|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
07-02-2008, 02:36 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
دُرر لا حصر لها (من يشتريها الأن ؟)
[center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي وأخواتي الكرام أقد م لكم اليوم دُرر لا حصر لها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فقد قرأت كتاب الفوائد لأبن القيم الجوزية أكثر من خمسة مرات وفي كل مره أجد نفسي أخرج بفهم أخر عن ذي قبل فيما قرأت لأنه كلامه يلامس الوجدان, والعقل ويحرك فيك ملكت التفكر في عظمة الله يجعلك تحب ذلك الأله وتعمل جاهدن علي أرضائه بكل جارح لديك حقيقة مهما وصفت هذا الكتاب فلن أعطيه حقه ولا حق من كتبه لأنه خرج من القلب ويدخل إلي القلب مباشره وسوف أنتقي لكم من دُرره في هذا لكتاب وأضعها جميعآ هنا فتابعونا بارك الله فيكم لنستفيد جميعآ نبدأ علي بركة الله بالدُره الأولي ] قاعدة جليلة الانتفاع بالقرآن وشروطه اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك, ,احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه, فانّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعال:{ انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}. سورة ق 37. وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وادلّه على المراد. فقوله تعالى:{ انّ في ذلك لذكرى} اشارة الى ما تقدّم من أوّل السورة الى ها هنا وهذا هة المؤثّر. وقوله:{ لمن كان له قلب} فهذا هو المل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله, كما قال تعالى:{ ان هو الا ذكر وقرآن مبين.لينذر من كان حيّا} يس 69-70 . أي حي القلب. وقوله: {أو ألقى السمع} أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه الى ما يقال له, وهذا شرط التأثّر بالكلام. وقوله: {وهو شهيد} أي شاهد القلب حاضر غير غائب. قال ابن قتيبة: " استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه". وهو اشارة الى المانع من حصول التأثير, وهو سهو القلب, وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله. فاذا حصل المؤث وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووخد الشرط وهو الاصغاء, وانتقى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب, وانصرافه عنه الى شئ آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر. فان قيل: اذا كان التأثير انما يتم بمجموع هذه, فما وجه دخول أداة "أو" في قوله "أو ألقى السمع", والموضع موضع واو الجمع لا موضع "أو" التي هي لأحد الشيئين. قيل: هذا سؤال جيّد والجواب عنه أن يقال: خرج الكلام ب"أو" باعتبار حال المخاطب المدعو , فان من الناس من يكون حي القلب واعيه, تام الفطرة, فاذا فكّر بقلبه, وجال بفكره, دلّه قلبه وعقله على صحّة القرآن, وأنه الحق, وشهد قلبه بما أخبر به القرآن, فكان ورود القرآن على قلبه نورا على نور الفطرة, وهذا وصف الذين قيل فيهم: ويرى الذين أؤتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق} سبأ 6. وقال في حقّهم:{ الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زستونة لا شرقيّة ولا غربيّة, يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكلّ شئ عليم}النور 35. فهذا نور الفطرة على نور الوحي, وهذا حال صاحب القلب الحيّ الواعي. قال ابن القيّم: وقد ذكرنا ما تضمّنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب "اجتماع الجيوش الاسلامية لغزو المعطّلة والجهميّة" ص 7-8. فصاحب القلب يجمع بين قلبه وببن معاني القرآن, فيجدها كأنها قد كتبي فيه, فهو يقرؤها عن ظهر قلب. ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد, واعي القلب, كامل الحياة, فيحتاج الى شاهد يميّز له بين الحق والباطن, ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الواعي الحي, فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام, وقلبه لتأمّله, والتفكر فيه, وتعقل معانيه, فيعلم حينئذ أنه الحق. فالأول: حال من رأى بعينه ما دعى اليه وأخبر به. والثاني: من علم صدق المخبر وتيقّنه, وقال يكفيني خبره, فهو في مقام الايمان, والأوّل من مقام الاحسان. وهذا قد وصل الى علم اليقين, وترق قلبه منه الى منزلة عين اليقين, وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الاسلام. فعين اليقين نوعان: نوع في الدنيا, ونوع في الآخرة, فالحاصل في الدنيا نسبته الى القلب كنسبة الشاهد الى العين. وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار, وفي الدنيا بالبصائر, فهو عين اليقين في المرتبتين.[/center |
07-02-2008, 09:11 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
البلد: أتهـآوى بيـن ضلعـآن قلبـي .,
المشاركات: 228
|
مشكوررررر المثنى موضوعك على العنوان اسم على مسمى ..درر..
