بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الاجتهاد في طلب الجهاد

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-01-2006, 06:33 AM   #1
أبوعزام
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 151
الاجتهاد في طلب الجهاد

الاجتهاد
في طلبالجهاد


تأليف
الشيخ الإمام العلامة المحدث المفسر
عماد الدين أبيالفدا إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي
المتوفى سنة 774 هـ تغمده اللهبرحمته


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذيناصطفى.
أما بعد:
فقد أمر من أمره عز وغنم، وطاعته فرض وحتم، وهو المقر الشريفالعالي المولوي الأميري الكبيري الكافلي الزعيمي الغيائي المجاهدي المرابطيالمثاغري السيفي (منجك) نائب السلطنة المعظمة (بالشام المحروسة) أعز الله أنصارهوأدام ملك سلطانه واقتداره - أن أكتب ما تيسر من الكتاب والسنة والآثار الحسنة (فيالمرابطة بالثغور المحروسة الإسلامية) ليرغب أهلها في ثواب ما أهلهم الله له، منالرباط في الثغور الإسلامية، التي هي حفظ حوزة الإسلام، وأمان الأنام، في جميعالمعاقل والأمصار، في سائر الليالي والأيام.
"
فأجبته" إلى ما أمر، لأنه نائبالإمام، وفيما أمر طاعة لله ولرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.
وقد كنت جمعت فيذلك (مجلداً بسيطاً) فاختصرت منه منهجاً وسطاً وسيطاً، فأقول متوكلاً على العزيزالرحيم القوي المتين، مقتديا برسوله المبين، الصادق المصدوق الأمين، خاتم الأنبياءوالمرسلين، إلى جميع المكلفين من الأميين والأعجمين، صلوات الله وسلامه عليهمأجمعين، ورضي الله عن جميع الصحابة والتابعين.
الآيات
1-
قال الله تعالى وهوأصدق القائلين ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُممِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَالْمُتَّقِينَ)).
2-
وقال تعالى ((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَبِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُوَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَحَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون)).
3-
وقال تعالى ((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْعَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْوَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)).
4-
وقال تعالى ((الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىمُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْوَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَوَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُاللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ * فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَالرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّابَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءاللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَقُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْوَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْأَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَأَعْمَالَهُمْ)).
5-
وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْأَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَبِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْوَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُوَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِالْمُؤْمِنِينَ)).
6-
وقال تعالى ((إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَأَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِاللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِوَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْبِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَالسَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِوَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)).
7-
وقال تعالى ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْآمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَعِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُواْوَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْأَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْرَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌمُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌعَظِيمٌ)).
الأحاديث
ولهذا قال أبو هريرة رضي الله عنه ((لأن أرابط ليلة فيسبيل الله أحب إلي من أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود)) رواه أبو حاتم بن حبان فيصحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك.
وروى البخاري في صحيحه عن سهلبن سعد الساعدي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رباط يوم فيسبيل الله خير من الدنيا وما عليها)).
وفي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي رضي اللهعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ))رباط يوم في سبيل الله خير منصيام شهر وقيامه)).
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول : ))كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله ،فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر)) رواه الإمام احمد وهذا لفظه، وأبو داوود والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه ابن حبان في صحيحهأيضاً.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ))كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، يجري عليه عمله حتى يبعثويؤمن من الفتان)) رواه الإمام أحمد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال: من مات مرابطاً في سبيل الله أجري عليه عمله الصالحالذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه و أمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمناً منالفزع)) رواه ابن ماجه.
وعن أم الدرداء رضي الله عنها ترفع الحديث إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأتعنه رباط سنة)) رواه الإمام أحمد.
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال وهويخطب الناس على المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول: ((رباط يوم في سبيلالله أفضل من – أو قال خير – من صيام شهر وقيامه، ومن مات فيه وقي فتنة القبر ونميعمله إلى يوم القيامة)) وقال هذا حديث حسن.
وروى بن ماجه بإسناد فيه غرابة و ضعفولكن قد اغتفروا رواية الحديث الضعيف في الترغيبات– عن أبي بن كعب قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ((لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسباًفي شهر رمضان أعظم من مائة سنة صيامها وقيامها، ورباط يوم في سبل الله من وراء عورةالمسلمين محتسباً في شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم – أو قال من عبادة ألف سنةصيامها وقيامها – فإن رده الله على أهله سالماً لم تكتب عليه سيئة ألف سنة، وكتبتله الحسنات، ويجري عليه الرباط إلى يوم القيامة)).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((حرس ليلة في سبيل الله أفضل من صيام الرجلوقيامه في أهله ألف سنة، السنة ثلاثمائة وستون يوماً، اليوم كألف سنة)) رواه بنماجه بإسناد غريب.
وروى بن ماجه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلىالله عليه وسلم أنه قال: ((رحم الله حارس الحرس)).
وعن أبي ريحانة رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((حرمت النار على عين دمعت أو - بكت - منخشية الله ، وحرمت على عين سهرت في سبيل الله)) رواه أحمد و النسائي.
وفي صحيحالبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعسعبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرةقدماه. إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، و إن كان في الساقة كان في الساقة إناستأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع)).
فصل
لما هجم هؤلاء الكفرة من الفرنجلعنهم الله، (في محرم سنة سبع وستين و سبعمائة) على ثغر (الإسكندرية) على حين غفلةمن أهلها، وغيبة من نائبها وجيشها، وحراس بلادها وحزنها وسهلها، ((فجاسوا حلالالديار وكان وعداً مفعولاً)) وقدراً مقدوراً، فحازوا من الأموال، وقتلوا من الرجالوسبوا من النساء والأطفال، ممن تخلف بها عن الهرب وكان معذوراً ، واحتملوا منالمتاجر قناطير مقنطرة، وساء لهم يوم القيامة حملاً، و بادروا إلى إحراز ذلك فيمراكبهم التي ملئت غصباً وغضباً، واستدرجهم القدر المقدور وأملى.
(
فبينما) هم فيغيهم و إفسادهم وكفرهم وعنادهم (إذ أقبلت) رايات الإسلام و آيات العز والنصر عليهمتتلى ، فعندما تحقق اللعين المخذول قدوم السلطان، فر كما يفر الشيطان من سماعالأذان، وأبق إلى ملكه وولى، و أقسم لو أقام حتى يدركه ومن معه من أوائل الجيشالمحمدي لرشفتهم القداح، وشجرتهم الرماح وقطعتهم الصفاح، و صيرتهم كأمس الذاهب صرعىوقتلى، و لكنه فر-كما ذكرنا – فرار العبيد إذا أبقوا، و هرب عندما عاين فترة الجيشالإسلامي هرب الخونة إذا سرقوا.
ثم إنه لعنه الله خدعته نفسه اللعينة، ومنتهالمهينة، و اغتر بما أصاب من الإسكندرية واعتقد أن كل بيضاء شحمة، وأن كل حمراءلحمة، فطرق ثغر (اطرابلس) المحروس (في أوائل سنة تسع وستين وسبعمائة) و قد كان بعضمنافقيها – ممن هو على دينه ويخادع المسلمين – أعلمه أن نائبها ليس بها، وقد عزلمنها أيضاً حاجبها، وتفرق جيشها في القسم، ولم يبق منها إلا الرسم، فأقبل المدبر فيشواني، مملوءة بكل لعين نصراني، (تزيد على المائة والثلاثين) فلعنة الله على منفبها أجمعين (فنازلوها) فلم يكن بها من المقاتلة من يحول بينهم وبين مقاصدهم التيحاولوها، فنفضوا إليها من المراكب، وصارت جماعتهم فيها مواكب، فعاثوا فيها فساداً،ولكن لم يقضوا منها مراداً، (فبينما) هم فيها، وقد حلت الكلاب في خيس الأسود،وتبدلت الوجوه المباركة النيرة بالوجوه الملعونة السود، (إذ جاءهم) جنود من (التراكمين)متراكمين، كانوا لجيش الإسلام كالكمين، (فحملوا عليهم) مكبرين، وعلتالأصوات، وارتفعت الدعوات، إلى رب الأرض والسموات، فنزل النصر، وانخفض الكفر،وانقلبوا هاربين وخرجوا منها صاغرين خاسئين خاسرين وقتل منهم المسلمون خلقاً لايحصون، ولله الحمد والمنة.
