بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ((براء)) مشاعر تجاه بطـلـي المفضـّـل .. إعجابي به يفوق الوصف ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-06-2008, 08:01 PM   #1
وحي الضمير
عـضـو
 
صورة وحي الضمير الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 38
((براء)) مشاعر تجاه بطـلـي المفضـّـل .. إعجابي به يفوق الوصف ..

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد


من حين رأيت ذلك المقطع الذي أدهشني فيه الاقدام الإصرار حتى شدّ مشاعري وأبكاني و ليس لي من فوزة أي شيء ...
بطلي المضل ...

إليكم المقطع مصوراً بأحرف نحتها التاريخ على ججبينه

وحقّ له

--------------- 1:00 ----------

عاش حياته العظيمة المقدامة، وشعاره:
" الله، والجنة"..

ومن كان يراه، وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجبا يفوق العجب..
فلم يكن براء حين ممن يبحثون عن النصر، وإن يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. إنما كان يبحث عن طموح حقيقي ..

كانت كل أمانيه، أن يموت شهيدا، ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق..
من أجل هذا، لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة..
وذات يوم ذهب اخوانه يعودونه، فقرأ وجوههم، ثم قال:

" لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي..
لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"..!!


ولقد صدقه الله حين صدقه!!


---------- 2:00 ---------

وقف البراء يوم اليمامة وجيوش الإسلام تحت إمرة خالد تتهيأ للنزال، وقف يتلمظ مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف..

وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!
أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..
حصاد كثير يتساقط من المشركين دعاة الظلام والباطل بحدّ سيفه الماحق..

ثم ضربة تواتيه في نهاية المعركة من يد مشركة، يميل على أثرها جسده إلى الأرض، على حين تأخذ روحه طريقها إلى الملأ الأعلى في عرس الشهداء، وأعياد المباركين..!!


ونادى خالد: الله أكبر ، فانطلقت الصفوف المرصوصة إلى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الشهادة البراء بن مالك..
وراح يجندل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه..
لم يكن جيش مسيلمة هزيلا، ولا قليلا.. بل كان أخطر جيوش الردة جميعاً..
وكان بأعداده، وعتاده، واستماتة مقاتليه، خطرا يفوق كل خطر..

ولقد أجابوا على هجوم المسلمين شيء من الجزع. وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت. ويذكرون بوعد الله..
وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه..
وناداه القائد خالد تكلم يا براء..
فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة..
تلك هي:

" يا أهل المدينة..
لا مدينة لكم اليوم..
إنما هو الله والجنة"..

كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله.
أجل..
إنما هو الله، والجنة..!!
وفي هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر..
حتى المدينة، عاصمة الإسلام، والبلد الذي خلفوا فيه ديارهم ونساءهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها، لأنهم اذا هزموا اليوم، فلن تكون هنالك مدينة..

ومضى وقت وجيز عادت بعده المعركة إلى نهجها الأول..
المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر.
والمشركون يتساقطون في حضيض هزيمة منكرة..
والبراء هناك مع إخوانه يسيرون لراية محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى موعدها العظيم..

------- 3:00 ------

اندفع المشركون إلى الوراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..
وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الأمان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه..
وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:
" يا معشر المسلمين..
احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..

ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!
فهو حين يقذف به إلى الحديقة، يفتح المسلمون بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون أبواب الجنة تأخذ زينتها وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!

لم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، فاعتلى هو الجدار، وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب، واقتحمته جيوش الإسلام..
ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..
وصدق أبو بكر رضي الله عنه:
" احرص على الموت.. توهب لك الحياة"..!!
صحيح أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة، أثخنته ببضع وثمانين جراحة، حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا، يشرف خالد بن الوليد نفسه على تمريضه..


---- 4:00 ----

ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة..
وينطلق مع جيوش الإسلام التي ذهبت تشيّع قوى الظلام إلى مصارعها.. هناك حيث تقوم إمبراطوريتان خرعتان فانيتان، الروم والفرس، تحتلان بجيوشهما الباغية بلاد الله، وتستعبدان عباده..
ففي إحدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم إلى كل وحشية دنيئة يستطيعونها..
فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..
وكان البراء وأخوه أنس بن مالك قد وُكل إليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون..
ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة، فتعلق بأنس ولم يستطع أنس أن يكسر السلسلة ليخلص نفسه، إذ كانت تتوهج لهبا ونارا..
وأبصرالبراء المشهد فأسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحمأة تصعد به على سطح جدار الحصن.. وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها.. ونجا أنس وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما..!!
لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي مسمّرا محترقا..!!
وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء..


