|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
Guest
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 168
|
خوارج هذا الزمان
الشرارة الاولى لطائفة التكفير والتفسيق كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابي سعيد رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبدالله بن ذي الخويصرة التميمي فقال: اعدل يارسول الله، فقال: ويحك ومن يعدل ان لم اعدل؟؟ فقال عمر بن الخطاب: يارسول الله ائذن لي فاضرب عنقه قال: دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه، فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر الى نصله فلا يوجد فيه شئ، ..." الخ
وعن ابي سعيد رضي الله عنه قال بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهيبة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقسمها بين اربعة، فقال رجل: اتق الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويلك الست احق اهل الأرض ان يتقى الله ثم ولى الرجل فقال خالد رضي الله عنه يارسول الله الا اضرب عنقه؟؟ فقال: لا لعله ان يكون يصلى، فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ماليس بقلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اني لم اؤمر ان انقب عن قلوب الناس ولا اشق بطونهم وهكذا يظهر لنا من هذين النصين البدايات الاولى لهذا الفكر المنحرف الذي بدأ في الظهور مرة اخرى وبصورة اقوى في عهد علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقد حذر ائمة السلف من هذا الفكر منذ شرارته الاولى وبينوا خطورته ومن امثلة ذلك ان ابن عمر يراهم شرار خلق الله وقال انهم انطلقوا الى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين، وقد اسند عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج قوم في آخر الزمان احداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير البرية لايجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم الى يوم القيامة وصفتهم تتطابق مع مانبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم: 1- حدثاء السن: أي لازالوا شبابا، لايكون عندهم ماعند الشيوخ الذين عاصروا الحوادث 2- سفهاء الاحلام: عقولهم رديئة، رؤؤس تلك الفرقة في هذا الزمن كثير منهم ليسوا مؤهلين من الناحية الشرعية، ويعارضون العلماء المشهود لهم بالفضل والسبق، وقد يغتر بعض الناس بأن اولئك الذين يحملون فكر التكفير والتفسيق المنحرف الخاطئ على جانب عظيم من العبادة والصلاة والصيام وغيرهما، فقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم 3- ظهورهم بمظاهر مخالفة للمجتمع يجعلونها شعارا لهم يعرفون به كما قال صلى الله عليه وسلم في وصفهم: محلقة رؤوسهم، وفي حديث آخر: سيماهم التحليق حين نزلوا من جبال الجزائر بعد العفو عنهم كانوا ولا زالوا يلبسون لبس الافغان 4- اتباع ظواهر القرآن على غير تدبر ولا نظر في مقاصده ومعاقده، يقول صلى الله عليه وسلم: يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم 5- قتل اهل الإسلام وترك اهل الاوثان وفي وقتنا هذا دب فكر التكفير والتفسيق الخاطئ لطوائف من المسلمين ممن قلت بضاعتهم في العلم وانحرفوا عن جادة السلف، فمنهم من كفر حكام المسلمين، بل وكفروا رعيتهم، ومبنى تكفيرهم للحكام انهم لم يحكموا بما انزل الله واما المحكومون فكفروهم لانهم يرون انهم راضون باولئك ولاة عليهم. وسيطر فكر التكفير على تلك الطائفة حتى صاروا يعدون انفسهم جماعة الحق دون من سواهم فكفروا العلماء الذين يخالفونهم او يبدعونهم ويصمونهم بانهم علماء سوء يوالون الحكام لمصالحهم الشخصية هل تصلكم رسائلهم بالبريد الالكتروني؟؟ جماعة الحرمين واللجان الشرعية وسلطان العلماء وغيرهم ممن نصبوا انفسهم علماء ومنقذي هذه البلاد كما يزعمون، هذا هو وصفهم، بل وجدت ايضا نشرة تسب في الشيخ القرضاوي وتسمه بالابتداع وبابشع الصفات ثم انتقلت طوائف من تلك الفرقة الى ان دعوا الى مفاصلة المجتمعات باسرها وسموا عملهم ذلك (هجرة) بحيث ينعزلون عن الناس ولو في الكهوف والصحارى، فتركوا المدارس والمعاهد والوظائف، وحتى المساجد جمعة وجماعة ومن عجائب استدلالهم في هذا الباب وجوب تكوين الامية في الامة ليتحقق عليهم ماتوهموه في قوله تعالى: (هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ظلال مبين__وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم) فيزعمون ان المقصود بقوله (وآخرين) هو وجوب تحقق وصف الامية فيمن ياتي بعد ذلك القرن وقد بلغ ببعض أفراد تلك الطائفة ان استحلت الأموال العامة وسعت الى اتلاف ما أمكن اتلافه ومحاولة زعزعة الامن واخافة الآمنين وإيذائهم وفي هذه الأزمنة المتأخرة عانى كثير من المسلمين من ويلات هذه النهج الخاطئ فروع الآمنون واستحلت دمائهم واموالهم وانتشرت الفرقة وعم الاضطراب حتى شمت الكفار بهذه الحال، فتشوهت صورة الإسلام في نظر غير المسلمين، واستغل هذا الأمر اعداء المسلمين حيث صوروا لغير المسلمين ان دين الإسلام دين ارهاب وقتل وسرق ونهب، فانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله الحكم الشرعي لذلك المنهج لاريب ان هذا المنهج الخاطئ في التكفير والتفسيق منهج بدعة وظلالة، ومن يتأمل في النصوص الواردة في هذا الباب ومن يتأمل كذلك ماآلت اليه بدع هذه الطائفة يعلم علم اليقين شدة تحريم اتباع هذا المنهج وان صاحبه على خطر عظيم ان لم يتداركه الله بالرجوع اليه منشا الخطر في التكفير الخطأ في التكفير يرجع لامرين : 1- الجهل باحكام العصمة 2- البناء على الخطأ الموروث من فرقة الخوارج اولا : فالجهل باحكام العصمة التي قررها النبي صلى الله عليه وسلم وارسى قواعدها في قوله(ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا..) الى آخر الحديث وقال الله تعالي (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس) ومعناه ان النفوس محترمة فلا يجوز الاعتداء على الارواح ولا على الابدان الا بمبرر شرعي يقيني لاشك فيه العلماء مجمعون كلهم على ان المسلم في بلد الإسلام دمه معصوم وماله معصوم هذا في بلد الإسلام والذمي في بلد الإسلام ايضا دمه معصوم وماله معصوم كذلك المعاهد في بلد الإسلام دمه معصوم وماله معصوم مادام في مدة عهده كذلك المستأمن في بلد الإسلام دمه معصوم وماله معصوم مدة الامان ثم ان جمهور العلماء يرون هذه العصمة مستمرة لهؤلاء في بلد الإسلام وفي بلد الكفر، فالمسلم لايستباح دمه ولو في بلد الكفر وكذلك المعاهد والذمي، انما المحارب فقط هو الذي يستباح دمه في المعركة بين الكفار والمسلمين ثانيا: البناء على الخطأ الموروث من فرقة الخوارج، حيث انهم قرروا التلازم بين الخطأ والاثم، فربطوا الخطأ بالاثم ثم جعلوا الاثم معصية ثم جعلوا المعصية كفرا ثم بنوا على ذلك استباحة الدم والمال وهذا مذهب ورأي الخوارج حيث حكموا على من اخطأ من المسلمين مادام انه اخطأ فانه يعتبر كافرا الخوارج هم من قتل عبدالله بن خباب رضي الله عنه حين مر عليهم وهم يفاوضون علي بن ابي طالب رضي الله عنه، ذبحوه بالسكين كما يذبح الكبش، ولما سألهم علي ايكم قتله؟ قالوا كلنا قتلناه، فقاتلهم الى ان قضى عليهم ووجد الآية التي دل بها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بانهم الفرقة الضالة لاحظ طريقة القتل في بداياتهم والان في زمننا هذا، ولاحظ اعترافاتهم بعد نزولهم من الجبال بأنهم جميعهم يقتلون الخوارج هم من قتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه مع انه من اعبد الناس لانه يرى ان دمه حلال لكفره وقبوله التحكيم من الذي يستفتى في البلد؟ مما قرره علماء الاصول والفقه والتفسير ان الاستفتاء لايوجه الا لاعلم شخص في البلد، حتى لاتتضارب الآراء في الفتوى وحتى لايستفتي من ليس اهلا للفتيا وعند التأمل نجد التساهل الكبير من الناس في هذا الباب ونجد حدثاء الاسنان والمتعالمين يتسارعون الى الفتوى، وقد تكون الفتوى في امور تتصل بالعقيدة وبالمنهج وبأمور فقهية دقيقة لايحيطون بها، وقد نتج عن ذلك اخطاء في التكفير والتفسيق ادت الى انواع من الفساد في الأرض كالتفجير والاغتيالات واتلاف الاموال وازهاق الارواح وكل ذلك باسم الدين وعلى انه من الإسلام والاسلام منه براء قواعد وضوابط للحكم بالتكفير والتفسيق القاعدة الاولى : ان المسلم لايجوز تكفيره حتى يثبت ذلك يقينا مثل ماثبت اسلامه القاعدة الثانية : ان مبدأ التكفير والتفسيق لاينبغي ان يكون مطلبا نبحث عنه، ونلتمس تطبيقة على الاشخاص، وانما يجب ان نحسن الظن بالمسلمين وعدم تتبع اخطائهم القاعدة الثالثة : ان المسلم مطالب بالتثبت في كل اموره وخاصة في امر العقيدة، وبخاصة في باب التفسيق والتكفير لقول الله سبحانه وتعالى (يايها الذين آمنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا) ووجه الاستدلال من الاية ان الله تعالى نهى عباده المؤمنين ان ينفوا مسمى الايمان عمن اظهر واتصف به وان عليهم ان يقبلوا الظواهر ويكلوا البواطن الى الله ثم ان يفعل ذلك قد يكون له غرض معين كطلب مال او رياسة او حسد اوتشفيا القاعدة الرابعة: انه ليس كل امر يكفر به، وانما بما ثبت من دين الإسلام بالضرورة ، يروى عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال خرجنا في سفر فاصاب رجل منا حجر فشجه في رأسه فاحتلم فسأل اصحابه هل تجدون لي رخصة في التيمم؟؟ فقالوا مانجد لك رخصة وانت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبر بذلك قال: قتلوه قتلهم الله، الا سألوا اذا لم يعلموا فانما شفاء العي السؤال، انما كان يكفيه ان يتيمم ويعصر او يعصب على جرحة خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده القاعدة الخامسة: انه لايجوز التكفير حتى تقوم الحجة على الشخص، والمطلوب عرض امره على اهل العلم الذين سبق وصفهم حتى يقيموا عليه الحجة بمسائلته ومناقشته اذا كيف تكفر انسانا لست مكلفا بايقاع الحكم عليه؟ انت لست بملزم ذمتك ودينك وعبادتك وسعادتك الزم عليك القاعدة السادسة: ينبغي ان نعلم ان الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي، فالكفر الاعتقادي مخرج من الملة والعملي لايكون مخرجا حتى يناقش مرتكبه لانه قد يكون متأولا وقد يكون مستحلا بعض اسباب وجود مظاهر التكفير والتفسيق السبب الأول : الجهل السبب الثاني : الاكتفاء من العلم الشرعي بما يتيسر ولو كان قليلا من قراءة او جلسة او انتماء لجماعة السبب الثالث: اتخاذ الشباب مرجعية خاصة مهما تأمرهم فانهم يأتمرون وان نهتهم فانهم ينتهون ولا يناقشون في قليل او كثير مع عدم تأهيل تلك المرجعية السبب الرابع: التحمس للدين وهو التشدد في الدين على اسس غير صحيحة السبب الخامس: ضعف جانب العقيدة في بعض البلدان الاسلامية السبب السادس: اشتراك كثير من الشباب في ما يسمى الأعمال الجهادية، فذهبوا بعقيدة السمع والطاعة واحترام العلماء والبعد عن الخوض فيما لايعلمه المسلم والحذر من الفتن ورجعوا بالدعوة الى عدم السمع والطاعة والى انتقاد العلماء والتحزب والتكتل وادعاء العلم والمعرفة منقول |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|