بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » علاقة الوظيفة بالإسلام والعقيدة مقال للشيخ الدكتور ابراهيم الدويش

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 31-03-2009, 04:20 PM   #1
dordm
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 69
علاقة الوظيفة بالإسلام والعقيدة مقال للشيخ الدكتور ابراهيم الدويش

علاقة الوظيفة بالإسلام والعقيدة


يجب أن نتنبه إلى أن كثيرا من الناس يغفل عن علاقة إسلامه وعقيدته بعمله ووظيفته، فنرى مثلا مسلما موظفا يحرص على صلاة الجماعة ويسابق على الصف الأول، ويصوم النوافل، ويتجنب كثيرا من المعاملات المالية المشبوهة، ويحترق قلبه على منكر ينظر إليه، بل ربما سارع إلى إنكار هذا المنكر، وهذا كله جميل ومفرح ونرجو الأجر لصاحبه إن شاء الله، لكن العجب العجاب أن ترى هذا الموظف الذي اتصف بمثل هذه الصفات لا يراقب حاله وأعماله وتصرفاته في وظيفته وعمله ، فمثلا: هو يسرق من وقت وظيفته ساعات ويسارع في طلب الانتدابات والمكافآت بغير حق، ويحتال على الإجازات والتغيبات، إلى آخر ما نسمعه ونراه في عالم الوظيفة والموظفين، وكأن الوظيفة لا تمت لدينه بصلة، وكأن الراتب الوظيفي لا يدخله الحلال والحرام بسبب التقصير والإخلال، فهل هذه ازدواجية وانفصام في الشخصية ، أو أنها غفلة وجهل؟
فمثل هذا يرى أن الإسلام هو فقط تلك العبادات الشرعية المعروفة، نسي أو تناسى أن الإسلام دين متكامل، ألسنا نردد أن الله خلقنا لعبادته، وأن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة والباطنة؟ إذن معنى هذا؛ كل فعل وقول وحركة في حياتك أيها المسلم لك فيه أجر بشرط أن يحبه الله ويرضاه، أي أن تكون أعمالك خالصة لله أو كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو هدف المسلم في الحياة رضا الله عز وجل في كل شيء. الله تعالى يقول: « قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له» (الأنعام:162) ، فكل صغيرة وكبيرة في حياتي لله سبحانه ، فإذا اتضح الهدف للمسلم ارتاح قلبه وأطمأنت نفسه وشعر بالسعادة لأنه يعيش من أجل هدف ومبدأ سام عظيم وغاية واضحة هي رضا الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة، وبهذا المفهوم الصحيح للعبادة فكل شيء في الحياة لك به أجر متى أخلصت القصد، وهنا تتضح حقيقة هذا الدين وشموليته ويسره وسعته. فوالله لو عاش المسلمون بهذا المفهوم لما كان هناك انفصام نكد في شخصية الكثير من المسلمين؛ تجد الرجل يأتي للمسجد يركع ويسجد وربما يتأثر ويبكي وتسيل الدمعة على الخد، لكن تعال وانظر لعمله، لوظيفته، لتأخره وكثرة غيابه، غشه وعدم أمانته، انظر لسانه وسوء أخلاقه وتجهمه، انظر لبيعه وشرائه وتساهله في أكل الشبهات وربما تعامله بالربا، بل وانظر لبيته وما فيه من وسائل فساد ومعصية وشهوات، فو الله إنه لتناقض عجيب.



د. إبراهيم الدويش
dordm غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)