|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
31-07-2008, 06:05 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 176
|
الفردوس المفقود ( سلسلة حلقات ) الحلقة الثالثة عشر : عبد الرحمن الناصر
(( الحلقة الثالثة عشر )) عَبْدُ الرّحْمَنِ النّاصِر ــــ قَالَ الذَّهبيُّ: هُوَ / عبدُالرحمنِ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِاللهِ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِالرحمنِ بنِ الحَكَمِ بنِ هِشامِ بنِ عبدِالرحمنِ الدَّاخِل ، وُلِدَ عامَ ( 278 ) وتولَّى الحكْم عامَ ( 300 ) وَتُوُفَّيَ عامَ ( 350 ) هـ ـ تُوُفِّيَ جَدُّه عبدُالله فَوَلِيَ عبدُالرحمنِ الأمرَ مِنْ بَعْدِه ، وَكَانَ ذلكَ مِنْ غَرَائبِ الوُجُودِ ؛ لأَنَّ أَعْمَامَه وأَعْمَامَ أَبِيهِ كَانوا عَلى قَيْدِ الحَياةِ ؛ وكَانَ عُمُرُه اثْنَتَيْنِ وعشْرينَ سنةً . ـ اسْتقامَ لَهُ الأَمْرُ ، وَابْتَنَى مَدينةَ الزَّهْراءِ فَجاءَتْ مِنْ أَحْسِنِ بِنَاءِ مدِينَةٍ عَلى وَجْهِ الأرضِ . ـ قَال ابنُ خَلِّكَان : ( وَهِيَ مِنْ عَجَائبِ الدُّنْيِا ) وَالأُورُبِّيُونَ يُسَمُّونَها جَوْهرةَ العَالَم . ـ كان النّاصرُ ذَا دِينٍ مَتِينٍ ، وحُسْنِ خُلُقٍ ، وكانَ فِيه دُعَابَة ، وكانَ مَهِيباً شُجَاعاً صَارِماً . ـ لَمْ يَتَسَمَّ بَأَمِيرِ المؤمنينَ أَيْ لَقَب ( الخِلافَةِ ) أَحَد ٌمِنْ أَجْدَادِه ، إِنَّما كانَ يُخْطَبُ لهمْ بِالإِمارةِ فَقَط ، فَلَمَّا كانَ سنة ( 327 ) هـ وبَلَغَهُ ضَعْفُ الخِلافةِ العَبَّاسِيَّةِ بالعِرَاقِ تَسَمَّى بأَميرِ المؤمنينَ أَيْ ( الخلِيفَة ) . ـ وَقَدْ عُدَّتْ أَيَّامُ السُّرورِ التي صَفَتْ للنَّاصرِ فَكانتْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يوماً تقْرِيباً . ـ مَلَكَ الأَنْدَلُسَ خَمْسِينَ سنةً وستَّةَ أَشْهُر ، ولَمْ يَزَلْ يَغُزُو حتى أَقامَ العِوَجَ ، ومَهَّدَ البِلادَ ، ووضَعَ العَدْلَ ، وكَثُرَ الأَمْنُ ، ولَمْ تَزَلْ كَلمتُه نَافِذَةً ، وصَارتْ الأندلسُ أَقْوى ما كانتْ وأَحْسَنَها حالاً ، وَصَفَا وَجْهُهُ للرُّومِ ، وَغَزَاهُم بِنَفْسِه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَدَوَّخَهُم وَوَضَعَ عَليهِم الخراجَ وَدَانَتْ له مُلُوكُها . ـ وإذا ذُكِرَتْ الأَندلسُ ومَفَاخِرُها وَازْدِهَارُها وَعُلماؤُها وحَضَارتُها ومُفَكِّرُوها وغيرُ ذَلكَ مِن المجْدِ ، فَإِنَّما كَانَ ذَلكَ في عَهْدِ عَبْدِِِالرّحمنِ النَّاصرِ وما بعدَه . ـ فقَدْ أَنْشَأَ المكْتَبَاتِ العَامةَ الضَّخْمةَ ، وَجَلَبَ لها الكتبَ منِ كلِّ الفُنونِ ومن كُلِّ مَكَانٍ ، وَبَلَغَتْ عَدَدُ الكُتُبِ الموجُودةِ في مَكْتَبةِ الحَكَمِ فَقَط أَكْثر مِن أَرْبَعِينَ أَلْفَ كتابٍ ، وَيُوجَدُ في قُرْطبةَ وَحْدها أَكْثَر مِن سبعينَ مَكتبةً عامَّةً . ـ وَاسْتَقْطَبَ العلماءَ و المُهَنْدِسِينَ والأَطباءَ والمفَكرِّينَ ، حتى صَارَتْ قُرْطُبةُ مَنارَةَ الدُّنْيَا ، وأَرْسلَ الملوكُ مِن المسلمينَ والأُورُبِّيِّينَ الوُفُودَ لِيَنْهَلُوا مِنْ كَافةِ العلُومِ المخْتَلِفَةِ . فَرَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً واسِعَةً . في الحلقة القادمة إن شاء الله سوف يكون الحديث عن أقوى مَنْ حكم الأندلس ، عن : الحاجب المنصور
|
الإشارات المرجعية |
|
|