|
|
|
|
24-07-2009, 01:51 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
مفهوم الخصوصية بين فكين
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة جمعة 1/8/1430هـ هل يربي المجتمع نفسه . د صالح التويجري ,, ان الحمد لله في هذه الخطبة تحرير لمعنى الخصوصية والرقيب والعولمة والاختراق ثمة رقابة قوامها الأعراف المتنوّعة في الثقافة الاسلامية حيث يقيم العرف الاجتماعي والأخلاقي منظومة من المعايير التي يُسمح أو لا يُسمح وفقها بتناول موضوع محدّد أو التلفّظ بعبارة مخصوصة أو كلمة محددة. هذه الرقابة يمكن أن يتلمسها الرجال والنساء علي حد سواء في الممارسات اليومية. وثمة اشتراطات عُرْفية يتوجب الالتزام بها حتي في طريقة الجلوس في الدواوين والمجالس والأماكن العامة والمقاهي والشوارع و سيمارس العرف ضده رقابة قاسية. وبالنسبة للنساء ثمة رقابة أكثر صرامة تضرب في صميم استخدامها العفوي لجسدها نفسه بل في مقاسات وحدود أكمام الملابس والتنورات وفي ضيق أو اتساع البنطلونات، وفي خيارات ألون غطاء الرأس وكل من يمرق عن هذه الشروط والحدود تُمارس ضده رقابة فعلية صارمة، أحيانا لغوية وأحيانا رقابات رمزية. وفي الإطار الاجتماعي، لا يتورع المجتمع المسلم عن توظيف لغة العيون من أجل ممارسة منظومة يومية من الرقابة الخفية علي اللغة الاستعارية للانسان علي سلوكه إن النظرات الساخطة أو المستاءة أو الشبقة تمارس في جوهر الأمر رقابة من نوع خاص. وإذا وجد الرقيب تلاشت الحريات هكذا يقول كل فنان مسرحي أو غنائي يريد أن يطلق لنفسه العنان لإيصال مشروعه سواء عبر لوحة مرسومة، اونصٍ أدبي تلفزيوني سينمائي أو عدسة كاميرا. يوم ان كان الرقيب هو الفيصل في عرض أي عمل تلفزيوني فهو الذي يحدد حجم المحظورات الموجودة فلما تلاشى تأكدت ضرورة الرقيب الاجتماعي اذ مع انتشار القنوات الفضائية أصبح مقص الرقيب كسولاً يتغاضى عن الكثيرمن المخالفات فجاء هذا الكسل على حساب الكثير من القيم والأخلاقيات واختلط على المشاهد قانون العرض بقانون الرفض *وذا غاب مقص الرقيب فاين مقص التهذيب لماهومشاهد من قبل الصغير والكبير كحارس للكثير من القيم والأخلاقيات التي تحافظ على أبناء مجتمعنا. المؤسف أن الكثير من القنوات العربية تناست أنها تخاطب مشاهداً عربياً مسلماً ويفترض فيها أن تكون أكثر دقة وانسجاما مع مكونات هذا الإنسان فيما تعرض ولكن أصبح التنافس فيما بينها قوياً في عرض الممنوعات وتتفاخر بأن تسميه الجرأة ومنطقها يقول إن المشاهد يتابع القناة الجريئة. نعم هنالك من يرغبون في معرفة كل شيء ولكن هل المنطق السليم أن نخاطبهم عبر غرائزهم الشهوانية؟ونحن أمناء على دينهم وعقولهم .المسلسلات من كثرتها ولغتها نسينا من أين أتت فهي تركز في إعلاناتها على أننا بمشاهدتها سنستعيد الحب المفقود والحب الضائع وستعيد لنا الثقة بالحب الذي فقدناه أو الذي لا نعرفه. هل نحن مجتمعات تقرهروب الفتاة مع صديقها؟ وهل نحن مجتمعات تقر هروب الزوجة من زوجها إلى أحضان صديقها؟ وهل نحن مجتمعات تقر الإنجاب قبل الزواج؟ وهل نحن مجتمعات تقر الإجهاض؟وهل نحن مجتمع يكرس العقوق وهل نحن مجتمع تطغى فيه المادة لتفلس الروح ويحقق نزوات أفراد لتشقى مجتمعات. إننا نرى كل ما هو ضد منطقنا وعاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا قبل كل أمر. وقد تكون هذه المحظورات جاذبة لبعض الأفراد ولكن الحذر من أن نعتبر هؤلاء النشاز قدوة لنا ونقر لكثرة التكرار سلوكايتهم وعلينا ألا ننسى أن أطفالنا يقلدون الكثير من العنف في مسلسلات الكرتون عندما يشاهدونها وستغرس فيهم كل ما هو ضد القيم والأخلاق.