[مثلث برمودا]

يوم السبت 27 / 4 / 1426هـ
بدء الاختبارات النهائية لطلاب التعليم العام (ابتدائي ، متوسط ، ثانوي )..

يوم الجمعة 26 / 4 / 1426هـ
مبارة منتخب السعودية مع الكويت في التصفيات النهائية للتأهل لكأس العالم ..

قبل المباراة :
أغلب المهتمين بالرياضة في بلدنا طالبوا من الشباب الوقوف لمساندة منتخبهم في مباراة مهمة خاصة أنها تجمعه مع الكويت المنتخب المنافس الأول للسعودية على مستوى الخليج و العالم العربي ويحضى اللقاء بينهما بمتابعة غير عادية من معظم شعبي البلدين حتى على مستوى كبار رجالات الدولتين ..
الأستاذ منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد السعودي بجدة أعلن تكفله بدفع قيمة جميع تذاكر الجمهور لمساندة منتخبهم في هذه المباراة المهمة .. وطالب الإعلاميون و كتاب الصحافة الجمهور للحضور ..

بعد المباراة :
بعد فوز السعودية شكر الرياضين و اللاعبين الطلاب على حضورهم لمؤزارة منتخبهم ، وأنهم لن ينسوا لهم هذا الموقف النبيل للجماهير الوفية في هذا الوقت العصيب بالنسبة للطلاب ..
أمتلئت مدرجات استاذ الملك فهد الدولي بالرياض الذي يستوعب 70 ألف متفرج ..
وقد أمتلأ بالجمهور الذي تكفل الأستاذ البلوي بدفع قيمة التذاكر لهم مجاناً..
ولو قلنا أن البلوي دفع قيمة 60 الف تذكرة بواقع 18 ريال للتذكرة الواحدة فسيكون المبلغ الإجمالي أكثر من مليون ريال سعودي ..

من الزاوية المقابلة :
أكاد أجزم أن مجموعة من طلاب الصف الثالث الثانوي قد حضروا المباراة .. تحت هذه الحملات الإعلامية و كون التذاكر مجانية .. وكون كثير من الشباب يغلبه هوى نفسه على ماهو أصلح وأنفع له ..
فهل سيتكفل الأستاذ منصور البلوي و من طالبوا بحضور الجماهير بإيجاد مقاعد لهؤلاء الطلبة يوم تقديم الطلبات على الجامعة ليردوا لهم الجميل .. أم سيتحمل هذا الطالب _الذي غلبه هواه واستجاب لهذه النداءات العاطفية_ ما جنت يداه حينها و ....... اترك لكم إكمال باقي القصة .. " فراغ فضائيات عطالة .... الخ "

كم من المشاكل الكثيرة التي نعاني منها في مجتمعنا تستحق هذا الدعم السخي تسهم في مساعدة أب الأسرة الذي يعول زوجته و أبناؤه ، و كذلك آلاف العوانس أحاطت بهم الفتن من كل صوب ينتظرون شاباً هو الآخر أحاطت به الفتن من كل مكان لا يجد مبلغاً يمكنه من إعفاف نفسه ، و العاطل عن العمل ، و المريض الذي لا يملك قيمة تكاليف العلاج.. أو حتى دعم الجامعات و الكليات لإنشاء المعامل و المختبرات و النوادي العلمية التي تخرج لنا أجيال متعلمة تسهم في قيادة الأمة نحو العز و التمكين و رفع الظلم عن المظلومين و عمارة و نشر الخير في الأرض ..
لا أريد أن أكبر حجم الحدث أكبر مما هو .. ولكن هذا المثال و غيره من أمثاله مما يمر علينا كل فترة هي أجراس تنبهنا بأننا إذا لم نتنبه و نبذل مزيداً من الجهد و العمل لتحديد المخاطر التي تواجهنا والسعي لإيجاد الحلول لها فسندفع الثمن غالياً ..

ولا يفهم الأخ القاريء الكريم أنني أحرم هذا العمل .. لكن إنه لعار كبير أن نرى مبالغ لاشك أن أصحابها أحرار فيها ولكن أليس منا رجل رشيد ، يجلس و يفكر كيف نستطيع التواصل مع مثل رجال الأعمال هؤلاء و محاولة إقناعهم كم نحن مستائين من هذه المصروفات التي نراها تصرف في الرياضة أو الفن أو غيرها من الأمور.. نخبرهم أننا نرى أن هذه المبالغ الأجدر بها أن تصرف في أمور أهم .. نحسسهم بالمسئولية أمام هذه المبالغ من المفترض أن تصرف في أمور يتفق عليها كل صاحب عقل أنها هي الأولى و الأجدر ..

أخيراً :
إنه ولا شك من طبيعة النفس البشرية حب تحقيق الوجاهة و الشهرة بين المجتمع ولكن " ما كهذا تورد الإبل يا سعد " ..
وأين نحن من قول المصطفى صلى الله عليه و سلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع .. عن عمره فيما أفناه , و عن شبابه فيما أبلاه , و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه , و عن علمه ماذا عمل به ) رواه الترمذي ..
أخيراً لايسعني إلا أن أقول "رحم الله إمرأ عرف قدر نفسه " ونستعين بالله على إنقاذنا من هذه الخصلة الذميمة وان يبدلنا بها تواضعا وواقعية ومصداقية فانه قل من ينجو من حب الشهرة و الظهورإلا من رحم ربي .

و دوماً على دروب الخير و العلم و النور نلتقي .،