[مُسعر قلم]

بسم الله الرحمن الرحيم

::

::

::

::

::

::

::

::

::

فقيه الأدباء وأديب الفقهاء ، من منّا لا يعرفه ؟ أعتذر .! بل من منا من يعرفه فقد أصبحت النكرات معارف والمعارف نكرات إلا ما ندر ، فاشتهرت أسماء اللاعبين والمغنين وحملتها الألسن وسارت بذكرها الركبان ، وطبعت لتمجيدهم الصحف ، ثم نتساءل من أين أتينا ؟

ولماذا هذه حالُ أمتنا ..؟




رأيتُ الشيخ في برنامجه اليومي " على مائدة الأفطار " وكنت قد كتبت عنه بعض ما ما تيسر من معلومات عنه بعد أن قرأت كتابه الذكريات فأحببت أن يشاركني الإخوة هذه المعلومات عنه ،





علي الطنطاوي

إذا ذكر الأدب كان أحد أركانه وإذا حصر العلماء لا يغيب اسمه ، خطيب لا يجاريه الخطباء وبليغ بلغ في البلاغة شأناً عجيباً حتى أنه كان يصحح لكبار أدباء عصره بعضَ عباراتهم وهو في المرحلة المتوسطّة ، تولّى القضاء والتعليم ، صاحب قلم عجيب قلما تجد له مثيل وفرة في المعلومات وجمالاً في المعاني والكلمات وحرصاً على إفادة الناس .

اشتهر الطنطاوي أكثر شئ في اللغة بشكل عام وفي الأدب خصوصاً وارجعوا إلى منهج أول ثانوي في تعريف الأدب وأركانه وأغراضه ..الخ فكلها نتاج قلمه .



أيها الأفاضل :-

إن أمة لا تعرف رجالها من أشباههم أمة لم تتحقق لها عوامل النصر ، فسأحرص في هذه الأسطر على رصد جزء من أجزاء حياته من خلال ما كتب وما كُتِبَ عنهُ ، رزقكم الله الصبر والقوة وزرقني العلم والصبر
والسداد .




أصل عائلة الطنطاوي كما يظهر من اسمه من طنطا وطنطا كما تعرفون في مصر ، هاجر جدُّ الشيخ علي من طنطا إلى الشام عام 1255 واستقر هنـاك ، فهو مصري الأصل شآمي المولد والنشـأة ( والحب ) ولد سنة 1327 هـ وقد كان والده من مشائخ دمشق ، لكنه توفي وبكر أبنائه الشيخ علي صغير ، ثم لحقت به زوجته أم الشيخ علي ، فتوفي والداه وهو لم يتجاوز العشرين عـاماً ،وقد كان يصف والدته بالصلاح وكثرة العبادة - رحمها الله وأنزلها منزلاً مباركـاً - وهي من أسرة آل الخطيب المشهورة وخاله محب الدين الخطيب ، وهكذا الغراس الحسن يخرج النبتة الطيبة .


عاش الشيخ علي رحمه الله حياةً طويلة ، ومرّت به أحداث كثيرة ، فقد عاش في الدولة العثمانية فترة من عمره ، ثم لمّا سقطت الدولة وسقط بعدها الناس في فتن الشبهات والشهوات والمذاهب المنحرفة ودخل عليهم زيف الحضارة من خلال الإستعمار كان الشيخ رحمه الله من أشد المقاومين له بلسانه وبقلمه ، وأظن إخوتي القراء يعرفونه ويشاهدونه في قناة المجد في برنامجه الماتع ( على مائدة الإفطار ) فمن شاهده عاين أسلوبه العجيب وعرف كيف يوظف لسانه وقلمه ، ثم عاش فترات من الحكم متعاقبة حتى كانت حكومة الوحدة التي كانت بين سوريا ومصر وكان من المؤثرين في التاريخ في ذلك الوقت .



حبب إليه طلب العلم وهو صغير ، فنشأ طالباً للعلم في المدارس النظامية وبحضور مجالس العلم وبالقراءة ، يقول عن نفسه :-

" فأنا اليوم وأنا بالأمس كما كنت في الصغر أمضي يومي أكثره في الدار اقرأ وربما مر علي يوم اقرأ فيه ثلاث مئة صفحة ومعدل قراءتي مئة صفحة من 1340 إلى 1402 -أي السنة التي كتب فيها هذا الفصل من الذكريات - " انتهى كلامه .

