[عبدالله العايد]

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد:

عندما تتجول في عناوين الصحف ترى مجمل التغطيات لبرامج العام المنصرم وخاصة البرامج الإعلامية تثير التساؤل حول كيفية التقييم ومدى دقته؟؟ ولقد سرني ما رصدته جريدة الجزيرة لأبرز المؤثرين على الساحة الإعلامية من خلال صفحة (فن)، وقد غاب عنها الكثير من الشخصيات التي بحق تستحق الإشادة والبرامج المهمة وخاصة برامج الشيخ الدكتور سلمان العودة الذي بحق يستحق المتابعة والإنصات.
فقد أتحفنا دائما وخاصة في رمضان الماضي بحواره الهادف ورجاحة عقله وسعة اطلاعه وتقبله لجميع الآراء من خلال برامجه المتلفزة المتعددة في كل الأوقات، ونحن في هذا الزمن نفتقد الحوار الهادف الهادئ في حياتنا العامة والخاصة، نفتقده في منازلنا ومع أصدقائنا، ونفتقد الحوار الموضوعي والمفيد. الكل يعلم ان د. سلمان العودة شخصية مرموقة تجمع بين سلامة المنهج ووضوح الرؤية، واتساع الأفق فهو بحر لا ساحل له يختلف عن غيره بأنه يعايش الواقع ويتميز بعقل مستنير يحكي روح العصر، فلقد مر بسلسلة من الأحداث وخاض كثيرا المعارك الحياتية ومر بكثير من التجارب حتى اكتسب خبرة تجعل له قدرة فائقة في تحليل الأشياء تحليلا يجمع بين العقلانية الدينية والمنطقية الفلسفية.
ولقد فتح البرنامج الأسبوعي (الحياة كلمة) للشيخ العلامة د. سلمان العودة الكثير من الحوارات بين الناس، وهذا هو المطلوب في هذه الفترة، الحوار الديني الصحيح، ومناقشة كل التفاصيل بعقلانية منصفة وليس بعقلية الانغلاق ولا الانفتاح المطلق.
نعم يجب أن نتجاوب كلنا مع هذه الحوارات وندعمها سواء في البرامج المرئية والمسموعة أو في حياتنا العادية.
لذا نقول شكرا لك يا سلمان فقد فتحت بابا للحوار سواء بيننا وبين أنفسنا أو مع من له حق علينا أو لنا.
نعم الدكتور سلمان العودة بدأ المشوار الذي كنا بحاجة إليه من زمن بعيد، فلقد -وكما يقولون- وضع يده على الجرح، إذ نحن بحاجة إلى إنشاء فكر إسلامي قادر على قيادة نهضة حضارية إسلامية متوازنة وقادرة على التعامل مع متغيرات الوقت والعصر الحاضر، ولكن يجب علينا ألا نقف ونمتدح البرنامج ونشيد به أو حتى نتحدث عنه، إذ لا بد من إكمال ما بدأ به فضيلته، وهذا نداء لكل من أدرك وفهم مبتغى د. سلمان، لنبتدئ اليوم لأجل غد أفضل ولكن الذي أريد أن أطرحه اليوم هو: ألا يوجد في العالم من يؤمنون بهذا الفكر؟؟ أعلم أن المشوار طويل، وصعب، وشاق.. ولكن نريد عملا جماعيا مؤسسيا متكاملا لكي نستطيع أن نصبح رقما في أقل الأحوال ليس على الشمال بل على اليمين، فشكرا عميقا لكل من دعم هذه الحوارات والبرامج وهذه الرسالة الهادفة القائمة على القيم الهادفة لكل مسلم حيث إنه الركيزة في البناء، ولقد كانت هذه البرامج هي نقطة التحول من اتجاه لآخر حيث قال تعالى {لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وأسأل الله أن يكون في الحوارات التي يقوم عليها نخبة من العلماء الأفاضل الفائدة المرجوة خاصة في مثل هذا الزمان الذي كثر فيه الجهل بالدين وذلك ما نلاحظه من خلال هذه البرامج التي أضاءت لهم الدين وأبصرتهم بتعاليمه السمحة، وليعلم الكثير ممن كان تعليقه على أن البرامج لا تحرر فلسطين!! ولا تفي بالغرض!! ليعلم الجميع أن الإسلام بدأ بالدعوة، وهي دعوة خاتم الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام، وعندما قويت شوكة الإسلام أمر النبي بالفتوحات، فهل ترون أن المسلمين اليوم جاهزين أم الأفضل إصلاح الأنفس وإصلاح العقائد قبل!!
وفي الختام أقول:
سر كما أنت سائر يا شيخ وثابر فقليل هم الرجال في هذا الزمان لأن جيل هذا العصر هم جيل الانفتاح والحوار الصريح الهادف.
سدد الله الخطى وبارك في الجهود والله من وراء القصد.


عبدالله عبدالرحمن سليمان العايد
alayeed65@hotmail.com

جريدة الجزيرة - السبت 27/12/1428

[سليم سلامه]

فعلاً نحن نحتاج إلى الجهاد لإصلاح حال الأمة قبل أن تتوجه نفوسنا للجهاد ضد الأعداء ..
وكلنا نستطيع الجهاد في سبيل الله تعالى في هذا المجال .. إذ لا ممنوع من حيث الجملة في مجال الجهاد لإصلاح حال الأمة في شتى الميادين ..
وشيخنا الفاضل أبو معاذ وفقه الله لكل خير من الذين أخذوا الكتاب بقوة في هذا المجال .. أسأل الله له دوام التوفيق
ولئن كان شيخنا مهمشاً عن الترشيح المذكور .. فهو في الواقع المحسوس غير مهمش على الإطلاق .

[غارق]

الشيخ لا يحتاج إلا من يرشحه فهو بحر لا قاع فيه