فصل
ثم بعد ما حل بهم هذا كله من الخزي والنكال،غرتهم أمانيهم الكاذبة الخائبة والآمال، فساروا بمن بقي معهم من الجيش المخذول،والجمع المرذول، حتى نزلوا مدينة (اياس) وقد حال بينهم وبين ما حاولوه منها الياس،فقيض الله تعالى مرور بعض أمراء الإسلام هنالك، ولم يكن عنده علم بذلك – وهو المقرالشريف السيفي (منجك) المشير بتأليفه ، أعز الله أنصاره، ووكل بقهر للعدا مقامهوأسفاره – فعطف عليها، فلما وصل إليها، إذ الشواني المشحونة، بالمقاتلة الملعونة،قد أحدقت بها، من ناحية بحرها، فمانعهم أعز الله أنصاره عن الوصول إلى السواحل فلميقدر على ذلك منهم فارس ولا راجل، هذا وليس معه من مماليكه سوى خمسة وثلاثين،وجماعة دون المائتين من التراكمين، حسبما أخبرني به أدام الله عافيته، وأحسنعاقبته، آمين.
ونادى في البلد أن ترفع النساء والذرية، إلى القلعة المنصورةالمحمية ، فعدل جمع الفرنج المخذول عن مواجهة المقر المشار إليه إلى موضع آخر،فنفضوا إلى الساحل حيث لا يصل إليهم ركابه الشريف ثم ساروا إلى ربض البلد وحاصرواالقلعة، فواقعهم أعز الله أنصاره (فكسرهم) في أماكن متعددة، ومازال مصاولاً لهممصابراً مرابطاً مثاغرا ً، حتى قدم (الجيش الحلبي) يقده المقر العالي السيفي (منكلبغا) في خاصة مماليكه، وأخبرني أنه حال ما وصل إليهم وجدهم ثلاثة كراديس سوداًوالصلبان مرفوعة على رؤوسهم لعنهم الله، وكردوساً آخر دونهم في السواد، وإذ هو منالتراكمين المنافقين الذين يخفون الشرك، يقاتلون المسلمين معهم، (فلما تحققوا) قدومالمقر السيفي (منكل بغا) تحيزت الكراديس الأربعة المذكورة المخذولة وصارت كردوساًواحداً، واجتمع المقر الشريف السيفي (منجك) إلى المقر الشريف السيفي (منكل بغا)،فأخبرني المقر السيفي (منكل بغا) أن الفرنج رشقوهم بالنبال إلى أن تواري وجه الأرضبها فلا يرى منها شيء لكثرتها، وكثرت الجروح من تلك الجروح في الجيش الإسلامي،ورشقهم المسلمون بالنبال رشقاً منكياً حتى أن من الأمراء المسلمين من كان يرميالفرنجي فيصيب بركبته وعليها غلاف من حديد، فينتظم الغلاف مع الركبة بسهمه، ثمانهزم الفرنج من بين أيديهم فلبسوا تلاً هناك ثم رشقوا المسلمين بالحجارة أعظم ممارشقوهم بالنبال أولاً، ثم أخذ عليهم المقر السيفي (منكل بغا) طريقهم إلى مركبهموقتل شيئاً كثيراً من خيولهم ففروا إلى البحر لا يلوي أحد منهم على أحد ، فرشقهمالمسلمون رشقاً عظيماً بالنبال وقتلوا منهم خلقاً عظيماً، وغرق منهم أكثر ممن قتل،وقتل (صاحب جزيرة رودس) وجرح (صاحب قبرس) وهلك منهم خلق كثير ورجعوا خائبين خاسرينأعظم خيبة من خيبتهم في (اطرابلس) ((وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوابِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَوَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)).
