بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » لماذا يبدو سلمان العودة مختلفاً؟؟؟؟؟

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-01-2008, 12:03 AM   #1
البارع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
لماذا يبدو سلمان العودة مختلفاً؟؟؟؟؟

في كل مرة استمع أو أقرأ للشيخ سلمان العودة، يتجدد لدى الشعور بأنه يختلف كثيراً عن كل ما أعرفه، أو حتى أتوقعه من رجل دين أو داعية إسلامي، فمنهجه وأسلوبه يعتمدان بشكل كامل على الفهم والإقناع، فهو لا يقف عند الحد المتعارف عليه، أي إعطاء تفسير لتلك الزوايا المظلمة والغامضة بالنسبة للمتلقي، بل يتنقل بين تلك الزوايا مسهباً في الشرح والإيضاح، وكأنه يضيء المصابيح في طريقه، ويتيح الفرصة للمتلقي للتعرف على أدق التفاصيل والمكونات بنفسه، وفي هذا نقلة كبيرة في طبيعة العلاقة بين الملقي والمتلقي.
بدأت منذ مدة أتساءل مختلفاً: وما الأمور التي تجعله مميزاً عن غيره؟ قد يكون من الصعوبة الإحاطة بكل السمات التي تميزه، ولكن بشكل عام هناك أربع سمات رئيسة تجعله مختلفاً عن نظرائه بشكل واضح وبالغ الأثر، وهي:
أولاً: نظرته المتفائلة للمستقبل وملامسته الإيجابية للواقع.
ثانياً: اعتماده الكلي على مخاطبة العقل بدلاً من تحريك العواطف.
ثالثاً: أسلوبه المتصالح في أحداث التغير.
رابعاً: طريقته في الإفتاء.
أولاً: لم يسقط الشيخ سلمان كغيره في فخ السلبيات والأخطاء، بل تجده غالباً يتجاوزها مسرعاً إلى الجوانب الإيجابية والمضيئة، فهو يتحدث عن الإمكانات المعطلة، والآفاق الرحبة التي ما زالت تنظر بشوق وصول المتأخرين. لا يسهب كثيراً في ما لا يجب القيام به، وفي ما لابد من تفاديه، بل يندفع للحديث عن أهمية العمل وضرورة المحاولة، فالمبادرات هي طريق المستقبل، هو يختلف كثيراً، لأنه تفطن لفكرة أن التركيز على الأخطاء والنماذج السيئة لا يقدم الحلول، بل يكرس الفشل، فالنماذج المشرقة والتجارب المضيئة هي ما يجب أن يشغلنا.
ثانياً: المتابع لحوارات الشيخ سلمان أو كتاباته، يلاحظ أنها لا تتطلب مجهوداً عاطفياً كبيراً، فطريقته في الإقناع لا تقترب من إثارة العواطف وتحريكها، بل تجده على الدوام يبحث عن البناء الفكري المترابط، ويحرض على التفكير، ويستدرج الملتقي إلى المشاركة في التحليل من خلال التبسيط في العرض والإسهاب في الشرح... فهو في كل قضية تقريباً ينطلق من البديهيات والمسلمات ليصل في النهاية لفكرته بطريقة واضحة، تشجع على الفهم والإقناع، وهذا الجانب هو مصدر قوة الشيخ سلمان، فإلى جانب الذكاء وسعة الاطلاع، هو يملك من أدوات المنطق التحليلي والعلمي ما يمكنه من تقديم أكثر المسائل تعقيداً بطريقة سهلة وواضحة.
ثالثاً: يستغل الشيخ سلمان كل فرصة للتذكير بأن التغيير سنة الحياة، وأن الاختلاف والآراء وتنوعها هو مصدر ثراء وليس منبع سرور، وان المشكلة التي نعاني منها هي كيفية التعامل مع التغيير ومع الاختلاف، وهو يقدم منهجاً جديداً في التغيير التدريجي من دون الحاجة للاصطدام مع الآخرين، فليس من الحكمة فرض التغيير القسري من دون منح الوقت الكافي. في الوقت ذاته فإن الدفاع عن الثوابت لا يعني الاستبسال في محاربة أي رأي يبدو مخالفاً للتيار السائد، فالتنوع والتعدد في الآراء هما مصدر ثراء أي ثقافة.
