|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
17-10-2008, 05:03 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
لا يلزم من سقوط امريكا سقوط العالم
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة إنها السنن بمناسبة أزمة الاقتصاد د. صالح التويجري 17/10/1429هـ إن الحمد لله ......... العالم كله أمام اختبار كبير وقرارات حاسمة ومستقبل معقد بحيث لا تظهر فيه بهجة أو احتفال مستعجل ,وفي الأجواء المأزومة يتصالح الجهل والفقر والظلم ولأنكم مثقفون بهذا الأزمة إن بحكم العاطفة أو العقل, لان الحدث الكبير يحرك السواكن ويتصارع التفاؤل والتضاؤل والتشفي والتحفي , فاني مشفق على القارئ وهو يتابع مجريات الأحداث ويلاحق التصريحات متضمنة تداخلا يصعب معه فرز الحقيقة , فقراءة الحدث تحتاج إلى استقرار, ومهما كانت أبعاد الأزمة أسبابا وآثارا فلدينا قواعد ثابتة ومسلمات شرعية تحمينا من تفاؤل غير منضبط أو تصورات خاطئة تفاجئنا الأحداث بخلافها , ولئن كانت الأزمة خانقة وعناوين المقالات تنبئ بتخوف عظيم وإرجاف وتخوين, فعلى المسلم أن لا يدخل نفسه ضمن مقامرة المستقبل ,وقراءة السنن الكونية في الأمم تجعلنا أكثر الناس اعتدالا في الاضطرابات كرصيد إسلامي يحقق التوازن ,واطمئنوا لن تنفرد قوة قطبية قطرية في إدارة العالم وان بدا ذلك لسنوات معدودة لان هذا خلاف السنن والنصوص قال ربكم (لوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ قال تعالى ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون وقال تعالى ( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الأنبياء / 21- 22 فانتظام السماوات والأرض وصلاح أمرهما لا يكون إلا بأن يكون المعبود هو الله، وهذه الآية عَلَى وجازة لفظها تبين أن صلاح العالم كله إنما يكون بأن يعبد الله وحده لا شريك له، فلما ترك النَّاس أمر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- واتبعوا أهواءهم وأقوال الشياطين ودعاة الضلالة، كم حصل من الفساد والشرور؟ لأن المحكم غير شريعة الله , و الحكمة من ثبات السنن الربانية : أن تنضبط الموازين ، وتستقر معايير الحكم على الأشياء والمواقف والأحداث والرجال ، ولا ينبغي أن يغتر المؤمن بهذا الاطراد والاستمرار ؛ لأنه قد يورث الغفلة ، قال تعالى : (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ {196} مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) //أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ) فالاستدراج والإملاء وسنة الابتلاء ؛ تضع المؤمن على محك الاختبار : (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) ا(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) فالمؤمن يتعرض للمحنة ، فيصقل معدنه من أثرها ، وينضج بها كما ينضج الطعام بالنار . والمنافق لا يستطيع الصمود أمام الفتنة ؛ فتخور قواه ، وتنحل عراه ، ويَنْكُصْ على عقبيه؛ لذا جعل الله التمحيص مَعْبَرًا لتنقية الصف المؤمن من أدعياء الإيمان فيقع به التمييز بين الدر الثمين والخرز الخسيس ، كما في قوله تعالى (مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) وقوله تعالى : (وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فحين يشاهد المؤمن الكفار وهم يسعون في الأرض ويمكَّنون اقتصاديا وسياسيًا وعسكريًا ، وتفيض عليهم كنوز الأرض وخيراتها ، فيعلم أن ذلك يندرج ضمن ((تمكين الاستدراج)) أو ((سنة الإملاء)) ؛ فمن سنن الله الجارية أن يملي للكفار قبل أن يهلكهم : (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) وهكذا كاد أن يكون جوهر الصراع القرآني بين "المظاهر المادية" و "المبدأ الديني" فمن أشد ما يفتن الناس عن حقائق الوحي أنه يغلب على الرسل وأتباعهم أنهم لا يملكون مظاهر القوة المادية الباذخة و التي يتمتع بالاستحواذ على مفاصلها غير المسلمين. وهذا "قانون تاريخي" وسنة كونية متكررة , فجمهور المبلغين عن الله يواجهون "قوى مادية" تفوقهم وتفتن الناس عن اتباع الوحي الذي معهم, إذ لو كان الأنبياء وأتباعهم يتمتعون بالموارد المادية والميزانيات الضخمة لما تخلف عن مساجدهم فرد واحد. لذاستجد العاملين للدين يعانون الأمرَّين من افتتان الناس بالمظاهر المادية. نوح عليه السلام قال له قومه بكل صراحة مادية: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ, وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} [هود:27] واستمر هذا الإحساس حاضراً في مشاعرهم تجاه المؤمنين حتى تحولت عندهم إلى حجة وبرهان يتعللون به كما قال تعالى عنهم في سورة الشعراء: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ} وما إن أقلعت السماء وغيض الماء وطوى النسيان أجيال نوح إلا وكانت "عاد الأولى" قد استلمت زمام الخلافة في الأرض كما قال تعالى عنهم: {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} [الأعراف:69] فعمروا جنوب الجزيرة العربية في منطقة الأحقاف وإرم, وكانوا يتمتعون بقوة مادية مذهلة فكانت لهم بنية جسدية استثنائية, وكثافة سكانية, مكنتهم من الترف المعيشي وفنون العمارة, والانفراد بالجبروت العسكري على العالم, وهذه القوة المادية ورطتهم بالغرور وصرفتهم عن الإيمان بلقاء الله والاستسلام للوحي, {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ, وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} ويصف القرآن قصورهم ومنشآتهم الضخمة وبطشهم العسكري فيقول سبحانه: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ, وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ, وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [ هذه المظاهر المادية حجبت عيونهم بعصابة الزهو, حتى تساءلوا أمام نبي الله ذلك السؤال المنتفش بالغرور المجوف فقالوا بكل غطرسة سياسية: "من أشد منا قوة؟" كما حكى الله سبحانه مقالتهم هذه: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ , وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟} [فصلت:15 فقال جبار السموات والأرض بعظمته الإلهية ( اَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً!} إمكانياتهم المادية طاشت بهم فوق طواويس الغرور, فألقو رزانة الإيمان وكذبوا بلقاء الله بكل بجاحة, وقالوا مستهترين:{أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ , هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} [المؤمنون:35-36] وكانت "الطبقة المترفة" في قوم عاد –كما هو قانون التاريخ- أشد المعارضين لدعوة الوحي, كما قال تعالى عنهم {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} [المؤمنون:33] ولم تغرب شمس عاد في كارثة أعاصيرها المعروفة التي دامت أسبوعاً إلا وكانت حضارة المدائن في الحجر شمال الجزيرة العربية قد بزغت وأعادت مسلسل الغرور بمظاهر القوة المدنية المادية. فقد تمتعت ثمود أيضاً بالخلافة في الأرض بعد قوم عاد, وأوغلوا هم أيضاً في فنون النحت والعمارة, , وقد قال تعالى عن خلافتهم وقصورهم: {وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ, وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا, وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} [الأعراف:74] وقال تعالى {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ, فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ, وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ, وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًافَارِهِينَ} [الشعراء:146-149] فغرتهم إمكانياتهم المادية, وتفوقهم المدني , ونظروا بمعيار المظاهر, فجحدوا الوحي الذي أتى به نبي الله صالح عليه السلام, واستنكروا أن يختص من لم يتميز بمظهر مادي بالوحي والنبوة, كما قال تعالى : {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ, فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ, أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر:23-25] ولكن.. وكما هي السنة الإلهية في خلقه, فقد كان المتبنون لمضايقة نبي الله صالح هم الكبراء وأصحاب المظاهر المادية, وكان أنصاره ضعفاء الناس, كما في سورة الأعراف: {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْإِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ, قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون} [الأعراف:75- و ما أن نعق غراب الجزيرة العربية فوق خرائب عاد وثمود بكل مظاهر قوتيهما, إلا وكان نبي الله موسى بين أهرام مصر يواجه"الحضارة الفرعونية" بكامل وزنها التاريخي وإمكانياتها الإمبراطورية, ليتكرر من جديد مسلسل طغيان القوة المدنية وغرورها أمام الوحي. تربع فرعون فوق "المكتب البيضاوي" لإدارة العالم كما صور ذلك الداخل الملكي بقوله تعالى في سورة غافر: {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ} [غافر:29] وتباهى فرعون عالياً بإمكانياته السياسية كما قال تعالى {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف:51] ولا ينقضي العجب من عمق فهم نبي الله موسى وملاحظته كيف فتنت الحضارة الفرعونية وقوتها المدنية الناس, وكيف صرفتهم عن الاستسلام للوحي تلك المقاييس المادية المركوزة في النفوس البشرية, فيعبر كليم الله موسى عن هذا القانون التاريخي لأعظم تحدٍّ يواجه الدعوات كما في قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ} [يونس:88] وحين أرسل الله موسى إلى المجتمع المصري المتقدم لم يقل له أيقظ قومك ليستفيدوا من الحضارة المصرية, بل أرسله لينورهم بالوحي من ظلمات حضارتهم, كما قال تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ} [إبراهيم:5]من حضارة الظلمات الى نور الرسالاتبل إن الله سبحانه وتعالى - فضل بني اسرائيل بما معهم من العلوم الإلهية على الفراعنة بما معهم من الحضارة, كما قال تعالى: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلنهم على العالمين} [الجاثية:16] تأمل كيف كان سبب تفضيل بني إسرائيل أنوار النبوة والكتاب, وكيف لم تفلح حضارة الفراعنة في إخراجهم من الظلمات, يستيبن "الميزان الإلهي" لتقييم المجتمعات والثقافات والشخصيات والحضارات والمدنيات, وميزان المسلم تبع لميزان الله جل وعلا. ولم يكن الحال جديداً بالنسبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان الجاحدون لنبوته والوحي الذي معه يتعلقون في الإعراض عنه بضعفه المادي, وأنه لا يتمتع بمظاهر القوة والرفاه كما يتمتع بها بعض اللامعين في منطقة الحجاز, ورأوا أنه لا يليق الخضوع لنبي إلا إن كان من أشراف الطبقة الارستقراطية في عاصمتي الحجاز وهما مكة والطائف كما قال تعالى عنهم : {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} يعنون الوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفي. وبكل صراحة ووضوح واجهوه بأنه لا يملك "ثروة مادية" يستحق بها أن يتبعوه كما ساق تعالى احتجاجهم في سورة الفرقان بقولهم: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ , أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا} [الفرقان:8] وبعد ها مباشرة يعقب سبحانه وتعالى على هذا الاحتجاج المادي الرخيص بكونه لايعجزه سبحانه ذلك ولكنه أراد اختبارهم وامتحانهم فقال سبحانه وتعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا} ولكن الله سبحانه وتعالى ينبه نبيه أن لا يفتتن بتعلقهم بالماديات, {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ} بل وأوحى الله سبحانه الى نبيه محمداً أنه لايملك القوة المادية والكنوز والخزائن التي هي معيارهم ومقياسهم, وإنما هو داعية إلى الوحي, كما قال تعالى لنبيه: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ, وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ, وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ, إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام:50] والحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يتربع على عرش القوة والإمكانيات لما تخلف من خصومه أحد, لا للحق الأخروي الذي معه ولكن للقوة الدنيوية التي بيديه, وأي معنى لاختبار وامتحان وابتلاء في اتباع القوي المسيطر؟ ولذلك لما كان نبي الله سليمان عليه السلام "ملكاً" في الأرض بيده كل أدوات النفوذ لم يتخلف عن الإيمان به أحد لا من الجن ولا من الانس بل كانوا طوع إشارته وأمره, /هذا القانون التاريخي للرسالات السماوية -وهو افتتان الناس بالمظاهر المادية لخصوم الرسل- يعرفه كل من شدا طرفاً من "تاريخ النبوات", فدعاة الوحي غالباً في ضعف مادي وليس في صفهم إلا ضعفاء الناس, بينما اللامعون والكبراء وأصحاب النفوذ يحاربونهم ولذلك لما كان هرقل مطلعاً على "تاريخ النبوات" سأل سؤالاً ذا دلالة بليغة وعقب عليه بتعليق أذكى وأدهى, فكما في الصحيحين أن هرقل قال لأبي سفيان: (وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه, وهم أتباع الرسل) وعلى خطى الجاهلية الأولى وبنفس منطق الطغاة المتجبرين نطق أهل الجاهليات المعاصرة، ومضت فيهم سنة الأولين.. ألم تر كيف فعل ربك بالروس الشيوعيين؟جاء عليهم حين من الدهر فاغتروا بقوتهم، وسطوا على مخالفهم، وفرضوا نظامهم بقوة الحديد والنار، فرضخت كثير من الشعوب لهم تحت القهر والتعذيب//انتهت الشيوعية ولم تلبث طويلاً، فالسنة في عمر الدول لا تعد شيئاً. وفي وقتنا هذا .. جاءت أمريكا لتجاهر بنفس الكلمة، وتأخذ بذات المنطق ونفس الأسلوب رافعة عقيرة الحال قائلة : من أشد منا قوة ؟//ما بين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال! إنها جولة في مصارع الغابرين , جولة تهز القلوب المستكبرة برؤية مصارع المستكبرين:والى حديث آخر حول الأزمة أيضا وصلوا ,,,.......الدعاء
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
17-10-2008, 07:15 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: حول بقاالة الاجتياز حقّت ابو سر خخخ ..
المشاركات: 3,517
|
جزاك الله خير ياشيخ ..
وأثابكم الله
__________________
إن شكيت الحال محدٍ لي سُموع !
|
17-10-2008, 08:29 PM | #3 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في ارض الله الواسعه
المشاركات: 12,834
|
هي الأيام تتداول بين الناس
اللهم اصلح لنا الحال ولا تولى علينا من لايخافك ولايرحمنا .... |
17-10-2008, 10:54 PM | #4 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
..
أمريكا الآن تمتلك أدوات النصر و قد حققت نوعاً من أنواعه على الواقع ، لكنها سقطت من قلوب شعوب العالم ، حتى من كثير أبنائها ، و ما هذا إلا الإيذان بسقوطها ، و الشيوعية سقطت و تلاشت اصواتٌ بحت لتسويق أفكارها للعالم ، و لكن ربما تعود مرةً أخرى إذا ظلت الشعوب الأخرى في سباتها ، و على رأس تلك الشعوب الشعب الواحد ( المتشتت ) وهي أمة الإسلام . شكر الله لك شيخنا الفاضل .
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) |
17-10-2008, 11:39 PM | #5 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: بريده ....
المشاركات: 4,201
|
حفظك الله وحماك من كل شر وفتنه
بوركت دوما
__________________
عندما يكون العلم والدعوة وسيلة للتكسب، فسيخضع صاحبه لقانون العرض والطلب. الشيخ د/ ناصر بن سليمان العمر |
17-10-2008, 11:40 PM | #6 |
مشرف الساحة المفتوحة
تاريخ التسجيل: May 2004
البلد: بريدة
المشاركات: 5,346
|
بارك الله فيك شيخنا الفاضل د صالح
وجعل ما تقدمه من نصح للأمة في موازين حسناتك
__________________
إذا مررت من هنا فتذكر
أن دعوة لأخيك بظهر الغيب سيكون لك مثلها فلعل دعوة واحدة تسعدك بحياتك وبعد مماتك أنت ومن دعوت له |
18-10-2008, 12:38 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 106
|
أمريكا نهايته وتفككها على يد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ دباباتها التي تكلفهم الدبابه الواحده مليون ريال ويكلف المجاهدين تدميرها ثلاثمائة ريال وهذا يهز ويزلزل الإقتصاد الأمريكي ولله درهم رجال اسامه
|
18-10-2008, 01:06 AM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 535
|
جزآك الله خير و نفع بك يا دكتور .
|
18-10-2008, 01:18 AM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 2,888
|
كم أنت رائع , ومتميز ياشيخ صالح .., وفقك ربي وسدد على طريق الخير خطاك .., دمت بحفظ الله ورعايته ..,
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|