وكانوا حسبوا أن بجمعهم الكثير يحصلون علىشيء، والقدر يتلوا عليهم مما هو محكم في كتاب الله العزيز المقتدر قوله تعالى ((سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْوَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ )).
وراموا أنهم يحصلون على شيء من تلك المعاقلوالحصون ((وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ)).
وهذه عوائد نصر اللهجميع المسلمين وإن كانوا قليلاً، وما هو بأول موطن نصر الله فيه المسلمين مع قلتهم،ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وأنى لهم ذلك وفي كل ثغر من ثغور السواحلالإسلامية، من الجيوش السلطانية، والرحال المحمدية، الذي قد أخلص كل منهم النية،لرب البرية، أمم تحملهم على نصر الله نفوسهم الأبية، وصحبتهم ما أمر به رب الأرباب،على لسان سيد الأولين والآخرين الأعاجم و الأعارب ، من إعداد العدد التي أصنافهاالرماح الخطية والسيوف الهندية ، والسهام المفوقة عن القسي العربية – إلى غير ذلكمما يطول وصفه، ويقرب به على العدو حتفه – والعزيمة الصارمة وهي كفاية، والنيةالصادقة التي أعلى منازل الجنة لها نهاية.
فصل
كانت (بلاد الشام) بكمالها ، (وبلاد الجزيرة وبلاد الروم إلى القسطنطينية) وتلك التخوم وسائر بلاد البحور (كجزيرة قبرس، ورودس، وجزيرة الأندلس، والجزيرة الخضراء) كلها مشحونة قبل الإسلامبالنصارى على اختلاف أجناسهم وأصنافهم ومذاهبهم من الملكية واليعقوبية والنسطورية ،فلما جاء الإسلام على يدي (سيد الأنام) عليه أفضل الصلاة والسلام، فأدى الرسالةونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ومهد الله على يديه جزيرة العرب بكمالها وبلاداليمن والبحرين وما قارب تلك النواحي وركب في (ثلاثين ألفاً) من أصحابه لدخولالشام، امتثالاً لقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْالَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةًوَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)).
ولقوله تعالى: ((قَاتِلُواْالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَمَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَأُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْصَاغِرُونَ)).
(
فسار عليه السلام) حتى وصل إلى تبوك من أرض الشام ومن عزمه عليهالسلام أن يقاتل هرقل الذي هو يومئذ قيصر الشام – أي ملكها – فوجد الزمان حراًشديداً مع ما قلة ما معهم من الزاد والظهر فرجع عامه ذلك، من هنالك، فحج عليهالسلام حجة الوداع (سنة عشر من الهجرة) ثم عاد من مكة إلى المدينة فاختار له اللهله ما عنده من المنزلة الرفيعة العالية التي هي أعلى منازل الجنة، والمسماةبالوسيلة.
وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم (يوم الاثنين الثاني عشر من ربيعالأول سنة إحدى عشرة من الهجرة).
فقام بالأمر من بعده خليفته (أبو بكر الصديق) رضي الله عنه فجهز الجيوش الإسلامية إلى العراق لقتال (كسرى) ملك الفرس مع (خالد بنالوليد) وإلى الشام لقتال (قيصر) ملك النصارى بها، صحبه (الأمراء الأربعة) وهم أميرالعراء (أبو عبيدة) عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري، (ويزيد) بن أبي سفيان صخربن حرب بن أمية الأموي – وهو أول أمير ناب بدمشق – والأمير الثالث (شرحبيل) بنحسنة، والأمير الرابع (عمرو) بن العاص السهمي ويسمون أمراء الأرباع لأن كل واحدمنهم معه ربع الجيش.