وخلال السنوات الماضية أثرى الشيخ سلمان المكتبة الإسلامية بكثير من الأطروحات، حول قضية الاختلاف وآداب المواجهة الفكرية، ونجح كثيراً في إزالة اللبس حول مسألة النص والعقل التي ما زالت تشكل على الكثيرين. فالمعضلة الحقيقية ليست في تعارض النص مع العقل، بل في الآراء المتطرفة التي تفترض مسبقاً وجود تناقض بين النص والعقل، فالتحيز المطلق فهم محدد للنص، وإلغاء للعقل هو خطأ، لأن العقل ضرورة للتكليف أصلاً، وكذلك تقديم العقل مطلقاً وتأثر النص هو خطأ اكبر، فالتوازن في هذه المسألة هو السبيل الوحيد... فمنهجه يتوجه لتلك المساحة الرحبة التي يتآخى فيها النص مع العقل. في كل القضايا تقريباً نجد الشيخ سلمان يقدم أطروحاته وأفكاره بطريقة متصالحة، لا تستفز الآخرين، ولا تستدرج للاصطدام، وهذا في رأيي يعكس قدرته الهائلة على إحسان الظن بالآخرين، وبأن الالتباس وسوء الفهم هما السبب الحقيقي للاختلافات والصدمات، وأن السبيل الوحيد لتجاوز هذا النفق هو الحوار والإقناع بشكل متدرج، فالإيضاح يسبق الفهم، والفهم يسبق الإدراك، والإدراك يتبعه التغيير، هو منهج النفس الطويل في التعامل مع القضايا الشائكة.
رابعاً: يقدم الشيخ سلمان طريقة جديدة إلى حد بعيد في الإفتاء، فالمتابع له يلاحظ أن أسلوبه في الإجابة عن الأسئلة يختلف كثيراً عما تعودنا عليه، فنحن ولسنين طويلة تعودنا على طريقة معينة في التعامل مع المفتيين، ولعل الحكمة الشعبية التي تقول «حط بينك وبين النار مطوع» تلخص هذه العلاقة، فالذكاء الاجتماعي يدفع الفرد لأن يحتاط لنفسه، وأن يضع المطوع بينه وبين النار، لذلك فإن الفرد عندما يقصد الشيخ فإن هذه النيات غالباً ما تكون حاضرة، ويبالغ البعض في محاولة الإيقاع بالشيخ من خلال طريقة عرض السؤال، بإخفاء بعض التفاصيل، وتحوير تفاصيل أخرى، والشيخ بدوره يدرك بأن البعض يتربص به ويحاول الإيقاع به، لذلك فهو يحتاط ويقتصد في إصدار الرخص إلى أبعد الحدود. هذه العلاقة المشوهة بين المفتي والمستفتي، ألقت بظلال من الشك وعدم الثقة، وجعلت إحسان الظن هو اقصر الطرق للوقوع بالخطأ، لاحظت أن الشيخ سلمان عندما يقوم بالرد على الفتاوى، فإنه يتجاوز هذا المطب الكبير الذي لا يسلم منه أحد عادة بطريقة ذكية، فهو لا يقوم بالرد بطريقة مباشرة ومختصرة، بل يقوم بإعطاء فكرة كاملة عن موضوع السؤال، وبإيضاح الحكم الأصلي والأحكام الفرعية، وبعد أن يشرح كل الاحتمالات يترك للسائل أن يختار الحكم المناسب لحالته وظروفه، لأنه أعلم بهذه الظروف.
بالطبع هذه الطريقة لا تعجب البعض، لأنهم عودوا على ملاطفة المفتي واستعدادهم الدائم لبقائه بينهم وبين النار، فالبعض عندما يرغب في أن يرتكب بعض المخالفات من وقت لآخر، فإنه يبحث عن شخص آخر ليحمل وزرها بدلاً عنه، معتقداً أن مجرد الاستناد لفتوى يحصل عليها بالاحتيال هو أمر كافٍ، لأن يكون مطمئناً مستريح الضمير، ولعل أسلوب الشيخ سلمان في الإجابة عن المستفتين تُذكر البعض بأن مسؤولية المفتي هي إيضاح ما يجهله السائل، أما طريقة الفهم فهي مسؤولية المتلقي وهو المطالب بالتثبت والتحقق وليس المفتي، لأن من سيدفع الثمن هو من يرتكب الأخطاء.
وأخيراً، فإنه لا بد من الإشارة إلى أن ما تقدم هو مجرد انطباعات شخصية لم أقصد منها الإحاطة بقامة فكرية هائلة بحجم الشيخ سلمان العودة، ولكني أحببت أن أشارك بها القراء، لأنني اعتقد أن أهمية الشيخ سلمان ليست فقط في ماذا يقول، ولكن في الطريقة التي يوصل بها رسالته للمتلقي.



لماذا يبدو سلمان العودة مختلفاً؟

ناصر الأومير / الحياة 13/1/1429
22/01/2008
البارع غير متصل  


قديم(ـة) 28-01-2008, 12:20 AM   #2
المأمون
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 109
شكراً ليك
وأظن فيه قسم اسمه حصاد انترنت
المأمون غير متصل  
قديم(ـة) 28-01-2008, 03:15 AM   #3
ولـد الـرفـيـعـة
Guest
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 439
ثانياً: اعتماده الكلي على مخاطبة العقل بدلاً من تحريك العواطف.


هذا السبب هو من أكبر نجاحات العودة
ولـد الـرفـيـعـة غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)