والدين تشابكت العولمة في عقول الناس، وتنوعت مواضيعها وتوسعت مجالاتها وكأنها قوة سحرية تجذب اليها العالم وتوحد نماذجه، وانماط انتاجه وتهدد كل ما هو خارجها، بل تجبر بقوة الرأسمال ان يجذب اليها كل ما يدور في فلكها، بما في ذلك الفنون والاداب والاخلاق واذا كانت العولمة تفرض ذاتها في الاقتصاد والتجارة.. فلا يمكن ان تحقق اهدافها في الفنون والآداب،والأخلاق لصعوبة التحولات الاجتماعية . ومع غفلتنا فالعولمة قد تمحو الحدود الثقافية، وتكسر الخصوصيات المحلية، وتفتت القوميات، وتصبو الى توحيد صيغة واحدة في العالم، بعكس القيم والأخلاق والعقائد فهي تعمق الحدود الثقافية والبيئية وتحافظ على خصوصية كل امة.لئلا تتما هى في غيرها وتذوب ان المحافظة على القيم والمعايير من أساسيات الخصوصية فالعلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل مختلفة عند جميع الشعوب، وهي الامتداد الزمني ولها نتائجها في تكوين المجتمع ومنظوره وبالتالي تنعكس نتائجها في العمل الحاضر.ان دخول سلطة المعلوماتية في موازين القوى بين البشر جعل مفهوم السيادة الوطنية قضية خاسرة حين تفرض عليك مصادر المعلومات نماذج خارج إطار دينك وثقافتك وخصوصيتك وحين تلفظ كل يوم بل كل لحظة كما هائلا من موروثاتها ومخرجات ثقافاتها وما لم يكن المجتمع نفسه رقيبا وحارسا عصيا على الاختراق فسوف يفقد معناه ومبناه, ولئن شاهت أذواق وأفكار وعقول بعض من مرد على الذهاب هناك واستملح أسلوب الحياة بلا رقيب من دين أو قيم أو مجتمع وظن رواج تلك الفوضى هنا أو دعا إلى قبولها بدعوى الانفتاح وكسر الخصوصية فلن يستطيع مادام فينا دولة ودين فالدين قوام الدولة والدولة حارس الدين أدام الله لهما البقاء والتمكين معا,واليكم نموذجا تطبيقيا عمليا واقعيا من بلادي . تجولت كثيرا في مصايف ومتنزهات بلادي وفي المقابل زرت دولا أخرى فوجدت الفارق أن التعاميم والتعليمات وبوليس الآداب وغيرها مماهنالك لم تقم بنفس الدور الذي يقوم به المجمع في بلادي فهو إضافة الى التعليمات الرائعة في كل مجال يقوم بدور الحارس المؤتمن من خلال العمل بها والمطالبة بتطبيقها والنهي عن مخالفاتها . والإبلاغ عمن يعبث بها.فالأجهزة عندنا لا تعمل وحدها إنها تعمل تحت إشراف المجتمع , فيقضته مدد وسند وعضد. مجتمعنا ايجابي وجرئ على كل مخالف للأنظمة والتعاليم ,لم تخدره عبارات الانسنة المهترئة بدعوى الحرية اوالانشغال بالذات عن الغير أو لمز وغمز المطوعين من المؤمنين. شعور مجتمعنا كل فرد فاعل في قارب النجاة شريك في الغرق او الحرق او النجاة. في كل بقعة من بلادي إذا حضرت الصلاة أذن احدهم فتنادوا إلى المصلى زرافات, تجاهل فوضوي قيمة النزهة وحق الغير فرفع الأغنية بادره أكثر من واحد بإيقاف الأغاني , تجرأ ساقط على امرأة بمضايقة تحاما دونها كل من حضر , عبث طفل او مستهتر بالمرافق العامة ماء وكهرباء وممتلكات أنكر عليه كل العقلاء , إنها صور من المجتمع الراقي بقيمه ومبادئه ونبل أخلاقه وهذه سفينة النجاة ,, هنيئا لنا بكم مسلمون ومواطنون حقا
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
24-07-2009, 03:14 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: بلاد القوقاز
المشاركات: 1,802
|
جزاك الله كل خير
__________________
|
25-07-2009, 02:42 AM | #3 |
!
تاريخ التسجيل: Feb 2009
البلد: Do not be sad to yesterday it will not be back no regrets on the day .. It is late and my dream the sun flare in a beautiful tomorrow
المشاركات: 4,496
|
مشكوررررر |
الإشارات المرجعية |
|
|