[عراوي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا وقبل كل شئ أحب أن أتطرق إلى أن القصة حقيقية
وقد وقعت لي أنا شخصيا ولم أغير فيها عدا الأسماء
- أسماء الأشخاص - فقط




جميلة هي الأيام التي جمعتني براشد ، التحق معنا في ركب حلقات
تحفيظ القرآن الكريم عندما كنا في الصف الأول متوسط ، لا أخفيكم
القول إن قلت أنني اتخذت موقفا مضادا معه ،فقد كنت أجامله فقط
، وذلك أن شكله لم يعجبني وتوقعت أنه شخص كئيب ولا يصلح
لأن يكون صديقا ، هكذا نحن نحكم من أول نضرة نحكم بالجمال
الظاهر ولا نتعمق لنبحث عن الجمال الحقيقي وهو جمال الروح ،
مع الأيام بدأ الصدع بيننا بالالتئام ، فبدأ يسألني عن أحوال المدرسة
والأقارب والأصدقاء ثم تدرج بأن بدأ يذكر لي بعض من مواقفه
الظريفة والطريفة التي حصلت له ، فعرفت حينها جمال روحه
وطرافته وأيضا جدّيته ، فقد كان في كل تكريم يحصد العديد من
الجوائز ، فمرّة في مسابقة عامّة ومرة في مسابقة أفضل خدمة في
تقديم الشاي والقهوة .. وغيرها الكثير .
تطورت العلاقة شيئا فشيئا ولكني لاحظت فيه خصلتان لا تعجبني
ولا تعجب الكثير أمثالي ، ألا وهي :
1- الميانة الزائدة ، حيث من الممكن أن يأخذ مفتاح سيارتك
وأنت لا تعلم ويرجعه بعد يومين .
2- أنّه غير سياسي في علاقاته مع الآخرين ، فإذا لم يعجبه
شخص قطع العلاقة معه تماما بل قد يصرح بذلك أحيانا أمام وجهه .
تمضي الأيام وعلاقتانا في ازدياد عدا بعض المواقف التي
حصلت بيني وبينه سأذكرها لاحقا .
في إحدى العطل الصيفيّة حدثت مشكلة بسيطة بين زميلي راشد
وزميلي الآخر محمد ، وكانت لأمر تافه جدا .
بعد هذه المشكلة انقطعت العلاقة بينهما تماما عدا إذا التقوا في
إحدى المجالس يكتفون بالسلام فقط .
بل إن محمد أحيانا يترك مجلسنا لأننا تكلمنا عن راشد ، أمّا راشد
فعلى النقيض ، فقد كان حريصا على تحسين العلاقة مرة أخرى
، فحاول بكل السبل فلم يستطع ، فالتجئ إليّ لكي أكون وسيطا
بينهما وذلك أن علاقتي بكليهما قوية ، حاولت أن اعيد المياه إلى
مجاريه بعدة طرق ، فقد جمعتهما مع بعضهما أكثر من مرّة
ولكن لا نتيجة ، في إحدى الليالي كنت خارجا مع محمد لنتعشى
سوية فتطرقنا إلى مشكلته مع راشد وبعد ما تحدثنا قليلا أنزل
محمد طرفه إلى الأرض وقال بصوت هدئ وبطيء : أحمد ...
المشكلة أكبر مما تتوقع . وصَمَتَ.. علمت حينها أن ملابسات
المشكلة فيها أمر خافٍ فصرفت الحديث إلى موضوع آخر .

علاقتي مع كليهما استمرت كما هي بل زادت وخصوصا بعد
استلامي السيارة – من الوالد حفظه الله –

