[غربة الخاطر]

عذرا.. لكن قصة سلطان ملكة ذكرتني بقصتي..

قِـصَّـة ٌ .. حِـبْرُهَا دُمُـوعُ غُـرْبَـةَ َ الخَـاطِـرْ..

( أَنَا وَ هُـوَ وَ..هِـيَ )


مذ كنت أستيقظ في الصباح الباكر..،

لم يكن لي عمل إلا البحث عنه وملاحقته بنظراتي أينما ذهب..

كيف لا وأنا لا تقر عيني ولا يهدأ بالي ولا تستريح براكين قلبي إلا عند رؤيته..

وعندما تتصافح أعيننا ..،
لا يكون مني إلا أن أهرع بين أحضانه
لأضمه بكل ما أوتيتُ من قوة..وأقبله ..

كنت سعيدة لأنه دوماً بجواري..

ولم ينغص على حياتي إلا وجود الأخرى في حياته..

نعم .. كنت أعلم أن هناك امرأة هي حب حياته.....


كنتُ أغار منها بجنون..

لأنها الأولى في حياته وأنا الثانية..

كنت أقول عنهُ أنه حبيبي.. لكن هي كانت حبيبته..

كنت أهيم به.. وكانت هي كذلك..لأنه عادل بطبعه..

كنت أبغضها بسببه.. وكانت هي تحبني لأجله..

كنت أحب إيذائها.. وكانت هي تبتسم دوماً في وجهي....


نعم كنت أرى نظرة الحب والعطف في عينيها..

فقد كانت لطيبتها تعاملني بلطف أمامه وحتى أثناء سفره وغيابه..

لكن الغيرة تُعمي قلب الأنثى فلم أُدرك ذلك..

عزمتُ على إيذائها مجدداً..

..لا....وفي عقر دارها.....



كانت الساعة تشير إلى ما بعد الواحدة والنصف بعد الظهر..

فتحت باب غرفتي بهدوء..، رأيتها ..

كانت منشغلةً بترتيب البيت.. وبمساعدة أبنائها في واجباتهم المدرسية..

ما أسعدني بهذا المنظر..

لأني أعلم يقيناً بأنها بانشغالها عن زوجها تفتح لي فرصة لأمتلكه لوحدي للأبد..

تسللتُ إلى غرفة نومهما..، لم يلمحني أحد..

فتحتُ الباب بهدوء..دخلت..أقفلته من ورائي..

تقدمت ببطء ونبضات قلبي تعلو وتعلو ، فكلي شوق لأن أرتمي بين أحضانه.....


اللــــه.. سبحان من صَـوَّرَه..

ما أجمل هذا الوجه المضيء وما أملحه..

مهيب.. حتى وهو نائم..

لكن لم أستطع مقاومة هواي..

رفعت اللحاف وتسللت بهدوء إلى جانبه..

وأخيرا ً ضممتُ نفسي إليه..

شممتُ رائحة جسده.. أحس بوجودي..ابتسم لي..قبلني..

وبدأ يلاعب خصلات شعري.. وكان سعيداً بذلك..

أحسستُ أني في عالم آخر..

عالم حبنا الخاص الذي لا يرتوي منه غيري مع هذا الرجل العظيم.....




لم تمضِ دقائق حتى فُـتِـحُ الباب بهدوء..

ودخلت الأولى.. فوجئتْ برؤيتي..

تشبثتُ به وأغمضتُ عيناي..

قال لها وهو يضمني:

أهلاً حبيبتي..<< هنا شعرت بالقهر..

هي ضحكت له وقالت:

أتعلم ..لقد أفسدتها بدلالك..

أُنظر إليها كيف أيقظتك من نومك وتمثل كأنها نائمة كي لا أُخرجها من الغرفة..

ضحك وضمني إليه بقوة وقال:

دعيها....

فكل فتاة بأبيها معجبة..
...


شعرتُ حينها بالانتصار..

وبأني أخيراً قد انتقمت منها

لأنها منعتني من النوم إلى جانبه.....


آآآه... ولم تمضِ إلا أيام وبدأت الدراسة..

رأيته في الصباح الباكر..

كان هذا يومنا الخامس عشر في بيتنا الجديد..

كان والدي كعادته يقرأ من كتاب الله عن ظهر قلب..

سلمتُ عليه ..قبلته.. نظر إلي بحنان..

ابتسم.. جلست في حجره.. أنظر إلى عينيه الجميلتين..

عيناه اللتان تجمعان دفء الكون كله..

تناولنا وجبة الإفطار..

أوصلني للمدرسة..

أحسستُ بضيقة في صدري.. كأن يدٍ قويةٍ تعتصر قلبي..

التفت إليه كأني أتوسل إليه

أن لا يدعني أذهب للمدرسة..

ابتسم لي بالرغم من الألم الذي

كان يشعر به ويخفيه.. وقال:

اذهبي يا ابنتي..

أريد أن أراكِ دكتورة ناجحة عندما تكبرين..