تكلمت عن شي عظيم الا وهو كتااااااااب الهدى فيحق لك باطلاق الدرر عليه بوركت اخي المثنى |
07-02-2008, 09:22 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: القصيم
المشاركات: 595
|
جزاك الله خيرا على هذه الدرر
__________________
... ليتني علمت من قبل أن الحياة مثل اللجة ، يطفوا فيها الفارغ ويرتفع ، وينزل الممتلئ ويغوص . علي الطنطاوي
|
07-02-2008, 01:55 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
السلم عليكم
الأخوات بلامي نونا تلميذة الايام جزاكم الله خيرآ علي الرد وجعلنا الله وأياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه الدُره الثانيه لا بد من قبول المحل لما يوضع فيه أن يفرغ من ضدّه قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضدّه. وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو والاعتقادات والرادات. فاذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا ومحبّة, لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبّته موضع, كما أن اللسان اذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع,, لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه, الا اذا فرغ لسانه من النطق بالباطل. وكذلك الجوارح اذا اشتغلت بغيرالطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة الا اذا فرغها من ضدها فكذلك القلب المشغول بمحبّة غير الله وارادته, والشوق اليه, لا يمكن شغله بمحبة الله وارادته وحبه والشوق الى لقائه الا بتفريغه من تعلّقه بغيره. ولا حركة اللسان بذكره, والجوارح بخدمته الا اذا فرغها من ذكر غيره وخدمته. فاذا امتلاء القلب بالشغل بالمخلوق, والعلوم التي لا تنفع, لم يبق فيها موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه. وسر ذلك: أن اصغاء القلب كاصغاء الأذن, فاذا صغى الى غير حديث الله, لم يبق فيه اصغاء, ولا فهم لحديثه, كما اذا مال الى غير محبّة الله, لم يبق فيه ميل الى محبّته. فاذا نطق القلب بغير ذكره, لم يبق فيه محل للنطق بذكره كاللسان. ولهذا في الصحيح عن النبي أنه قال:" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا". أخرجه البخاري في الأدب 10\564 (6155), ومسلم في الشعر , وأبو داود, والترمذي, وجميعا من حديث ابو هريرة. فبيّن أ، الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها, والعلوم التي لا تنفع, والمفكّهات والمضحكات والحكايات ونحوها. واذا امتلاء القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغا لها ولا قبولا, فتعدته وجاوزته الى محل سواه, كما اذا بذلت النصيحة لقلب ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه فانه لا يقبلها, ولا تلج فيه, لكن تمر مجتازة لا مستوطنة, ولذلك قيل: نزّه فؤادك عن سوانا تلقنا فجنابنا حل لكل منزّه والصبر طلسم لكنز وصالنا من حلّ ذا الطلسم فاز بكنزه وبالله التوفيق. |
08-02-2008, 11:56 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
السلام عليكم
الدُره الثالثه نظرة الى سورة الفاتحة للانسان قوتان: قوة علمية نظرية, وقوة عملية ادارية. وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والادارية. واستكمال القوة العلمية انما يكون بمعرفة فاطره وبارئه ومعرفة أسمائه وصفاته ومعرفة الطريق التي توصل اليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها. فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية. وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها. واستكمال القوة العملية الادارية لا يحصل الا بمراعات حقوقه سبحانه على العبد, والقيام بها اخلاصا وصدقا ونصحا واحسانا ومتابعة وشهودا لمنّته عليه, وتقصيره هو في أداء حقّه. فهو مستحيى من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقّه عليه ودون ذلك. وأنه لا سبيل له الى استكمال هاتين القوتين الا بمعونته. فهو يهديه الى الصراط المستقيم الذي هجى اليه أولياءه وخاصّت, وأن يجنّبه الخروج عن ذلك الصراط,, اما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال, واما بفساد في قوّته العملية فيوجب له الغضب. فكمال الانسان وسعادته لا تتم الا بمجموع هذه الأمور, وقد تضمنّتها سورة الفاتحة وانتظمتها كمال انتظام. فان قوله تعالى:{ الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين}الفاتحة 2-4, يتضمّن الأصل الأوّل وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله. والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى, وهي اسم ( الله والرب والرحمن). فاسم (الله) متضمّن لصفات