|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
14-12-2008, 05:46 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 79
|
العربية تشكو جفاء أبنائها " سلسلة نزهة في رياض القرآن 1 "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. أما بعد .. فنستعين بالله عز وجل بادئين نزهتنا الماتعة – إن شاء الله – في أرجاء بحور العربية الزاخرة بالدرر واللآلئ ، نغوص في أعماقها لنستخرج دررها الثمينة ، وأصدافها العجيبة ، فنسأل المولى – جل في علاه – التوفيق والإعانة . رأيت أن نفتتح سلسلتنا بهذه المقدمة المختصرة لعلها أن تكون مدخلاً مناسبًا لموضوعاتنا القادمة ، فأقول : إن المتأمل في حال الناس اليوم يرى ضعفًا شديدًا في جوانب العربية ، بل مما يؤسف حقًا أن نرى هذا الضعف عند أساتذة حصلوا على شهادات لم تشفع لهم بتعديل اعوجاج ألسنتهم وأقلامهم . وحين تقلب إحدى الصحف لن تجد عنتًا في الوقوف على بعض الأخطاء النحوية أو الأسلوبية أو الإملائية ، وهذا والله مما يندى له الجبين . إن أمة جاهلة في لغتها لن ترقى إلى منازل الأمم الأخرى التي بلغت من الحضارة مبلغًا عظيمًا ، وينبغي أن نتكاتف جميعًا لنقضي على هذا القصور الواضح ، وذلك بالتنبيه على الأخطاء التي نقع فيها . أيها الأحبة .. لا أبالغ إن قلت إن المرء لن يعرف العلوم الأخرى إلا بمعرفة العربية ومقاصدها وغاياتها ، فلن يستطيع عالم من العلماء تفسير القرآن الكريم إلا إذا كان حاذقًا بالعربية عارفًا بكلام العرب ومقاصدها ، وكذلك الفقيه لن يستطيع استنباط الأحكام الفقهية من النصوص إلا باستحضار معلوماته في اللغة العربية . وشاهد ذلك قوله تعالى : " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ " فلو جئنا برجل لا يعرف العربية لفهم الآية على غير مرادها ، والفيصل في فهم الآية وغيرها الحركات الإعرابية ، فلو قرأ قارئ الآية برفع لفظ الجلالة لتغير المعنى كليًا . ويقول الله تعالى : " وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات .. " لن يعرف معنى الآية إلا شخص عارف بالعربية ، وتغير حركة واحدة تقلب المعنى . ومن لطائف العربية وجمالها أن جملة واحدة تتوارد عليها المعاني المختلفة بسبب تغير أواخر كلماتها ، وهذا من الخصائص التي تتميز بها لغتنا العظيمة ، ومنها قولنا : " ما أحسن زيد " . فهذه الجملة نستطيع أن نعبر من خلالها عن ثلاثة معانٍ مختلفة ، وهذا بيانها : " ما أحسنَ زيدًا " تدل هذه الجملة على تعجب المتكلم من حُسْنِ زيدٍ . " ما أحسنَ زيدٌ " تدل هذه الجملة على نفي إحسان زيد . " ما أحسنُ زيدٍ " تدل هذه الجملة على الاستفهام عن حسن زيد . فـ ( ما ) في الأولى تعجبية ، وفي الثانية نافية ، وفي الثالثة استفهامية . ومما يروى أن ابنة أبي الأسود الدؤلي قالت لأبيها : " ما أحسنُ السماءِ " ، فقال أبوها : نجومُها ، فقالت : ما أردت السؤال يا أبتِ إنما أردت التعجب من جمالها ، فقال أبو الأسود : إذن قولي : " ما أجملَ السماءَ " . يوم الأحد الموافق 16 / 12 / 1429 هـ . آخر من قام بالتعديل الهادئ; بتاريخ 14-12-2008 الساعة 06:21 PM. |
14-12-2008, 06:17 PM | #2 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في ارض الله الواسعه
المشاركات: 12,834
|
نعم فمن جمل السماء الا نجومها
دائما نخطي بكلمه فيكون لها معنى اخر العربيه بدأت تشكو وتئن |
15-12-2008, 11:27 AM | #3 | |||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 79
|
أشكر لك مرورك الرائع ، ودمت بألف عافية ،،
|
|||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|