[التايقر]

الحمد لله الذي أعزنا بالدين وجعلنا خير أمة أخرجت للعالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمــا بـعــــد :
فعندما يصبح فعل الشر أصعب من فعل الخير، ويصبح الجزاء على الشر رادعا وتقف الجماعة دونه وتوقع العقوبة الرادعة عليه عند إذن يتماسك المجتمع فلا تنحل عراة وعند إذن ينحصر الفساد في أفراد لا يسمح لها المجتمع بالسيطرة فلا تشيع الفاحشة ولا يفشى المنكر.
إن الأمر با المعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين ، وهو المهمة التي ابتعث الله لها النبيين أجمعين ...
قال الله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و النهي عن المنكر وأولئك هم المفلحون).
إن المعروف و النهي عن المنكر من أخص صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال سبحانه ( الذين يتبعون النبي الأمي الذي يأمرهم با المعروف وينهاهم عن المنكر).
فترك هذه الشعيرة سبب لظهور غربة الدين واختفاء معالمه حتى يصبح المتمسك بدينه غريبا بين الناس أي هذا الزمن خفت نور الأمر بالمعروف وضعف رجاله وقل أنصاره وحينها استنصر البغاة وجرف أمتنا سيل العرم من المنكرات والضلالات
فمن الأسواق تنبعث روائح الفسق والعصيات غش خداع تبرج وسفور حياء يؤد وغيره تداس وخاف النساء أشباه رجال..
إلى الحدائق والمنتزهات فلا ستار ولا أسوار وهناك هتكت الأستار وخلت الذئاب بالنعاج لأن اسود الغابة أسلموا للذئاب القيادة ......
وفي الأفراح هناك في القصور تبرج وتطبيق عملي لتعاليم القنوات الهابطة وإرشادات المجلات الساقطة....
والى المدن الترفيهية والملاهي حيث رفعت راية (الغاية تبرر الوسيلة) ويؤد الحياء عند النساء بمسمى الحرية ....
والى المطاعم حيث ظهرت موجه منكره شعارها (اتصل نصل) وباسمها تفتح أبواب بيوتنا في الهزيع الأخير من الليل والمستقبل نسائنا ومحارمنا وسيد البيت نائم أو في الاستراحات هائم .....
إننا نعيش مسلسلا داميا من المنكرات في كل الميادين لأننا رضينا بالمنكرات ولم ننكرها
أين نحن من الإمام الثوري-رحمه الله- إذ يقول (إنني لأرى الشيء يجب أن علي أمر فيه أونهى فأبول دما.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤليتنا جميعا وسوف نسأل عنها أمام الله يوم القيامة فليتحمل كلا منا مسؤليته ...
أتعجز إن تقول حينما ترى منكرا لصاحبه ((اتق الله))
إن الوسائل يا أخي كثيره لا تنحصر في مجال أو نمط معين ومتى كان في قلب المرء اهتمام بأمر الدين وحرقة للإسلام وحرص على مستوى الأمة فان هذا الشعور يدفعه إلى ابتكار وسائل مختلفة يستعين بها على استقامة هذه الشعيرة .....

أما أضعف الإيمان فهو أن يتمعر وجهك ويغضب قلبك إذا رأيت المنكر أما السكوت والاستسلام للمنكر لأنه واقع والتنازل للفساد فذلك تخلي عن اضعف الإيمان , وموجب للعنه وسخط الرحمن قال سبحانه ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل )) لـــماذا؟؟ ((كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه))

إن المنكر لا ينتشر إلا لأن إنسان فعل وآخر سكت...
عبر عن انتمائك لهذا الدين بعمل إيجابي آمرا بمعروف أو ناهيا عن منكر...
ألفنا الآثام حتى أمست جزاء من كياننا نتمسك به وندافع عنه ((زين لهم الشيطان سوء أعمالهم)).

كان المنكر يتم في خفاء ثم صار يبدؤ على استحياء ثم صار قانونا يعمل به ويدعوا أليه المبطلون .. والسبب...لأننا ساكتون

ناشئة حديثه تكره الله ورسوله وتنقم على الإسلام ووحيه وتريد باسم ((العلمانية)) أن تعيدنا إلى جاهلية جهلاء ويرتفع اليوم صوتها والسبب....
لأننا ساكتون.
من الذي سيبدد الأحزان والأوهام ؟؟؟؟؟
انه انتم أيها الشباب ....
اطردوا عنكم داء الخجل وارفعوا عنكم حاجز الخوف واقطعوا حبل التردد وانزلوا آلي الميدان وقولو لأهل الباطل
لالالا ألف لا
لن نستسلم لباطلكم

قال تعالى ((وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم))

اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين.

[الرجل المستحيل]

بسم الله الرحمن الرحيم


اشكر اخي التايقر على موضوع حاز على اهمال الجميع وياللاسف , فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر اصبح من العبادات المنسيات , فتجد من هم من اهل الخير والصلاح لا يكادون يعرون هذا الموضوع اهتماما , منهم من يخشى السب والتجريح , ومنهم من يكره الاحراج للناس , ومنهم من غلبه الشيطان فانساه ذكر الله والدعوة الى سبيله . وهم بذلك ينسون ان هؤلاء الناس سوف يتعلقون برقابهم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم . وهل هم افضل من قدوتي صلوات الله وسلامه عليه , حتى لا ينالهم اذى , بل هذا الطريق كله اذى , الا ترى ان الجنة حفت بالمكاره , والنار حفت بالشهوات . فاختار لنفسك اي الطريقين , وانما هي بضع سنوات - ان كتب لك طول العمر - واذا انت في قبرك .فياعجبا اتختارون شهوة زائلة ودنيا ذاهبة ورضىً للشيطان , وتتركون آخرة دائمة ونعيم مستمر ورب غير غضبان .

وتعقيبا على الموضوع , الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من لوازم الايمان , الا ترى قول الله تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , وتؤمنون بالله ) , انظر الى تقديم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الايمان بالله , فهذا يدل على ان ايمان المرء لا يكتمل الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

الشيء الاخر , مالنا نرى قلوبنا قاسية , وألسنتنا جافية , وابداننا عن عبادة الله متقاعسة , والى اللهيات انفسنا مائلة , ونحو الشهوات سائرة , وعند المنكرات ماكثة ؛ لانها قلوبنا لم تعهد ولم تتمرس ولم تهاجم في سبيل الله , الا ترون من هو في موضع الهجوم كيف يصعب الهجوم عليه , تلك هي انفسنا , ان اشغلتها بالهجوم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر , استحال على الشيطان الهجوم واصبح يحاول صدك عن عملك هذا , وقد قيل ( خير وسيلة للدفاع الهجوم ) .

وطريق الحسبة سهل ميسر , ولكن يحتاج في البداية همة تأبى الخضوع للباطل , ونفس عزيزة في سبيل الله . واذكر في هذا المقام امثلة يسيرة لا تحتاج بذل وقت او بذل مال , منها :-
1) تستطيع توزيع السواك على المدخنين قائلا لهم : هل يمكنك استبدال هذه بهذا .
2) تستطيع دعوة الجاليات بتوزيع اوراق عن الاسلام - وتباع حقيبة متكاملة عن الاسلام في مراكز دعوة الجاليات بمختلف اللغات - اما في المحطات او المحلات او غيرها .
3) تستطيع توزيع الاشرطة والكتيبات في الاشارات او المساجد او نحو ذلك .
4) تستطيع دعوة الكفار عبر الانترنت في غرف المحادثات .
5) تستطيع دعوة الزملاء الى الخير ونهيهم عن كل ما هو شر .
6) تستطيع ان تكون من افضل الناس - بدلالة الاية - اذا دعيت الى المعروف ونهيت عن المنكر في كل مكان وزمان , في الاسواق , والمساجد , والمنتزهات , وفي الصحف , والاذاعات , والاسترحات , واينما حللت , وحيثما حللت , طاعة لامر ربك , وراجيا ثوابه , لا طلبا للمدح والثناء من احد سوى الله .

وفي الختام اقول : لا يغرك كثرة المخالفين , وقلة المهتدين , وتخاذل الصالحين , وتكالب المفسدين , انما انت على الطريق المستقيم .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى اله وصحبه اجمعين .




ارجــــــــــــــــــــــــو الـتـثـبـيـــــــــــــــــــــــت