|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
19-01-2003, 01:24 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2003
البلد: جزيرة العرب
المشاركات: 5
|
البطلة أم عماد : لانستحق أن ندري
أم عماد ...... لقد أبكيتني والله ، وقد كنت أعرف صعوبة البكاء من نفسي ... لقد علمتني حقارة نفسي وكذبي الكبير يوم حسبت أنني رجل أستحق الاحترام ، فضلا عن أن أكون مسلماً .... فضلا عن أن أكون ملتزماً أهتم بأمور المسلمين وأتابع أخبار العالم الإسلامي .
أتدرين ما الذي دار بخلدي وأنت تتلين النصيحة للأمهات الفلسطينيات ..... لقد قلت لنفسي إن عظمة الإسلام هي التي تتحدث ، لا يمكن أن تكون هذه قوة بشرية خالصة دون معين عظيم يغذيها ، تقولين ( ماذا يفعل أعدائي بي إن جنتي في صدري ، قتلي شهادة ، ونفيي سياحة ، وسجني خلوة ) لقد حفظت قول ابن تيمية هذا في طفولتي ، وسمعته مراراً من في عدد من المحاضرات ، لكنه كان يتدحرج من حناجرهم كثياب خلقة ، يحدثوننا عنه كما يصرح السياسيون بكلام لا يريدون معناه . أما أنت فقد أبليت بلاء حسناً حين حاصر اليهود منزلك وكنت تصلين الليل فجهزت ابنك محمد برشاشة لينزل إليهم ويقتل أثنين ثم يهدوه الشهادة أمام ناظريك المغرورقين ، ثم جهزت محموداً ليتنقم من اليهود بسحق ركاب إحدى الحافلات برشاشة ثم يموت شهيداً تاركاً عدداً من الصبية ....... بعد هذه البطولات يحق لك أن تنقلي لنا كلام ابن تيمية السابق فأنت أدرى بمغزاه وأعلم بحرارة ألم الظلم وألم الخذلان منا نحن يا من يسمون حماة الدين وحراس العقيدة . كنت أسمع كلامك الرهيب والغصة تخنك حاقي حتى تلكمت حفيدتك يقين ابنة المعتقل ابنك عماد ، ولم تكن تصرخ أو تنوح أباها بل تهدد اليهود وتنذرهم بأيام شؤم عليهم وأن الإنسان سيموت لامحالة فليختر ميتته قبل أن تختار له ، وأن الفخر أن نعيش كرماء بمبادئنا لا أن نعيش كما يريد عدونا أذلاء تعساء ...... كلام كبير والله علي أن أكتبه ولسنا أهلاً أن نسمعه أو نتدبر معانيه فهو لغيرنا ليس لنا ... عندها انفجرت بالبكاء أمام زوجي وأبنائي ولم يعهدوا هذا المشهد مني من قبل .... لقد كان ابني الأكبر منهمكاً في لعق صحن الحلاوة المفضلة إليه ، و زوجي الحبيب منكمشاً على نفسه منذ أسبوع يريد هاتفاً جوالاً ذا رقم مميز ........ لك الله يا أم عماد .... بطلة في عصر الذل .... والعبودية للمادة .... أخشى لو رأيت وجوهنا لخارت قواك وانتقلت إليك عدونا الملعونة . إذا وفقك الله لحسن العمل وحسن الختام - أسال الله أن يبلغك ذلك – فستعلمين حينها أن الله رحيم وكريم حيث جعلك تعيشين هذه الصعوبات وتنجحين في تجاوزها بجدارة ، وماذا لو عشت مثلما يعيش أكثر الناس في ذل وعيش يحسبونه رغداً ثم إن هم ماتوا صالحين فقد فاتهم خير كثير .....................
__________________
لاتسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|