[حسن الحربي]

السلام عليكم








التطهير العاطفي ربيعٌ لكل قلب
التطهير العاطفي رنينٌ لكل قلب
التطهير العاطفي وفاءٌ لكل قلب
التطهير العاطفي طيفٌ لكل قلب
التطهير العاطفي سماحةٌ لكل قلب
التطهير العاطفي أريج لكل قلب






جمعتُ عواطفي ومشاعري وآلامي وأحلامي وكلُّ جميلٍ أراهُ في أبياتي ، مُنسقةً بأريجِ التبيانِ والآفاقِ ، ترنوا مُحلقةً هنا وهناك ، تبحثُ عن أمرٍ فيهِ الصفاءُ والنقاءُ والوِدادُ والسلام , طهّر قلبي أسموا , وزرع حُبّاً في قلبي أرنوا , ما بال أناملي البيضاء تَصِفُ بغيرِ إدراك يُرام ، والغرامُ بالغرامِ غرام , حقيقةً عاطفتي نوعاً ما مُندفِعة وإن أهملتُها كان ما ترى , هي الأشواقُ والأشواقُ أشواق , عجبتُ لتلكَ الفتاةِ عندما قبّلت يدا أُمِّها باكيةً والدموع تسيلُ على خدّيها منكسِرةً ،وتقولُ : أُمّاهُ رماني الطيشُ والهوى وتفاني عنكِ , أرجوكِ أُقتُلِي ندماً وعانقي قلباً , أُمّاه يا لحنَ الصفاءِ عانقيني وامسحي أدمُعاً وقبليني وطهّري عاطفتي وخذيني لقلبكِ ودلليني .





إن التطهير العاطفي في كيان الأسرةِ المسلمةِ أمرٌ مهم جدّا .. إذن كيفَ نزرعُ الأخلاق الكريمة النبيلة في نفوسِ زوجاتِنا وأبنائِنا وأحفادِنا ؟ . . نُدِرِكُ ونعيَ أن التطهير العاطفي سلامٌ لسلام , ومما يورث حُزناً وألماً أن نسمع ونرى تلك الأسر التي جعلت الشيطان ضيفاً عزيزاً مُلازماً لها , وماأداه ذلك من مشاكل ومِحن ومصائب وألم , وحُقَّ للخفاش أن يسكُن هذا الدار , حقداً نراهُ وحسدًاَ أيضاَ نراهُ .. أُسرٌ لا روح لها ، أُسرٌ لا حُبَّ يسكنها ، أُسرٌ حقدٌ بها ، أُسرٌ حَسَدٌ بها , أُمٌ لحنُها خِداعٌ ونميمةٌ وغيبةٌ وكذبْ , نست وتناست فضاع الأبناء ، وغفل الأب ، وتشتت الفِكر ، واستُهانَ الأمرُ ، وضاع التطهير العاطفي بروعةِ جمالهِ وبروعةِ تناسُقهِ وبروعةِ أشجانهِ . ولكن مع هذا كلُّهِ لي أملٌ أن تعود الأيام الجميلة النيّرة .





عجبت لذلك الفتى الذي أبهر الجميع بروعةِ كرمهِ وشهامتهِ وحنكةِ عقلهِ الناضجة , أبهرَ الجميعَ بأخلاقهِ وحُسنَ تصرفهِ ولينِ كلامهِ خيراً , أحبّتهُ القلوب وأنست بجوارهِ .. أُصْمُتوا إنّه يتحدث أَسمعتم ما قال ؟! .. قالَ : طهّروا قلوبكم بالعاطفةِ الهادفةِ التي تسمون بها إلى أحلى وأزكى المُنى , ( أسكنتَ قلبي وأنتَ فيهِ وإذا غادرتَ فعلم فالجرحُ فيه ) ,سكناتُ ألم وغضبٌ بضجر وابتسامةُ بؤسٍ وخبر . خبرٌ أحزن الفؤاد , ماذا يا حسن قل .. ؟ سأقولُ ولكن لا قِوى لي ولا شجاعةَ لي ولكن سأقولُ : التطهير العاطفي سيموت والسببُ هنا أحبتي بعضِ الأُسر التي تُفضل العنف والمصائب و أشياءَ تشاكلها ، و تناست كل جميل وأعلنت أن الطيشَ والخُسران طريقٌ لها .





