[مجتمعكو]

الشيخ المسند إلى رحمة الله


الدكتورة غادة المسند: والدي طاقة عمل وحب للعلم


«الجزيرة» - وهيب الوهيبي
شكل الشيخ عبدالعزيز المسند نموذجاً وسطياً للداعية المسلم، فكان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد. وتنقل الشيخ -رحمه الله تعالى- في عدد من الوظائف الإدارية الحكومية، كما أن رغبته بالدعوة أخذته إلى مشارق الأرض ومغاربها.. فتراه يوماً في الغرب وآخر في الشرق.. لا يهدأ، ذخيرته إيمانه بالله وحبه لإتقان العمل.. وصدقه في البحث عن كل طرائق العمل الإسلامي.. التي تصله بالناس أينما كانوا. ولبحث سيرة الشيخ الجليل تجدها كالتالي:
- ولد في عام 1938م.
- حصل على ليسانس الشريعة الإسلامية.
- دبلوم في اللغة الإنجليزية.
- أمين عام جمعية الرعاية بالرياض.
- عضو في مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.
- عضو في النادي الأدبي بالقصيم.
- مدير عام شركة الكهرباء بالرياض.
- مدير عام العديد من المعاهد الدينية وكليات التربية.
- محاضر غير متفرغ بالجامعات الوطنية والمدارس.
- اشترك في الوفود الرسمية للعديد من الدول الأجنبية.
- قدم أحاديث دينية واجتماعية عديدة في الإذاعة السعودية.
- قدم برنامجاً اجتماعياً ودينياً أسبوعياً في التلفزيون السعودي.
* مؤلفاته: الزواج والمهور - الأندلس - تاريخ وعبرة - النهج المحمدي - غذاء الروح - العلم المفقود في المواريث الإسلامية.
وكانت ابنته الدكتورة غادة بنت عبدالعزيز المسند قد ألفت كتاباً بعنوان: (الشيخ المسند علم وعمل)، وثقت فيه سيرة والدها الشيخ عبدالعزيز لتكشف لنا عن قصص وعبر ومواهب ليس آخرها الشعر، يتمتع بها الراحل الكبير.
تقول الدكتورة غادة عن والدها الشيخ:
كما قلت واخترت عنوان الكتاب فإن الوالد طاقة عمل وحب للعلم وإنتاج في كل المجالات. ولا استطيع مهما كتبت حصر نشاطه وإنتاجه العلمي والعملي ولكني أسجل بعضاً من أسلوبه باختصار:
- فتحت إذاعة الرياض في عام 1384هـ بشكل صغير فاستعان بي مديرها وأنا في الكليات فأخذت مجموعة في سيارتي الخاصة وشجعتهم وذهبت بهم إلى بيت في شارع جرير سكنته الإذاعة أول مرة وبدأت أنا التحدث في (المكرفون - المكبر) لأدربهم وأذكر منهم.. د. عبدالرحمن الشبيلي الذي عين مديراً للتلفزيون لسنوات ود. علي النجعي (وكيل وزارة الإعلام)، ود. علي الخضيري وكيل سابق للإعلام ومحمد المنصور وكيل لشؤون الإذاعة، وواصلت تشجيع من أظن أن صوته إذاعي.
من ذلك المنطلق طلب مني المسئولون هناك على اختلافهم المشاركة، فشاركت في برامج مختلفة، فقدمت سلسلة لمدة أشهر بعنوان (ورقة من التقويم)، وسلسلة بعنوان (الحياة الاجتماعية في الإسلام) استمرت سنوات، وسلسلة (رسالة من حاج) بالإضافة إلى الأحاديث والبرامج المختلفة ثم انتهى الأمر إلى تفسير القرآن الكريم بعنوان (تلاوة وتفسير) وقد فسرت القرآن الكريم كاملاً انتهيت منه في عام 1422هـ، وقدمت برنامجاً اسمه (خير الخلف لخير السلف) عن حياة التابعين - رحمهم الله - وسلسلة في جريدة القصيم والجزيرة بعنوان (ما قل ودل) وسلسلة في جريدة الجزيرة بعنوان (إني صائم) وفي التلفزيون قدمت ندوات وأحاديث بمناسبة وغير مناسبة، ثم استمر البرنامج المعروف (منكم وإليكم) الذي بقي إلى الآن 1424هـ وعمره أكثر من 30 سنة وما زال مستمراً.
السياسة الإعلامية