ابتسمت.. لم أنطق بأي كلمه بسبب الغصة التي شعرت بها في حلقي..

أقسم أني لمحتُ ذاك الألم الذي

كان يحاول إخفائه عني..

سرتُ نحو باب المدرسة..

سقطت دمعة من عيني.....




كم كنت أكره المدرسة
فقط لأنها تفصلني عن حضن والدي الحبيب..

لم تغادرني الضيقة طوال النهار..

لم أنسى ملامح ذلك اليوم..

كان يوم الاثنين الثالث من شهر صفر من عام 1407هـ

رن جرس المدرسة يعلن وقت الخروج..

أسرعتُ نحو الباب.. فمن عادتي أن أجده واقفاً ينتظرني..

لم يكن هناك.. صدمت.. بكيت..

زميلاتي قلن لي ما بك؟

قلت : تعبانة.. أريد والدي.....


وبعد ساعة من الانتظار المرير..،

رأيت سيارته من بعيد..

لم يكن هو.. رأيت إخوتي كلهم في السيارة..

قلت: أين والدي..؟؟!!

الجميع صامتون..

قالت أختي الكبرى: اركبي بسرعة..

سارت السيارة لكن ليس إلى بيتنا..

قلت: إلى أين؟... لم أسمع جواباً..

غضبت وقلت في نفسي:

سترون كيف سأشتـكـيكم إلى والدي عندما أراه.....


توقفنا عند أحد المعارف..

أمي كانت هناك..تبكي بحرقة..

ليست لوحدها..

الجميع يبكي..سألت: ماذا هناك؟!!

إحداهن قالت لي:

والدكِ ....قــد فارق الحياة..

كان وقع الخبر كالصاعقة..

لست أذكر ناقلة الخبر..

لكن أذكر أني خرجت إلى الصالة من هول الخبر وعجزت عن البكاء..

فكرتُ في أخي الصغير الذي ما زال في المستشفى..

اليوم أكمل الشهر الأول من عمره

ولم يرى والدي بعد ولم يذق طعم حبه للآن..

عدتُ إلى أمي..

ضمتني إلى صدرها الحنون..

شعرتُ أنها المرة الأولى التي تضمني إليها..

لا.. بل الحقيقة أنها المرة الأولى التي أنا سمحتُ لها بذلك..

لم أعرف أمي إلا بعدما ودعني والدي رحمه الله..

لأني كنتُ مشغولة في المنافسة معها على والدي..

أعذروني فقد كنتُ في الثامنة من عمري وكنتُ دلوعة والدي.....



رأيته هناك.. أمام عيني..في المستشفى..

رأيتُ وجهه المضيء الذي زاد إشراقاً..

لم أشعر أنه ميت.. أقسم أنه كان نائماً..

وأن هناك ابتسامة على شفتيه لم يرها غيري..

أردتُ تقبيل جبينه.. لم أستطع..كأن أقدامي قد شلت..

عجزت عن الحراك.. أو قد لم أرد إزعاجه بعد مماته..

تمنيت لمسه..كان لين الجسم كما قيل لي

وذو رائحة طيبة..

الحمد لله.....


سالت دموعي بصمت على خدي..

شعرت بوالدي يريدني قوية..

يريدني أن أكبر عقلاً وقلباً لأتحمل المسؤولية..

لهذا لم أبكِ..أمام أحد..

وكذلك لشعوري بأن دموع بحجم المحيطات لا تكفي لرثاء الرجل العظيم الذي فقدت..

وتمنيت لو أنهم يدفنوني معه فلا أفارقه أبداً.....



عدنا للبيت..

جلسوا في الصالة

بينما تسللت لغرفة والدي..

نظرت إلى المرآة..

خيل إلي أني سمعته يقول:

أيقظيني قبل وقت الآذان..

التفت..لم أجد أحداً.....



وفي الليل..عندما لم أجد حضنه الدافئ..،

احتضنت وسادتي لأول مرة..

ولم أمنع دموعي من الانهمار..

وقتها.. أقسم أني سمعتُ صوته الندي..،

ناداني وقال:

لا تبكِ..

سكتتُ .. جلست على سريري..

لم يكن هناك أحد غيري..

احتضنت وسادتي ورحت في سباتٍ عميق..

...


كنتُ ومازلتُ أفتقده كثيراً..

أفتقد صوته..تلاوته..

حرصه على تعليمي كتاب الله إلى جانب العلوم الأخرى..

أفتقده كلما سمعت صوت الآذان يشق عنان السماء..

أفتقد رائحته.. اهتمامه.. ابتسامته.. حنانه..

حرصه وخوفه علي وعلى أخواتي..

أفتقد ملاعبته لخصلات شعري..

أفتقد نظرته التي كانت تحسسني

بأني كل شيء في حياته..

أفتقده كلما شعرت

بأن الدنيا تضيق حيطانها علي..

ولا أملك له إلا الدعاء بأن يجمعني الله معه ووالديه

ومن يحب في جنات ونهر...

