بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » أخـــبـــار بــريــــدة » كيف نستفيد من شهر الصيام؟

أخـــبـــار بــريــــدة كل ما يهم مدينة بريدة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-09-2008, 11:50 AM   #1
amghad
عـضـو
 
صورة amghad الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 41
كيف نستفيد من شهر الصيام؟

كيف نستفيد من شهر الصيام؟
فريضة للإصلاح والتغيير

ضيف عزيز يزورنا شهرا ويفارقنا شهورا‏,‏ يأتي محملا بهدايا السماء‏,‏ يمطرنا بها في ليالي رحمة ومغفرة وعتق من النار‏,‏ يعطينا أمانا من الجان والشياطين‏,‏ ويمنحنا الفرصة لنستبدل صفحات اسود لونها بأخري يشع نورها‏.‏

لهذا تفرح به قلوبنا مهما كان صيامه شاقا لأبداننا أو قيامه قاطعا لنومنا‏,‏ فساعاته نادرة لا تستحق أن تضيع في كسل ولهو‏,‏ وإنما تستثمر في عمل وعبادة‏,‏ وهذا ما نريد أن نقوله لكل مسلم يتعلق قلبه ـ مثلنا ـ بهلال شهر رمضان‏.‏

الشهر قيل إن أصله من الشهرة ومنه يقال‏ (‏قد شهر فلان سيفه‏),‏ أي أخرجه من غمده‏,‏ فاعترض به من أردا ضربه‏(‏ يشهره شهرا‏)‏ وكذلك‏(‏ شهر الشهر‏),‏ إذا طلع هلاله‏,‏ و‏(‏أشهرنا نحن‏),‏ اذا دخلنا في الشهر‏.‏

أما كلمة‏(‏ رمضان‏)‏ فإنها من الرمض‏,‏ وفي مختار الصحاح‏ (‏ الرمض‏)‏ بفتحتين‏:‏ شدة وقع الشمس علي الرمل وغيره‏,‏ والأرض‏(‏رمضاء‏)‏ بوزن حمراء‏,‏ وقد‏(‏رمضي‏)‏ يومنا‏:‏ اشتد حره‏,‏ وأرض‏(‏ رمضة‏)‏ الحجارة و‏(‏رمضت‏)‏ قدمه أيضا من الرمضاء أي احترقت‏.‏

وشهر‏(‏ رمضان‏)‏ جمعه‏(‏ رمضانات‏)‏ و‏(‏أرمضان‏),‏ قيل انهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة‏,‏ سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمي بذلك‏.‏

تصالح مع الله والعباد
شهر واحد في العام كله يمحو الله به ذنوب الدهر كله ولكن هل كل من شهد رمضان فاز بهذه الجائزة؟ الاجابة قطعا لا‏,‏ ولكن ذلك فقط لمن أدرك وفهم معني الصيام والقيام ومراد الله من هذه الفريضة الغالية‏,‏ ويوضح الدكتور زكي محمد عثمان ـ أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة ـ أن علينا أمرين مهمين يساعدانا علي اصلاح النفس وتهذيبها‏,‏ والأخذ بها إلي رحمة المولي عز وجل‏:‏

*‏ أولا‏:‏ التصالح مع الله واعلان التوبة الخالصة النصوح لله عز وجل من كل ما أسرفنا علي أنفسنا‏,‏ التوبة من الذنوب والمعاصي‏,‏ التوبة عن الاعراض عن أوامر الله والوقوع في نواهي الله‏,‏ التوبة الخالصة التي تعني الندم الحقيقي علي ما فرطنا في حق الله‏,‏ والعزم الأكيد علي ترك المعاصي نهائيا علي الفور بلا رجعة‏,‏ لاسيما إذا علمنا أن عدونا اللدود‏(‏ الشيطان‏)‏ قد صفد في هذا الشهر‏,‏ ولم يبق إلا النفس التي يجب أن ننشغل بمجاهدتها والانتصار عليها والأخذ بتلابيبها نحو الطاعة وترويضها علي الاستقامة وترك التقاعس والتخاذل والتواكل‏,‏ والدفع بها نحو الهمة والالتزام في كل شيء‏:‏ الصلاة لوقتها‏,‏ الصيام بآدابه‏,‏ الزكاة دون من أو أذي‏,‏ فالصيام مدرسة الإيمان وفرصة ذهبية للفرار من المعاصي والذنوب إلي الطاعات والحسنات‏.‏

ثانيا‏:‏ التصالح مع العباد‏,‏ فما بين العبد وخالقه يغفره الله بالتوبة‏,‏ أما ما بين الإنسان وأخيه الإنسان لا يسقط حتي يتحلل منه وترد المظالم إلي أهلها‏,‏ وهو ما يجب أن نحرص عليه قبل رمضان‏,‏ فطالما نلنا من الآخرين بغير وجه حق وسلبنا أموالهم وأعراضهم وسمعتهم‏,‏ فجلدنا اخواننا بأسواط كلماتنا من غيبة ونميمة وبهتان وافتئات‏,‏ وكثيرا ما كانت توافه الأسباب وراء قطيعة أبدية سنوات وسنوات‏,‏ وقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم لا يحل لامريء مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ومن عجب أن ينشغل العبد بحاله مع الله ولا ينشغل بحاله مع الناس‏,‏ فيأتي يوم القيامة مفلسا من الحسنات‏,‏ رغم كثرة عباداته‏,‏ لأنه نال من الناس في الدنيا ولم يتحلل من مظالمهم‏,‏ فقدوم رمضان ينبغي أن يكون فرصة للتصالح مع الناس ورد الحقوق إلي أصحابها إن كانوا أحياء والتوبة والدعاء لأصحاب الحقوق الذين فارقوا الحياة‏.‏

ولا يشترط في رد المظالم تفاصيل المظلمة إذا كان ذلك سيؤذي الآخرين‏,‏ بل يجب انتقاء أسلوب جميل لا يؤذي الغير وفي الوقت نفسه لا يضيع حقه‏,‏ وهي دعوة للتسامح وتصفية النفوس والقلوب‏.‏

والتصالح مع العباد لا يكون إلا بالتصالح مع النفس أولا‏,‏ والاقرار بما اقترفته في حق الغير‏,‏ وإن لم تصرح به‏,‏ كما ينبغي لأصحاب الحقوق أن يقابلوا ذلك بالعفو والصفح امتثالا لقوله تعالي وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم‏...‏ فالله سبحانه وعد أصحاب العفو والصفح بالمغفرة والرحمة ويالها من درجة عالية‏!‏

وإذا كان التصالح مع الناس عامة أمرا واجبا في رمضان‏,‏ فإن التصالح مع الأهل والأرحام يكون أوجب مهما يكن نوع الخلافات أو الخصومات‏,‏ فكيف يأتي رمضان والابن يهجر أباه‏,‏ والأخ يهجر أخاه والزوج يهجر زوجته‏..‏ الخ‏,‏ فحتي لا نفقد رمضان ونخسر أجره العظيم يجب أن نتسابق في نبذ الخصام والشقاق‏,‏ وخيرهما الباديء بالسلام ونتسابق أيضا في صلة الأرحام وأصحاب الحقوق علينا ونتذكر جيدا قول المصطفي صلي الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمة وصلها‏.‏

فرمضان فرصة لنزع الخصومات والمشاحنات التي كثيرا ما أفسدت علينا حياتنا‏,‏ وفرقت شملنا وشغلتنا عن رسالتنا في هذه الحياة‏.‏
amghad غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)