فلما سمع هرقل ملك الشام بقدومهم قال ((والله لأبعثن عليهمجيشاً ينسي أبا بكر صلاته) فلما بلغ ذلك أبا بكر قال ((والله لأبعثن غليه رجالاًيحبون الموت كما تحب النصارى الخمر)) فسار الأمراء الأربعة حتى دخلوا الشام، فأولمدينة حاصروها مدينة (بصرى) فكتب الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد – وقد وصلفي الفتوحات التي بالعراق على مدينة (الأنبار) – ((أن استخلف على الجيش الذي معكأميرا، وأقدم أنت ببعض الجيش إلى الشام وكن أنت الأمير عليهم)) فاخترق المهامهوالقفار ما بين العراق إلى (بيان الشام)
في أربعة أيام، وأصبح في اليوم الخامسعلى (ثنية العقاب) شرقي (دمشق) فنصب عليها راية رسول الله صلى الله عليه وسلمالسوداء المسماة بالعقاب فمن ثم سميت هذه الثنية ثنية العقاب، ثم نزل فأغار على سرحالنصارى وكان يوم عيد لهم ، فسبى وأخذ اموالاً كثيرة، ثم سار إلى الأمراء على بصرى،فحالما وصل إليها (فتحها صلحاً) وأخذ الجيوش وجاء إلى دمشق وحاصرها فكان موقفهومقامه عند الباب الشرقي منها، ووقف أبو عبيدة عند باب الجابية الكبير الغربي،ويزيد بن أبي سفيان عند باب الجابية الصغير، و إليه باب كيسان أيضاً (ففتح خالد) رضي الله عنه البلد من الباب الشرقي قهراً ، فذهبت النصارى إلى أبي عبيدة و اخذوامنه الأمان خديعة منهم ومكراً ، فجعلت الصحابة البلد نصفين نصفاً صلحاً ونصفاًعنوة، (ثم فتحوا) بقية الشام: حمص، وحماة ، وحلب، وقنسرين، والعواصم، وإنطاكية،واطرابلس ، وجميع السواحل.
وجاء (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه في (سنة سبع عشرة) ففتح بيت المقدس، وفتح (عمرو بن العاص) رضي الله عنه جميع بلاد (مصر في سنة عشرينمن الهجرة) وولي (معاوية) رضي الله عنه أمرة (الشام) بكماله، بعد أخيه يزيد بن أبيسفيان المذكور في الدولة العمرية (وفتح) معاوية رضي الله عنه جزيرة (قبرس سنة سبعوعشرين) من الهجرة في الدولة العثمانية وغنم منها أموالاً جزيلة وسبايا كثيرةفقسمها بين المسلمين على الوجه الشرعي واستمرت الجزيرة المذكورة مقهورة بعز الإسلامنحواً من (ثلاثمائة سنة) يحملون الجزية والخراج إلى المسلمين، ويؤخذ من تجارتهمالعشر.
(
وبعث معاوية) رضي الله عنه ابنه (يزيد) في جيش كثيف (سنة اثنتين وخمسينمن الهجرة) فحاصروا مدينة القسطنطينية حصاراً عظيماً، وقتلوا خلقاً كثيراً منالنصارى فكانوا أول جيش طرقها من المسلمين.
(
وفتح المسلمون) في أيام الوليد بنعبد الملك باني جامع دمشق وفي أيام أخيه سليمان جميع جزيرة الأندلس، والجزيرةالخضراء غربيها وجميع بلاد المغرب إلى سواحل المحيط الغربي.
(
واستوسقت) الممالكالإسلامية على جميع البلاد شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً، كما قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زويلي منها)) رواه مسلم. وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((إذاهلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. والذي نفسي بيده لتنفقنكنوزهما في سبيل الله)).
(
واستقرت) هذه الممالك في أيدي المسلمين إلى )حدودالخمسمائة من الهجرة) فلما كان في (سنة بضع وتسعين وأربعمائة) و قد ضعفت الدولالشامية والمصرية في (الدولة الفاطمية) تدنت الفرنج لعنهم الله إلى بعض السواحلفملكوها، فمن ذلك مدينة (إنطاكية، واطرابلس، وتلك السواحل المتاخمة للبحر) ودخلملكهم (كندهري) لعنهم الله فأخذ (بيت المقدس) المطهر يوم جمعة فجمع ممن فيه منالعباد والزهاد والقاطنين به من المسلمين نحواً من سبعين ألفاً فقتلهم في صبيحةواحدة رحمهم الله ولعن كندهري وقومه واستمر بيت المقدس في أيديهم نحواً من (تسعينسنة) حتى انتزعه من أيديهم الملك الناصر (صلاح الدين يوسف بن أيوب) رحمه الله (سنةثلاث وثمانين وخمسمائة) واسترجع ما كانوا استحوذوا عليه – من بلاد غزة ونابلسوعجلون والغور وبلاد الكرك والشوبك وما إليه من البلاد ، واسترد منهم (صفد) وأكثرالسواحل البحرية إلا (عكا وصور)، فاقتدى به الملوك بعده ، فاستنقذوا منهم بقيةالسواحل، حتى كان آخرها (عكا) التي فتحها الملك (الأشرف صلاح الدين خليل بن الملكالمنصور قلاوون رحمه الله) وذلك في سنة (تسعين وستمائة) فلم يبق للفرنج في السواحلجليل ولا حقير ولا مقدار قطمير، ولا فتيل ولا نقير، ولله الحمد والمنة، وبه التأييدوالعصمة.
فزعم الذين كفروا من هؤلاء الفرنج – لعنهم الله بما حدثتهم به أمانيهمالكاذبة – أنهم يسترجعون ما كان بأيدي أسلافهم لعنهم الله من هذه السواحل المذكورة،وهيهات، كذبت والله الظنون، وخزي الكافرون، والله حائل بينهم وبين ما يشتهون. ليستهذه الدول كمن تقدم ذكرهم من الدول الضعيفة التي استحوذوا في أيامها على ما ذكرناهمن السواحل، هؤلاء أكثر عَدداً وعٌددا، وأعز ملكاً وأشد بأساً وتنكيلاً.
وزعمصاحب قبرس لعنه الله أنه سيعود ملك بيت المقدس إليهم (ولا سبيل لهم على ذلك مرةأخرى) أبد الآبدين ودهر الداهرين.
(
وهذه بشارة) أيشر بها جميع المؤمنين لشيءاستنبطته من الكتاب العزيز المبين، وسنة سيد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آلهأجمعين:-
((
أما الكتاب)) فقوله تعالى: ((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَفِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّاكَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَاأُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍوَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْلِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِلِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَمَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَنيَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَحَصِيرًا))
فذكر تبارك وتعالى أنه سلط على بني إسرائيل بذنوبهم عدوا من سواهمفقتل من المقاتلة خلقاً كثيراً وسبى من الذرية جماً غفيراً. وهذا المسلط عليهم - فيما ذكره أكثر المفسرين (بختنصر) صاحب العراق، وقيل نائبه. هذه في المرة الأولىكما قال تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًالَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)).
ثم ذكر تعالى أن في المرة الثانية أرادالأعداء أن يفعلوا معهم كما فعلوه أول مرة، فذكر تعالى أنه رحمهم ولم يسلط عليهمعدوهم، بل أجارهم من ذلك وأدالهم على أعدائهم (فنحن أيضا ً أيتها الأمة المحمدية) قد ابتلينا في بيت المقدس باستحواذ الأعداء عليه في حدود (الخمسمائة سنة) وأنهاستمر في أيديهم (تسعين سنة) حتى أنقذه الله من أيديهم على يد الملك الناصر (صلاحالدين يوسف) كما تقدم فليس لهم إليه بعد ذلك سبيل إن شاء الله تعالى، وبه الثقةوعليه التكلان، لأن هذه الأمة أحق بكل خير وعز ونصر من جميع الأمم المتقدمة لشرفهابشرف نبيها على سائر النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذه الأمةاكثر عددا وعددا وأعز جنداً وأعظم مملكة وأوسع بلاداً ممن تقدمهم بكثير.
(
وأماالسنة) فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث النواس بن سمعان وغيره رضي الله عنهم فينزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان من السماء على المنارة الشرقية بدمشقوهي محاصرة بجيوش الدجال وقت صلاة الفجر وقد أقيمت الصلاة، فيقول له إمام المسلمين ((تقدم يا روح الله)) فيقول ((لا، إنما أقيمت الصلاة لك)) فيصلي وراء إمامالمسلمين، تكرمة الله هذه الأمة، ثم يكون عيسى عليه السلام في هذه الأمة بمنزلةالإمام الأعظم، كما ثبت في الصحيحين: ((لينزلن فيكم عيسى بن مريم إماماً عادلاًوحكماً مقسطاً، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام)) بمعنى أنه لا يقبل من غير مسلم جزية، ولا يقبل منه إلا الإسلام أو السيف، وهذاإخبار رسول الله صلى الله عليه عما يفعله عيسى عليه السلام وتشريع وتسويغ.