أسأل الله أن يحشره مع النبيين والصديـقـين والشهداء

والصالحين وحسن أولئك رفيقا.....



ذات ليلة.. تحدثنا عن والدي رحمه الله وعلاقة كل واحد منا به..

قالت لي أمي:
" أنتِ كنتِ روحه "

يا إلهي ..ما أسعدني بهذا الخبر..

آآآآه يا أمي.. لا تكفي كلمات الاعتذار على ما بدر مني..

ولا تكفي صنوف البر في حقك أيتها العظيمة..

لكن لا أملك إلا أن أحبكِ كما أراد أبي..

سأحبكِ لأنك أمي الحبيبة..

وسأعترف لكِ بأمر:

عندما كنتُ أنظر إلى والدي حين كان ينظر إليكِ..،

كنتُ أرى في عينيه وميضاً..

الآن أجزم أنه الحب يا أمي.. بل أكثر..

فصحيح أنه الرجل الذي أنا أحببت..،

لكن أعترف أنكِ المرأة التي هو أَحَـبْ.......

((( حبر من دموع غـربة الخاطر )))

[MooN 17]

اسأل الله أن يجمعك مع أبيك في جنات الخلد
وان يرزقك بر واالدتك
هذه الدنيا ليس عليها بقاء
كلمات مؤثرة اللهم ارزقنا برهم احياء وامواتا
لاجف قلمك اختي
moon 17

[غربة الخاطر]

أخوي مون 17 .. آمين ,, وجزاك الله عني خير الجزاء..

جمع الله بينك وبين أفراح عمرك..

غربة الخاطر..

[ماركو]

أسأل الله أن يلم شملكم في مقعد صدق عند مليك مقتدر

تمتلكين قلم ساحر , أهنأك على ذلك

[فتاة الورد]

الله يرحمه

ويجمعكم به ومع من تحبون وجميع المسلمين في جنات النعيم ~

الله يرحمه ويدخله فسيح جنـآته ~

[ابوالمعالي]

اللهم اجمعناب والدينا في الفردوس العلا ورزقنابرهم قبل الممات

[طير غيمار]

اقتباس أسأل الله أن يحشره مع النبيين والصديـقـين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.....

آمين يارب العالمين ..

كأن حروفكِ طيور شجن , نبرة حزن لاأدامه الله ..

كيف لا , والفقيد والد , جمعكِ الله به في جنات النعيم ..

ودمـتــم ..

[عمر اليحيى]

اقتباس اسأل الله أن يجمعك مع أبيك في جنات الخلد وان يرزقك بر واالدتك

اللهم امين

[د/منوشـآ]

اللـهـم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب .
اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته.
اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين .
اللـهـم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ,ولا تجعله حفرة من حفر النار .
اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة .
اللـهـم اعذه من عذاب القبر ,وجاف ِالارض عن جنبيها .
اللـهـم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور

اللهمـ اميـــــيين


غربه الخـاطر/ رائـــع ماخطت يــداك

دمتــي كما تحبيــن

~

[الأعجمية]

غربة الخاطر..

أسأل الله أن يرزق والدتك برك وحسن مصاحبتك لها..

ياصاحبتي .. رحم الله والدك العزيز..

والدك كان وما زال في قلوبنا.. فأعماله وحرصه على الدعوة لدين الله وأخلاقه الحسنة وسيرته لا تخفى..

ويكفينا فخرا أننا من تلامذته.. وهو من وضعني على طريق حفظ القرآن الكريم.. رحمه الله رحمة واسعة إلى يوم الدين..

ومن قبض على الخير وذكر بالخير لا خوف عليهم ..

فلا تحزني .. وسيري على نهج الله وسنة نبيه لتلتقيه في الآخرة في جنات تجري من تحتها الأنهار..

فلا راحة إلا هناك أخيتي..

ثبتك الله .. على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..

الأعجمية.

[بدر بن عبدالله]

أسأل الله أن يغفر لوالدكِ، وأن يرحمه، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم آمين.


سرد وأسلوب رائع للقصة.


[ تميز ].

[أجراس الرحيل]

أسأل الله أن يرحمه رحمة واااسعــة وأن يبدله داراً خير من دراره ،، ويصبر قلوب ملتاااعة ..!

لايضــــر تجزع العين دااام قلبك راااضي غاليتي ,, فحرفك مهما لمسنا الألم في محتواه ، إلا أنني أشعر برضااااه

[« ๛ـطآن ملِڪـہ »]

لا أستطيتع إلا ان أقول لـكِ


أســأل الله الكـريــم ربَ العــرشِ العَظـيم ..

[blink]أن يجمعـكِ بوالدكِ ومن تُـحبي في جنـة الفـردوس[/blink]

أســأل الله الكـريــم ربَ العــرشِ العَظـيم ..


[blink]أن يجمعـكِ بوالدكِ ومن تُـحبي في جنـة الفـردوس[/blink]


أخوك/سلطان..

[احساس جديد]

الله يرحمه ,..