وقد حسبت عدد الصفحات فربت على 2232000 صفحة ( مليونين ومئتين واثنين وثلاثين ألف ) علماً بأنه قد عاش فترةً بعدها قريب من عشرين سنة لم نحسبها ، إضافةً إلى الصحف والمجلات التي يقرأها يوميّاً ، وهذه قراءة الإستمتاع التي يجد فيها القارئ اللذة التي تماثل لذة الطعام والشراب وغيرها ولا تكون إلا بعد تعويد وقراءة مستمرة متواصلة فيحس القارئ إذا لم يقرأ بنقصان شئ ما في يومه ، فلكل شخص مجال ينجذب إليه وموضوعات يحب مطالعتها فتكون هذه الموضوعات بوابةً إلى القراءة العامة في الموضوعات الأخرى .

نشأ الشيخ علي في دمشق وبها عاش بداية عمره وجزء كبير من حياته حتى مُنِع منها قسراً ، وقد وصف الشيخ علي دمشق وصفاً غنيّاً شاملاً دقيقاً فهو في الوصف لا يجـارى فإذا وصف فكأنه يرسم صورةً أمامك ، وهكذا الأديب الناجح لا الأدب - أو ما يسمّى بالأدب - الذي ابتلينا به في هذا الزمان .

ثم سافر الشيخ إلى مصر وإلى فلسطين مرات كثيرة قبل الإحتلال اليهودي ووصف بجلاء كيف استطاع اليهود أن يحتلوا هذه الديار المباركة فقد احتلوها بأبشع الطرق وأقبح المسالك فنشروا البغاء في فنادقها ومجالسها حتى يغرقوا الناس في الشهوات فلا يستطيعوا عنها فكاكاً فيسهل احتلال الأرض بعد احتلال العقول والأهواء فلننتبه لمداخل الأعداء علينا .



أما قوته في الحق فكان ممن لا يخاف في الله ظلم ظالم ولا قهر قاهر ، حتى أنه أخرج من بلده سوريا ولم يسمح له بدخولها أكثر من خمسِ وعشرين سنة حتى توفي رحمه الله وأظن أنه أخرج بسبب قوته في الحق ، فقد كان في وقته نشاط تغريبي كبير بإخراج النساء واختلاطهن بالرجال وسفورهن وكان يقاوم ذلك كله بلسان أحد من الحديد وبقلم صارم وقد أعذر إلى الله عز وجل وأدّى ما عليه ، ولو اُستُمِعَ في ذلك الوقت للطنطاوي وغيره من العلماء لما ساءت الأحوال في تلك البلاد بعد أن كانت قبل أقل من مئة سنة وقتَ الدولة العثمانية يخرج النساء فيها بالملاءات الساترة فأتي الإستعمار فأذهب الدين والأخلاق ، ونحن نواجه الآن أقلاماً مستأجرة من بعض الكتّاب العلمانيين يريدون بالبلد الفساد باسم الإصلاح فكن منهم أخي - أنعم الله بك عيناً - على حذر .





أما تربية الشيخ فهذا مبحث طويل عريض كثير التفريعات والحواشي والفوائد ، وأحيل المريد إلى كتاب "هكذا ربانا جدي علي الطنطاوي " لحفيدة الشيخ عابدة المؤيد العظم ففيه ما يغني ، ولا يخلو من الفوائد لأولي التربية .



وكان للشيخ رحمه الله رحلات دعوية وصل فيها الشرق والغرب فكانت له رحلة تعريفية بقضية فلسطين ورحلات أخرى دعوية لأندونيسيا وغيرها .

وكان له سفراً وحضراً نقاشات وحوارات مع أصحاب الأفكار المنحرفة والديانات الضالة ،

درس في العراق وفي الشام ، وعمل في القضاء دهراً طويلاً ، بعد ذلك بزمن وفي عام 1963 سافر الشيخ رحمه الله إلى المملكة بعد إعلان حالة الطوارئ في سوريا بعد انقلاب الثامن من آذار فأعجبه المقام في مكة فجاور فيها ومُنِع من الرجوع إلى سوريا ، وبقي في المملكة حتى توفي رحمه الله عام 1999

وكل ذريته من البنات ، فلم يرزقه الله أولاداً ولله الحكمة البالغة . وكان أثناء مقامه له مشاركات إذاعية وتلفزيونية منها " على مائدة الأفطار " الذي يعرض الآن في قناة المجد وغيره



وللشيخ رحمه الله مؤلفات كثيرة تصل إلى ثمانيةٍ وعشرين كتاباً في شتى المعارف ، منها :-