لكن قبل فترة وبالتحديد قبل سنة وثلاثة أشهر من الآن حدث
موقفا لم يغب عن بالي أبدا .
اتصل راشد علي قبل أن ننطلق بدقائق وسألني أين أنت ؟ فأجبته
بأني في الطريق إليهم لننطلق في سفرة إلى إحدى مدن جنوب
المملكة - وهي رحلة سنوية يشارك فيها قرابة الثلاثين شخص-
وصلت إليهم وبدأنا بترتيب الأغراض في سيارة النقل وانطلقنا
مسمِّين بالله إلى وجهتنا ، بداية طريقنا سلمت على راشد فكانت
ردّة فعله أن رد السلام ببرود حتى انه اكتفى برد السلام ولم
يصافحني ، استنكرت هذه الفعلة منه ، لم أعر هذه الحادثة بالا
وخاصة أن من أهداف رحلتنا الوناسة وسعة الصدر والتنفيس
عن النفس .
في أيام الرحلة لاحظت أنه يعاملني وكأني لا أعرفه بل كأني
عدو له ، فكنت أراه يضحك مع ذا ويمزح مع ذاك ويذهب مع
آخر وإذا كلمته عبس في وجهي .
دخلت مرّة إحدى الغرف فوجدته وحده يقرأ كتيبا معه ، فجلست
بجواره وسألته عن هذا الطبع الذي طرأ عليه فجأة ، وهل كان
من خطأ اقترفته ، أم سوء فهم منّي أو منه فلم يلتفت إلي بل قام
وخرج من الغرفة .
في إحدى طلعاتنا وبالتحديد كنا ذاهبين إلى منتزه الحبلة كنت من
أواخر من ركب الباص وذلك لأني كنت أجهز مع بعض الإخوة
أغراض (العزبة) لنأخذها معنا . فلما ركبت وبدون مقدمات إذا
براشد يضحك ويقول سر من أسرارٍ كنت قد ائتمنته عليها أمام
الثلاثين شخص تقريبا .
فجلست في مكاني ودمي قد هاج في رأسي وماج ، والضغط فيه
قد زاد وانخفض ، وفي عودتنا من المنتزه حاولت أنت أبعد هذا
الهم الذي ركب على صدري فأخذت اللاقط (الميكرفون) وبدأت
أصدح ببعض الأناشيد التي كنت أحفظها فإذا به بعد أن كان
صامتا منشغل بغرض معه يرفع صوته بنشيدة كان قد حفظها
ويحرض من حوله على مشاركته فأكملت قليلا ثم سكتّ ، لا
أحنث إن حلفت أنه كان يريد أن يقاطعني فقط ، وذلك أن صوته
لم يكن يؤهل كما أنه لم يحفظ إلا بيت أو بيتين من النشيدة التي
قاطعني بها .
بدأت أتجرع كؤوس الهم و القهر كأس بعد كأس لما آل إليه حال
زميلي راشد ، وصدق القائل : ( أحبب حبيبك حب ما عسى أن
يكون عدوك يوما ما ، وأبغض عدوك بغضا ما عسى أن يكون
حبيبك يوما ما )
حمدت الله على أنه لم يبق من هذه الرحلة إلا هذا اليوم , ففي
فجر اليوم التالي وبعد صلاة الفجر أمر أمير الرحلة بحزم
أمتعتنا استعدادا للانطلاق ومن ثم المسير .
بعت حزم الأمتعة انطلقنا إلى الركن الأخير من أركان الرحلة
وهو الإفطار من مطعم القرموشي .
انطلقنا متجهين صوب مدينتنا وأنا أحمل في صدري عشرات
الاستفهامات والتحليلات لحالة راشد الذي انقلبت كما يقولون
180 درجة.
لا أخفيكم إنه قد حصل منه هذا الفعل وبدون سبب مرة أو مرتين
قبل ذلك ولكنها لا تستمر أكثر من يوم .

وصلنا الرياض بسلام , ودخلت المنزل منتصف الليل فاتجهت
مباشرة إلى سريري ولم أعي بنفسي إلا منتصف عصر اليوم
التالي فصليت ما فاتني واتجهت مباشرة إلى الأهل فسلمت
عليهم ثم اتجهت بعد ذلك إلى غرفتي لأعدل من حالي بعد السفر .
كنت مستلقيا على فراشي بعد أن نزعت عني وعثاء السفر، وأول
موضوع دار في ذهني العلاقة التي تهشمت بيني وبين راشد .
وأحاول أن أحلل سبب هذه المشكلة فمرّة أقول : سمع منّي شيء
لم يعجبه ، ومرّة أقول : قد يكون زميلي صاحب مصالح فإن
انتهى من مصلحته تركني وذهب إلى آخر ، ومرة أقول : قد
يكون شخص قد فتّن بيني وبينه وهكذا من التخمينات ، حتى
قطع تخميني صوت أبي محمد يصدح بالأذان غضا طريا مؤثرا
، فتجهزت وخرجت لأداء صلاة المغرب .

علاقتنا ببعضنا تغيرت كثيرا فبعد أن كانت الاتصالات في اليوم
الواحد لا تنقطع بيني وبينه أصبحنا إذا تقابلنا سلمنا على بعض
فقط .
فقد فَتُرَت هذه العلاقة إلى أبعد حد حتّى قاربت على أن تكون مثل
علاقة محمد براشد .

اللهم اهدنا إلى سواء السبيل
اللهم أرنا الحق حق وارزقنا اتّباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم صل وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
22 /1 /1430هـ

الآن وبعد أن قرأت القصة أريد منك أخي مقترحا لحل هذه
المشكلة ولو كان بسيطا ، شاكر لك قراءتها والإطلاع عليها ..

