[الشهاب الأحمر]

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله



أما بعد


مهما بلغ الإنسان أو الفرد من الرقي و العلم و رجاحة العقل و الفهم إلا أن نضرته للأمور أو الأمر أياً كان هذا الأمر تبقى نضرة قاصرة لا تعدو أن تكون رأياً أو فكرة أو دليل أو نحو من هذا ، وما ذاك أيها الكريم إلا لمحدودية العقل في النطاق المحيط به و عدم استطاعته معرفة المستقبل و الإحاطة به وهو الأهم بلا شك من الماضي و الحاضر ، وإلا فإنّه ربما أحاط البعض منا بالسابق أو الماضي و الحاضر و لم يستطع أن يتنبأ بالمستقبل القادم ، لذلك و من خلال نضرة سريعة قاصرة فإنك ترى أيها الكريم جميع الأنظمة غير الشرعية و غير الموافقة للأنظمة الإسلامية سرعان من تتغير أو تبدل كلياً و يحل محلها أنظمة غيرها مثلها ، حتى رأيناهم اليوم و أقصد الدول غير الإسلامية و التي لا تطبق هذه الشريعة الربانية في هذه الأيام يطبقون القواعد الإسلامية اجتماعية كانت أو اقتصادية و غير ذلك و يسعون من خلال هذا الحفاظ على من يرون أنّه بقي من الأخلاق و القيم عندهم ، فاللهم أعز دينك و أنصر سنة نبيك .

أخي الكريم

في الحقيقة يزعجني و يؤرقني كثيراً و كثيرٌ معي الحملات المنتشرة هذه الأيام ، و التي بدأت تنتشر بكثرة ، و خاصة المنتشرة من خلال الشبكة العنكبوتية حيث تسهل وصول أكبر قدر من المراد والمطلوب بأقل جهد و وسيلة لا تكلف الفرد أي شيء ، و كلها أو غالب تلك الحملات تدعوا إلى الالتفاف إما حول جماعة أو فرقة أو طائفة أو تكون داعية للالتفاف من أجل مناصرة أو مفاخرة أو غير هذا مما هو مزري و يزري بهذه الأمة المباركة ،

أخي الكريم

حينما ترى هذه الحملات حقيقة تراك تراها جهود فردية و من ثم ربما تكون خرجت من فرد ليس بعالم ، أو ممن هو متعالم و هذه مشكلة، أو من مفكر لا يأخذ الحق منه، أو من شيخ فرد لا يعدو كلامه أن يكون رأياً أو فكرة أو اقتراح ما لم يوافق كتاب الله و سنة رسول الله و إجماع أهل الحق ،و المشكلة و هو ما يزيد الإشكال إشكال هو أنّها باسم الدين تهب علينا وبثوب الإسلام تكتسي ، فتراك تجدها تأسر قلوب الناس بهذا الاسم ، و حقيقة أن الشعوب العربية بشكل عام و الشعب الخليجي بشكل خاص بما فيهم من الخير فإن كلمة إسلامي تغرهم غرراً شديداً حتى خرج بعض الحمقاء و للأسف بسمكٍ مذبوح على الطريقة الإسلامية، و يستر الله أن يخرج من يخرج غداً بخنزير موافق للشروط الإسلامية.

أخي الكريم

تسعى الشريعة الإسلامية لضم الشمل ، و لرأب الصدع ، و الوقوف أمام الأعداء في كل زمان و كل مكان ، وقفة لا ضعف فيها و لا هوان و ذلك كله من خلال الالتفاف الحق و هو الذي يكون حول ولي أمر واحد معروف بحيث يطاع فلا يعصى ، ولقد جاء القرآن الكريم و السنة النبوية بالأدلة المتواترة الكثيرة على وجوب الالتفاف حول ولي الأمر و على عدم جواز الخروج عليه إلا إن رُأي منه كفراً بواحاً لكم عليه من الله سلطان ، و كذلك سدت و منعت كل ما من شأنه تعزيز ذلك المنهج من خلال أسلوب التهويل و الترهيب و تشديد العقوبة على من خالف هذا المنهج منهج أهل السنة و الجماعة .

أيها الكريم الموفق لكل خير

هل تظن بأن لهذه الحملات فائدة أو منفعة ؟
أما أنا فلا أشك في أن هذه الحملات لها ضرر أكثر من نفعها لو وجد منها أو فيها ذلك النفع ، كيف لا و هي تدعوا للتحزب بشكل مباشر أو غير مباشر ، أما إذا دعت للتحزب بشكل أو بأخر مباشرةً فهذا مرفوض بتاتاً جملتاً و تفصيلا ، ولتعلم أيها الموفق أن هذا ليس لأحد ، كأن ينشأ أحدهم جماعة أو طائفة أو فرقة أو نحو من هذا و يعتزل عن الناس و كأنه هو المسلم فقط و من ينضم إليه من الأفراد .

البعض قد يرى أن الحديث عن مثل هذه الأمور و الأحداث الموجودة في الساحة تكبير و تهويل لأمر صغير لا يستحق كل هذا العناء و الجهد في توضيح أمره و توجيهه ، و الحق أن الأمر حينما يتعلق بالجماعة فإنه الأمر الخطير و الوقع الجلل ، يُتدارك بالدراسة و التمحيص و التدقيق أيضاً و يكون ذلك في صغائره قبل كبائره بغية اجتناب الأهوال و السير على غير الطريق المستقيم أعاذنا الله و إياكم من سلوك غير الطريق المستقيم ، لا بد من تكوين الفكرة قبل كل شيء وعدم الهم بها إلا بدراسة تمحيصية يرى فيها الإيجابيات و السلبيات فمتى ما ظهرت سلبية تساوي الإيجابية أو تفوقها ترك الأمر كله مخافة الوقوع في الزلل و الخطأ ، و لقد رأينا كثيراً من الناس يسعون جاهدين بأمل قدره واحد أو اثنان في المائة لإصلاح مشكل عظيم ، وهذا من وجهة نظري خطأ و عبث يجب على من رآه عدم السكوت عليه ، و أرئ أن يقدم مثل هؤلاء للمحاكم لمحاكمتهم و إصدار أحكام في حقهم كيف تعزيرية تأديبية ، كيف لا و هم يتكلمون عن الجماعة خرصاً و هم لا يفقهون .

لو وجد منظمة كتلك التي تحارب السلاح النووي و وجد أخرى تحارب الحملات السيئة و غير الرتيبة لكان الأمر عندي سيان

هذا و الله تعالى أعلم و أحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه / الشهاب الأحمر