1- ذكريات علي الطنطاوي


يقع في ثمانية مجلدات ، وهو كتاب نفيس ، قال عنه الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير ( أنصح طالب العلم أن يقرأه ) " من دروس جامع الراجحي في شرح الشيخ للقواعد الفقهية "



2- صور وخواطر


كتاب رائع وممتع




3- فكر ومباحث




4- قصص من التاريخ

جمع فيه أروع القصص وصيغت بأسلوب أدبي رائع




5- دمشق

لم اقرأه لكن أنصح كل ذاهب إلى الشام أن يصطحب الكتاب معه



6- هتاف المجد






7-رجال من التاريخ





8- قصص من الحياة


أسلوب الكتاب الأدبي راقي جداً لكن الشيخ في مقدمة الكتاب نصح الشباب العزب بعدم قراءة كتابه لراحتهم

9- تعريف عام بدين الإسلام






وغيره من الكتب والرسائل والمحاضرات المطبوعة ، رحمه الله وجمعنا به في مستقر رحمته .


بعد كتابة الموضوع بحثت في الإنترنت فوجدت روابط جيّدة متعلقة بالموضوع

مقتطفات من ذكريات علي الطنطاوي
http://saaid.net/Doat/Zugail/362.htm

موقع الشيخ علي الطنطاوي الرسمي ،
http://www.alitantawi.com/


جعل الله العمل خالصاً والأثر طيباً والإجتهاد موفقاً
في الختام أقول كما قال إخوة يوسف جئتكم ببضاعة مزجاة فأوفوا لي الكيل واغفروا لي الخطأ والميل وصلى الله على محمد
أخوكم / مسعر قلم .

[مُسعر قلم]

أرسلت الموضوع في منتدى آخر فأراه يفتح النفس مع أن التنسيق ما أخذ عشر دقائق وفي بريدة ستي لبثت حوالي ساعة في التنسيق وأرى التنسيق سئ جداً ،
فهل يتكرم أحد المشرفين ويعدل في الموضوع ليكون مظهره جيداً
وإن حصل أن يكون الخط والتنسيق مثل مافي الرابط أكون لكم كثير الإمتنان
http://forum.ma3ali.net/showthread.p...83#post3346983

أرجو حذف الرد بعد وصول المقصود .

[الـشَـكِـيـمْ]

بارك الله فيك ..!

والشيخ العلم نادرة من نوادر هذا الزمان ..!

كم تعجبني كتاباته , بل إن الأنس ليغمرني عندما تمثل صورته أمامي ..!

.

.

شكراً لكـ أبا خليل

[شموخ نجد]

موضوع ممتع جدا شكرا لك

[الـصـمـصـام]

كما عودتنا يا أبا خليل
جمع موفق ، و طرح مسدد

رحم الله الشيخ علي .. لمسنا منه ...
فصاحة من غير تكلف ، حِكَم من دون تعنت ، ألفاظ تلج القلوب فتنتزع منها المشاعر
و تحرك الضمائر ، فقه في الواقع ، و تعمق في النظر ، و رَوِية في الحُكْم ، و صدقٌ في اللهجة ، و قوة في الحجة ، و ثبات على الشدائد ، و صخرة أمام المعاند ، حقاً كان الشيخ الأديب الأريب أعجوبةَ زمانه ، أبهر الفصحاء من غير تنطع في انتقاء الألفاظ ، كان واعظاً ، وعظ لا ككل الوعاظ ، أهدى لنا حياته و أحداثها ، كان يقف مع كل موقف يعترضه ليكون درساً يُلقيه على نفسه ، و يبثه للأجيال من بعدهـ ..

فرحمه الله ...

[أبو عمر القصيمي]

شكراً لك على هذه المعلومات .
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه .

[عبدالله الصالح]

جهد وافر تشكر عليه

رحم الله الشيخ وشكرا للمجد لبعث الموضوع مجددا

[مُسعر قلم]

الشكيم
سرني مرورك ، فجزاك الله خيراً


شموخ نجد
الشكر موصول لك .

الصمصام ( أبو عبد العزيز )
لا عجب فالصمصام كتب
أعجبني وصفك لهذا الشيخ العلَم ،
وكم أتمنى لو أستطيع التعديل في الموضوع لأضيف إليه هذا الوصف الرائع

جزاك الله خيراً


عمر 55
الشكر موصول لك
بارك الله فيك .

db2000
اسأل الله أن ينفع بهذا الجهد
بارك الله فيك