[الداعي إلى الله]

ما أجمل المصارحة .. وأيضاً الرجوع إلى مشرف الحلقة إذا كنتما فيها إلى الآن ..

ولاتنس الدعاء له , وأن يصلح الله الأمور بينكما ..

( آسف على الإختصار , فقد جاءت على عجالة )

وفقك الله وأعانك ..

[حبيبة فهد]

يسعدني ان اكون اول من سيرد عليك
فأنا من رأيي ان تحاول لمرة واحده فقط وتسأله عن سبب تغيره ايضا مهما حدث من زعل بينك وبين راشد ماكان يجب ان يفضح اسرارك امام زملائك ويجب عليك ان توبخه بهذا الشأن
اذا لم يرد عليك فيجب ان تلح على صديقك محمد لتعرف مالذي جرى بينه وبين راشد لعله رأى جانب من شخصية راشد التي لم تراها انت ولعله فعل نفس الموقف الذي فعله معك انت
ومن رأيي حتى لو رجعت المياه لمجاريها لاتسلمه اب سر ولاتهمس له عن اي ضائقه في صدرك لان هذه الاشكال انا من رأيي لاتثق بها
اتمنى ان اكون وفقت في نصيحتي لك

[أم جحا]

أخوي الكريم صديقك شكله من أنوع اللي مايحب الصداقه تدور يعني كل سنه صديق .

والحمد لله وشكر شكلة نفسيه التصارفات اللي سواها معك عادي عنده .

الله يعينك بس

طيب ليش ماتقابلة وتقول لها أنت ليش سويت فيني كذا وكذا وشف وش يقولك .


وتقبل مروري

[حنشول]

هو مافيه خير لوفيه كان صلحت العلاقه بينه وبين محمد
نصيحتي لك انس الموضوع تمام
من تغلا يخلا لو هو بالقلب غالي

تقبل مروري

[الزرياب]

عسى ان تكره شي وهوخير لكم وعسى ان تحبو شي وهو شر لكم..

والحمد لله اللي افتكيت منه ..باين انه اناني ومصلحجي وووالخ..ولو انت الى الان وانت معه

كان شفت اشد من كذا..بس الله يكون في عونك اخوي..

ماقول الا الله يرزقك الصديق الصالح ...

[RSLAN]

,,

أهلا بالغالي ..


أعتقد أن مشكلتك تكمن في أن صديقك لا يعرف قيمة الصداقه وحجمها , أو أنه يعتبرها علاقه عاديه ..

والذي يتضح من كلامك أن صديقك قد فعل تلك الفعله مرتين قبل سفركم , أي أنها الثالثه ..!


هو في الحقيقة لا يعرف معنى الصداقه لأنك قلت في كلامك أنك قد لاحظت خصلتين في شخصيته ..

ومنها كما قلت :

( أنّه غير سياسي في علاقاته مع الآخرين ، فإذا لم يعجبه
شخص قطع العلاقة معه تماما بل قد يصرح بذلك أحيانا أمام وجهه . )



هو شخص [ مزاجي ] , أي أنه إذا لم يعجبه الشخص يقطع العلاقه معها تماما ولا حتى يجامله , فلا يستقر له صديق أبداً ..
فتجد اليوم له صديق وغداً صديق .. وهكذا , وقد يعود للصديق الذي كان معه قبل شهر ثم يفارقه مرةً أخرى ..



وهذا النوع قد يكون من الأشخاص الزائد الحساسيه أيضا , بمعنى أنه قد يأخذ منك موقفا أنت لم تقصده ..
فيذهب ويتركك ويكتب عهد على نفسه أن لا يكلمك ثم ما يلبث يوم أو يومين حتى يحنّ عليك ثم يتصل ويعيد العلاقه من دون أن يعتذر عن انقطاعه وجفائه .. كما حصل مع صديقه [ محمد ] ..!


أعتقد أن لديه ( انفصام في الشخصيه ) كل يوم له رأي ويحب أن يفرض رأيه دائماً وقد يثير مشاكل لأسباب تافهه ..




خلاصة كلامي : لا تحزن على فراقه فقد يكون خيراً لك ..!

وقد أجزم لك أنه سيعود إليك مرةً أخرى ,,


شكرا سليمان ,

,,

[عراوي]

أولا شكرا لكم على هالردود التي تثلج الصدر ،،

أخي الداعي إلى الله :
لتعلم أني حاولت مصارحته أكثر من مرة لكنه يتهجج ..


حبيبة فهد
أما سؤاله عما حدث فقد جاوبت عليه ، بالإضافة
إلى كونه يدرس الآن خارج الرياض ، وأنتضره
على المسنجر والجوال وارسل له ، لكن لا يرد ..

