بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » لماذا إنهزمنا

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-12-2005, 10:50 PM   #1
الزبيري كاسر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 12
لماذا إنهزمنا

عنوان المقال : لماذا انهزمنا ؟!!





لماذا انهزمنــــــا ?!!



حامد بن عبدالله العلي



لماذا استطعنا أن نواجه التحدي الحضارى الهائل في القرن الماضي ، بحركات استقلال هزمـــت المحتلّيــن بصمود مشـرّف ،



ثم استيقظنا على حقيقة أننا لم نستوعب جوهر ذلك التحدي الحضاري ، ولم ننجح في صهر هويتنا في تحدّ حضاري أكبر نصنعــه نحن ، ضـد عدوّنـا ، تحــدِّ ينطلق من صميم هويتنا، ويفهم مستجدات العصــر ، فينطلق من ثوابت حضارتنا نحــو حيوية حضاريـّة أشــدّ ، وعالميـّة أوســع ، فيكمل النصر إلى النهاية ، ويصل إلى المنافسة الشاملة ،فالهيمنة العالمية .



لماذا ؟ لم يحصـل ذلك، تـُـرى أين وقـع الخلل ،، وكيف وقــع ?!!



وأين ، وعلى مــن ، تقع المسؤولية عمّـا نحن فيـه الآن من تخلُّف :



عن فصل هويّتنا ـ حضارة الإسلام ـ عن أنظمتنا السياسية هذا الفصل المأساوي، التي حول أنظمتنا السياسية إلى حمُـُـر للقوى العالميّة المعادية لحضارتنا ؟!



لماذا ؟! وأين تقع المسؤولية عن هذا الإلغاء الكارثي لحقوق شعوبنا ، حتى تلك القوانين التي وُضعــت ـ في بعض البلاد ـ لتحميها ، هي شكلية ، ليس عدمها كوجودها ، بل وجودها أضر من عدمها ،



حتى تحولت الشعوب إلى قطعان ، تحيط بها من كلّ ناحية الأجهزة الأمنية ، ويخضع لسطوتها حتى علماء الشرع ، و عامة المفكِّرين ، وعموم المثقفين ، فعقولهم لايمكنها أن تفكر من غير أن تلوح لهـا غرف المحققين ، وعصا السجّانين ، وحديد الزنازين البائسة ؟!!



لماذا ؟ ومن المسؤول عن إنتعاش سوق بيـع الذمم في الأوساط الثقافية عندنا ، فحـتى أولئك المهرّجين الثقافيين ، الذين يرفضون أن الإسلام هو الحلّ ، ويرفعون شعار التقدم الزائـــف ، يرددون كالببغاوات شعارات الحريّة الغربيّة التي تجلّت روعتها تحت جنازير الإحتلال ! ثم ضربت أروع المثل في ( بوغريب ) و( غوانتنامو ) ؟!!



حتى هؤلاء ،، قـد ســام كلُّ مفلس ذممهم الرخيصة ، في سوق (القوادة الثقافيــّة ) الذي أقاموه ، فهاهي ذممهم ، معروضة للبيع كلّ يوم على شاشات الفضائيات ، وعبر أعمدة صحف النفــاق ،



يتزلفون بها إلى السلطات المستبدة ، فهـم لا يجرؤون على نقــدْ أيّ من سياساتها ، بدأً من فقدان ما يسمى بـ( السيادة الوطنية )ـ بل غدا الأمريكيون يهتكون عرضها كل يوم حتى صارت كأشدّ بغيّ لخانةً ـ مرورا بعبث السلطــات بإقتصاد الأمـّـة ، ونهب الثروات ، إلى انتهاك حقوق الناس ، بل مسخها مسخا كامــلا ،



ثم لايستحون من التبجّح ببطولاتهم المصطنعة عن كفاحهم الموهوم في تحرير المرأة ، فإنْ بـدا شعرُها أو ذراعها على وسائل الإعــلام ، عدُّوه نصرهم العظيم ، وأما فتح المسارح ، والسينمات ! فهــيَ معركة الأمجاد ، فإن وصلوا إلى نشر الحرية الجنسيّـة ، فقد بلغوا قمـّة مشروعهم الحضاري ، و يوهمون أنفسهم أنهم حقا أبطال الحرية والإستنارة ؟!! قاتلهم الله من حُثالــة ،



لماذا ؟ وأين تقع المسؤولية ؟ عن تحوّل كثير ـ إن لم يكن أكثر ـ العلماء المنتسبين إلى الشرع إلى باعة فتوى ، حتى صارت الفتوى في هذا الزمن ، أرخص سلعة !



