|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
24-05-2010, 11:47 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: القصيم
المشاركات: 537
|
كيف نتعامل مع أخطرمراحل عمرأبنا ئنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منقول لأهميته وللفائده كيف نتعامل مع المراهقين؟ لا يمكن لنا معشر الآباء والمربين أن نجيد التعامل مع المراهقين إلاّ بعد إدراك صفاتهم ورغباتهم وميولهم فعن طريقها تُضاء لنا الطريق. ثمة أمر مهم، يرد على ذهن الآباء أسئلة كثيرة، وتتوارد في خواطرهم مشاعر كبيرة وربما البعض منهم يرفع الراية البيضاء، إشارة منه بالاعتراف بالهزيمة وعدم القدرة والسيطرة على أبنائه المراهقين. ونقول: إن الحديث عن المراهقين لا يمكن أن يُكتب له النجاح إلا إذا تحققت فيه الواقعية وعدم المثالية، وما يعانيه أكثر الآباء واقع ملموس. ومَنْ مِنّا لم يعانِ في تعامله مع المراهقين؟! سواء كان أباً أو أماً أو معلماً. وسوف أستعرض أبرز النقاط التي تسهم بشكل كبير في التعامل معهم: أولاً: إن التغـيرات النفـسية لدى المراهـق تـحـتّم علينا أن نتعـامل معه بأسـاليب كـثيرة للوصـول إلى الأسلوب الناجح، ودون الاكتفاء بأسلوب واحد فقط، وهذا الأمر يتطلب منا الاستعانة بالله - عز وجل - والدعاء بصلاح الأبناء ثم الصبر... الصبر. وإذا لم يصبر الأب على أبنائه متى يصبر؟.. وإذا لم تصبر الأم على بناتها فمتى الصبر إذاً؟ دعونا نفكر ملياً: هل غضب الأب على ابنه المراهق وباستمرار يُغيّر من حقائق الأمور؟!... ألم نسمع دوماً من بعض الآباء قولهم: إن ارتفاع السكر والضغط بسبب أبنائهم المراهقين!! إننا بحاجة ماسة إلى إعادة صياغة تعاملنا مع المراهقين. فليس عن طريق الغضب أو العنف أو الشدة ننجح في التعامل معهم، قال – صلى الله عليه وسلم -: " الرفق ما كان في شيء إلاّ زانه وما نُزع من شيء إلاّ شانه". ثانياً: إن مساعدة المراهقين في اكتشاف قدراتهم ومواهبهم تسهم بشكل كبير في توجيهها إلى الهدف المنشود، وتصرف طاقاتهم فيما يفيد. وإذا أغفلنا هذا الجانب فإنه -وبلا شك- سوف يصرف طاقاته ومواهبه فيما يضر أو يكون رهيناً لتوجيه رفاق السوء. إن الطاقة المتوهجة لدى المراهق تدعونا إلى إيجاد المكان المناسب لممارستها. ومن أعظم الأمور أن نساعده على اختيار الرفقة الصالحة ليشاركهم في إبراز طاقاته وإبداعاته، والمجالات في هذا متعددة منها: حلق تحفيظ القرآن ـ أندية الحاسب الآلي ـ المنتديات المسائية في المدارس التي تحتوي على برامج متنوعة ـ ثقافية ـ رياضية ـ اجتماعية. إن الرفقة الصالحة تساعد المراهق على الاندماج في المجتمع والاستفادة من أوقاته وتريح الآباء في الاطمئنان على سلوك أبنائهم. ثالثاً: التغاضي عن الهفوات والزلاّت مطلب مُلح. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " يعجب ربك من شاب ليس لـه صبوة" حسنه الهيثمي في مجمع الزوائد 10/270 ومرحلة المراهقة والشباب مظنة الوقوع في الخطأ والتقصير المتكرر الذي يتطلب منا التغاضي عنها. كما قال الأول: ليس الغبي بسيدٍ في قومه *** لكن سيّد قومه المتغابي رابعاً: الغريزة الجنسية تشكل هاجساً لدى المراهقين، مما يدعونا إلى توخي الحكمة والحذر من إشباعها في المحرمات، والبحث عن السبل الكفيلة لتخفيف وطأتها لا سيما أن مرحلة البلوغ تبلغ ذروتها في عمر المراهقة. تحدثنا كتب السنة " أن فتى شاباً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه.. مه!! فقال - عليه الصلاة والسلام - ادنُ مني، فدنا الشاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتحبّه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال رسول الله: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، جعلني فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك قال: لا والله جعلني فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على صدره وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهّر قلبه، وحصّن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء" رواه الإمام أحمد 5/256. تأمل أخي القارئ هذا الأسلوب النبوي الكريم في معالجة هذا الشاب الذي ثارت غريزته وتأججت، حتى وصلت إلى الرغبة في إشباعها عن طريق الزنا. ولكن داعي الإيمان في قلبه أرشده إلى استشارة النبي الرحيم، فماذا قال - عليه الصلاة والسلام -؟. هل وبّخه؟!. هل أنّبه؟! لم يحدث ذلك مطلقاً بل أرشده بأسلوب حواري هادئ حرّك فيه غيرته على محارمه، ثم قال - عليه الصلاة والسلام - بعد تهيئة نفسه: وكذلك الناس لا يرضونه على محارمهم. ثم دعا له - عليه الصلاة والسلام -. فما أعظمه من نبي ومن مربّ رحيم بأمته! أيها الأب المبارك إن الغلظة والجفاف من قبل بعض الآباء يولد النفور وهروب الأبناء، وارتكابهم الموبقات العظيمة، إن التعامل بالشفقة والحوار المبني على الاحترام يعيد ثقة الشاب بنفسه، ويحافظ عليه من الانحراف السلوكي. خامساً: إن التنوع في أساليب التربية والتعامل مع الأخطاء بالتوجيه تارة، وبالنظرة تارة، والإشارة تارة أخرى تشكّل لدينا منهجاً متكاملاً في التربية بعيداً عن التقليدية المفرطة في زمن التطورات المتسارعة. سادساً: هل المراقبة والمتابعة المستمرة تجدي مع المراهق؟ لا بد من الإشارة إلى أن مرحلة المراهقة تُعدّ من أخطر المراحل في حياة الإنسان. والدخول مع الشاب المراهق في دائرة المراقبة المستمرة، يورث لديه الشك في تصرفاته، وانتزاع الثقة منه مما يترتب عليه الوقوع في الكذب والاضطراب المستمر مع أسرته. إن المتابعة والاهتمام بأحوال المراهق عن بعد دون إشعاره بالمراقبة تضفي على شخصيته الهدوء والثقة في النفس، والتعامل الواقعي الصريح مع أسرته، وتجنّبه مخاطر الانزلاق، والدخول في دائرة الشك والريبة. سابعاً: إن تعزيز الصفات الإيجابية لدى المراهق، يدفعه إلى العمل ويحقق الثقة بالنفس والتفاعل مع مجتمعه. إننا نفرط في أغلب الأحيان بذكر السلبيات والتحذير منها أو التوبيخ عليها. علماً أن المدح والثناء على بعض الأعمال يشجع المراهق ويهيئه في نفس الوقت للابتعاد عن ممارسة وارتكاب الأخطاء. ثمة أمر مهم لا بد من العناية به، وهو عدم إدخال المراهق في مقارنات مستمرة مع أقرانه كقول البعض مثلاً: " إن ابن فلان أفضل منك حصل على الترتيب الأول في المدرسة ". هذا الأسلوب لا يحقق التحفيز لدى المراهق، بل يُثير في نفسه الحسد والحقد على قرينه، إضافة إلى تحطيمه. إن علينا أن ندرك أن القدرات والمواهب تختلف بين المراهقين، فعقد المقارنات مع اختلاف القدرات ينتج عنه التحطيم النفسي للمراهق، وربما يصل الحد إلى ترك الدراسة إذا كانت هي محور المقارنة. إن الله - عز وجل - لحكمته البالغة خلق لكل إنسان قدرة وموهبة تختلف عن الآخر، وعلينا اكتشاف تلك المواهب والقدرات، ونحققها على أرض الواقع ونستثمرها في صالح الإنسان ومجتمعه وأمته. إن تلك القدرات والمواهب في حال استثمارها تكوّن لدينا منظومة متكاملة في الأخلاق والقيم، وتهيّئ لنا بيئة خصبة للإبداع والتميّز في جميع المجالات. وبالتالي ينشأ المراهق في بيئة صالحة للعطاء وينظر لأسرته ومجتمعه بنظرة تفاؤل واستشراف للعمل والبناء.
__________________
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|