[المقصل]

بسم الله الرحمن الرحيم

في إحدى المدراس الإبتدائية قبل عقود مضت كان هناك تشجيع و متابعة لأحداث كرة القدم كحالها الآن أو ربما أقل ـ لاحظوا أن الحدث في مدارس ابتدائية ـ و من هزم و فاز , فكان هناك المشجع لفريق المريخ و هناك آخر مشجع للفريق المنافس ( بلوتو ) , ففي إحدى الأيام و بعد خروجي من المدرسة و أمام بوابتها صرح أحد الأطفال أنه مشجع لفريق المريخ فغضب لذلك مشجع فريق بلوتو وأقبل إليه ليضربه حتى يتراجع عن حديثه قبل قليل , ثم تراجع ذلك الطفل خوفاً .

قد يكون هذا الموضوع طرق كثيراً , و يُعذر من يطرقه و يعيد طرحه , و ذلك لأنه مما يؤلم أن أخرج من مجلس وفي قلب الشخص على أخيه شيء إثر جدال حول حَكَمِ المبارة أو سبب الخسارة أو الفوز و إنجازات فريق المريخ و إخفاقات فريق بلوتو .

قضية الرياضة و التعصب الرياضي في مجتمعنا أصبحت في حالة يرثى لها حقيقة حتى رأينا من يعادي شخصاً أو يبغضه لأنه مخالف له أو يسب و يلعن و يقذف و يستهزئ بالفريق المخالف و كأنه أحد ألد إعداءه متجاهلاً أي رابط أخوي أو إسلامي يربطه بمن يقابله وترى السجالات بين المشجعين و الغيبة في أوضح مظاهرها حتى طالعتنا الأخبار بأمور يحار فيه اللبيب و أصبحنا لا نستبعد أن هذا يضرب ابنه و ذلك يطلق زوجته و آخر يصب جام غضبه على أهل بيته لأن فريق المريخ هزم .
لست ضد التشجيع و المتابعة للأمور الرياضية ولكني ضد أي إفراط في العاطفة تجاهها , أراعي كثيراً مسألة الإنتماء و الحب لفريق ما و لكني أمقت أي تجاوز في الحدود بسبب هذا الإنتماء , فإن كانت ستؤدي إلى مظاهر من تردي أخلاقي و تهدم البيوت وتقطّع علاقات وتباعد و تباغض فتركها أولى من متابعتها أو نقوم بوضعها في نصابها و لا نجعل عاطفنا تغلب عقولنا في التعامل مع هذا الأمر فإن حصل هذا فأنفسنا و أخلاقنا و أهلينا أحب إلينا من ذلك كله .

وكذلك يجب أن نحاول ألا ننقل لأبناءنا تلك المشاعر والصفات و إن رأينا في أحدهم ميلاً و متابعة فعلينا أن نتدارك الأمر و نربيه على التوازن في عواطفه و مشاعره و انفعالاته تجاه ذلك و لا ندع للمجتمع ذلك فينمي فيه هذا التعصب و يحيد به عن الصواب و خاصة أن هناك جدالات في المجالس و المدارس و حتى بين الطلاب و المدرسين كما شهدت ذلك في أكثر من موقف و أيضاً تحدث حتى بين الكبار يشتد فيها الجدال مما يؤصل التعصب في نفوس الأطفال بسبب رؤيتهم لأفعال الكبار سواء في مجتمع الأقارب و المدراس كما حصل من أحد المدرسين حيث تتغير نظرته للطالب حين يشجع فريقاً منافساً وبعضهم يرعد و يزبد حين يستهزئ بفريقه و كأنه ليس بمعلم أو قدوة لطلابه أو على المستوى الإعلامي كما في بعض القنوات أو غيرها .

أكتفي بهذا القدر ولعلي أعود بحديث آخر حين تهدأ بعض العواصف التي ثارت في الأيام الأخيرة .

ملاحظة فريق المريخ و بلوتو لا أعني بهما أحداً فهما مثل حرفي ( س ) و ( ص ) في المسائل الرياضية


المقصل