------ 5:00 ------

أما آن لعاشق الشهادة أن يبلغ غايته؟؟ .. بلى ! آن..!!


وهاهي ذي موقعة "تستر" تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس
ولتكون لـ البراء عيد أي عيد..

احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..
وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل إلى الأهواز جيشا..
وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل إلى الأهواز جيشا، قائلا له في رسالته:
" اجعل أمير الجند سهيل بن عديّ..
وليكن معه البراء بن مالك"..

والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية..
كان الإخوان العظيمان بين الجنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك..
وبدأت الحرب بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس..
ثم التحمت الجيوش، وراح القتلى يتساقطون من الفريقين كليهما في كثرة كاثرة..
واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين:

" أتذكر يا براء قول الرسول عنك : ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك..؟
يا براء اقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا"..

ورفع البراء ذراعيه إلى السماء ضارعا داعيا:
" اللهم امنحنا أكتافهم..
اللهم اهزمهم..
وانصرنا عليهم..
وألحقني اليوم بنبيّك"..

ثم ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريب منه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه..
وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..
ونصروا نصرا مبينا.

ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور..


اختارك المولى لأنك طاهر ...
ولأننا غيرك بالنجاس نتعربد ...


بحقّ عزيزي ...

أليس أجدر أن يكون شعاره توقيعاً لك من لاعب كرة ، ومن عازف خنى ، ومن فاشل وصم بالنجاح ...


الله والجنة

وحي الضمير غير متصل  


قديم(ـة) 29-06-2008, 09:13 PM   #2
المسفهل
عـضـو
 
صورة المسفهل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 6,050



يا الله ... !!!


رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فصاحبنا في هذه القصة حمل همّ الدعوة حمل همّ النصرة حمل همّ دينه ، تمنى الشهادة ورفقة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فحصل له ما تمنى وفاز بخيري الدنيا والآخرة ، فرضي الله عنك يا [ البراء ] وجمعنا وإياك مع نبينا في دار الكرامة .


[ وحي الضمير ] بورك فيك وفي موضوعك ، وأعتذر ممـّـا حصل من سوء تقدير


المسفهل غير متصل  
قديم(ـة) 29-06-2008, 09:33 PM   #3
K A S P E R 999
عـضـو
 
صورة K A S P E R 999 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: فوق هام السحب
المشاركات: 947
والله كلامك حلو وجميل ونتمنى ان نرى مواضعيك بإستمرار

وانا اقرأ الموضوع حسيت اني أعيش لحظات في المعركة من طريقة الكتابة والاسلوب المميز .

جزاك الله خيرا ووفقك لكل ما يحبه ويرضاه
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

والصمت عن جاهلٍِ أو أحمقٍ شرفً ...
وفـيه أيضا لصون العرض إصلاح

أمـا ترى الأُسد تـُخشى وهي صامتة ...
والـكلب يـَخسى لـعمري وهـو نـبَاح
K A S P E R 999 غير متصل  
قديم(ـة) 29-06-2008, 11:09 PM   #4
أبو ريّـان
.
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: .
المشاركات: 3,309

[وحي الضمير]

اسلوب مميز؛ وإصرارك على نفعنا جعلتنا نرى إشراقة موضوعك مرة اخرى
وانا أقرأ وأتأمل في تلك السطور ؛ قلت في نفسي , إن من زاد يقينه بالله زاد إقباله على الله .
وهذا هو حال صحابتنا الكرام تحت ظل تربية رسولنا الكريم . .
ألحقنا الله بهم . .





أخي : دم في تقى . .











محبكم أبوريـّان /اللهم اغفرله اللهم ارحمه والمسلمين



.
__________________


آخر من قام بالتعديل أبو ريّـان; بتاريخ 29-06-2008 الساعة 11:14 PM.
أبو ريّـان غير متصل  
قديم(ـة) 01-07-2008, 02:59 AM   #5
وحي الضمير
عـضـو
 
صورة وحي الضمير الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 38
رضي الله عنه وأرضاه ...

عفى الله عنكم .
وحي الضمير غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)