الألوهيّة, واسم (الرب) متضمّن لصفات الربوبية, واسم (الرحمن) متضمن لضفات الاحسان والجود والبر. ومعاني أسمائه تدور على هذا. وقوله:{ إيّاك نعبد و إيّاك نستعين} الفاتحة5, يتضمّن معرفة الطريق الموصلة اليه, وأنها ليست الا عبادته وحده بما يحبّه ويرضاه, واستعانته على عبادته. وقوله:{ اهدنا الصراط المستقيم}الفاتحة 6, يتضمّن بيان أن العبد لا سبيل له الى سعادته الا باستقامه على الصراط المستقيم, وأنه لا سبيل له الى الاستقامة على الصراط الا بهدايته. وقوله:{ غير المغضوب عليهم ولا الضالّين} الفاتحة7, يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم, وأن الانحراف الى أحد الطرفين انحراف الى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد, والانحراف الى الطرف الآخر انحراف الى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل. فأوّل السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة. وحظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية, وحظّه منها على قدر حظّه من الرحمة, فعاد الأمر كلّه الى نعمته ورحمته. والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيّته, فلا يكون الا رحيما منعما وذلك من موجبات ألوهيّته, فهو الاله الحق, وان جحده الجاحدون وعدل به المشركون. فمن تحقّق بمعاني الفاتحة علما ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب, وصارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبّدين , والله المستعان. |
09-02-2008, 04:03 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
الدُره الرابعه
من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه • من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه. • للعبد ستر بينه وبين الله , وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله , هتك الستر الذي بينه وبين الناس. • للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه, فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه ويعمّر بيته قبل انتقاله اليه. • اضاعة الوقت أشد من الموت, لأن اضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها. • الدنيا من أولها الى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر. • محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا. • أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع في معادها. • كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة. • يخرج العرف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه, وثناؤه على ربّه. • المخلوق اذا خفته استوحشت منه وهربت منه, والرب تعالى اذا خفته أنست به وقربت اليه. • لو نفع العلم بما عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا اخلاص لما ذم المنافقين. • دافع الخطرة, فان لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة, فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها, فان لم تفعل صارت عزيمة وهمّة, فان لم تدافعها صارت فعلا, فان لم تتداركه بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها. • التقوى ثلاث مراتب: احداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات. الثانية: حميتها عن المكروهات. الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني. فالأولى تعطي العبد حياته, والثانية تفيد صحته وقوته, والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته. غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الخصم المحق تضل عن الدقيق فهوم قوم فتقضي للمجلّ على المدقّ بالله أبلغ ما أسعى وأدركه لا بي ولا بشفيع لي من الناس اذا أيست وكاد اليأس يقطعني جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس • من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات. لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها. اقرأ الآيات 19-24من سورة الأعراف. ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين. اقرأ يوسف آية 42. • اذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد: الأوّل: مشهد التوحيد, وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه, وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. الثاني: مشهد العدل, وأنه ماض فيه حكمه, عدل فيه قضاؤه. الثالث: مشهد الرحمة,وأن رحمته في هذا المقدور غالبه لغضبه وانتقامه, ورحمةه حشوه أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة. الرابع: مشهد الحكمة, وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك, لم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا. الخامس: مشهد الحمد, وان له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه. السادس: مشهد العبوديّة, وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده, فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة, فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه. • قلّة التوفيق وفساد الرأي, وخفاء الحق, وفساد القلب, وخمول الذكر, واضاعة الوقت, ونفرة الخلق, والوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع اجابة الدعاء, وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر, وحرمان العلم, ولباس الذل, واهانة العدو, وضيق الصدر, والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت, وطول الهم والغم, وضنك المعيشة, وكسف البال... تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله, كما يتولّد الزرع عن الماء, والاحراق عن النار. وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة. |
10-02-2008, 03:38 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
السلام عليكم
الدُره الخامسه من معاني الانصاف له تعالى طوبى لمن أنصف ربّه فأقر بالجهل في عامه, وألآفات في عمله, والعيوب في نفسه, والتفريط في حقه, والظلم في معاملته. فان آخذه بذنوبه رأى عدله, وان لم يؤاخذه بها رأى فضله. وان عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه, فان قبلها فمنّة وصدقة ثانية, وان ردّها فلكون كثلهالا يصلح أن يواجه به. وان عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه, وخذلانه له, وامساك عصمته عنه, وذلك عدله فيه, فيرى في ذلك فقره الى ربّه, وظلمه في نفسه, فان غفرها له فبمحض احسانه وجوده وكرمه. ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه الا محسنا ولا يرى نفسه الا مسيئا أو مفرطا أو مقصّرافيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه واحسانه اليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه. المحبّون اذا خربت منازل أحبّائهم قالوا: سقيا لسكانها. وكذلك المحب اذا أتت عليه الأعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته له في الدنيا وتودده اليه وتجد رحمته وسقياه لمن كان ساكما في تلك الأجسام البالية. |
11-02-2008, 03:05 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
السلام عليكم
نكمل معكم ايّاك والمعاصي • ايّاك والمعاصي فانها أذلّت عز {اسجدوا} وأخرجت قطاع {أسكن}. • يا لها من لحظة أثمرت حرارة القلق ألف سنة ما زال يكتب بدم الندم سطور الحزن في القصص, ويرسلها مع أنفاس الأسف حتى جاءه توقيع {فتاب عليه}. • فرح ابليس بنزول آدم من الجنة, وما علم أن هبوط الغائص في اللجة خلف الدر صعود. كم بين قوله لآدم: {اني جاعل في الأرض خليفة}البقرة 30, وقوله لك {اذهب فمن تبعك منهم} السراء63. • ما جرى على آدم هو المراد من وجوده, "لو لم تذنبوا.." جزء من حديث أخرجه مسلم في التوبة 4\2106رقم 2739. "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم". • يا آدم لا تجزع من قوله لك: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو} الأعراف 24, فلك ولصالح ذريتك خلقتها. • يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك, واليوم تدخل علي دخول العبيد على الملوك. • يا آدم لا تجزع من قولي لك:{ وعسى أن تكرهوا..} البقرة 216. • يا آدم لم اخرج اقطاعك الى غيرك, انما نحيّتك عنه لأكمل عمارته لك, وليبعث الى العمّال نفقة :{ تتجافى جنوبهم..} السجدة 16. • تالله ما نفعه عند معصية عز {اسجدوا} ولا شرف :{ وعلّم آدم..} ولا خصيصت :{ لما خلقت بيدي..}ص 75, ولا فخر:{ لما نفخت فيه من روحي..} الحجر 29. وانما انتفع بذل:{ ربنا ظلمنا أنفسنا...} الأعراف 23, لما لبس درع التوحيد على بدن الشكر وقع سهم العدو منه في غير مقتل فجرحه فوضع عليه جبار الانكسار فعاد كما كان فقام الجريح كأن لم يكن به قلبة.(أي علّة). *الذنوب جراحات, ورب جرح وقع في مقتل. *لو خرج عقلك من سلطان هواك, عادت الدولة له. *دخلت دار الهوى مقامت بعمرك.*اذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب, فاستتر منها بحجاب: {قل للمؤمنين...