التطهير العاطفي يريدُ الوفاء
التطهير العاطفي يريدُ الصفاء
التطهير العاطفي يريدُ الإخاء
التطهير العاطفي يريدُ البناء
التطهير العاطفي يريدُ أن يبقى للأبد





وللتطهير العاطفي في حياةِ حبيبنا محمد صلى الله عليهِ وسلم حكاية جميلة ,ونذكُر مثالاً ذلِكَ : سِبَاقهُ مع زوجتهِ عائشة رضي الله عنها , من ذلك نعرف أن التطهير العاطفي في حياتهِ صلى الله عليهِ وسلم أمرٌ لابدَّ أن نتعلّمه ونطبّقه , من ذلك أيضاً تطهيرهِ العاطفي مع أصحابهِ رضوان الله عليهم , من ذلك حديث الغلام , ( يا غلام سم بالله وكل بيمينك وكل مما يليك ) أدبٌ عاطفيٌ رزين فيهِ الحُبٌّ والإخاء .





إن التطهير العاطفي حنينُ قلب ومشاعرٌ مندفعة , كمشاعري التي لم أقدر والله أن أتحكم بها ولكن مع هذا مسيطرٌ عليها ولله الحمد , ذهبتُ قبل قليلٍ إلى السوبر ماركت بصحبة المدام لأشتري شيئاً للبيت فتعجبت عندما رأيتُ ذلك الأب يقولُ لابنهِ ( بابا خذ إللي تبيه ولا تسأل ) , فرأيتُ ابنهُ يذهب إلى قسم الألعاب ويأخذ ما يحِبُّهُ ووالدهُ يتبسّم , علِمتُ حقيقةُ أن هذا الأب عطوف ، ومن هذا علِمتُ أن علاقتهُ بزوجتهِ قوية جداً وهذا جِدُّ جميل أن نرى تطهيراً عاطفياً ونرى هذا التعامل العطوف .




قبل الختامِ أقولُ ( إنعاشُ العاطفةِ هدفٌ في زرعِ أشجانٍ متتالية تحدوا بألحانِ رنّانه تُجمعُ بحروفٍ طيّبةِ النُطقِ وتقولُ : التطهير العاطفي سيبقى للأبد ) شكرا لقلبك وشكرا بأنكَ قرأت هذه الكلمة


انتهى








كتبهُ / حسن الحربي

[..سامحـني..]

حياك يا شيخ حسن نورت بريدة ستي

[غنوجة نجد]

[الأعمش]

كلام جميل

[المعتز بدينه]

رائع أخي حسن ما سطرت ..
فإن الجفاف العاطفي والله المستعان هو سمة بعض البيوت , فلا كلمات الحب لها أثر , ولا كلمات الثناء لها سبيل , ومن ثم نأتي في النهاية ونتذمر عندما يحصل شيئا لأبناءنا ..

بالأمس كنت عند أحد المكتبات وإذا بالوالد يتصل على أبناءه , بكل صراحة اعجبت بأسلوبه فقلت له : أسألك بالله يا أو صالح هذا ولدك ؟ .. قال : إي والله هذا ولدي صالح ..

بالله عليك ما هو حال التعامل إذا عندما يصل هذا الإبن إلى مرحلة المتوسطة أو الثانوي , فسيعتبر أن والده صديق له ومع ذلك ستضمحل كثير من المشاكل داخل هذا البيت

بل عندما أجريت دراسة للبنات اللاتي دخلن في وحل المعاكسات فقد اتفقن أن السبب في وقوعهن في ذلك هو (( الجفاف العاطفي )) داخل البيوت

ننادي بضرورة نماء علاقات الحب بين الأب وأبناءه وأن تكون سمة البيوت ذلك الأمر


كل الشكر أستاذ حسن

[حسن الحربي]

بارك الله في الجميع