[سعيد بن مسعدة]

[MARK="00CCFF"]أخوتي الفضلاء أرجو إبداء الرأي تجاه هذا الموضوع [/MARK]

مدينة السعادة

في الحياة يحتاج المرء إلى إنسان يلتقي معه ليسرّي عن همومه ويكشف عن مكنوناته يحتاج إلى صديق وفيّ يقابله تحت سحابة المحبة والمودة لتهطل عليهما قطرات البهجة والسرور فما أجمل الحياة بأصدقاء أوفياء !
أين أنت أيها الوفي ؟
أين مستقرك أيها البشوش ؟
أيتها الدنيا أسمعيني عن وفيّ فأتقرب إليه خبريني عن بشوش فأتجه نحوه !!!
أيتها الصداقة لم رحلت عنّا ؟ولم تمطري علينا لتنبت أرضنا وفاءً ومودة ً ورضا ؟ ألم تريْ أرضنا وقد أقحلت فلم يبق فيها ما يسد رمق مشاعرنا من الحب والصفاء ؟؟!!
في هذا الزمن المظلم انعدمت آيات المودة والمحبة وانطمست علامات الرضا والألفة فقلّ الوفاء وندُر الإخاء والأعجب من ذلك شكوى السابقين من انعدام الأخوة والوفاء فهذا وهب بن منبه يقول :صحبت الناس خمسين سنة فما وجدت رجلاً غفر لي زلة ولا أقالني عثرة ولا ستر لي عورة . وقيل لبعضهم ما الصديق ؟فقال :اسم وضع على غير مسمى ،وحيوان غير موجود .
وقال الشاعر : لما رأيت بني الزمان وما بهم خــلٌ وفيٌ للشدائد أصطفي
فعلمت أن المستحيل ثلاثـةٌ الغول والعنقاء والخـلُّ الوفي
وقال أبو الدرداء :كان الناس ورقاً لا شوك فيه فصاروا شوكاً لا ورق فيه ( المستطرف 161)
إذن نحن في زمننا هذا أشد شكاية من الأولين فلم نجد هذه الأيام إلا غلظة وجفاءً وقصوراً في العواطف الرقراقة والمشاعر اللينة المنبثقة من صفاء القلوب .
ألم يكن صفوة الخلق أحسن الناس خلقاً وأجملهم منطقاً ؟ ألم يكن لسانه سبيلاً للألفاظ والكلمات التي يحبها أصحابه ؟ ألم يكن قمة شامخة في الصفاء والوداد ؟ألم يقل عنه ربه سبحانه(وإنك لعلى خلق عظيم ) ألم تقل عنه عائشة كان خلقه القرآن ؟
إذن لم لا ندع القسوة والخشونة والغلظة ونُحلّ أنفسنا البهجة والمشاعر الرقراقة ، ألم يكن إسلامنا داعياً إلى الأخوة والمحبة نابذاً عداوات الجاهلية الرعناء ؟
من أعجب ما قرأت أسطرا في إحدى الروايات المترجمة إلى العربية تتحدث عن تطاحن بعض البشر فيما بينهم ، فيقول الكاتب على لسان إحدى الشخصيات في الرواية :"... أستطيع أن أقول لك يا بني أنني وقد عاشرت الوحوش الضارية والذئاب المفترسة ، والنمور الكاسرة والقردة الشرسة وخبرت أخلاقها وطباعها ومنازعها ومشاربها ورأيت أنها لا تفترس إلا إذا جاعت ولا تشرس إلا إذا أهيجت ولا تطمع في أكثر من كفاف عيشها وعلالة حياتها ،أصبحت أعتقد أن الإنسان خادع أو مخدوع في تفضيل نفسه عليها ..." (رواية الفضيلة 158)
فهذا الكلام مع بعض التحفظ يبين أن بعض الناس غلبت النمور الكاسرة شراسة وخشونة .
دعوة : أدعو إلى المشاركة في البحث عن مدينة السعادة التي دعا إليها أفلاطون لنعيش بانسجام وبحب ومودة ووئام .
أو خير من ذلك أدعو إلى تدقيق النظر في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام للإطلاع على أخلاقه العالية .والمحاولة في تغيير بعض الطباع الدنيئة .
أخيراًًَ :
أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب

[زمردة]

ماشاء اللة تبارك اللة....


رائع

[تباشير المطر ~]

مــآشآء الله مآشآء الله
دُرر دُرر
إلى المفضلة
جزآكم الله جنآن الفردوس الأعلى