وكان أوَّل أمرهم ، أنْ رضُوا بتحريم السلطات المستبدّة أيّ اعتراض منهم على تصرفاتها ، فشرعوا لأنفسهــم شريعةً ، تحرِّم عليهم ذلك الاعتراض ، وعبّدوا الناس للاستبداد تعبيدا، وجعلوا نص الهزيمة النفسيّة ( الشيوخ أبخص ) مقدما على نصوص الوحي .



ثـم استقبلوا الحَجـْر التام عليهم أن يطالبوا بتحكيم الشريعة الإسلامية ، في سياسة الدولة الخارجية قبل الداخلية ، إذ تعلق السياسة الخارجية بأصل الإسلام أعظم ، وضررها إن انحرفت أشد وأشمل ، استقبلوه طوعـا راضية بـه نفوسهم ، مطمئنة إليــه صدورهم ، فعوقبوا بأن آل أمرهم إلى أن رأوا الكفر البواح ، فأصغت إليه أفئدتهم ، حتى ألبسوه لباس الشريعــة ، فضلّوا ، وأضلّوا كثيرا ، وضلّوا عن سواء السبيل .



وقــد كان من أوّل ماأوجب عليهم ربهم ، ومن أعظم ماكُلِّفوا بــه ، أن يكونوا أمناء على الوحي في تقويم النظام السياسي ، أو مفاصلته إن عجزوا عن تقويمه ..



غير أنهم رضوا بالتقاعس عن هذا الواجــب ، فتحوّلوا إلى شياطين صامته ، تسكت عن الحــقّ ، وهم يعلمون أن جرائم الدولة تفوق كلَّ جريمة ، وما تقترفه كل آن في حق الإسلام ،والمسلمين لايحصيه محصٍ ، ولا يعد عاد ، ثم ترقى بهم الحال حتى صاروا شركاء في تلك الجرائم .



وألفوا استعمالهم مناديـلَ يُلوِّح بها الحكام للشعوب المسحوقة ، ثــم يتمخَّطون بها ويلقونها في أقرب قمامة ،



وهاهــم البؤساء ، مسلوبـوا الأهليّـة في قيادة أيّ تحــدّ حضاري ، و غاية همّهم ، اجترار قضايا فكريّة عفى عليها الدهر ، فإن أدركهم حماسٌ ما ، فلا يتعدّى حماس (حربهم العظمى) ضد ( الإرهاب ) كما تكيّفه شريعـة السفارات الأمريكية !!



فإذا جاء إرهاب الحلف الشيطاني للقوى الصليبيّة ، والدول الخاضعة لها ، وما فيها من تخمة الحقد الأسود على أمتنــا ، وسجون الموت لشرفاء الأمة ، وأهوال التعذيب لصالحيها ،



فالصمت مطبق على أفواه أولئك المرضى المصابين بالعفن الفكري ، والتخلف العقلي ، والدناءة النفسية !



ثــمّ،، لماذا ؟! ومن المسؤول عن حرمان الأمّة من حرية التفكير الذي هــو جوهر الإنسانية ، وإذا فتح باب النقاش في هذه الحرية ، وُجّه إلى حرية الدعارة الفكرية في شتم حضارتنا ، والجنسية في الدعوة إلى الفواحش ، حتى صارت رواية وليمة أعشاب البحر قمة الإبداع الفكري !!



بينما تتحــوّل تلك الحرية إلى أغلال عليها أقفال وأثقال ، إنْ ولّت وجهها شطــر المطالبة بتداول السلطة ، أو حاولت تحريض الشعوب للحصول على حقوقهــا ، أو فكَّرت أن تسأل عن أرصدة اللصوص الكبار الذين نصبوا على أنفسهم وعائلاتهم الإقطاعيـّـة ، حصانة كاذبة ، تحول دون مساءلتهم عن إقتراف الجرائم ،التي تكاد تتصدع من هولها الجبال ، وتنشق السماء .



لماذا ؟! ومن المسؤول عن إنتشــار ثقافة رقّ الدولة ، هذا الخوف والإرهاب النفسي الهائل في شعوبنا من آلة الدولة ، حتى تحوّلت إلى كابوس جاثم على صدور الناس ، يخشونها كخشية الله أو أشد خشية ؟!!



