|
|
|
|
25-12-2007, 03:30 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: بــريــدة
المشاركات: 476
|
ريم البرئية ....
تحكيها والدة الطفلة ريم :
استقيظت مبكراً كعادتي ... بالرغم من ان اليوم هو يوم أجازتي ... صغيرتي ريم كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرا ... كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي وأوراقي ... دخلت علي ريم قائلة : ماما ماذا تكتبين ؟ .... ، هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟ فاجبتها بالرفض : لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد . .. خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة , لكنها اعتادت على ذلك , فرفضي لها كان باستمرار ... مر على الموضوع عدة اسابيع ... وفي احد الايام ذهبت الى غرفة ريم ... ولاول مرة ترتبك ريم لدخولي غرفتها ... يا ترى لماذا هي مرتبكة ؟؟؟ ريم ماذا تكتبين ؟؟؟ زاد ارتباكها ... وردت قائلة : لا شئ ماما , انها اوراقي الخاصة ... ترى ما الذي تكتبه ابنة العاشرة وتخشى ان اراه ؟!! لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت الى زوجي (( راشد )) كي اقرأ له الجرائد كالعادة (( بسبب اعاقته )) ,... كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي فلاحظ راشد شرودي ظن بأنه سبب حزني ... فحاول اقناعي بأن يجلب له ممرضة ... كي تخفف عني هذا العبء ... يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا ... فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته ريم ..., ... أوضحت له سبب حزني وشرودي ... في اليوم التالي ذهبت ريم الى المدرسة , وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة ... وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف ..., تناسيت ان ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة مني صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وان صحته سيئة جداً ... , انهارت ريم وظلت تبكي ... أمرتها بأن تدعو له بالشفاء وأن لا تنسأ رحمة الله انه القادر على كل شئ ... في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يأبي يوماً واحد مثل صديقاتي ... غمره حزن شديد فحاول اخفاءه وقال: ان شاء الله سياتي يوما واوصلك فيه يا ريم ... وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة ... اوصلت ريم الى المدرسة كالمعتاد مع السائق , وعندما عدت الى البيت غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم ... بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ ... وبعد بحث طويل ... لا جدوى .. ترى اين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها ؟؟ ربما يكون هنا ... لطالما احبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ... ومنها : يا رب ... يا رب ... يموت ( كـلـب ) جارنا سعيد , لأنه يخيفني !!! يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!! يا رب ... يا رب ... تكبر ازهار بيتنا بسرعة ...!!! والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة ... يا الهي ... سبحان الله كل ما كتبته في رسائلها قد استجابه رب العباد وحققه لها ..., فلقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع ..., قطتنا اصبح لديها صغارا ...., كبرت الازهار ...., ... يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! .... شردت كثيرا ليتها تدعو له .. ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج ردت الخادمة ونادتني : سيدتي المدرسة ... * المدرسة !! ... ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ ؟؟؟ اخبرتني ان ريم وقعت من الدور الرابع ....!!! كانت الصدمة قوية جدا لم اتحملها انا ولا راشد ... ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام .... فلقد ماتت الصغيرة ريم .... لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة ... كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها, وكأنه اليوم ... وفي صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول انها سمعت صوت صادر من غرفة ريم ... يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون ... ، انت تتخيلين لم تطأ قدمي هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم.. اصر راشد على ان اذهب وارى ماذا هناك ... وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي فتحت الباب فلم اتمالك نفسي .. جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت ان اجلب النجار كي يصلحه لها ولكن لا فائدة الآن ... لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي , والتي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها ..., وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلف البرواز ... يا الهي انها احدى الرسائل التي كانت تكتبها يا ترى ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ولماذا وضعتها ريم خلف البرواز !!!!! ....... كان مكتوب يا رب ... يا رب ... اموت انا ويعيش بابا .... فلقد استجيب لها ما كتبت ........... وقد بدأت صحة أبيها ( راشد ) تتحسن بشكل ملحوظ .... فلنربي أبنائنا من الصغر على معرفة الله - عز وجل - ولنعلمهم كل ما يرضي ربنا ... سبحان القادر على كل شي ............... منقول ..........................
__________________
** الفارس الصغير ** سابقاً
[] |
الإشارات المرجعية |
|
|