بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله تعالى أن أنعم على دول الخليج بخيرات جمة ولعل أبرزها النفط ، حتى بات المواطن الخليجي ينعم في رغد من العيش ورخاء إقتصادي قل مثيله ، وهذه الصورة الرائعة التي يتمتع بها المواطن الخليجي في الداخل تلاحقه في الخارج ، فعندما يصل الإنسان الخليجي كسائح إلى دولة كسوريا فإن بعض السوريين ينظرون له على أنه ( بئر بترول متنقل ) وأن الإنسان الخليجي هو معجزة وقادر على فعل ما يشاء وعلى شراء ما يشاء !
فأصبح الخليجي عبارة عن وجبة دسمة وصيد ثمين ينبغي عدم تفويته ، فتحدث ضده المؤامرات والإبتزازات للفوز ببعض المال من هذا البئر البترولي المتنقل.
في رحلتي الأخيرة والتي لن تتكرر إلى سوريا طلب مني سائق تاكسي عبثاً أن أبني له منزلاً ، فقلت له ولماذا أبني لك منزلاً ؟ قال لي يا أخي انتا سعودي يعني شو خسران لو بنيت لي بيت ؟!
طيب حتى لو كنت أملك كل كنوز الدنيا ، فهل أنا مكلف بأن أصرف عليك ؟! إذا كانت الحكومة السورية أهملت شعبها فالواجب على الشعب أن يتحرك ضد حكومته وليس التحرك ضد الخليجيين !
فنحن حتى إن ملكنا المال فلسنا مكلفين بالصرف أو الكد على غيرنا ، مالنا هو لنا !
ولكن .. هل فعلاً الحاجة للمال هي وراء عمليات السطو و السرقة والإبتزاز ؟
أعتقد أن الحال المعيشية في لبنان شبيهة بالمعيشة في سوريا وربما لبنان أسوأ من سوريا بسبب الحروب الطاحنة التي مر بها ... ولكن سبحان الله ، في لبنان لا تجد لبنانياً واحداً يقبل منك البخشيش أو كما تسمى في سوريا ( إكرامية ) ، في لبنان تجد كل الترحيب والإبتسامة والمساعدة .. لبنان بلد الأمن و الأمان .
فلماذا لا تتعلم سوريا من لبنان !