} النور 30, فقد سلمت من الأثر: {وكفى الله المؤمنين القتال} الحزاب 25. بحر الهوى اذا مد أغرق, وأخوف المنافذ على السابح فتح البصر في الماء. ما أحد أكرم من مفرد في قبره, أعماله تؤنسه منعما في القبر في روضة ليس كعبد قبره محبسه على قدر فضل المرء تأتي خطوبه وتعرف عند الصبر فيما يصيبه ومن قل فيما يتقيه اصطباره فقد قل مما يرتجيه نصيبه *كم قطع زرع قبل التمام فما ظن الزرع المستحصد, اشتر نفسك, فالسوق قائمة والثمن موجود. لا بد من سنة الغفلة ورقاد الهوى, ولكن كن خفيف النوم فحراس البلد يصيحون: دنا الصباح. *نور العقل يضيء في ليل الهوى, فتلوح جادة الصواب, فيتلمح البصير في ذلك النور *أخرج بالعزم من هذا الفناء الضيّق المحشو بالآفات الى ذلك الفناء الرحب الذي فيه "مالا عين رأت",فهناك لا يتعذّر مطلوب ولا يفقد محبوب. *يا بائعا نفسه بهوى من حبه ضنى, ووصله أذى, وحسنه الى فناء, لقد بعت أنفس الأشياء بثمن بخس, كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خسة الثمن, حتى اذا قدمت يوم التغابن تبيّن لك الغبن في عقد التبايع, لا اله الا الله سلعة, الله مشتريها, وثمنها الجنّة, والدلال الرسول, ترضى ببيعها بأذن يسير مما لا يساوي كله جناح بعوضة. اذا كان شيء لا يساوي جميعه جناح بعوض عند من صرت عبده ويملك جزء منه كلك ما الذي يكون على ذي الحال قدرك عنده وبعت به نفسا قد استامها بما لديه من الحسنى وقد زال وده السوم= عرض السلعة للبيع. *يا مخنث العزم أين أنت, والطريق طريق تعب فيه آدم, وناح لأجله نوح, ورمى في النار الخليل, وأضجع للذبح اسماعيل, وبيع يوسف بثمن بخس, ولبث في السجن بضع سنين, ونشر بالمنشار زكريا, وذبح السيد الحصور يحيى, وقاسى الضر أيوب, وزاد على المقدار بكاء داود, وسار مع الوحش عيسى, وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم تزها أنت باللهو واللعب. فيا دارها بالحزن ان مزارها قريب, ولكن دون ذلك أهوال *الحرب قائمة وأنت أعزل في النظارة, فان حركت ركابك فللهزيمة. *من لم يباشر حر الهجير (نصف النهار عند اشتداد النهار) في طلاب المجد لم يقل (القيلولة) في ظلال الشرف. تقول سليمى لو أقمت بأرضنا ولم تدر أني للمقام أطوف قيل لبعض العباد: الى كم تتعب نفسك!! فقال راحتها أريد. *يا مكرما بحلة الايمان بعد حلة العافية وهو يخلقهما (يبليهما) في مخالفة الخالق, لا تنكر السلب؛ يستحق من استعمل نعمة المنعم فيما يكره أن يسلبها. *عرائس الموجودات قد تزينت للناظرين؛ ليبلوهم أيهم يؤثرهن على عرائس الآخرة, فمن عرف قدر التفاوت آثر ما ينبغي ايثاره. وحسان الكون لما أن بدت أقبلت نحوي, وقالت لى: الي فتعاميت كأن لم أرها عندما أبصرت مقصودي لدي *كواكب هم العارفين في بروج عزائمهم سيارة ليس فيها زحل. *يا من انحرف عن جادتهم كن فى أواخر الركب ونم اذا نمت على الطريق, فالأمير يراعي الساقة (ساقة الجيش أي المؤخرة). *قيل للحسن: سبقنا القوم على خيل دهم (أي سود) ونحن على حمر معقرة (مجرحة), فقال ان كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم. |
11-02-2008, 11:25 PM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: بريدهـ:city
المشاركات: 37
|
موضوع جدااجدااا رائع
|
11-02-2008, 11:25 PM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: بريدهـ:city
المشاركات: 37
|
والله رائع
|
11-02-2008, 11:26 PM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: بريدهـ:city
المشاركات: 37
|
من اجمل المواضيع
|
11-02-2008, 11:26 PM | #12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: بريدهـ:city
المشاركات: 37
|
من اجمل المواضيع من اجملها
|
12-02-2008, 05:07 PM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
السلام عليكم
الأخ >>>>s..w..a..t جزاك الله خيرآ وبارك الله فيك وجعلنا الله وأياك ممن يستمع القول فيتبع أحسنه الدُره السابعة المحب الصادق من وجد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة *من فقد أنسه بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف. ومن وجده بين الناس ووجده في الخلوة فهو معلول. ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود. ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله. ومن كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيده الا منها. ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وارشادهم كان مزيده معهم. زمن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه, وفي أي شيء استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس. فأشرف الأحوال ان لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويقيمك فيه, فكن مع مراده منك ولا تكن مع مرادك منه. *مصابيح القلوب الطاهرة في أصل الفطرة منيرة قبل الشرائع {يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار} النور 35. *وحد قس وما رأى الرسول, وكفر ابن أبيّ وقد صلّى معه بالمسجد. قس بن ساعدة أحد حكماء العرب ومن خطبائهم, سئل عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:" يحشر أمة وحدة". *مع الصب ري ولا ماء, وكم من عصشان في اللجة. *سبق العلم بنبوة موسى وايمان آسية فسيق تابوته الى بيتها, فجاء طفل منفرد عن أم, الى امرأة خالية عن ولد. فلله كم من القصة من عبرة. كم ذبح فرعون في طلب موسى من ولد, ولسان القدر يقول: لا نربيه الا في حجرك. كان ذو البجادين يتيما في الصغر, فكفله عمه, فنازعته نفسه الى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم, فهم بالنهوض, فاذا بقية المرض مانعة فقعد ينتظر العم, فلما تكاملت صحته, نفذ الصبر فناداه ضمير الوجد: الى كم حبسها تشكو المضيقا أثرها ربما وجدت طريقا فقال ياعم طال انتظاري لاسلامك وما أرى منك نشاطا. فقال والله لئن أسلمت لأنتزعن كل ما أعطيتك. فصاح لسان الشرق: نظرة من محمد صلى الله عليه وسلم أحب الي من الدنيا وما فيها. ولو قيل للمجنون: ليلى ووصلها تريد أم الدنيا وما في طواياها لقال: غبار من تراب نعالها ألذ الى نفسي وأشفى لبلواها فلما تجرد للسير الى الرسول صلى الله عليه وسلم جرده عمه من الثياب, فناولته الأم بجادا, فقطعه لسفر الوصل نصفين, اتزر بأحدهما, وارتدى الآخر, فلما نادى صائح الجهاد قنع أن يكون في ساقه الأحباب, والمحب لا يرى طول الطريق, لأن المقصود بعينه: ألا أبلغ الله الحمى من يريده وبلغ أكناف الحمى من يريدها فلما قضى نحبه نزل الرسول صلى الله عليه وسلم يمهد له لحده وجعل يقول:" اللهم اني أمسيت عنه راضيا فارض عنه" فصاح ابن مسعود يا ليتني كنت صاحب القبر. أخرجه ابن اسحاق 4\171, وابن حجر في الاصابة رقم(4795). *فيا **** العزم أقل ما في البرقعة البيذق, فلما نهض تفرزن. *رأى بعض الحكماء برذونا (فرس غير عربي هجين) يسقى عليه, فقال لو هملج (انقاد) هذا, لركب. *أقدام العزم بالسلوك اندفع من بين أيديها سد القواطع. *القواطع محن بتبين بها الصادق من الكاذب, فاذا خضتها انقلبت أعوانا لك توصلك الى المقصود. مثل الدنيا *الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج, انما تخطب الأزواج ليستحسنوا عليها فلا ترضى الا بالدياثة. ميزت بين جمالها فعالها فاذا الملاحة بلقباحة لا تفي حلفت لنا الا تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا ألا تفي السير في طلبها سير في أرض مسبعة, والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح, المفروح به منها هو عين المحزون عليه. آلامها متولدة من لذاتها, وأحزانها من أفراحها. مآرب كانت في الشباب في أهلها عذابا, فصارت في المشيب عذابا *طائر الطبع يرى الحبة, وعين العقل ترى الشرك, غير أن عين الهوى عمياء. وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا *تزخرفت الشهوات لأعين الطباع, فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب, ووقع تابعوها في بيداء الحسرات, ف: { أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} البقرة 5, وهؤلاء يقال لهم:{ كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون} المرسلات 46. لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها, أماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الأبد, ولما استيقظوا من نوم الغفلة, استرجعوا بالجد ما انتهبه العدو منهم في زمن البطالة, فلما طالت عليهم الطريق, تلمحوا المقصد, فقرب عليهم البعيد, وكلما أمرت لهم الحياة, حلى لهم تذكر :{هذا يومكم الذي كنتم توعدون} الأنبياء 103. وركب سروا, والليل ملق رواقه على كل مغبر المطالع قاتم حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها فصار سراهم في ظهور العزائم تريهم نجوم الليل ما تبتغونه على عاتق الشعري, وهام النعائم اذا اطردت في معرك الجد قصفوا رماح العطايا في صدور المكارم ملق: الود واللطف, الرواق: المقدمة والجانب. |
13-02-2008, 03:57 PM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
السلام عليكم
الدُره الثامنة *من أعجب الأشياء أ، تعرفه ثم لا تحبه, وأن تسمع داعيه, ثم تتأخر عن الاجابة. وأن تعرف قدر الربح في معاملته, ثم تعامل غيره. وأن تعرف قدر غضبه, ثم تتعرّض له. وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه, ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته. وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره, ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه, والانابة اليه. *وأعجب من هذا علمك أن لا بد لك منه, وأنك أحوج شيء اليه, وأنت عنه معرض, وفيما يبعدك عنه راغب. |
الإشارات المرجعية |
|
|