(
ثمينهض) عيسى عليه السلام بمن معه من المسلمين نحو الدجال فيفر منه، فيتبعه حتى يدركه (بباب لد) فيقتله بحربته كما بسطنا ذلك في كتاب )الفتن والملاحم).
(
والمقصود) أنه قال في حديث النواس بن سمعان: ((فيوحي الله إلى عيسى بن مريم أني قد أخرجتعباداً لا يَدَان ِلأحد بقتالهم فحصن عبادي في جبل الخََمَر ِ – يعني جبل بيتالمقدس – فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله فيهم فيصبحون فرسى كموت رجل واحد)) الحديث.
(
فهذا دليل) على بقاء بيت المقدس في أيدي المسلمين إلى ذلك الحين ليكونموثلاً ومعقلاً لهم عند خروج يأجوج ومأجوج ولله الحمد والمنة.
(
وكذلك في ماذكرنا دليل) على أن مدينة دمشق لا تزال دار إيمان وأمان وقرار حتى ينزل عيسى بنمريم صلوات الله وسلامه عليه فيها على منارتها الشرقية البيضاء، المعمورة بتوحيدالله الشاهقة المنيرة الزهراء، وذلك بعد فتح المسلمين مدينة القسطنطينية التي هيأعظم معاقل الروم وقرار ملكهم الأكبر، بعد ملاحم كثيرة بين المسلمين وبني الأصفر،كما هو مبسوط في غير ما حديث عن أفضل من سبح الله وحمده وهلل وكبر، محمد بن عبدالله الصادق المصدوق رسول الله إلى الأسود والأحمر، صلوات الله وسلامه عليه وعلىإخوانه من النبيين والمرسلين وعلى سائر الصالحين، ورضي الله عن أصحاب رسول اللهأجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله ربالعالمين.
(
تم)

أبوعزام غير متصل  


قديم(ـة) 26-01-2006, 06:41 AM   #2
meto
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
البلد: الرياض
المشاركات: 146
جزاك الله خير ونفع بك
__________________
:p
meto غير متصل  
قديم(ـة) 26-01-2006, 04:32 PM   #3
أبوعزام
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 151
نشكر لك مرورك وتشجيعك
أثابك الله
أبوعزام غير متصل  
قديم(ـة) 28-01-2006, 05:18 PM   #4
الودق
عـضـو
 
صورة الودق الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 422
أثابك الله ومرحباً بك في هذا المنتدى ..

حبذا لو قسمتها إلى عدة أقسام لئلا يتطاولها بعض الأعضاء ..

وليتجدد رفعها كما لو فرقت بين الكلمات المتشابكة ..

أرجو أن لا أكون قد أزعجتك بهذه الملاحظة ..
__________________

آخر من قام بالتعديل الودق; بتاريخ 28-01-2006 الساعة 05:22 PM.
الودق غير متصل  
قديم(ـة) 28-01-2006, 10:51 PM   #5
أبوعزام
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 151
أهلاً بك أخي الودق وأثابنا الله وإياك
شاكر لك ملاحضتك وعلى الرحب والسعة
أبوعزام غير متصل  
قديم(ـة) 29-01-2006, 04:56 PM   #6
أبو البراءm
عـضـو
 
صورة أبو البراءm الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
البلد: في شمال بريده
المشاركات: 79
جزاك الله خيراً ...ونفع بك الأسلام والمسلمين.
أبو البراءm غير متصل  
قديم(ـة) 31-01-2006, 04:39 AM   #7
أبوعزام
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 151
وياك يأبو البراء إن شاء الله
أبوعزام غير متصل  
قديم(ـة) 22-04-2006, 02:59 PM   #8
ماربالصدفة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 65
جزاك الله خير
ماربالصدفة غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)