسالة اظهروها القول بخلق القرآن ، وحينئذ سمي هذا الفصل " علم الكلام " ، وتلت هذه مسائل الصفات مثل العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر .
__________________
أنا لا أبكي لذهاب نفسي?? ..... ولكن لذهاب واحدةٍ في الله..........(( توقيع شهيد الصحوة الإسلامية )) لقد قاطعت المنتجات الأمريكية الإسرائيلية سلسلة الإبادة لنيل الشهادة 1- ما زلتُ أســـــــــــير ؟! 2- لاتنساني ....أرجوك لاتنساني ؟! 3-في ظلمة الليل أسبل الدمع ثيابه الغزيرة 4- مازلت اسأل أين داعي القمم؟ 5- قريباً إن شآء الله |
16-08-2002, 10:48 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: شعيب المحبة
المشاركات: 326
|
يتبع العنوان المكبر
الخـــــــوارج و صـفاتهم
بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الحمد لله القائل في كتابه العزيز {ولتستبينَ سبيلُ المجرمينَ}، نحمده حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، تركنا على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك، ولا يتنكّبها إلاّ ضالّ هالك. أمّا بعد : فإنّ الحديث عن فرقة الخوارج هذه الأيّام هو حديث عن ماضٍ مؤلم، أضاعت فيه هذه الفرقة الطاغية من دماء الأبرياء وحياة الأتقياء وأموال المسلمين ما لا يُحصيه إلاّ الله سبحانه وتعالى، وصرفت الخلافة عن قتال أعداء الله والمسلمين إلى دفع شرورهم والتصدّي لهم وحالت دون الدعوة إلى الله سبحانه . وهكذا حال أصحاب البدع والضلالات قديماً وحديثاً يستنفذون طاقات الأمّة، ويضيّعون جهودها بإخماد نار فتنتهم عمليّاً بتجييش الجيوش وعلميّاً بردود العلماء عليهم وبيان ضلالاتهم. وأمّا حديثاً ففي هدر طاقات الشباب المسلم وتمزيق شملهم وهم أحوج ما يكونون للاجتماع والتصدّي لأعداء الله سبحانه وتعالى من المنصّرين والمنافقين وأصحاب الضلالات من الفرق المارقة عن الدين من بهائيين وقاديانيين وقوميين وقبوريين وغيرهم كثير . ولهذا وذاك كان حقّاً على العلماء وتلاميذهم بذل الجهد الجهيد في بيان مروق هؤلاء وأولئك تطبيقاً لقوله تعالى { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا العلم لتبيننّه للناس ولا تكتمونه} . من هم الخوارج : كما هو ملاحظ من الاسم، فالخوارج : هم طائفة أبت إلاّ تمزيق صفّ المسلمين وتشتيت شمل الموحّدين، فخرجت على الخليفة الذي تمّت بيعته من أهل الحلّ والعقد وتمّت له الإمامة على المسلمين. قال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل كلّ من خرج على الإمام الحقّ الذي اتّفقت الجماعة عليه يُسَمّى خارجيّاً سواء كان الخروج في أيّام الصحابة على الأئمة الراشدين أو ( من) كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كلّ زمان ( ج1/ص114 ) . وزاد عليه ابن حزم رحمه الله في كتابه الفصل في الملل والنحل : ويلحق بهم مَن شايعهم على أفكارهم أو شاركهم في آرائهم في أيّ زمان . وعند الحديث عن نشأتهم سنزيد الصورة وضوحاً عن تعريف الخوارج الشامل -إن شاء الله تعالى- إذ الاقتصاد على معنى الخروج فقط تقصير في التعريف . متى ظهر الخوارج : أمّا من حيث الاتّجاه -وهو التشنيع على أمير المسلمين- فقط ظهرت بوادرها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما طعن عبدالله ذو الخويصرة التميمي بقسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيها -ولبئس ما قال-: هذه قِسمة ما أُريد بها وجه الله . وقال أيضاً ،إعدل يا رسول الله، فقال الصادق الأمين : ( ويلك، إن لم أعدل فمن يعدل؟ ) . ثمّ قال فيه : يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية... أنظر كامل القصّة في البخاري ومسلم . وأمّا من حيث كونها فرقة لها تجمّع وعقائد وشوكة، فقد ظهر هذا بعد التحكيم الذي حدث بطلب منهم ( وكانوا في جيش عليّ رضي الله عنه وأرضاه وطالبوه بالتحكيم ) بين عليّ ومعاوية رضوان الله عليهم جميعاً، ثمّ قاتلهم عليّ رضي الله عنه حتّى كان قتله رحمه الله ورضي عنه على أيديهم الخبيثة . سبب خروجهم على خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : هناك عدّة أسباب لخروج هذه الفرقة المارقة، منها : تنطعهم في شروط الخليفة والتي جعلوها قاسية جدا . رفضهم لمسألة التحكيم مع أنّهم هم الذين طالبوا أمير المؤمنين بالعمل بها . العصبيّة القبليّة، حيث أنّ معظم الخوارج من ربيعة الذين كانوا ذوي العداء التقليدي لمُضر والتي منها قريش التي جعل التشريع لها وحدها حقّ استلام منصب الأمير العام أو الخليفة، فساعد فتور الإسلام والتلاحم الأخويّ بينهم برجوعهم إلى الوراء وإشعال أحقاد الجاهليّة مرّة ثانية . ولأتفه الأسباب.. ووجدوا مبرّرات لذلك لو تَفَكَّر فيها العاقل لما وجدها تسوغ لشيء واحد ممّا فعلوه من فساد وإفساد . الخوارج في الحاضر: ولعلّ من نافلة القول أن يسأل سائل : أين الخوارج اليوم، وهل لهم من وجود؟! و نقول أن فرق الخوراج كلها انقرضت إلا فرقة الإباضية في شرق الجزيرة. و الإباضية اليوم هم أقرب للمعتزلة منهم للخوراج ، فمن الأصح عدم تسميتهم بالخوارج بل بالمعتزلة. و حديثنا في هذه الصفحة ينصب على الخوارج المعاصرون في شرق الجزيرة. موقف الخوارج من المسلمين : الخوارج فرقة مارقة، ترى كلّ من خالفها من المسلمين على غير الهدى والدين، وغلاتهم -وهم بالجملة غلاة- يرون كفر من خالفهم وحتّى الأطفال . وهم مع ذلك يستبيحون الدماء والأموال، لدرجة أنّ بعضهم يرى كفر الرعيّة إذا كفر الحاكم. و ما الجزائر عنا ببعيدة. خلاصة القول : وخلاصة القول في الخوارج أنّهم غلاة متفيقهون ضالّون في التصوّر والاعتقاد والسلوك، مع التشديد والأخذ بأحاديث الوعيد دون النظر في أحاديث التبشير والوعد، ولذلك استحقّوا التسمية النبويّة أنّهم : ( كلاب أهل النار، يقتلون أهل الإسلام ، ويذرون أهل الشرك والأوثان ) .
__________________
أنا لا أبكي لذهاب نفسي?? ..... ولكن لذهاب واحدةٍ في الله..........(( توقيع شهيد الصحوة الإسلامية )) لقد قاطعت المنتجات الأمريكية الإسرائيلية سلسلة الإبادة لنيل الشهادة 1- ما زلتُ أســـــــــــير ؟! 2- لاتنساني ....أرجوك لاتنساني ؟! 3-في ظلمة الليل أسبل الدمع ثيابه الغزيرة 4- مازلت اسأل أين داعي القمم؟ 5- قريباً إن شآء الله |
17-08-2002, 02:57 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: شعيب المحبة
المشاركات: 326
|
السلام عليكم
للرفع
والسلالالالالالالالالالالالام عليكم
__________________
أنا لا أبكي لذهاب نفسي?? ..... ولكن لذهاب واحدةٍ في الله..........(( توقيع شهيد الصحوة الإسلامية )) لقد قاطعت المنتجات الأمريكية الإسرائيلية سلسلة الإبادة لنيل الشهادة 1- ما زلتُ أســـــــــــير ؟! 2- لاتنساني ....أرجوك لاتنساني ؟! 3-في ظلمة الليل أسبل الدمع ثيابه الغزيرة 4- مازلت اسأل أين داعي القمم؟ 5- قريباً إن شآء الله |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|