أم جحا
للأسف أصدقاؤه كثر ، لكن ما يعيبه أنه يكسب أعداء
بين الفينة والأخرى ، وهذا ما يؤثر سلبا على أصدقاءه..

أخي حنشول
للأسف قلبي يحدثني عن بقايا حب وإخاء تجاه راشد ،،
لا أدري أللغربة سبب في ذلك ؟

عزيزي يزن
الحمد لله على كل حال ، وأزيدك من الشعر بيت أن
أحد الزملاء لما علم بمشكلتنا جاءني مهنأ ، وقال :
ادعلي لعل الي صار لكم يصير لنا

أخي أيمن
لا أدري حقيقة ما يخلج في صدر راشد ، وكما قلت فهو مزاجي
لا أزيد ولا أنقص إن تكلمت عن وصول تهنئات لما آلت إليه علاقتنا ..

وقبل أن أختم أعرج وأنوّه على أنه في يوم من الأيام
كان راشد من أعز الأصدقاء الذين عرفتهم ، فإن حصل
ما حصل ، يبقى الإحترام والود قائم بيننا ..
دعواتكم له بالهداية ..
أختم فأشكركم جزيل الشكر على هذه الآراء

[مخاوي الديره]

أخي الفاضل /عراوي
أتركه والناس واجد , ممكن يكون تكوين الصداقة صعب ولكن أفضل لك من خائن الأمانة الذي أفشا سرك أمام الناس
وأمام ثلاثين شخص دون أي أعتبار أو أحترام لك .
أخي احمد الله أنك لم تعطه أسرار كثيره لكان الأمر كابوس لك , وهذا فضل من الله ودرس لك أنك ماتعطي سرك أي فرد مهما كان حتى لا تكون أسير لشخص ما , في هذا الزمن أعتقد الصداقة صارة ليست لها قيمة عند أغلب الناس وأستبدلو مكانها المصالح الشخصية يعني وراك مصلحة يركضون خلفك حتى تتم لهم المصلحة وبعدين يتركونك .
أخيراً أستنتج من القصة أنه يوم تغير عليك صرت تطارد خلفه وهذا ماشجعه يصلح كذا والمفروض أن يكون عندك ثقة بنفسك ولا تركض وراء شخص تغير عليك وأنت لم تفعل شي . .

[عراوي]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها [color="darkred" مخاوي الديره[/color];1328289]أخي أخيراً أستنتج من القصة أنه يوم تغير عليك صرت تطارد خلفه وهذا ماشجعه يصلح كذا والمفروض أن يكون عندك ثقة بنفسك ولا تركض وراء شخص تغير عليك وأنت لم تفعل شي . .

أما عن صداقات الناس الآن فأتوقع أنها آلت إلى ما ذكرت ،،
لأجل المصالح ، إلا ما رحم ربّي ..

أما عن المطارد لا والله ، بل أنا من رفض أن يلتفت إليه
بل وأقسمت على نفسي أن لا ترجع الأمور كما كانت ،،

لكن ما أبحث عنه الآن ، هو لمذا هذا التصرف المفاجئ منه ؟؟
وهذا ما يفقع المرارة على ما يقولون ، بأي حق يفشي سرا ..


الاخت هابين
أما عن الترك فقد تركته وأقسمت على ذلك ،،
وأما عن الأسرار فلا بد للشخص أن ينفّس عن نفسه
ويفضفض ما عنده من أسرار بين الفينة والأخرى ..
وهي تخرج غالبا لأعز الأصدقاء ، وما أعزي به
نفسي الآن أن السر الذي أفشاه لم يكن بذاك
الأهمية بالنسبة لغيره من الأسرار ..


تحياتي لكم

[هايين]

اتركه انه لايستحق ان يكون هو نقطه تفكيرك دائما
ولاتخبر بأسرارك احدا مهما يكن
لأن السر اذا خرج من الشفتين فقد انتشر
خذها عبره

الله يوفقك ويستر عليك

[ابن الإسلام]

إذا كنت واثق من نفسك أنك لم تخطئ عليه أتركه الحمدلله ليس أمك و لا أبوك

وفقك الله لكل خير ونفع بك
هذا رأي وقد أكون مخطا

[ولد أمس]

يا وين ابلقالي رفيقاً على حالي شفيق
***
لا يعاتبني وإذا اخطيت يدمح زلتي

[فهد التميمي]

( أحبب حبيبك حب ما عسى أن
يكون عدوك يوما ما ، وأبغض عدوك بغضا ما عسى أن يكون
حبيبك يوما ما )