[أبو سليمان 2005]

الحمد لله الذي جعلنا من أهل السنة الأطهار والصلاة والسلام على عبده الذي أكمل علينا به المنة وعلى آله وأصحابه الذين حبهم واتباع آثارهم أقوى جنّة ، أما بعد :
اسأل الله أن يكون إخواننا المجاهدين ومحبيهم والغيورين على أمتهم ودينهم أقرب ما يكونون إلى الله .


تتبعثر الكلمات ويحتار الفؤاد عند ذكر أمثال هؤلاء الأبطال .. الذين لم يرضوا حياة الضيم والذل .. لم يرضوا بأن يروا إخوانهم يصارعون الموت والذل والقهر من قبل أعداء الدين .. لم يرضوا بأن يبقوا هكذا مكتوفي الأيدي .. فلست أدري أأدع الكلمات تبحر في بحر دموعي أم أكتم ما في قلبي و أؤثر الصمت وأدع الألم يعتصرني لفقد هؤلاء الرجال ..نعم والله إنهم رجال وإن كانوا في مقتبل العمر
ففي هذا اليوم يوم الأربعاء الموافق 07 - 07 - 2007م أنضم إلى قافلة الشهداء بإذن الله شاب صغير في السن كبير الهمة إحترق وتقطع ألما على حال إخوانه واشتاق للشهادة ولقاء الله نسأل الله أن يبلغ منها ، إنه أخونا الشبل المجاهد الصغير
عبد الله بن فهد آل قبلان الدخيّل
رحمه الله وتقبله في الشهداء
شاب تقي نقي هادئ الطباع كريم تحبه أمه حبا لا يوصف لبرها بها وتلبيته لطبالتها والتي تقول أنه لم يغضبني ولم يحزنني أبدا فرحمه الله
من القصيم .. من بريدة وتحديدا من الخبوب من عائلة كريمة محافظة ، رُبي على أحسن تربية وأزكاها
فقد أبوه قبل ثلاث سنوات عام 1425 هـ
وأما أمه فأنعم وأكرم بها من أم صابرة محتسبة نحسبها والله حسيبها ، الذي عندما وصلها الخبر خرت لله ساجدة شاكرة صابرة محتسبه
جده الشيخ العالم الزاهد محمد الرشودي حفظه الله وأطال بعمره وثبته على الحق وهومن خيرة علماء القصيم ، ويحضى بتقدير وشعبية كبيرة من الجميع .
نفر أخونا عبد الله الذي لم يكمل الـ 18 إلا منذ أيام إلى أرض العراق قبل إثنين وعشرين يوما تقريبا ، وأراد أن يثخن في أعداء الله بأفضل وأنجع طريقة ترهب العدو وتشتت شملهم كما نفذ قبله ثلة من إخوانه الكرام منهم العراقي الشريف المقدم الحاجأبو خطاب الأنصاري رحمه الله الذي دمر أعداء الله وشتتهم بسيارته المفخخة.
وفي هذا اليوم يتصل أخونا بأمه ليخبرهه أنه سينفذ عملية استشهاديه وما كان من الأم الفاضلة المربية إلا الصبر والاحتساب ، فبعد ساعة من اتصاله بأمه يتصل بهم بشير الخير ليخبرهم أن عبد الله الشبل توغل بسيارته في العدو وأثخن فيهم ولله الحمد .
وما كان من الأم إلا كما ذكرنا لكم سلفا أن خرت لله ساجدة محتسبة أجرها عند الله داعية بأن يجمعها الله بابنها في جنات النعيم ، فنسأل الله لها ذلك
ونسأله سبحانه أن يرزقها بيت الحمد وأن يثبتها ولا تلام والله إن تأثرت لفقد أمثاله هذا الشبل فهو نعم الأخ ونعم الرجل ونعم الصديق
فلتهنأي يا أم عبد الله بهذا الابن البار
ونسأل الله أن لا يحرمك أجر شفاعته وأن يجمعك به في جنات النعيم


في الحقيقة ما كان لي من موقف كصديق طفوله للمذكور إلا أكتب ما يجول بخاطري فكانت هذه الكلمات

( عبد الله الدخيل )

1- بحثت عن الخلد في ساحـــةٍ ... تريد الشهادة تحت النبــال
2- فلا تبكِ يا عين في حبيـب ... يريد الحياة بطيب الخصـال
3- سمعت النداء من القاصـرات ... تعال إلينا هيا تعــــال
4- فأمضى بعزمٍ يريد ارتحــال ... يجيب نداءاً لأرض القتـال
5- فيه الحور نادت أين الرجـال ... تغير العدو تريد المنــال
6 – يريد الشهادة في ربـــه ... يريد الحياة بعز الجبــال
7- فلا عيش إلا بعزٍ ينيـــر ... وإلا التراب يا خير الحصير
8- فما مات من كان في نفسـه ... خصال الوليد تمضي تسير
9- فراح لأرضٍ يجيب النــداء ... نداءًا يدوي يشق الفضـاء
10- يلبي نداءًا لإخواننـــا ... نداءًا خانه جُلُّ الــورى
11- فلله اسأل قرب اللقــاء ... بجنة خلدٍ فوق السمــاء
12- مع الصحب و الخـلان في ... نعيم مقيم بطيب البقــاء
13- ينادى سلام على من سكن ... جنان الخلود بأبهظ الثمـن
14- فباع الحياة ثم اشتـــرى ... حياة البقاء بخوض المحـن
15- فلله حمدًا حتى الرضـــا ... وبعد الرضا في كل زمـن


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته