[وليد العلي]

بقلم: محمد يوسف المليفي



• في أحداث العِراق الصاخبة والمدوية والمتسارعة طفت على السطح نماذج اجتماعية وسياسية وفكرية ومذهبية وطائفية ودينية شتى ومتنوعة ، ولعل الحُرية النسبية و( القسرية) التي تلازمت بعد سقوط طاغوت العِراق قد ساهمت بشكل كبير في تعرية وكشف مستوى بعض الطوائف والملل والتي لم يكن للعالم اجمع أن يرى مستوى الانحراف المنهجي عند بعضهم وحقيقة معتقدهم الفاسد والمنحط إلا عندما أُعطوا مساحة من الحرية لإظهار طقوسهم المنحرفة والتي منها الحبو إلى الأضرحة والطواف حولها وتمزيق الرؤوس وتطبيرها زادهم الله تطبيرا والتي يصدق وينطبق فيهم قوله تعالى في سورة الكهف( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)
• ومن تلك النماذج التي أنتفش فجأة ريشها وأخذ اسمها يفور ولكنه فوران أشبه( بالحبة الفوارة) لأنها سرعان ما ستخبو بعد أن ينتهي وقودها المخلوط بالماء والطين.. ذلك النموذج الفضائي والفاضي نسبة إلى الفضائيات وفضاوة العقل وأعني به سعادة المايسترو وفضيلة الشيخ المزعوم( أحمد الكُبيسي) أو إن شئت فسمه( الخُبيصي)!

• وقصة هذا الرجل في البروز المفاجئ على الفضائيات قبل الأحداث مشهورة ومتداولة ولا أريد أن أعصف ذهن القارئ بالقصص التي يتناقلها الناس حول هذا الرجل ولكن الذي يعنينا منها حقا أنه بات من الواضح أن هذا الرجل لا يتحرك من فراغ وبدأ يتضح للجميع بأن له دورٌ مرسوم له وما زال يجيد ثمثيل هذا الدور ، ولكن إجادته في التمثيل محصورة على معجبيه من العوام الذين ليس لهم من الأهلية العلمية والشرعية ولا حتى المعرفية التي تجعلهم يميزون بين الغث والسمين!
• بالأمس أثارتني دعاية قناة العربية لهذا الرجل.. والتي تحثك على انتظار مشاهدة لقائهم مع المايسترو المشايخي..! فطالعت اللقاء وأمسكت قلمي لأسجل ملاحظاتي بكل إنصاف فماذا عساني خرجت..!؟
أولاً : الرجل لا يملك أي نسبة متواضعة من الاتزان وهيبة المشيخة ووقار رجال العلم.. فهو في مقابلته مع المذيعة( منتهى الرمحي) ما فتئ يردد وعلى الهواء مباشرة أمام العالم وهو يخاطب المذيعة بالقول لها ( يا حبيبتي..!) ( يا عزيزتي) يا سيدتي العزيزة.. ولا أدري لماذا لم يكمل قاموس النداء الغزلي عنده فيقول لها يا فاتنتي.. يا جميلتي.. يا معذبتي!
ومما يدلك على أنه حتى القناة المضيفة له لا تراه حقا شيخ دين منضبط أنها خصصت له مذيعة تقابله وهي في قمة التبرج!
ثانياً : الرجل لا يملك من أدوات العلم الشرعي ولا الحجة الشرعية مما يجعله مؤهلاً لأن يترشح إماماً في مسجد فكيف قفز فجأة ليتربع على عرش الفتيا وينصب نفسه( رئيساً لعلماء العراق!!) والتي أتضح لنا من مستوى ردوده بأنه لا يترشح حتى أن يكون واعظ( تحت العشرين)! وخذ على سبيل المثال رده على ذلك المتصل( أبو الريش) من مدينة القدس الشريفة والذي تحدث له عن آيات الجهاد في القرآن وكانت وجهة نظر المتصل بأنه على العراقيين مواجهة المحتل الأمريكي ، فماذا كان رد الكُبيسي عليه ؟! لم يرد عليه رداً شرعيا متزنا ويتحدث له عن وجوب توافر القوة والمنعة والشوكة في مواجهة الكفار مثلاً.. ولم يرد على الآيات القرآنية بآية قرآنية توجب التكافؤ العددي للمواجهة وتوافر القوة كقوله تعالى في سورة الأنفال( الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين) ولكنه كان كعادته بعدم الاتزان والاستهتار بالآخرين وتسفيههم والتعالي عليهم.. فقال للمتصل وباللهجة العراقية أيضا: أتريد أتقاتلهم!؟.. تعال وقاتلهم وأخرجهم وأنا راح أقبل رجلك ورجل الذين خلفوك كمان!!
ثالثاً : مستوى أخلاقه مع الناس واستهتاره بعقول مناقشيه : اتصلت إحدى المتابعات للقائه فتحدثت عن أهمية العمل لإقامة الخلافة الإسلامية ، وأن هذا هو الأصل الذي يجب أن يهتم فيه المسلمون ، ثم أوردت المتصلة للمستمعين جمع كريم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة والتي تدعو لإقامة الخلافة الإسلامية في الأرض.. وما أن أنهت المتصلة اتصالها حتى قام فضيلة الشيخ المزعوم بالاستهزاء بها قائلاً للمذيعة : يا حبيبتي..هذه يبدو أنها قد أكلت(هريس) ومثقل على معدتها!! فتخيلوا أن يكون هذا هو مستوى الردود الشرعية عند ما يسمى( برئيس علماء العراق)!! ثم بعد هذا خرج ليقرر للناس قاعدة جديدة ويقول نحن أولاً نعمل على إيجاد الدولة ، ومن ثم نرى هل نجعلها إسلامية أو غير ذلك! وتخبيط وفكر سقيم ليس له أول ولا آخر مما يدلك أنه ليس فقط مراهق في الستين ولكن صار يخلط ماء ودهناً!
رابعاً : تناقضه الأكثر من صارخ ، فالكل قد شاهده وسمعه وهو يدعو لطاغية العراق بالنصر وأن يكون الخليفة المنصور في بداية الحرب على العراق ، ثم فجأة خرج علينا وهو يتحدث عن جرائم هذا الطاغوت بعد سقوطه!
ناهيك عن خطبته الحماسية التافهة في مسجد الإمام أبو حنيفة النعمان والتي عمد فيها على تذويب الفوارق العقدية وأراد أن يخلط المعتقد الفاسد والساقط والمشوه بالمعتقد السليم لأهل السُنة والجماعة من أجل ما يسمى بوحدة العراق المزعومة.
• وحتى تتضح الصورة أكثر لقرائنا النبلاء ننبه بأن هذه( اللخبطة) وهذا الخلط الكبير في فكر وسلوك هذا الإنسان هو غير طارئ وليس بجديد عليه ، بل ما هو إلا نتاج لتاريخ حافل من التقلبات في حياته.. فهو كان شيوعياً سابقاً ثم فجأة انقلب إلى بعثي.. ثم بعد ذلك درس الثقافة الإسلامية وأخذ يدرس مادتها في الإمارات العربية وهو من غير لحية ولا شنب ولا حتى كوفية ولا شماغ أحمر ولا أخضر! وكان يتعمد لبس البدلات الإفرنجية.. ثم حتى في دراسته وتدريسه للعلوم الشرعية وفتاواه الفضائية نجدها تمزج بين النزعة العقلية الغالية والشطح الصوفي اللامعقول..! فتارة يزعم بأن الرسول ليس بجسد إنما هو كيان أثيري هوائي! وتارة أخرى يقول بأنه أكتشف بأن يأجوج ومأجوج المذكوران في القرآن هما الاستنساخ المعاصر! وتارة أخرى يشطح به الانحراف ويصل إلى إطنابه فيقوم بتجريم كبار علماء الإسلام كشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ، وطامة أخرى بتجرئه حتى على صحيح الإمام البخاري ويضعف أحاديثه على حسب تأملاته المزاجية..!
أما مسألة الانتفاع المادي بعلية القوم فسألوا عن شركة الأدوية والمستحضرات الطبية المشهورة بدبي..والقائمة تطوووول جداً لفضيلة الإمام الأكبر وصاحب الفتاوى الهريسية!! ورئيس علماء العراق المنكوبين به!!

معاشر السادة النبلاء
ربما يتساءل قارئنا الكريم.. إذا كان هذا هو مستوى الرجل فلماذا تخصصون له مقالاً كاملاً وتعطون له حجما وهو لا يستحق!؟ ونقول لولا أن أوهام البعض البسيط به وانخداعهم فيه من خلال ما روجته له الفضائيات ما عمدنا لذكره وتعريته ، وكيف لا وقد كان يدعو قبل أسابيع بالنصر المظفر للخليفة صدام ، وبعد أن سقط خليفته بأسابيع أخرى صار رئيساً لعلماء العِراق...! فعلاً عش رجبا ترى خبصاً وكبساً!!



mlaifi@maktoob.com

[الصابونه]

اخي واستاذي وليد العلي

كيف برجل مثلك ان يتسأل عن كيفية وصول الكبيسي الى هذه المنزله
لأظنك الا متعجباً .
فأنت تعلم ان التنصيب في العراق بيد امريكا
فهي تضع من تشاء وعلى حسب هواها ومن يخدم مصالحها

استاذي وليد
هذا الكبيسي اظن ان عقله قد كبس عليه .
او اظن ان ( المكبوس ) قد اثر على عقله وفكره .

وامثاله الكثير .

تحياتي لك استاذي القدير وليد العلي .

[وليد العلي]

جزاك الله خيراً أخي..

أن لم أقيد سواء النقل للكاتب الفاضل محمد..

أما الكبيسي فكبس الله أنفاسه..
وفضائحه متتالية وقد حذرنا منه من زمن وكان الناس يتسألون لما ؟؟!!!وها هم المخدوعون يصحون..