[Abufahd]

د. يوسف بن محمد الغفيص
www.aleqt.com

"المال والحياة"
19/10/1427هـ

حينما نقرأ عالم الحياة نجد أنه قيمة ومسؤولية لدى الإنسان، فهو وإن لم يمثل كل الحياة لكنه مشارك فاعل في عالم الحياة في الأرض، ومن هنا جاء قدر الله على الإنسان: ?وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة?. وهذا العالم المتحرك الذي أكثر الكلمات تعبيرا عن حركته كلمة "الحياة" يرتبط به مجموعة من صُناع الحركة، يأتي المال كمحرك فاعل، لكنه ربما كان كثير المخاطرة بالحياة، فربما سفك الإنسان الدماء، وأفسد في الأرض، ويكون ذلك تحت تأثير المال الطاغي، وفي المقابل ترى مدائن من البر والإحسان يسودها العدل والأمن يكون المال من صناع هذا الاستقرار، ويشير دعاء إبراهيم عليه السلام ?رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات...?. إلى العلاقة بين صناعة الأمن والمال؛ لأن الإنسان المتحرك في هذه الحياة خلق خلقا لا يتمالك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح.
إن قراءة العلاقة بين المال والحياة تتسم بشيء من الدقة، وربما التعقيد أحياناً؛ لأن "المجموعة البشرية" في الأرض تعيش تفاوتا حاداً يجعل من الصعب توحيد العلاقة بين المال والحياة في نظر الكل، لكن الحقيقة الثابتة ترسم المال كأحد مفاصل القوة في إدارة الحياة، ولا تكون مغالياً حينما تقول إن مظاهر الخير والشر البشرية المتقابلة يتدخل المال في تحريكها، وهذا يؤكد حقيقة متطابقة مع هذا المفهوم تساعد على فهم العلاقة بين الخير والشر داخل عالم الأرض، لكن التفكير البسيط يدرك وهم التصور الساذج لتفعيل المال في المخاطرة بعالم الحياة التي يتجاوز تفسيرها لونا من الثراء واللهو إلى مفهوم تسكن به الروح، ويطمئن به الجسد في ظل العدل والصدق، والإيمان وعبادة الله الواحد الأحد، حتى لا تكون الحياة ضنكا بطغيان المادة.
إن كثيرا من القلق يوجد بداخلنا اليوم تجاه تلك النظريات التي تريد أن تطلق عولمة مفتوحة "لثقافة الأقوى" باسم "العولمة" في المنظومة الاقتصادية، لدرجة فرض أشكال من القيم والمفاهيم على تلك الشعوب التي لا تزال ساكنة، وتحاول بناء قواعد الحركة لتُفاجأ بطوفان يهدد هدوء الحياة عند هؤلاء.. وبقدر ما كان هذا الفكر مقلقا إلا أنه يمثل صفاقة ساذجة في إفراط أصحابه في تفعيله إلى حد توحيد القيم الخاصة والثقافات التي يختارها الأقوى.. وهذه معادلة محكومة بالفشل، لكنها تحدثك عن فهم تائه للعلاقة بين المال والحياة حينما تنفك النفس البشرية عن هداية الرسل عليهم الصلاة والسلام، فتحاول السعي في الأرض بأنانية مفرطة، وعدوان على القيم، وقد قال الحق سبحانه: ?ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور?. أ.هـ



Abufahd

[وحيد المعنى]

[Abufahd]

شكرا