لماذا ؟!! ومن المسؤول عن تحول جيوشنا إلى محارق استهلاك للملابس العسكرية وحديد النياشين والنجوم ، وأكبر إنجازاتها توفير ما يلزم لراحة الجيوش الأمريكية ، في طريقها إلى استرقاق حضارتنا ، وسلب هويتنا ؟!!



لماذا ومن المسؤول عن تخلفنا العلمي حتى صار حثالة المسوخ الذين يطلقـــون عليهم ( نجوم الفن ) ، وباعة ( ركض الكُراع ) من لاعبي الكرة ، أعظم وزنا في الأمـّة من رجال الفكر، وأبطال الجهاد ، وعلماء الاختراع .



لمــاذا ؟! ومن المسؤول عن ذلّنــا الذي نعيشه كلّ يوم ، حتى صارت بلادنا كحظيرة أغنام تحت سلطان مجلس الرقّ الدولـي ، وهيئة الإستعباد المتحدة ، سلَّموا رقاب المسلمين إليها مجانــا ، يسوقونهــم كما تُساق الخراف إلى مذابحها ؟!!



لماذا ؟ ومن المسؤول عن فقدان الشعور بالكرامة في بلادنا ، وبين شعوبنا ،



وعن توجيه الشعوب الحثيث ، لتدور حياتهم حول المادة ،والشهوة ، والمعدة ، لايفكرون في غيرها ، حتى صار الشاعر الجاهلي امرؤ القيس أكــرم نفسا منهم إذ قال :



ولو أنني أسعى لأدنى معيشة ** كفاني ولم أطلب قليـلا من المال

ولكنما أسعى لمجد مؤثـَّل ** وقد يدرك المجد المؤثـل أمثالـي



لماذا ؟ ومن المسؤول عن خمود روح الجهاد بين شعوب الأمة ، حتى صار مجرد التفكير فيه خطيئة لاتغتفر ، وحتى أُرهقت أجهزة الأمن في تتبّـع فكرة الجهاد ، في كلّ مقال ، وكلّ خطبة ، وكلّ خاطرة تلقى في مسجد ، أو مجلس خاص أو عام ، وصار همُّها الأكبر ، وهاجسها الاوّل ، إرضاء المستعمرين ، بانهم يقومون باجتثاث جذور الجهاد من عقول ونفوس الأمة ، فتضخمت بسبب ذلك سائـر الجرائم ، وانتشرت الفواحش ، والبلايا في المجتمعات ..



لماذا ؟ ومن المسؤول عن هذه الهزيمة الحضارية ، التي أوصلتنا إلى أنّ أوباش بقايا الصليبيين ، وقطاع الطرق ولصوص النفط العالميين ،مصاصي دماء الشعـوب ، المنحدرين من نسل عهر الإمبريالية الصليبية النجسـة ، المزني بها من الصهيونية الملعونة أبديا، يأتون ليستعرضــوا لنا ، أنهّم يعلموننــا كيف نصلح أنظمتنا السياسية ، ونفهـم معنى الحضارة ، ونعرف قيمة الإنسان ، وشرف الحرية ؟!!



لماذا ومن المسؤول عن كتم أنفاس الأصوات الشريفــة في أمّتنا ، وعن مطاردة الأبطال الشرفاء ، وتشويه صورتهم ، أولئك الذين انطلقوا يبحثون عن خلاص الأمّة ، فحملوا على عواتقهم سلاحهم ، كلما سمعوا هيعة للجهاد طاروا إليها، يبتغون الموت في سبيل الله ، لتعود الأمة إلى عزّها ،



لماذا ؟ ومن المسؤول عن كل هذه البلايا في أمتنا ، إلى درجة الاستماتة ، دون نهضتها ، والحيلولة دون اجتماع عوامل تلك النهضة ، حتى غدت أنظمتنا ، وكأن ليس لها هم سوى الإبقاء على حالة الضعف والعبودية للأجنبي ، وذبح كل محاولة للتفكير في الخروج من هذه الحالـــة ، ذبحها في مهدهــا؟!!



لماذا ، وكيف بدأت الهزيمة ، ولماذا هي مستمرة إلى اليــوم ، وهلْ إلى نهوض من سبيل ، وكيف هـو السبيــل ؟



هذا ما سنجيب عليه في المقال القادم بإذن الله تعالى ،، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعــم النصيـــــر ،،



__________________

الزبيري كاسر غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)