الملك فيصل - رحمه الله - تعتمل القواعد التأسيسية وسلوك الأمة ومستقبلها في فكره، يخطط ويعمل، ومن ذلك أمره بوضع (سياسة إعلامية) تكون أساساً للإعلام في هذه الدولة التي تحمل هم الأمة الإسلامية كلها، فأمر بتكوين لجنة لذلك ومن بين أعضائها والدي وكانت في عهد وزيرين جميل الحجيلان، وإبراهيم العنقري، وضمت عدداً من المفكرين ومندوباً عن الديوان الملكي، واجتمعت في عدة اجتماعات حتى أنتجت سياسة محددة واضحة في أوراق قليلة، تنص على أن إعلام المملكة العربية السعودية، ينبني على مبادئ إسلامية واللغة العربية، ومكانة هذه المملكة بصفتها مهوى أفئدة المسلمين، والراعية لبيت الله في مكة المكرمة، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وأن لها الثقل والقيمة المعنوية والحسية في المجتمع الإسلامي، ولا يؤثر عليها انطلاق بعض الدول العربية والإسلامية وخروجها عن هذا المنهج. وقد طبعت ووزعت، ومازال المسئولون عن الإعلام يسيرون عليها، وما جاء مخالفاً لها فهو من الاستثناءات الموقوتة.
سياسة التعليم والمناهج
بعد أن انتشر التعليم في المملكة العربية السعودية وعم كل أرجائها واتصلت المملكة العربية السعودية في كل البلاد دعت الحاجة إلى تسجيل أسس للتعليم منها ما هو متفق عليه أصلاً من التزامها بمبادئ الدين، وتربية النشء على العقيدة الصافية التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فكونت لجنة لذلك، فيها وزير المعارف، ووزير العمل ووزير المالية حين تنعقد اللجنة العامة مع اللجنة الفرعية دائمة الانعقاد خلال ثلاث سنوات (1392هـ، 1393هـ، 1394هـ)، وهذه اللجنة الدائمة تضم المشايخ ناصر بن حمد الراشد، وراشد بن صالح بن خنين، وصالح علي الناصر، وعبدالعزيز بن عبدالعزيز المسند، وعبدالعزيز الرفاعي، ومحمد عبده يماني، ورضا عبيد، وحمزة عابد وعبدالرحمن عبدالله العبدان سكرتيرا، وقد درست اللجنة كل المناهج للبنين والبنات وانتهت إلى الاتفاق على مناهج محددة مكتوبة موقعاً عليها من الجميع، وكان لوالدي رأي في تعليم البنات مسجلة في أوراق اللجنة وهو: تعليم البنات مر عليه عقد من الزمن أقبل الناس عليه وتشوقت له كل قرية، والاندفاع في إجابة كل الرغبات له سلبياته الحاضرة، وآثاره المستقبلية، ولابد أن ننظر إلى نتائج التعليم بعد عشرين أو خمسين سنة، وأرى أن توضع قاعدة محددة يعرفها أهل المدن والقرى وهي أنه سيتم فتح مدرسة واحدة، ثم يكون التوسع وفتح مدرسة ثانية مبيناً ومنبثقاً من نتائج هذه المدرسة.
- وكانت معاهد المعلمات موجودة في ذلك الوقت لتوفير المعلمات سريعاً - والمدرسة الأولى من الضروري أن يستجلب لها معلمات من خارج البلاد لكن ما بعدها يكتفي بالمواطنات، وبذلك نضمن أموراً كثيرة:
1- التربية على العقيدة دون خلط أو شك.
2- الأخلاق الإسلامية والعادات الحسنة.
3- ثبات المعلمات في بلدهن والقضاء على مشكلة النقل.
4- ضمان الوظيفة مادامت متدرجة متأنية.
ومبررات أخرى، فرد عليه أحد الوزراء بقوله: تريد يا عبدالعزيز أن توقف حركة التعليم!
فأجاب: ليس معنى هذا إيقافها ولكن تنظيمها ولنذكر أن المملكة منذ عشر سنين ليس فيها تعليم رسمي للبنات، وآلاف السنين قبله لم يكن فيها مدارس للبنات، فلننتظر خمس أو عشر سنوات، وقليل مضمون خير من كثير مشكوك، فترافعت أصوات مفتخرة بأننا نفتح المدارس للبنين والبنات بمعدل كل يوم مدرسة وهزم الرأي.
النجاح الإداري
وحين اشتهر والدي بالحزم وحسن الإدارة طلب مجلس إدارة (شركة كهرباء الرياض) من سماحة المفتي إعارة الوالد ليقوم بإدارة شركة الكهرباء يمثلهم الشيخ عبدالله بن عدوان فوافق الشيخ بعد إلحاح.
وأدار الوالد الشركة سنتين 1391 - 1392 هـ بنجاح في وقت نهضة الرياض وزيادة متطلبات البلاد على الكهرباء وفي وضع فيه مفترق يحتاج إلى ضبط وربط، وبعد السنتين عاد الوالد إلى عمله.

[العجاز]

........نعم الرجل
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .................