[قانون السيطرة]

جلس أو جُلـّس في الحضن الذي طالما تمنت الأحضان ضمّه ,

عيناه تشعّان بالبراءة

وأحيانا مخدرتان من أثر الجـوع والوجع .



ملامحه كفيلة باستجلاب مافي الجيوب العابرة



وعجزه كفيل بإغراء طمع الجبابرة .

كان يرقب عبر نافذتيه مستقبله القاسي



ويستنشق عبق الأحذية الملطخة بالطين تارة وبالمخلفات تارة ..



أدمن عليها وتعود على الجلوس بين مقاساتها وأنواعها .



يبكي بدموعٍ طيّعة من قلبه وبدموع مطواعة من عركة أصابع أمه .

بكى فلما تعب بكى . لأنه وُلِدَ ليبكي ..




لولا بكاءه لما باض ذهباً . ولولا تقافز الذباب حول وجهه لما استحلب جيوب المارة .


إنه الورقة الرابحة بعدما انكشفت أوراق مدرسة المتسولين

فلم تنطلِ ِ على عواطف الناس إغراءات ذات العباة أو استغاثة من تقادم بهم العمر.



ولأن الطفولة هي أيسر الطرق وأسرعها للوصول إلى قلوب المصلين وأهل الرحمة



نرى أناساً لاتملك الرحمة تطلب من الناس الرحمة .

في الصقيع وتحت وطأة البرد ظن أن الحضن الدافيء هو أنسب مكان له



ليتفاجأ بأنه الحضن العاري من كل معاني الأمومة ترجّه رجا ليخرج من أنفاسه صوته المتحشرج بالألم والحسرة ,
وكأنه يقول : أمــاه كفى ..

أريد أن أعيش طفولتي كباقي الأطفال .




أريد البيت ,



أريد النوم ,

أريد حقوق الطفولة التي تمارس مع غيري



أريد أي شيء يبعدني عن الغبار والأتربة ولسعة الشمس , وزمهرير البرد ,

أماه :

هناك دور خاصة للأطفال ..


هناك جمعيات خيرية ,


هناك أناس يتكفلون بالأطفال حتى يكبروا ,


هناك من حُرموا من الإنجاب مستعدين لاحتضاني وتربيتي.


أماه , لن نموت جوعا ولن نعرى نحن لسنا في أدغال أكلة اللحوم .

دعيني أستمتع بأمن الأمومة

وحينما أكبر سأكون أفضل من الذي أرغمك على تعذيبي ,

ربما والدي أو خالي أو.... رجل لايمت لي بصلة !

ولكنها تلجمه بأصابع الطمع فيصاب بالذعر والهلع



ويرضخ للوظيفة التي وُلِد أو ( خـُطف ) من أجلها !




منظر ملقى على قارعة كل مسجد

نمر عليه مرور الكرام



تابعت طقوسه ذات يوم
سيارة تقف باحتراف.. وبسرعة البرق تنزل منها المرأة تسابق الزمن لتتوسد مكانها المعتاد. في يدها اليمنى كيسة جمع النقود


وفي اليسرى.... رضيعها الموءود .


تلاشت عن عيني تلك السيارة ولكني استطعت رسم ملامح السائق ذي الشنب الكثيف والبدن الصحيح
فتساءلت : هل لو لحقت به وطلبت منه رعاية ابنه بشرط أن لا يلقيه في الأوبئة والأمراض ..

هل سيوافق ؟



بالتأكيد لا .



والسبب بسيط جدا .

إنه لايريد رعاية ابنه بقدر مايريد دجاجته التي تبيض ذهباً .



ليت هناك قانوناً يكفل كرامة الطفولة كما هو موجودٌ عند بعض الدول .